الصومال وإثيوبيا.. أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن رفض مصر للاتفاق الذي وقعته أرض الصومال مع إثيوبيا، مؤكدا رفض مصر التدخل في شؤون الصومال أو المساس بوحدة أراضيها.

وقال السيسي في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الصومال: "الصومال دولة عربية ولها حقوق طبقًا لميثاق الجامعة العربية فى الدفاع المشترك لأى تهديد لها، مؤكدًا بأن "مصر لن تسمح لأحد بتهديد الصومال أو يمس أمنها (.

. .) محدش يجرب مصر ويحاول يهدد أشقاءها خاصة لو أشقاءها طلبوا منها التدخل".

وتأتي أزمة الحدود بين الصومال وإثيوبيا في مقدمة الأزمات التي شغلت الساحة السياسية خلال الأيام القليلة الماضية، لا سيما وأن تهديد الحدود تشكل نوعا من الخطر الذي يهدد الأمن القومي لأي دولة.

أزمة الصومال وإثيوبيا

وأعلنت إثيوبيا في الأسبوع الأول من يناير الجاري، توقيع مذكرة تفاهم مع إقليم أرض الصومال الانفصالي، لتحقيق ما وصفه مسؤول في حكومة أديس أبابا بـ«تطلعات بلاده في تأمين الوصول إلى البحر الأحمر»، فيما نددت دول عدة بهذا الاتفاق، بينما أشار خبراء إلى أن هذا الاتفاق سيتحول إلى ملف خلافي جديد مع مصر، يضاف إلى أزمة سد النهضة، الذي فشلت المفاوضات، حتى الآن في تحقيق تقدم بشأنه، وذلك وسط توقعات بتزايد وتيرة التوترات في القرن الإفريقي بشكل عام.

دور الاتحاد الإفريقي

في المقابل، قال المتخصص في القانون الدولي، أحمد أبو الوفا، إنه يعول على الاتحاد الإفريقي في رفض هذه المذكرة، ومخاطبة الدول الأعضاء حال فشلت المساعي السياسية مع إثيوبيا، وأن يضغط الاتحاد على أديس أبابا اقتصاديا وتجاريا في مقابل تقديم الدعم إلى الصومال، لاستعادة سيطرتها على الإقليم الذي قد يتسبب في زعزعة الأمن والاستقرار في تلك المنطقة.

الصومال وإثيوبيا

واعتبر أبو الوفا، أن رفض جامعة الدول العربية للاتفاقية، بجانب التحركات المصرية مع دول الجوار، قد يشكلان آلية عمل لعدم الاعتراف بأي نتائج مترتبة على هذا الاتفاق، كونه بين دولة وإقليم غير معترف به، وهو أمر مخالف لكافة الأعراف والمواثيق الدولية.

كان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد، دعا إثيوبيا والصومال، إلى الانخراط في عملية تفاوض لتسوية خلافاتهما، كما حث، في بيان رسمي، الجانبين، على الامتناع من أي سلوك قد يؤدي بشكل غير مقصود إلى تدهور العلاقات بين الدولتين.

رد مصر على أزمة إثيوبيا والصومال

من جانبه عبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن رفضه للاتفاق الذي وقعته أرض الصومال مع إثيوبيا، مؤكدا رفض بلاده التدخل في شؤون الصومال أو المساس بوحدة أراضيها.

وقال السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصومالي حسن شيخ محمود: « فيما يتعلق بالاتفاق بين أرض الصومال وإثيوبيا، تحدثنا عن أننا في مصر كان لنا موقف واضح تم تسجيله وصدر بيان عن وزارة الخارجية المصرية برفض هذا الاتفاق، ومن ثم نؤكد على رفض مصر التدخل في شؤون الصومال أو المساس بوحدة أراضيها»، مشيرا إلى أن هذا الموضوع أحد النقاط التى تم مناقشتها مع الرئيس الصومالي.

اقرأ أيضاًالبرلمان الصومالي يؤكد عدم شرعية الاتفاق البحري بين إدارة أرض الصومال وإثيوبيا

الأمم المتحدة تحذر من تفشي الكوليرا في الصومال وإثيوبيا

الرئيس السيسي يوجه رسالة لـ إثيوبيا: مصر لن تسمح لأحد بتهديد الصومال

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أرض الصومال أزمة الصومال وإثيوبيا إثيوبيا الاتفاق البحري بين إدارة أرض الصومال وإثيوبيا الصومال الصومال وإثيوبيا دور الاتحاد الإفريقي الصومال وإثیوبیا أرض الصومال هذا الاتفاق الصومال أو

إقرأ أيضاً:

الطريق إلى مقديشو

من الخطأ اعتبار التقارب المصرى الصومالى وليد اللحظة أو انه موجه ضد دولة إثيوبيا على وجه الخصوص، مصر لا تقيم تحالفات وقتية وإنما تحيى علاقات قديمة ومستمرة ولم تستحدثها من العدم خاصة مع دول القرن الافريقى. الطريق إلى مقديشو عاصمة الصومال مثلا ليس جديدًا بل ولم ينقطع، فالعلاقات المصرية الصومالية تاريخ عريق وأواصر متينة.

