تتزين سماء مصر الخميس القادم، بمشهد فلكي جذب عندما يقترن القمر مع الحشد النجمي أو ما يطلق عليه خلية النحل Beehive الموجود في برج السرطان، فى ظاهرة فلكية  جديدة يترقبها جميع هواة الفلك ومراقبة النجوم والمهتمين بهذا المجال لمشاهدتها ورصدها حيث تعد فرصة مثالية التصوير.

وقال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بـ المعهد القومي للبحوث الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق، إن هواة ومحبي الفلك على موعد يوم 25 يناير مع مشاهدة مبهرة فى السماء حين يقترن القمر مع الحشد النجمي خلية النحل Beehive في برج السرطان.

الدكتور أشرف تادرسخلية النحل تقع على بُعد 580 سنة ضوئية 

واوضح الدكتور “تادرس”، أن الحشد النجمي خلية النحل هو حشد نجمي مفتوح يقع على بُعد 580 سنة ضوئية تقريبا ويبلغ عمره 600 مليون سنة، وصفه بيطليموس "بأنه سحابة مجسمة في كوكبة السرطان" كما رصده جاليليو عام 1609 لأول مرة بالتلسكوب وتمكن من رؤية 40 نجما فقط.

واشار رئيس قسم الفلك السابق بـ المعهد القومي للبحوث الفلكية، أن القمر يشرق في هذا اليوم بدرا مقترنا مع الحشد النجمي خلية النحل في برج السرطان ، ولصعوبة رؤية الحشد النجمي خلية النحل بالعين المجردة ننصح بإستخدام تلسكوب صغير حيث نراه جوار القمر في السماء طوال الليل إلى أن يختفي المشهد في ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس

أشار أستاذ الفلك  بـ المعهد القومي للبحوث الفلكية، أنه يمكن مشاهدة هذا الاقتران عند اقتران القمر مع خلية النحل الليلة، حيث نراهما متجاوران في السماء طوال الليل إلى أن يختفيا في ضوء الشفق الصباحي من جراء شروق الشمس صباح اليوم التالي .

وشدد على صعوبة رؤية الحشد النجمي بالعين المجردة في أجواء المدينة ، لذا يتطلب الأمر إستخدام تلسكوب صغير .

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خلية النحل مشهد فلكي القمر مع الحشد النجمي ظاهرة فلكية ظاهرة فلكية جديدة

إقرأ أيضاً:

نجم الجبهة

لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمينها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.

والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم "الجبهة"، وهو أحد ألمع النجوم في كوكبة الأسد، ولقد سمي بالجبهة لأنه يقع في رأس هذه الكوكبة التي تخيلها العرب على شكل أسد، وهو في حقيقة الأمر ليس نجما مفردا وإنما نظام ثنائي مكوّن من نجمين يدوران حول بعضهما، وكلاهما من النوع العملاق البرتقالي.

يبدأ ظهوره في سماء سلطنة عمان، خلال أواخر فصل الشتاء وبداية الربيع، ويظل مرئيًا حتى منتصف الصيف، ويمكن رصده بعد غروب الشمس في الجهة الشرقية، حيث يرتفع تدريجيًا نحو السماء الجنوبية الشرقية مع تقدم الليل، وفي شهر مارس، يكون "الجبهة" مرئيًا بوضوح بعد الساعة 8 مساءً، ويصل إلى أعلى نقطة له في السماء حوالي منتصف الليل.

في التراث العربي، كان نجم "الجبهة" يُعتبر أحد منازل القمر ويُستخدم في التقويمات الزراعية لتحديد أوقات الزراعة والحصاد، ودخول "نوء الجبهة" كان يشير إلى بداية فصل الخريف وفقًا لحساب النجوم، حيث تتغير الظروف المناخية وتبدأ درجات الحرارة في الانخفاض، مما يؤثر على الأنشطة الزراعية، وقد ذكر القلقشندي في موسوعته المشهورة "صبح الأعشى في صناعة الإنشا" أن هذا النوء هو سبع ليال، ومما ذكره القلقشندي أيضا عن نوء "الجبهة" قال: "ثلاثة كواكب نيرة قد عدل أوسطها إلى الشرق، فهي لذلك على شكل مثلّث مستطيل القاعدة قصير الساقين، وإلى الجنوب عنها نجم أحمر مضيء جدّا يسمّى قلب الأسد يرسمه المنجمون في الاسطرلاب ، وأصحاب الصور يجعلون الجبهة على كتف الأسد".

