أطلقت الصين اليوم “السوق الوطنية لتداول الخفض الطوعي لانبعاثات الغازات الدفيئة” ضمن جهودها الرامية إلى تحقيق هدفي ذروة الكربون والحياد في الصين.
ووفقا لمجموعة الصين للإعلام يعد برنامج الصين المعتمد لخفض الانبعاثات آلية طوعية تسمح للمشاركين بالحصول على أرصدة الكربون القابلة للتداول.. ويهدف إلى التحكم في انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية والحد منها، وتشجيع التخفيض الطوعي لانبعاثات غازات الدفيئة، وتنظيم التجارة الطوعية لخفض انبعاثاتها إلى جانب خفض الأنشطة ذات الصلة على الصعيد الوطني.


وأصدر “المركز الوطني الصيني لاستراتيجية تغير المناخ والتعاون الدولي” (NCSC) مبادئ توجيهية لتصميم وتنفيذ مشاريع الحد من غازات الدفيئة الطوعية.

تحدد هذه المبادئ التوجيهية أنواع الغازات الدفيئة التي تشمل ثاني أكسيد الكربون (CO2)، والميثان (CH4)، وأكسيد النيتروز (N2O)، ومركبات الكربون الهيدروفلورية (HFCs)، والمركبات الكربونية الفلورية المشبعة (PFCs)، وسداسي فلوريد الكبريت (SF6)، وثلاثي فلوريد النيتروجين (NF3).. ومن بينها، يستحوذ ثاني أكسيد الكربون والميثان على النسبة الأكبر من الانبعاثات، الناشئة عن احتراق الوقود الأحفوري والإنتاج الزراعي والحيواني، على التوالي.

جدير بالذكر أن عام 2021 شهد إطلاق الصين سوقها الوطنية لتجارة انبعاثات الكربون.. وفقًا للوائح ذات الصلة، إذا تجاوزت شركة أو وحدة كثيفة الانبعاثات حدود الانبعاثات التي حددتها الحكومة، فإنه يجب عليها شراء أرصدة مقابلة لتعويض انبعاثات الكربون الزائدة.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الكربون يسجل أعلى زيادة بالتاريخ وسط ضعف امتصاص الأرض

سجلت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي خلال عام 2024 أعلى معدل زيادة سنوي في التاريخ، في تطور اعتبره العلماء تحذيرا صارخا من تراجع قدرة النظم البيئية الطبيعية على امتصاص التلوث الناتج عن الأنشطة البشرية، وفق صحيفة واشنطن بوست.

وأظهرت بيانات صادرة عن "مختبر الرصد العالمي" التابع للإدارة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (إن أو إيه إيه) أن تركيز ثاني أكسيد الكربون ارتفع العام الماضي بمقدار 3.75 جزء في المليون، وهي أكبر قفزة سنوية منذ بدء تسجيل القياسات، متجاوزة الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2015 بنسبة 27%.

وبهذا يصل تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى مستويات لم يشهدها كوكب الأرض منذ أكثر من 3 ملايين عام، وفق المصدر السابق.

البيئة تحت الضغط

ورغم أن حرق الوقود الأحفوري يبقى المصدر الرئيسي لغازات الاحتباس الحراري، فإن العلماء يشيرون إلى أن هذه الزيادة القياسية لا يمكن تفسيرها فقط بانبعاثات الفحم والنفط والغاز.

إذ تشير دراسة جديدة إلى أن الغابات المطيرة والنظم البيئية الأرضية الأخرى عانت في عام 2024 من ضغوط شديدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف، مما أثر على قدرتها على امتصاص الكربون.

إعلان

وقال الباحث في الإدارة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي جون ميلر، إن ما حدث "يشير إلى أن تغير المناخ بدأ يُضعف قدرة الأرض على التصدي له"، بحسب ما نقلته واشنطن بوست.

وأضاف أن الأرض والمحيطات امتصت تاريخيا نحو 50% من الانبعاثات التي يسببها الإنسان، ولولا هذه "الأحواض الطبيعية للكربون"، لكانت درجات الحرارة العالمية قد ارتفعت إلى الضعف تقريبا مقارنة بالمستويات الحالية.