وتجمع البلدين علاقات تاريخية عميقة تمتد لقرون عديدة. هذه العلاقات مبنية على أسس متينة من التعاون والتضامن، وتشمل جوانب سياسية واقتصادية وثقافية منها علاقات تجارية قديمة ويعود أقدم دليل على العلاقات بين مصر والصومال إلى عهد الفراعنة، حيث كانت هناك رحلات تجارية مكثفة بين مصر وبلاد بونت (التى يعتقد أنها تشمل أجزاء من الصومال حاليًا).

وكانت مصر من أوائل الدول التى اعترفت باستقلال الصومال ودعمته فى نضاله ضد الاستعمار.. كما قدمت مصر مساعدات اقتصادية وفنية للصومال فى مراحل بناء الدولة.

بالإضافة إلى ذلك يجمع البلدين وحدة المصير فى مواجهة التحديات المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب والتطرف، والحفاظ على الأمن والاستقرار فى المنطقة.

ويشمل التعاون بين البلدين مجالات عدة، مثل التجارة والاستثمار والثقافة والتعليم. وهناك روابط ثقافية مشتركة بين الشعبين المصرى والصومالى، حيث تتأثر الثقافة الصومالية بالثقافة المصرية فى العديد من الجوانب.

وتأتى أهمية العلاقات المصرية الصومالية فى تعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة وتساهم العلاقات القوية بين مصر والصومال فى تعزيز الأمن والاستقرار فى منطقة القرن الأفريقى.

ويساهم التعاون الاقتصادى بين البلدين فى دعم التنمية الاقتصادية فى كلا البلدين وتعزيز التضامن العربى والإسلامي

العلاقات بين مصر والصومال ليست وليدة اليوم، بل هى امتداد لحضارات عريقة وتاريخ مشترك. هذه العلاقات ستظل قوية ومتينة فى المستقبل، وستساهم فى تحقيق مصالح البلدين.

وبالإضافة إلى الصومال، تسعى مصر جاهدة لتعزيز علاقاتها مع دول أخرى فى منطقة القرن الأفريقى، وذلك لأسباب سياسية واقتصادية وأمنية. من أهم هذه الدول جيبوتى تتميز جيبوتى بموقعها الاستراتيجى على البحر الأحمر، ما يجعلها نقطة وصل مهمة بين آسيا وأفريقيا. تعود العلاقات بين مصر وجيبوتى إلى عهد الفراعنة، وقد شهدت تطورات كبيرة فى السنوات الأخيرة، خاصة بعد الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس السيسى إلى جيبوتى فى عام 2021.

إريتريا ايضًا تسعى مصر إلى توطيد علاقاتها بإريتريا، وذلك نظرًا لأهمية دورها فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة.

ولكن ما أسباب سعى مصر للتقارب مع دول القرن الافريقي؟

الأمن المائى المصرى طبعًا على رأس الأسباب وتعتبر قضية مياه النيل من أهم القضايا التى تشغل مصر، وتسعى مصر من خلال تقاربها مع دول حوض النيل والقرن الافريقى إلى تأمين حصتها من المياه.

مصر تريد ايضًا تعزيز أمنها القومى من خلال بناء علاقات قوية مع الدول المجاورة، ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة مثل الإرهاب والتطرف.

وتسعى مصر إلى تعزيز نفوذها فى المنطقة، ومواجهة أى محاولات لتقويض أمنها واستقرارها.

التعاون الاقتصادى مصر تسعى إلى توسيع علاقاتها الاقتصادية مع دول القرن الأفريقى، والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة.

وتعود جذور العلاقات المصرية مع دول القرن الأفريقى كما قلنا إلى عصور قديمة، حيث كانت هناك علاقات تجارية وثقافية بين الحضارات المصرية القديمة وحضارات المنطقة. وقد شهدت هذه العلاقات تقلبات عديدة على مر التاريخ، ولكنها ظلت دائمًا قائمة.

ولا شك أن التقارب المصرى مع دول القرن الأفريقى سوف يساهم فى تعزيز الاستقرار الإقليمى، ومواجهة التحديات المشتركة.

ويؤدى إلى بناء علاقات قوية ومتوازنة مع دول القرن الأفريقى، وذلك لتحقيق مصالحها القومية، وتعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة.

 

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • الأمين: أزمة المصرف المركزي كانت مؤلمة للاقتصاد الليبي الهش
  • العرادي: الاتفاق على حل أزمة المركزي يعد تصحيحًا للعبث الذي قامت به السلطة التنفيذية
  • اللافي يشارك في توقيع اتفاق حل أزمة المصرف المركزي ويؤكد أهميته لاستقرار ليبيا
  • اللافي: إنهاء أزمة المصرف المركزي كان ضرورةً قصوى لاستقرار ليبيا
  • الشاوش: نناشد أعضاء مجلسي النواب والدولة وكافة الأطراف السياسية بعدم عرقلة اتفاق حل أزمة المركزي
  • إثيوبيا تستعد لأول تعاون بحري فعلي مع أرض الصومال
  • الطريق إلى مقديشو
  • التربية تعلن الاتفاق على إطلاق 9700 درجة وظيفية للخريجين في ذي قار
  • أسوشيتيد برس: النصر الذي تطمح إليه إسرائيل على حزب الله ربما يكون بعيد المنال
  • إثيوبيا قلقة بعد تأكيد مصر دعم الصومال عسكرياً