وإذا أتينا إلى ذكر هذا النجم في أشعار العرب نجد أن كثيرا منهم ذكروه مرة مقترنا بكوكبة الأسد فيقولون "جبهة الأسد"، ومرة قرنوه مع النجوم الأخرى في السماء المرتبطة بالرفعة والعلو، فقد ورد في المنظومة الفلكية للملاح العماني أحمد بن ماجد فقال:

وجَبهةٌ وزُبرَةٌ والصرفه

ما في صفاتي قطُ لك حرفه

وبعدَهَا العَوَّاءُ والسمَاك

هُم آخرُ الشاميَّةِ الزواكي

ونجد الأديب العماني المبرد يذكر هذا النجم في قصيدة له من بحر الهزج فيقول:

وَخَبِّرني عَنِ السبت

وَسعمِ الحُرَّةِ الخَيفَق

وَما الجَبهَةِ في الكَوك

بِ ذي الرَجراجَةِ الفَيلَق

كما نجد للشاعر الأموي الكميت بن زيد الأسدي بيتا شعريا يقرن هذا النجم بكوكبة الأسد فقال:

بَانَتْ لَهُ الْعَقْرَبُ الْأُولَى بِشَرَّتِهَا

وَبلَّهُ مَعْ طُلُوعِ الْجَبْهَةِ الْأَسَدُ

وقد ذكر الأديب البارع أسامة بن منقذ الذي عاش في العصر الأيوبي في كتابه "المنازل والديار" أربعة أبيات للشاعر حفص الأموي يقول فيها:

يا ربع أين انتجع الحاضرُ

جادك نوء الجبهة الماطرُ

مالي أرى مغناك قفراً كأن

لم يلهُ في ساحته سامر

وهذا الفيلسوف محيي الدين بن عربي قد أورد ذكر هذا النجم في إحدى قصائده فقال:

نثرةُ الذابحِ للطرفِ رات

بلعاً يشكو كمينَ الحُرَق

جبهةُ السعد إذا ما زَبَرَتْ

علمها وسط خباءٍ أزرق

ونجد الشاعر ابن أبي حصينة الذي عاش في العصر الفاطمي يذكر هذا النجم فيقول:

فَلا الرَفدُ مَمنُوعٌ وَلا العَهدُ حائِلٌ

وَلا الفِعلُ مَذمُومٌ وَلا المَدحُ مَكذُوبُ

وَطالَت فَنالَت جَبهَةَ النَجمِ أُسرَةٌ

لَها نَسبٌ في الصالِحيِّينَ مَنسُوبُ

كما أن الشاعر أحمد بن شاهين القبرسي الذي عاش في العصر العثماني يذكر هذا النجم فيقول:

عجبت للشمس إذ حلَّت مؤثِّرةً

في جبهةٍ لم أخلها قطُّ في البشرِ

وإنما الجبهة الغرَّاء منزلةٌ

مختصةٌ في ذرى الأفلاك بالقمرِ

وإذا أتينا إلى الشعراء في العصر الحديث فنجد الكثير منهم ذكر هذا النجم، فهذا الشاعر اللبناني مصطفى الغلاييني يقول في نجم "الجبهة":

فَدانَتْ وكانت جَبْهَةَ اللَّيْثَِ مَنْعَةً

يُحَسدُها العَيُّوقُ يُخْفِقُ طالِبُه

أَتاهُمْ وَجَوُّ الأَمْرِ كاللَّيلِ مُظْلِمٌ

فَرَوَّعَهُمْ والخُلْفُ دَبَّت عَقارِبُه

مقالات مشابهة

  • نجم الجبهة
  • استحالة رؤية الهلال مساء يوم السبت لا بالعين المجردة ولا عبر الأجهزة الفلكية
  • في مواجهة الفاروا المدمرة.. هل يكون التلقيح الصناعي طوق نجاة نحل تسمانيا؟
  • زيادة أمراض الجهاز الهضمي لدى الشباب ظاهرة لا تزال أسبابها غير واضحة
  • ظاهرة أسبابها مجهولة.. أمراض الجهاز الهضمي تزداد لدى الشباب
  • الحسابات الفلكية: رمضان هذا العام 29 يومًا والأحد 30 مارس أول أيام عيد الفطر
  • مركز الفلك الدولي يتوقع متى تبدأ أول أيام عيد الفطر
  • تربية النحل.. مهنة تتوارثها الأجيال
  • مركز الفلك الدولي يصدم الملايين بشأن موعد عيد الفطر 2025.. ماذا حدث؟
  • في ظاهرة فلكية نادرة.. ترقبوا عبور الزهرة بين الأرض والشمس نهاية هذا الأسبوع