التصعيد ضد القوات الأميركية بالشرق الأوسط يطرح مخاوف تجاوز الخط الأحمر
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن مسؤولين أميركيين يخشون أن يؤدي تزايد الهجمات التي تستهدف القواعد الأميركية إلى إشعال "حرب إقليمية أوسع" في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ولم يسفر الهجوم الأخير على القوات الأميركية في المنطقة خلال عطلة نهاية الأسبوع عن سقوط قتلى، لكن الرئيس جو بايدن ومستشاريه يشعرون بـ"القلق" من أن الأمر "مجرد مسألة وقت" قبل أن تتسبب الهجمات المتزايدة في خسائر، حسبما تشير الصحيفة.
وتورد الصحيفة، أنه مع ارتفاع عدد الضربات التي تستهدف القواعد الأميركية في الشرق الأوسط يرتفع خطر سقوط قتلى"، وهو خط أحمر قد يؤدي إلى حرب أوسع نطاقا.
وأشارت إلى أنه كلما وصل تقرير عن ضربة إلى البيت الأبيض، "يتساءل المسؤولون عما إذا كانت هذه هي الضربة التي ستؤدي إلى اتخاذ خيار ردع أكثر حسما، قد يؤدي إلى نشوب حرب إقليمية أوسع".
والأحد، قال الجيش الأميركي، إن فصائل مدعومة من إيران أطلقت "عدة صواريخ باليستية" على قاعدة عين الأسد الجوية بالعراق، في وقت متأخر السبت، ما أدى إلى إصابة عراقي واحد وتسجيل إصابات محتملة في صفوف القوات الأميركية.
وأكدت الولايات المتحدة، على أنها تتعامل "بجدية بالغة" مع الهجوم الذي شنته فصائل مدعومة من إيران على القاعدة التي تستضيف قوات أميركية بغرب العراق.
وقال نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون فاينر، الأحد "لقد كان هجوما خطيرا للغاية، باستخدام صواريخ بالستية شكلت تهديدا حقيقيا".
وأضاف فاينر خلال ظهوره في برنامج "هذا الأسبوع" على شبكة "إيه بي سي" الأميركية "سنرد... من خلال إقامة الردع في حالات مماثلة ومحاسبة هذه الجماعات التي تواصل مهاجمتنا".
وتابع "يمكنكم التأكد من أننا نتعامل مع هذا الأمر بجدية بالغة".
وأوضح فاينر والبنتاغون، أن معظم المقذوفات التي أطلقت على القاعدة اعترضتها الدفاعات الجوية.
ومنذ منتصف أكتوبر، سجلت عشرات الهجمات على حوالى 2500 عسكري أميركي في العراق وحوالى 900 منتشرين في سوريا مع قوات أخرى من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وأعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي تحالف فصائل مسلحة مرتبطة بإيران، مسؤوليتها عن معظم الاستهدافات ومن بينها الهجوم الأخير.
وقالت الجماعة في بيان لها، إن الضربة كانت جزءا من المقاومة الأوسع ضد وجود القوات الأميركية في العراق، وكذلك ردًا على الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة.
ويمثل استخدام الصواريخ البالستية تصعيدا في الهجمات التي استعملت فيها سابقا صواريخ وطائرات مسيرة منخفضة التقنية.
وأتى الهجوم على "عين الأسد"، في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر، حيث سارع حلفاء إيران في المنطقة، وعلى رأسهم حزب الله في لبنان ومجموعات موالية لطهران في سوريا والعراق التي تنفذ هجمات على إسرائيل ومصالح أميركية، إضافة الى اليمنيين الحوثيين الذين يستهدفون سفنا في البحر الأحمر وبالقرب من خليج عدن. ويثير كل هذا التصعيد الخشية من توسع نطاق الحرب.
وبحسب "نيويورك تايمز"، فقد شنت القوات الأميركية عمليات للرد على هذا التصعيد، ولكن بطريقة محدودة لتجنب إثارة صراع كامل.
واستهدفت الولايات المتحدة في سلسلة ضربات مواقع عسكرية تابعة تابعة للمتمردين الحوثيين في اليمن، حيث تسعى واشنطن إلى تقليص القدرات العسكرية للحوثيين المدعومين من إيران.
لكن بعد أسبوع على ضربات مكثفة ضد أهداف تابعة لهم، لا يزال هؤلاء يُشكلون تهديدا وقد تعهّدوا مواصلة استهداف السفن التجاريّة في البحر الأحمر وخليج عدن، وفقا لفرانس برس.
وبحسب نيويورك تايمز ، ناقش مسؤولو إدارة بايدن بانتظام الاستراتيجية المناسبة للرد، مشيرة إلى أنهم، من جهة، لا يريدون السماح لمثل هذه الهجمات بالمرور دون رد، ومن ناحية أخرى لا يرغبون في الذهاب إلى أبعد من ذلك بحيث يتصاعد الصراع إلى حرب شاملة، وخاصة من خلال ضرب إيران مباشرة.
وتشير الصحيفة، إلى أن مسؤولين أميركيين يصرّحون سرا، أنه قد لا يكون أمامهم خيار آخر، خاصة إذا تسببت الهجمات في خسائر بشرية في صفوف القوات الأميركية.
واعتبرت الصحيفة، أن هذا "خط أحمر لم يتم تجاوزه"، ولكن تهديداته لا تزال قائمة.
وقال آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض سلام في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة ويعمل الآن في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: "تواجه الإدارة مشكلة دون حل خالٍ من المخاطر".
وأضاف: "إنهم لا يريدون ضرب إيران مباشرة خشية التصعيد"، غير أنه بالمقابل "إذا قُتلت القوات الأميركية، فلن يكون أمامهم بديل سوى الرد بشكل مباشر ضد الأصول الإيرانية".
