استقبل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، أعضاء الرابطة الدولية للصحفيين المعتمدين لدى الفاتيكان، اليوم الاثنين، في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان.

قال البابا فرنسيس، خلال الكلمة التي ألقاها منذ قليل، ونشرتها الصفحة الرسمية للفاتيكان، إن مهنة الصحافة هي دعوة تشبه إلى حد ما دعوة الطبيب الذي يختار أن يحب البشريّة من خلال علاج أمراضها.

وهكذا، بمعنى ما يفعل الصحفي الذي يختار أن يلمس لمس اليد جراح المجتمع والعالم. إنها دعوة تولد في عمر الشباب وتحمل إلى الفهم وتسليط الضوء والسرد، وأتمنى لكم أن تعودوا إلى جذور هذه الدعوة، وأن تتذكروها، وأن تتذكروا الدعوة التي توحدكم في مثل هذه المهمة الهامة. كم هناك حاجة إلى المعرفة والسرد من ناحية، وكم هو ضروري أن ننمي حبًّا غير مشروط للحقيقة من ناحية أخرى.

واستطرد البابا فرنسيس إن لقاءنا هو فرصة للتأمل حول العمل المتعب الذي تقومون به كصحفيين فاتيكانيين في سرد مسيرة الكنيسة، وفي بناء جسور المعرفة والتواصل بدلًا من أخاديد الانقسام وانعدام الثقة. 

تابع بابا الفاتيكان أشكركم على الجهد الذي تبذلونه في الحفاظ على النظرة التي تعرف كيف ترى أبعد من المظاهر، والتي تعرف كيف تفهم الجوهر، والتي لا تريد الخضوع لسطحية الصور النمطية والصيغ المعبأة مسبقًا للترفيه المعلوماتي، والتي بدل البحث الصعب عن الحقيقة، تفضّل التصنيف السهل للحقائق والأفكار وفقًا لمخططات محددة مسبقًا. أشجعكم على المضي قدمًا في هذه المسيرة التي تجمع بين المعلومات والتأمّل، والكلام والإصغاء، والتمييز والحب. لقد كان الصحفي نفسه الذي استشهدت به يؤكّد أنه في البيئة الإعلامية "على الصحافي الفاتيكاني أن يقاوم الدعوة الأصلية للتواصل الجماهيري للتلاعب بصورة الكنيسة، مثلها مثل أي صورة أخرى للبشريّة المرتبطة بها. في الواقع، تميل وسائل الإعلام إلى تشويه الأخبار الدينية. هي تشوّهها سواء في المجال العالي أو الأيديولوجي أو في المجال المنخفض أو الاستعراضي. لكن التأثير الإجمالي هو تشويه مزدوج لصورة الكنيسة: يميل المجال الأول إلى فرضها تحت شكل سياسي، فيما يميل الثاني إلى إبعادها إلى مجرّد أخبار سطحيّة. إنَّ الأمر ليس سهلاً، ولكن هنا تكمن عظمة الصحافي الفاتيكاني، دماثة الروح التي تضاف إليها المهارة الصحفية. إن جمال عملكم حول بطرس يكمن في تأسيسه على الصخرة الصلبة للمسؤولية في الحقيقة، وليس على رمال الثرثرة والقراءات الأيديولوجية الهشة؛ والتي تكمن في عدم إخفاء الواقع وحتى بؤسه، دون تخفيف التوترات ولكن في الوقت عينه دون إثارة ضجيج غير ضروري، وإنما من خلال محاولة فهم الجوهري، في ضوء طبيعة الكنيسة. كم من الخير يقدم هذا لشعب الله، وللأشخاص البسطاء، وللكنيسة نفسها، التي لا يزال أمامها مسيرة طويلة ينبغي عليها أن تقوم بها لكي تعرف كيف تتواصل بشكل أفضل: بالشهادة، قبل الكلمات.

وختم البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، كلمته بالقول أجدد لكم شكري وأبارككم وأبارك أحبائكم وعملكم. ولا تنسوا من فضلكم أن تصلوا من أجلي

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البابا فرنسيس جسور المعرفة البابا فرنسیس

إقرأ أيضاً:

لتأكيد وحدانية الكنيسة.. المجمع المقدس يوضح بعض النقاط الخاصة بالسيمنار|صور

اجتمعت اليوم الثلاثاء ٥ نوفمبر ٢٠٢٤ اللجنة الدائمة للمجمع المقدس برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، وحضور أصحاب النيافة الأنبا بنيامين (المنوفية)، والأنبا تادرس (بورسعيد)، والأنبا بولا (طنطا)، والأنبا مرقس (شبرا الخيمة)، والأنبا أبرآم (الفيوم)، والأنبا باخوم (سوهاج)، والأنبا توماس (القوصية)، والأنبا دانيال (المعادي)، والأنبا مكسيموس (بنها)، والأنبا يوأنس (أسيوط)، والأنبا برنابا (روما)، والأنبا غبريال (بني سويف)، والأنبا دانيال (دير الأنبا بولا)، والأنبا مقار (الشرقية) والأنبا يوليوس (مصر القديمة)، والأنبا ثاؤفيلس (منفلوط). فيما اعتذر نيافة الأنبا بيمن (نقادة) لنياحة أحد الآباء كهنة ايبارشيته. كما حضر الاجتماع أصحاب النيافة الأنبا سيرابيون (لوس أنچلوس)، والأنبا يوسف (جنوبي أمريكا)، والأنبا جابرييل (النمسا) عبر شبكة الإنترنت عن طريق تطبيق zoom

