دشّن رئيس ديوان المظالم رئيس مجلس القضاء الإداري الدكتور خالد بن محمد اليوسف ، اليوم، محكمة التنفيذ الإدارية، بحضورجمع من الوزراء وأعضاء السلك القضائي، وذلك في فندق الريتز كارلتون بالرياض.

وتضمّن الاحتفال العديد من الفقرات المرئية والحوارية، التي استعرضت تفاصيل تفعيل نظام التنفيذ أمام ديوان المظالم وتدشين محكمته.


وأوضح الدكتور اليوسف، أنّ وجود نظام التنفيذ وتفعيله على أحكام القضاء والسندات الإدارية؛ يحقق الأمان القضائي، كما يسهم في دعم مقومات البيئة الاستثمارية والتنمية الاجتماعية والسياحية ووسائل الجذب إليها.

وأضاف أنّ نظام التنفيذ أمام ديوان المظالم يأتي ليبرهن على توجه القيادة الحكيمة وحرصها على تحديث أنظمة القضاء وتقنين تشريعاته، لضمان رفاهية الحياة لمواطني المملكة وقاطنيها.

كما بيّن الدكتور اليوسف أنّ ديوان المظالم يستمد اختصاصه من نظام التنفيذ أمامه بالتنفيذ الجبري على جهات الإدارة وفق القواعد والإجراءات التي بيّنها النظام، والذي تضمن جزاءً للامتناع عن التنفيذ أو استغلال النفوذ أو السلطة في منع التنفيذ- عقوبات بالسجن والغرامة واعتبارها من جرائم الفساد ومن الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف.

وتضمّن حفلَ التدشين عدداً من الفعاليات ومعرضاً رقمياً، ومجموعة من الوسائل التوعوية المبتكرة للتعريف بطبيعة القضاء الإداري ونظام التنفيذ والمنصات والخدمات الرقمية الخاصة بها، واستعراض تطلعات ديوان المظالم في الاستفادة من التقنيات الناشئة وبرمجيات الذكاء الاصطناعي لخدمة أعماله وتجويد وتسريع مخرجاته.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: محكمة التنفيذ الإدارية دیوان المظالم نظام التنفیذ

إقرأ أيضاً:

خطاؤون.. لكنّا لسنا مُكابرين .. محاكم السرديات .. مشانق الحقيقة

ناجي شريف بابكر
نوفمبر ٢٠٢٤

إحدى التحديات التي تجابهنا في سعينا للمعرفة والإستنارة والإطلاع هي عملية الإسقاط التي يلجأ إليها بعضنا من القراء أو النقاد في محاكمة الأفكار والآراء المطروحة في السرديات التي تصادفنا. وذلك من خلال النبش في السيرة الذاتية للكتاب أو في مجمل أعمالهم والنصوص المسنودة لهم في مواقع وأوقات مختلفة، كمحاولة لإفساد الرسالة التي تستهدفها السردية

شئ أشبه ما يكون بمحاولة النظر إلى العالم من خلال ثقب إبرة، أو حينما تفلح القذاة في عينينا أن تجبر ضوء الشمس أن يتوارى ويضمحل.. فإن النظر للأعمال والأفكار من خلال هنات كتابها، أو من خلال أفكار ونصوص لنفس الكُتّاب أتت في سياق سرديات أخرى مغايرة لمنظورنا للأشياء، أو لما نحبه ونرضاه، فلم تصادف هوىً في أنفسنا.. إن من شأن تعاظم تلك الهنات واتخاذنا لها كحجب، أن تعزلنا عن الأفكار العظيمة والعظات التي كان بإمكاننا إستيعابها، إذا ماقفزنا من فوق تلك الحواجز المتوهمة التي صارت قادرة ان تحجب عنا ضوء الشمس الساطع رغم ضآلتها ورغم عظم الشمس في قبالتها.

كون أن كارل ماركس قد قال ذات يوم "أن الدين أفيون الشعوب" فإن تلك العبارة لوحدها، رغم ما عليها من المآخذ، ربما لا تكون كافية لأن نلقي بأبحاث أكاديمية عملاقة إستغرقت أربعين عاما في حياة الرجل حوتها أربعة مجلدات ضخمة لا يقل أحدها عن الألف صفحة من القطع المتوسط.. تطرقت لإشكالات مفاهيمية تتحكم في تقاسم الموارد والثروات الطبيعية.. وعن إشكالات الإقتصاد الرأسمالي وجحوده في تقاسم الفوائض والدخول، وعن مآلات ذلك الجحود كنقاط ضعف عملت ككرة الجليد لتساهم في إحداث التآكل الذاتي وزوابع التصحيح التي تعد اليوم مصدرا رئيسيا لمعظم النزاعات والثورات الإجتماعية العنيفة التي ظلت تكتنف العالم كل حين.. أن نلق بها رغم كل ذلك الجهد المبذول فيها إلى سلة المهملات.

