الجزيرة:
2025-04-10@22:50:32 GMT

كيف تغيّر شخصية الطفل الاتكالي ليعتمد على نفسه؟

تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT

كيف تغيّر شخصية الطفل الاتكالي ليعتمد على نفسه؟

بيروت- فرط الدلال وتلبية جميع رغبات الطفل ومساعدته في كل أعماله، لا بل القيام بهذه الأعمال بدلا منه، كل ذلك له تأثيرات سلبية على شخصيته فيصبح اتكاليا، لا يتحمّل أي مسؤولية ويعتمد في كل شيء على المحيطين به، لا سيما الأب والأم.

هذا السلوك يظهر بوضوح بدءا من عمر الثلاث سنوات. لذا، على الأم تعويد طفلها على الاستقلالية منذ الصغر، وعدم الوقوع في خطأ القيام بكل ما يخص الطفل من دون ترك شيء يفعله بنفسه، فيشبّ معتمدا على أمه في كل مسألة ويبدأ الاتكال عليها حتى في أسهل الأمور.

ترى المتخصصة في الإرشاد الأسري وتعديل السلوك الدكتورة تانيا رميلي أنه "لكي نعوّد أطفالنا على الاعتماد على أنفسهم، يجب تشكيل وعيهم وتعويدهم على ذلك منذ الصغر، حتى يعتادوا الاستقلال بذواتهم وتنمية شخصياتهم ومساعدة الآخرين".

استشارية الإرشاد الأسري وتعديل السلوك الدكتورة تانيا رميلي: الإفراط في تدليل الطفل يجعله اتكاليا (الجزيرة) أسباب الاتكالية

تشير رميلي إلى أن الطفل الاتكالي لا يكتسب شخصيته من فراغ، بل بسبب ممارسات عدة للأهل، أهمها:

التوبيخ المستمر للطفل عند القيام بأي أمر، يولّد لديه عدم الرغبة في العمل حتى لا يسمع الانتقادات، ما يساهم في زيادة الاتكالية لديه، ويوحي للطفل أن باستطاعته ألا يقوم بأي شيء وأنه الآمر الناهي في المنزل. تدليل الطفل بشكل مبالغ فيه يجعله يعتمد على الآخرين. لذا، فإن الآباء والأمهات الذين يشكون من اتكالية أبنائهم، غالبا ما يكونون هم السبب في غرس هذا السلوك في نفوسهم من دون أن يدركوا الأمر. وذلك من خلال تدليلهم الزائد للطفل في الصغر، وتعويده على قضاء أبسط حاجاته بدلا منه، ما يؤدّي إلى إحساس الابن أو الابنة بضعف الثقة بالنفس والشعور بالعجز عن القيام بأي مهمة يمكن أن يُكلَّف بها. الطفل الكسول والاتكالي يرغب، عادةً، في استقطاب اهتمام الآخرين وكأنه محور انتباههم وتفكيرهم، فيطلب مساعدتهم لأنه يظن أنه غير قادر على مواجهة صعوبات الحياة ومتطلباتها، ما يجعله غير مكترث بمسؤولياته أو أداء مهامه ودراسته وواجباته. على الأم الحرص على تشجيع الطفل على المثابرة والاستمرار (غيتي) كيف يمكن تغيير سلوك الطفل؟

تقول رميلي إن ذلك يبدأ من تطوير شخصية قوية عند الطفل، مشيرة إلى أن بعض حالات الاتكالية تعود إلى عدم ثقة الطفل بنفسه وقدراته، وبالتالي اعتماده على الآخرين حتى لا يفشل في المهمة. لذا، ينبغي تعليم الطفل تحمل المسؤولية، والعمل على تعزيز ثقته بنفسه. والأهم، تعليمه أن له هدفا في الحياة يجب تحقيقه، مع الحرص على عدم المبالغة في تدليله.

وتضيف "من المهم أن يتبع الوالدان أسلوب الحزم في المعاملة، ومن المهم أن يجمع الوالدان بين الدلال والقسوة في التعامل معه، وتجنّب إصدار التعليمات على هيئة أوامر، واتباع أسلوب الاختيار. إذ يمكن للأم أن تقول للطفل: ما رأيك في أن تقوم بهذا العمل، فهو جيد لك؟، مع ضرورة الابتعاد عن السخرية والانتقاد، والحرص على توجيه الملاحظات بحكمة وحزم، ومدحه وإطرائه عند قيامه بأمر جيد".

وعن دور الوالدَين في التدريس، تنصح رميلي بأن يقتصر دور الأب والأم على شرح الدروس لطفلهما، في حين يكون هو وحده مسؤولا عن حلّ الواجبات المدرسية.