ويوجّه معارضو الإدارة الأميركية، انتقادات لبايدن معتبرين أنه "يتساهل مع إيران خلال عدم التصرف بشكل أكثر حزما".
في المقابل، يرفض مسؤولو البيت الأبيض هذه الاتهامات، مؤكدين أن "الكثير من الجهود تبذل لمحاسبة إيران على أنشطتها المزعزعة للاستقرار".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القوات الأمیرکیة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
مخاوف من حرب طويلة تتجاوز استحقاق الانتخابات الأميركية.. ومناخ متشائم لدى المراجع المحلية
لم تقتصر خطورة دلالات حادث الإنزال والخطف الذي نفذته وحدة كوماندوس إسرائيلية عند ساحل البترون على استعادة هذا النمط من العمليات الذي سبق لإسرائيل ان قامت بعمليات عدة منذ السبعينات من القرن الماضي بمثله واسوأ في لبنان، بل تجاوزت ذلك الى ما يمكن اعتباره فاتحة مرحلة تصعيدية نوعية أطلقت من خلال هذه العملية في منطقة بعيدة عن الجبهة القتالية والمناطق التي دأبت إسرائيل على استهدافها بالقصف والغارات. وتكتسب المخاوف من حرب طويلة تتجاوز استحقاق الانتخابات الرئاسية الأميركية بكثير صدقيتها أيضا في ظل البلبلة الواسعة التي أثارتها المعلومات المتناقضة عن مهمة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين اذ لا زالت وسائل الإعلام الإسرائيلية والأميركية تتحدث عن تقدم حققه في زيارته الأخيرة لإسرائيل في حين يسود مناخ قاتم متشائم للغاية المراجع والأوساط المعنية في لبنان حيال الجهد الديبلوماسي لوقف النار.تعزز هذا المناخ استنتاجات خطيرة حيال مجريات التدمير الواسع لقرى وبلدات حدودية في الجنوب اذ أوردت وكالة "أسوشيتدبرس" ان بعض الخبراء يقولون إن إسرائيل ربما تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة خالية من السكان عند حدودها مع لبنان، وهي استراتيجية سبق أن نشرتها على طول حدودها مع غزة. وأضافت الوكالة أنه يبدو أن بعض شروط مثل هذه المنطقة موجودة بالفعل، وفقًا لتحليل أجرته"أسوشيتد برس" لصور الأقمار الصناعية والبيانات التي جمعها خبراء رسم الخرائط والتي تظهر اتساع نطاق الدمار في 11 قرية متاخمة للحدود. وتقول إسرائيل إنها تهدف إلى دفع "حزب الله" إلى الوراء بما فيه الكفاية حتى يتمكن مواطنوها من العودة بأمان إلى منازلهم في الشمال، لكن المسؤولين الإسرائيليين يعترفون بأنهم لا يملكون خطة ملموسة لضمان بقاء "حزب الله" بعيدا عن الحدود على المدى الطويل. وعندما سُئل الجيش الإسرائيلي عما إذا كانت نيته إنشاء منطقة عازلة، قال إنه "يشن غارات موضعية محدودة ومحددة الأهداف بناء على معلومات استخباراتية دقيقة" ضد أهداف لـ"حزب الله".
وسجل تصعيد كبير منذ فجر السبت اذ تكثفت الغارات الإسرائيلية في الجنوب والبقاع وقامت مسيرة إسرائيلية باستهداف شقة سكنية قرب قروط مول – غاليري سمعان أدت إلى استشهاد شخص وإصابة خمسة عشر شخصا بجروح. وشن الطيران الحربي الاسارئيلي غارة على مرتفعات مشغرة. كما نفذ الطيران الحربي فجر اليوم، غارة على معبر القاع جوسيه. وكشف وزير النقل علي حمية ان الضربة الإسرائيلية الجديدة على المعبر الحدودي بين لبنان وسوريا أغلقته مجددا بعد إعادة فتحه جزئياً، كما أصيب 13 شخصا بجروح في غارة على حزرتا واستشهد لاحقا طفل من بينهم . ومساء، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي للمرة الأولى على منطقة اكروم عند الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا مستهدفا جسر كفرتون اكروم عند بوابة وادي السبع كما أغار على منطقة حلواص النصوب ، وهي المرة الأولى التي يستهدف فيها احدى المناطق العكارية الحدودية بشكل مباشر .
وصعد "حزب الله" في المقابل عمليات القصف في اتجاه العمق الإسرائيلي، فاعلن في سلسلة بيانات، استهداف قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب، ومستعمرات دلتون، وبيريا، وشاعل، ويسود هامعلاه، وبار يوحاي، والكريوت شمال مدينة حيفا. كما استهدف قاعدة ومطار "رامات ديفيد" شمال إسرائيل بسرب من المسيرات. كما أعلن ان عناصره شنّوا هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة بلماخيم الجوية جنوب تل أبيب. واستهدف أيضاً قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية نوعية لمرتين متتاليتين، كما استهدف تجمعا للقوات الاسرائيلية شرق مارون الراس ومستوطنة المالكية وبار يوحاي. وكذلك، قصف مدينة صفد وشن هجومًا جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا .
واستهدف الحزب بعد الظهر "وللمّرة الأولى، الفوج اللوجستي الإقليمي في قاعدة مسغاف شمال شرق مدينة حيفا بصلية صاروخية ".
وأصيب ما لا يقل عن 19 شخصا ليل الجمعة السبت في الطيرة في وسط إسرائيل جراء سقوط صاروخ على مبنى، على ما أعلنت السلطات الإسرائيلية.