من داخل سفينة غالاكسي ليدر المختطفة.. دليل جديد يكشف علاقة إيران بهجمات الحوثيين في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
تداول ناشطون يمنيون مقطع فيديو جديد قالوا انه يثبت علاقة إيران بالهجمات التي تشنها الميليشيا على السفن التجارية المارة في المياه الدولية بالبحر الأحمر.
ويظهر في الفيديو قيام الحوثيين برفع صورة قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، على متن الباخرة المحتجزة "غالكسي ليدر" والتي حولتها الميليشيا لموقع لتنظيم الفعاليات الاستعراضية.
ونشرت وكالة مهر الإيرانية الفيديو وكتبت معلقةً: "مشاهد جديدة من على متن سفينة غالكسي ليدر المحتجزة في البحر الأحمر من قِبَل اليمن بعنوان دمكم طوفان".
وتعليقا على الفيديو قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني أن المشاهد التي بثتها وكالة 'مهر' الإيرانية، لرفع مليشيا الحوثي صور المدعو قاسم سليماني قائد فيلق القدس، ومهدي المهندس قائد الحشد الشيعي العراقي، على متن السفينة 'غالاكسي ليدر' المختطفة في نوفمبر الماضي، والتعليق بعبارة "دمكم طوفان"، ليست مجرد حدث عابر، فهذه الأحداث تقع في المياه الإستراتيجية للبحر الأحمر، ما يؤكد الأهمية الجغرافية والتأثير على الأمن الإقليمي والتجارة العالمية.
وأوضح أن رفع صور سليماني والمهندس، وكلاهما رموز بارزة في النشاطات الإقليمية الإيرانية، يؤكد ما قلناه منذ اللحظة الأولى أن النظام الإيراني يقف خلف عمليات القرصنة وتهديد الأمن البحري، ويُبرز العلاقة المباشرة بين الحوثيين وطهران، ويُظهر أن الحوثي ليس سوى أداة بيد إيران، تُستخدم لتحقيق أهدافها الإقليمية، وأن القضية الفلسطينية ونصرة غزة تُستغل كذريعة للتغطية على الأعمال الإرهابية التي تمارسها إيران في المنطقة.
وأشار الارياني الى ان هذه الأفعال تشكل جزءا من نمط أوسع للهجمات على السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر وباب المندب، في محاولة لزعزعة استقرار المنطقة والعالم. يجب علينا التأكيد على أهمية التصدي لهذه التحديات والعمل معاً في إطار التعاون الدولي لضمان الأمن والاستقرار، ووضع حد للنفوذ الإيراني المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي بتقديم دعم حقيقي لمجلس القيادة الرئاسي بقيادة الرئيس الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة الشرعية في الجوانب (السياسية، والاقتصادية، العسكرية) لفرض سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية، والشروع في تصنيف مليشيا الحوثي "منظمة إرهابية"، وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية، وسن القوانين التي تفرض العقوبات على قياداتها وتجميد اصولهم ومنع سفرهم.
من جهته أشار الصحافي والحقوقي همدان العليي، في تدوينة على منصة إكس، إلى ارتباط هذا الفيديو بالمعلومات التي نشرتها وكالة "رويترز" بشأن وجود قيادات من الحرس الثوري وحزب الله في صنعاء لتوجيه عمليات البحر الأحمر الحوثية.
وتطرق العليي إلى خسائر اليمن بسبب مشروع الحوثيين والذي أسفر عن سقوط مئات الآلاف من القتلى وتمزق البلاد وتشريد الملايين فضلاً عن تجويع الشعب.
بدوره، علّق الصحافي ياسر اليافعي على الفيديو قائلاً: "بالطبع هي رسالة إيرانية واضحة، نحن نقف خلف فوضى البحر الأحمر، وما الحوثيون إلا أدوات تنفذ وترفع الصور".
من جانبه أشار الصحافي ابراهيم عسقين إلى سعي الحوثيين لنفي علاقة إيران بأحداث البحر الأحمر حيث يزعمون أنها "معركة من أجل غزة" وأضاف: "اليوم وكالة مهر الإيرانية ترد على الحوثيين بهذا الفيديو الذي يثبت تبعيتهم لإيران".