وثمة خطأ شائع تقع فيه أمهات كثيرات، وهو ترتيب غرف الأطفال وتنظيم ملابسهم، بدلا من تعليمهم أساسيات الترتيب البسيطة، بدءا من جمع الألعاب وترتيب الفراش وتنظيم الكتب والألوان. وتعتبر رميلي أن "إقدام الأم على ترتيب غرفة الطفل من دون موافقته يحمل رسالة إلى ذهنه بأنها اخترقت كل ما يخصه، وأنه يعيش بلا واجبات".

وتنصح المتخصصة في الإرشاد الأسري وتعديل السلوك الأهل بدفع أطفالهم إلى الانخراط في المخيمات الصيفية، بسبب نتائجها المبهرة على شخصيات الأطفال، إذ من شأنهم أن يتعلموا فيها مهارات سلوكية واجتماعية جيدة، وينفصلوا عن الوسائل الإلكترونية، فيضطرون إلى الاعتماد على النفس وبناء شخصية متوازنة.

الطفل هو المسؤول عن حل الواجبات المدرسية وليس الوالدان (غيتي)

من جانب آخر، كتب ستيفن ريتشفيلد في موقع "هيلثي بلايس" (Healthy Place) المتخصص في التربية والعلاقات الأبوية مع الأبناء، أن "التعلّق المرضي بالأهل" تنتج عنه حالة الاتكالية، فالطفل لا يستطيع الابتعاد عن والديه، لا سيما حين يواجه صعوبات كثيرة في المدرسة. وهنا، تلعب الأم دورا مهما في تعليم الطفل تحمّل أبسط المسؤوليات، مثل المساعدة في الواجبات المنزلية والعناية بأغراضه الشخصية والأكل بمفرده.

وأوضح ريتشفيلد أن من خصائص الطفل الاتكالي هو اعتماده كليا على غيره في إطعامه وملبسه وحاله كله، ويستمر ذلك حتى يصبح شابا متكلا على غيره فى كل شؤونه، عاجزا عن تحمل مسؤوليته كفرد أو تحمّل مسؤولية أسرة لاحقا.

لذا، وفق ريتشفيلد، يجب تنمية مهارة الاستقلالية لدى الطفل، والتي من شأنها أن تجعله يعدّل سلوكه الاتكالي والأناني، وتبعده عن نوبات الغضب، كما تجعله أقل عنادا وأكثر توازنا. وعلى الأم تشجيع طفلها على المثابرة والاستمرار في المحاولة ليستطيع تجاوز تجارب عدة من الفشل وتحقيق النجاح في أداء مهمته.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

رأي.. تيم سباستيان ورنا الصباغ يكتبان عن سياسات ترامب: ما الذي حدث للتو؟

هذا المقال بقلم تيم سباستيان، صحفي بريطاني ومحاور تلفزيوني ومؤلف كتب، ورنا الصباع صحفية ومحررة استقصائية عربية. يتشارك الاثنان في منصة مستقلة على وسائل التواصل الاجتماعي تسلط الضوء على قضايا الساعة الإشكالية.

لم يستغرق الأمر أكثر من شهرين ليبان الحجم الكامل لطموحات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.

تحول إلى قوة هدم في المشهد المحلي. أقال الآلاف، وضغط على المحاكم والجامعات، واختطف الناس من الشوارع، وطالب بتعهدات "ولاء شخصي" من موظفي الحكومة الفيدرالية.

لكي يحقق مسعاه، ملأ البيت الأبيض بمتُنفذين متغطرسين يُمطرون أمريكا – والآن العالم – بوابل من المحاضرات حول ما يجب عليهم فعله وكيف يفعلونه.

هؤلاء شخصيات لم تكن شيئا بالأمس – لم يُرفعوا أو يصلوا تلك المناصب بسبب علمهم أو حكمتهم – بل هم مجرد رجال ونساء تنفيذيين، متعطشون لممارسة السلطة الجديدة التي انتزعوها من النظام الديمقراطي، بعد تمزيق وتجاهل العديد من الضوابط والتوازنات التي كانت تحكم وتضبط البلاد.

يا له من إنجاز مذهل في سرعته وحجمه، ولكنه أيضًا مفعم بالحقد، وبممارسات تعظيم الذات على مستوى عالمي.

الولايات المتحدة لم تعد هي نفس البلد التي كانت عليها قبل شهرين.

في بعض النواحي، بالكاد يمكن التعرف عليها.