ناقشت اللجنة العديد من الموضوعات الرعوية، كالتالي:
أولاً: بخصوص التداعيات الأخيرة للسيمنار الذي كان مقررًا عقده في شهر نوفمبر الجاري، شرح بعض الآباء وجهة نظرهم، وتلقوا إيضاحات عن بعض ملابسات الموضوع، مما حدا ببعضهم إلى تقديم اعتذار عن بعض التصريحات التي صدرت عنهم بحسن نية، وعليه:
١- يستنكر أعضاء اللجنة تصرف من قام بتسريب أو نشر  قائمة أسماء بعض من الآباء المطارنة والأساقفة والإدعاء بأنهم يصنعون تكتلاً معارضًا داخل الكنيسة، الأمر الذي لا يمت للحقيقة بصلة، وتؤكد اللجنة أن أمور المجمع المقدس تناقش داخله فقط بكل شفافية وإخلاص.

٢- تؤكد اللجنة على وحدانية الكنيسة بجميع آبائها، أعضاء المجمع المقدس حول وتحت قيادة قداسة البابا تواضروس الثاني.

٣- نطلب من الجميع عدم الالتفات إلى ما تم نشره خلال الفترة الماضية، على وسائل التواصل الاجتماعي والذي استهدف إثارة المتابعين، وتشويه الكنيسة وآبائها الأمناء.

ثانيًا: قرر المجتمعون ما يلي:
١- تشكيل لجنة مجمعية لمناقشة ودراسة أي تعاليم غريبة عن الإيمان الأرثوذكسي تصدر عن أي شخص يعلم داخل الكنيسة، مع التأكيد على أنه ليس من حق أي أحد اتهام أي شخص في الكنيسة دون تحقيق وصدور قرار من المجمع المقدس حياله.

٢- تشكيل لجنة مجمعية للتحقيق مع بعض أصحاب صفحات التواصل الاجتماعي التي دأبت على الهجوم على الكنيسة وآبائها باستمرار، واستخدام أساليب الإثارة والإشاعات والتضليل، في تناول أمور الكنيسة،  في محاولة للإيحاء أن آباء الكنيسة يفرطون في إيمانها.


ثالثًا: بعد مناقشة بعض الأمور الرعوية والكنسية:
١- أشادت اللجنة بجهود الكنيسة بقيادة قداسة البابا واستضافتها لقاء الكنائس الأرثوذكسية بالعالم، الذي جرى الشهر الماضي في مصر.

٢- تم الاتفاق على استمرار الصلاة لأجل وحدة كنيسة التوحيد الإثيوبية الأرثوذكسية، ولأجل اختيار بطريرك جديد لكنيسة إريتريا.

٣- أشاد أعضاء اللجنة بتطور العلاقات مع الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، وفي هذا السياق سيتم عقد حوار بين الكنيستين يومي ١٤ و ١٥ نوفمبر الجاري في مصر.

وفي ختام الاجتماع تم الاتفاق على إقامة القداس الاحتفالي بالعيد الثاني عشر لتجليس قداسة البابا يوم الاثنين ١٨ نوفمبر الحالي في مركز لوجوس البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون.

وانتهى الاجتماع كما بدأ بالصلاة والتقط الصور التذكارية.

وسلامًا وبنيانًا لكنيسة الله.

مقالات مشابهة

  • الدجاجة أم البيضة؟.. علماء يحسمون الجدل الذي حير العالم لعقود
  • قضى 44 عاما على الكرسي المرقسي.. الكنيسة تحتفل بذكرى نياحة البابا غبريال
  • الفاتيكان يهنأ ترامب وينتقد غروره حيال أوكرانيا
  • بابا الفاتيكان يهنئ الرئيس تبون
  • البابا فرنسيس: الصلاة المسيحيّة ليست أن نتكلم مع الله من طرف واحد
  • البابا فرنسيس يدعو للصلاة من أجل فالينسيا
  • الكنيسة تصدر بيانا توضيحيا بشأن تداعيات سيمنار المجمع المقدس
  • دعوة صلاة .. البابا تواضروس يستقبل أسقفي الكنيسة القبطية بالسودان| تفاصيل
  • البابا تواضروس يستقبل أسقفي الكنيسة القبطية بالسودان
  • لتأكيد وحدانية الكنيسة.. المجمع المقدس يوضح بعض النقاط الخاصة بالسيمنار|صور