يذكر أن جماعة الحوثي تشن هجمات على سفن تجارية تزعم أنها تابعة أو متجهة لإسرائيل. وردت الولايات المتحدة وبريطانيا الأسبوع الماضي على هذه الهجمات بشن غارات جوية على أهداف للحوثيين في مناطق سيطرتهم في شمال وغرب اليمن.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
ترامب ... وانتهاج سياسة ومشاريع الرومان !
صدر عن مؤسسة راند الأمريكية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية عقب أحداث 11 سبتمبر 2001م , تقريرا يحث الولايات المتحدة الأمريكية على احتلال السعودية والاعتراف بالمنطقة الشرقية - القطيف - كدولة مستقلة عن المملكة العربية السعودية .
اذلال وتحقير
صورة تداولها وشاهدها سكان العالم القديم , فلقد نقشت صورة الملك النبطي الحارث الثالث 87- 62 ق . م , حليف روما آنذاك على العملة الرومانية وهو منكس الرأس وحاملا في يده سعفة تعبيرا عن استسلامه . فما اشبه تلك الصورة بما شاهده العالم اليوم عبر وسائل الإعلام المختلفة نفس الاسلوب المتبع بسياسة التحقير والاذلال التي قام به الرئيس الأمريكي ترامب ونائبه تجاه حليف لهم الرئيس الاوكراني زيلنسكي في البيت البيضاوي .
أدوات لا حلفاء
أدرك دولة الانباط نفوذ الرومان المتزايد في المنطقة منذ منتصف القرن القاني ق. م , وادركوا طمع الرومان في الاستيلاء عليها في يوم ما, ومن ثم لجأ الأنباط مثلما فعل اليهود إلى سياسة جديدة وهي اقامة جسور من الصداقة مع الرومان وتحريضهم على القدوم إلى الشرق الأوسط , ولقد بدأت الصداقة الرومانية - النبطية في عهد الملك " الحارث الثالث 87- 62 ق. م " والذي نجح في انتزاع سوريا من أيدي ملوك السلوقيين الضعفاء , وفي عهده استولي القائد الروماني " بومبى " على سوريا عام 63 ق. م ,
وليس من المستبعد أن يكون ذلك قد تم بمساعدته , وعندما حوصر " يوليوس قيصر " في الاسكندرية عام 47 ق. م من قبل البطالمة وجه نداء إلى ملك الأنباط " مالخوس " لتقديم العون اليه , فأرسل اليه قوة من الفرسان هي التي ساعدت يوليوس قيصر على الافلات من هزيمة محققة , كذلك قدم الأنباط مساعدتهم للرومان حينما استولوا على مصر غي عام 30 ق. م ,
حيث قاموا بحرق أسطول الملكة " كليوباترا " حتي يمنعوها من الهرب جنوبا في البحر الأحمر , وكأنهم كانوا ينتقمون من تدمير بطليموس الثاني لأسطولهم عام 278 ق. م , وبعد موت مالخوس تولى الملك " عبادة الثالث 28 – 9 ق. م " والذي تعاون مع الرومان واشترك في حملة " أيليوس جاليوس " حاكم الرومان في مصر لغزو اليمن عام 24 ق. م , حيث قدم الانباط الدعم العسكري ألف مقاتل ودعم لوجستي عبر وزيره سيلايوس النبطي كدليل للحملة الرومانية على اليمن , كذلك شارك في تلك الحملة خمسمائة يهودي .
وقد رضى الأنباط بذلك الدور لأنهم اعتقدوا أن الرومان سوف يكافئونهم بأن يطلقوا يدهم في تجارة البحر الأحمر وينفردون بها خاصة بعد قيامهم بمسانده روما في السيطرة على سوريا ومصر ومن ثم مشاركتهم في التحالف الروماني لغزو اليمن والسيطرة على موانئها كميناء المخا وعدن وعلى طرق التجارة البحرية في البحر الأحمر والمحيط الهندي .