فرض الرسوم الجمركية هو حتى الآن أكثر أعمال ترامب جدية في ممارسة الإكراه السياسي الدولي – تأتي بمثابة صدمة ضخمة للاقتصاد العالمي وتحمل رسالة واحدة فوق كل اعتبار: أمريكا يمكنها أن تصنعك أو تدمرك – لذا إما أن تفعل الأمور على طريقتي أو تتحمل العواقب.

وهذه العواقب واضحة جدًا في الخسائر التريليونية التي تم ويتم تسجيلها في أسواق المال العالمية.

بعض الدول ستنحني وتسجد أمام ترامب مع أن من تتعامل معه، ليس شخصًا يمكنك الوثوق به.

هذا هو الرجل نفسه الذي أرسل يومًا ما صواريخ “جافلين” إلى أوكرانيا لمساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد روسيا – وهو الآن يحاول ابتزاز كييف المُنهكة من الحرب، والمكافحة من أجل البقاء، لتتخلى عن معظم حقوقها السيادية في المعادن النادرة الموجودة على أراضيها.

ترامب هو الرجل نفسه الذي وصف غزو بوتين بـ”العبقري”، وفي نفس الوقت كان يفرض رسومًا عقابية على أقرب حلفائه – قام بهدوء برفع العقوبات عن زوجة الأوليغارش الروسي بوريس روتنبرغ، الذي يُصادف أنه صديق مقرب لبوتين.

ومن المثير للسخرية أن هذا لم يُذكر في بيان البيت الأبيض الرسمي الذي أعلن عن رفع العقوبات.

ففي صف من يقف ترامب حقًا؟

الجواب: لا أحد سوى نفسه.

ترامب مصمم على استخدام القوة الهائلة لمنصبه لتوسيع نفوذه الأيديولوجي، بإملاء قواعد العمل على الشركات والدول – وتهديدهم بفقدان رضاه وأعماله إن لم يطيعوه.

بالنسبة لترامب هذا ليس أقل من محاولة فريدة تحدث مرة في العمر لإعادة تشكيل أجزاء واسعة من العالم وفقًا لهواه، وضمان خضوعها لنفوذه.

وفي نفس الوقت الذي كانت فيه إعلانات التعرفة الجمركية تمزق توقعات الأسواق العالمية، كان وزير خارجيته مارك روبيو – رجلٌ كان قد تحداه سابقًا على ترشيح الحزب الجمهوري وسُخر منه بلا رحمة – يُطالب دول الناتو برفع إنفاقها الدفاعي إلى 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي.. وكأن الامر ممكن أصلًا.

ربما كان ذلك ممكنًا.. لبعض الدول في الأسبوع الماضي.

لكن الشهر المقبل.. وبفضل الحرب التجارية الجديدة – فالأمر مستحيل.

إذاً – رسائل متضاربة تصدر عن ترامب.

أولاً الضربة المالية.

ثم عندما يتم إنهاك الضحية، يُعرض عليه اتفاق لم يكن ليوقعه قبل أن يتلقى الضربة.

بعض الدول ستتعامل مع ترامب وتقدم له تنازلات تجارية ومحفزات لأنها لا تملك خيارًا آخر.

لكن الضغط لن يتوقف.

وعلى عكس ما يدّعي ترامب بأن أمريكا باتت ضحية عالمية – لا تزال البلاد تملك أقوى اقتصاد في العالم.

ويريدك أن تتذكر ذلك.

لأنه يدرك أن أنتم، أي معظمكم، ببساطة لا تستطيعون تحمل عواقب إغضابه.

أمريكادونالد ترامبرأينشر الأربعاء، 09 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • عمرو سعد: تعمدنا ظهور شخصية الجارحي في سيد الناس بدون سيجارة أو شيشة
  • أحمد غزي: رحلتي مع التمثيل شبيهة لرحلة شخصية مؤمن في قهوة المحطة
  • كيف يبدأ الإنسان بالتغيير من نفسه؟.. علي جمعة يوضح
  • بتلاحظ أنه كبار السن المشوا خارج السودان (..)
  • تبت يد الجنجويد.. لن يهزمنا قطع الكهرباء او الماء ولا الهواء نفسه !!
  • إرهابي يسلّم نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار
  • رأي.. تيم سباستيان ورنا الصباغ يكتبان عن سياسات ترامب: ما الذي حدث للتو؟
  • أحمد السعدني عن دوره في لام شمسية: كنت مرعوب من شخصية طارق
  • حزن في القصر بعد وفاة شخصية قريبة من ويليام وهاري
  • الفرق بين الرضاعة الطبيعية والصناعية.. مميزات وعيوب