لم تفلح الخصومة الفكرية والمصالح، ان تقف حجابا أمام مُنظّر رأسماليّ قُح كجون ماينارد كينز في أن يتعاطى بالجدية والأمانة الأكاديمية الكافية مع الأطروحة الماركسية ليقرأ من خلالها الواقع، أن يبني لعشيرته فُلكا من الإصلاحات أفلح أن ينقذ بها الرأسمالية من عطبٍ كاد يفنيها، أيام الركود الإقتصادي العظيم "ذا غريت ديبريشن" مرة في بواكير الحرب الثانية ومرة أخرى في العقد قبل الأخير من القرن الماضي.. ان ينقذها من أن تقع ضحية الأبوكليبس أو "قيامة الراسمالية" التي تنبأت بها الفرضية الماركسية. تمثّل ذلك في أن يتبني إصلاحات جبارة على الميركانتايل أو الكلاسيكال ليزيه فير إكونوميكس، شملت التدخل بإنعاش الطلب وقسمة الدخل والموارد ذلك عبر الإنفاق العام. تمخضت تلك الإصلاحات آخر الأمر عن ميلاد "دولة الرفاهية" أو الويلفير ستيت.. حتى عمّده المدونون "بالرجل الذي أنقذ الرأسمالية من نفسها"¹.

ليس ضروريا ان نُحاكم الآراء والأفكار من خلال اللجوء لمواضع الضعف والقصور لدى كُتّابها.. كون أن أحدهم قد مات مخمورا، أو أن أحدهم قد أدمن التدخين لدرجة أتلفت رئتيه وربما وضعت حدا لحياته، فسيظل من واجبه ما استطاع أن يكتب كواعظ ليبين للأحياء جسامة المخاطر التي قد يحدثها التدخين في صحتهم وسلامتهم.. لا يكفينا أن يقوم أحد النقاد بالتجريح في شخص المدون أن كيف يحذركم من التدخين بينما هو غارق فيه حتى الأذنين.. إن مثل هذا النقد والتنكيل لا يغني عن الحق شيئا.. وأن الولوج للحياة الشخصية للمدونين والكتاب، سوف لن تغنينا عن واجبنا ومسئوليتنا في التنقيب عن الحقائق والعبر والظفر بها ايا كان قائلها.. كالتنقيب عن اللآلي في جوف البحار وظلماتها.. وكما تُخرج حكمة الله جلت قدرته، الحليب ما بين فرث ودم.. أو كما قال أحد النقاد في مواجهة ما عرف بأدب العبث أو اللامعقول الذي راج في بواكير القرن المنصرم.. "لماذا يكون لزاما على كاتبٍ كدي إتش لورانس ان يحمل قراءه لمرافقة شخصيات رواياته حتى دورات المياه؟!".

أن نعرف الحق وأن نتعقبه في النصوص والسرديات أولى لنا الف مرة من ان نغرق في سيرة الناس وحيواتهم الخاصة، ونتنكب موالج عوراتهم ومثالبهم.. أن نتعامل مع النصوص والسرديات بصفة محايدة ليس تجاه مدونيها وكتابها فحسب، بل حتى تجاه انفسنا نحن.. فما الذي يمنعني أن أناصر نصا أو سردية أجدها تطابق الحق في منظوري.. على الرغم من أنها نفسها تناقض مصالحي الإقتصادية أو السياسية.. ما الدافع الذي يجبرنا أن نخلط فيمابين شهادتنا بالحق وإقرارنا به وبين ما نرتكبه من الحماقات والآثام في كسبنا على الصعيد السياسي أو الإقتصادي.. فكل إنسان خطاء.. وان خير الخطائين التوابين..

لماذا نسعى، بل من أين تواتينا الجرأة في أن ننتقل من خانة الخطأ لخانة المكابرة.. أن نتعالى على الحق ونتجاهله، فأن التعالي على الحق مكابرة واستكبار، وإن الإستكبار بمثابة منازعة للخالق في جبروته وسلطانه.. أفلا تعقلون؟!
إرتكبوا ما شئتم من الآثام واستغفروا الله عليها.. وتوبوا لكن حاولوا ما وسعكم ان تجنبوا أنفسكم أن تتنكروا للوقائع والإفادات المناصرة للحقائق.. لا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون.. سعيا لمناصرة خيارات ومسارات سياسية أو إقتصادية سبق لكم ان طرقتموها.. أسلكوا ما شئتم من المتاهات والمفاوز، دون أن تورطوا انفسكم في المكابرة.. إني لكم من الناصحين.

Email: nagibabiker@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • كلية الاقتصاد والعلوم السياسية تكرم الدكتور صالح الشيخ رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة
  • بعد إدانة بالفساد وحكم بالسجن.. رئيس موريتانيا السابق أمام القضاء مجددا
  • رئيس مجلس الوزراء يعزي الدكتور حميد مزجاجي في وفاة عمته
  • خطاؤون.. لكنّا لسنا مُكابرين .. محاكم السرديات .. مشانق الحقيقة
  • نائب رئيس ديوان مجلس النواب يشارك في ندوة حول التحول الرقمي في البرلمانات
  • رئيس جامعة أسيوط يُجري جولة تفقدية داخل عدد من القطاعات والوحدات بالمبنى الإداري
  • رئيس جامعة أسيوط يتفقد سير العمل في المبنى الإداري
  • المحكمة الإدارية بمراكش تعزل رئيس بلدية أسفي الإستقلالي نورالدين كموش
  • المحكمة الإدارية تعزل رئيس جماعة إيغود باليوسفية بسبب اختلالات مشروع ملكي
  • ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024 ولي عهد رأس الخيمة يطلق نظام الحر القضائي