لكن الرومان عندما وصلوا إلى المياه الشرقية بدأوا يغيرون فكرتهم ومع ظهور الاسطول الحربي الروماني في مياه البحر الأحمر ببوارجه الحديثة بدأ الرومان يتبعون سياسة تقليم أظافر حلفائهم حتى لا يتحولوا إلى خطر يهدد مصالحهم في هذا المنطقة - بل الأصح بعد أن انتهي دورهم والغرض منهم - لذلك بدأت دولة الأنباط تنكمش لتعود إلى حدودها الطبيعية بعد منتصف القرن الأول الميلادي خاصة أن " السلام الروماني " كان قد استتب تماما في البحر الأحمر ووصلت روما إلى اتفاق مع البارثيين , ولم يعد هناك حاجة إلى الأنباط بعد أن أصبح طريق الملاحة إلى الهند آمنا ومؤمنا . فيما بقت اليمن دولة قوية وندا للرومان ولعبت دورا في السياسة الاقليمية والدولية في ذلك الوقت ممثلة بدولة حمير التي ورثت السلطة عن دولة سبأ .
عقود استثمارية
اتخذ الرومان اجراءات أمنية ضد حليفتهم الأنباط فوضعوا حامية رومانية في ميناء " ليوكي كومي " النبطي له سلطات عسكرية وادارية لجمع المكوس لصالح الأمبراطورية الرومانية حيث فرضا الرومان ضريبة قدرها 25% على بعض السلع القادمة من الشرق . فسياسة الرومان لا يمكن فصل التجارة عن السياسة فكلاها مرتبط ومتأثرا بالأخر , فالقادة الرومان في حملاتهم العسكرية كانوا يفكرون بعقلية التجار , كما ان المعسكرات الرومانية كانت تتحول إلى اسواق وبعضها تحول بالفعل إلى مدن فيما بعد .
وقاموا بتغيير طريق القوافل بين الخليج والبحر الأبيض ليمر عبر مدينة " بالمورا " بعيدا عن أرض الأنباط طريق بري أبعد نحو الداخل عن نفوذ الأنباط , وكان هذا تخطيطيا دقيقا لأضعاف الانباط اقتصاديا , وبالفعل بدأت دولة الأنباط تتدهور اقتصاديا وسياسا في عهد آخر ملوكهم " رابيل الثاني 71- 106م ". لذلك ندرك عقلية الرئيس الامريكي ترامب التي تنطلق من الاستفادة التجارية واستثمار موانئ وثروات أرض حلفائه وغيرهم مقابل حمايتهم كما فعل الرومان تماما مع الانباط ! .
مشروع تييريوس
في عام 106 م , رأي الامبراطور الروماني " تراجانوس " بعد السيطرة على أهم أسواق التجارة الشرقية القادمة من الخليج ونهر الفرات إلى البحر المتوسط وايضا التجارة القادمة من مواني البحرالأحمر , إلى انهاء وجود دولة مستقلة للأنباط وتنفيذ مشروع الأمبراطور " تييريوس القديم 14- 37م " في نفس العام الذي استولى فيه على بلاد البارثيين ودخل عاصمتهم " طيسفون " ( المدائن ) .
وهكذا تحولت دولة وبلاد الأنباط إلى " ولاية بلاد العرب الرومانية " وانتهي بذلك سفر طويل من علاقات الرومان بالانباط انتهى بالتخلص التدريجي منهم لتنفرد روما بالسيادة المطلقة على البحر الأحمر . لأن سياسة الرومان الدفاعية لم تكن لتسمح بوجود حليف قوى قد يتحول إلى خطر عليهم مستقبلا وهي نفس السياسة التي جعلت روما تدمر قرطاجة وكورنثة ولكن بفارق ان الاخيرتان قاومتا الهيمنة والسيطرة الرومانية , فيما الانباط واليهود لم يكونوا حلفاء لروما كون سياستها لا تعترف بحلفاء بل كانوا ادوات لها لتحقيق اهدافها ومصالحها في المنطقة , بدأ بسحق اليهود في عام 70م , وبعد 36 عاما انهت دولة الأنباط من الخارطة السياسية والجغرافية وضمتها كولاية رومانية تابعه لروما .
لذلك نجد اليوم أن السياسة الأمريكية نابعه من انتهاج سياسة ومشاريع روما القديمة والقائمة على استغلال الحلفاء سياسيا وعسكريا واقتصاديا ثم التخلي عنهم بمجرد انتهاء دورهم كأدوات وليس حلفاء ! .