الغابات المطيرة تواجه مشاكل خطيرة تهدد توازنها وقدرتها على امتصاص الكربون (شترستوك) حرائق وجفاف عالمي

وتشير التحليلات الأولية إلى أن موجات الجفاف وحرائق الغابات في مناطق مثل الأمازون ووسط أفريقيا أطلقت كميات هائلة من الكربون المختزن، مما ألغى فعليا الفائدة البيئية التي كانت تقدمها تلك الغابات.

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية أن الغطاء النباتي في العديد من المناطق الاستوائية كان أكثر هشاشة من المعتاد، مع انخفاض كبير في امتصاص أشعة الشمس، وهو ما يعكس تراجع عملية التمثيل الضوئية التي تستخدمها النباتات لامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء.

وقال أحد الباحثين المشاركين بالدراسة إنه "كان هناك مزيج كارثي من ظاهرة النينيو القوية تلتها موجات جفاف حادة. النباتات لم تحصل على أي فرصة للتعافي".

الوقود ليس المتهم الوحيد

ورغم أن انبعاثات الوقود الأحفوري وصلت إلى مستويات قياسية عام 2024، فإن الزيادة لم تتجاوز 0.8% مقارنة بالعام السابق، وفق تقديرات مشروع الكربون العالمي. وهي نسبة لا تبرر وحدها هذا الارتفاع المفاجئ في تركيز ثاني أكسيد الكربون.

كما لم تُسجل مؤشرات عن تراجع كبير في امتصاص الكربون من قبل المحيطات التي تُشكل تقليديا أحد أبرز مصارف الكربون على كوكب الأرض.

ويثير هذا الارتفاع تساؤلات بين العلماء عما إذا كانت الأرض تقترب من نقطة تحول مناخية، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى إطلاق مزيد من الكربون من التربة والنباتات، مما يسرّع الاحترار بشكل متسارع.

حرائق غابات الأمازون تدمر ملايين الأشجار سنويا وتطلق كميات هائلة من الكربون إلى الغلاف الجوي (رويترز) إنذار حقيقي

لا يزال العلماء يعملون على تحليل البيانات النهائية لعام 2024، وينتظرون المؤشرات الأولى من عام 2025 لمعرفة ما إذا كان هذا التغير يمثل حالة استثنائية أم بداية لنمط جديد.

لكنهم متفقون على أن ما حدث يمثل جرس إنذار حقيقي. فكلما استمرت الانبعاثات دون كبح، تزداد احتمالات أن تفقد الطبيعة قدرتها على حمايتنا من أسوأ آثار تغير المناخ.

إعلان

وقال ميلر "نحن محظوظون لأن لدينا أنظمة طبيعية تمتص جزءا كبيرا من التلوث. لكن ليس هناك ما يضمن أنها ستستمر إلى الأبد. ما رأيناه في 2024 مثال على هشاشة هذا التوازن".

مقالات مشابهة

  • بعد الأكلات الدسمة.. مشروبات طبيعية تخلصك من غازات البطن
  • شهادات الادخار بعائد 27% في البنك الأهلي وبنك مصر تواجه سيناريوهات الخفض والإيقاف
  • الصين تُبقي على أسعار الفائدة الرئيسية للقروض دون تغيير
  • الصين تطلق ستة أقمار صناعية تجريبية جديدة إلى الفضاء
  • تحول الطاقة بحاجة إلى إنفاق تريليون دولار سنوياً
  • المركزي يحدد الموعد النهائي لتداول إصدارات فئة «الخمسين دينار»
  • الكربون يسجل أعلى زيادة بالتاريخ وسط ضعف امتصاص الأرض
  • الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الاصطناعية التجريبية
  • خبراء يتوقعون انتقال شركات أمريكية من الصين إلى الهند وسط التوترات التجارية
  • سويسرا تؤكد التزامها بتعزيز العلاقات التجارية مع الصين