بروكسل - رويترز
قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الاثنين إن خطة إسرائيل لتدمير حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية(حماس) في غزة لا تجدي نفعا وإنه يتعين على الاتحاد الأوروبي مواصلة الجهود للتوصل إلى "حل الدولتين" رغم معارضة إسرائيل.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أكد أمس الأحد مجددا موقفه الرافض لإقامة أي دولة فلسطينية لأنها ستشكل "خطرا وجوديا" على إسرائيل.

وقال إن إسرائيل ستصر على سيطرتها الأمنية الكاملة على جميع الأراضي غربي نهر الأردن والتي ستشمل غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

وجاءت تصريحات بوريل في الاجتماع الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذي حضره هذه المرة وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن والأمين العام لجامعة الدول العربية. وتركز المحادثات بشكل أساسي على تداعيات هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل والذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من غزة والرد العسكري الإسرائيلي عليه.

وسيشارك وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بشكل منفصل في الاجتماع الذي يُقّيم كذلك الحرب في أوكرانيا.

وفي إشارة إلى هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على حماس في حربها المستمرة منذ ثلاثة شهور في غزة، قال بوريل للصحفيين "ما هي الحلول الأخرى التي يفكرون فيها. يجعلون (الإسرائيليون) كل الفلسطينيين يغادرون؟ يقتلونهم جميعا؟... الطريقة التي يدمرون بها حماس ليست هي طريقة للقيام بذلك. إنهم يرسخون الكراهية لأجيال".

وقال بوريل إنه يريد المضي قدما في الجهود الدولية لإيجاد عملية تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية تتعايش إلى جانب إسرائيل. وكانت آخر محادثات لهذه الغاية قد انهارت قبل عقد من الزمان وسط انعدام متبادل للثقة وتعنت.

ووفقا لبيانات السلطات الصحية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، أدى الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي الضخم على القطاع المكتظ بالسكان إلى مقتل أكثر من 25 ألف فلسطيني وتشريد معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وقالت إسرائيل إن الحرب قد تستمر "لعدة أشهر" ولن تهدأ حتى يتم القضاء على حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين ويصبح قطاع غزة بلا أي تهديد أمني لإسرائيل.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي للصحفيين متسائلا "انظروا إلى أين أوصلنا بعد أن انخرطنا لأكثر من 30 عاما في العملية (السلمية)"، في إشارة إلى محادثات سلام إسرائيلية فلسطينية متقطعة منذ التسعينيات.

وأضاف "نحن أمام لحظة حقيقة. هل نسمح لأجندة عنصرية متطرفة بإملاء المستقبل أو نجتمع معا ونقول إن الطريق واضح، نريد السلام للجميع وحل الدولتين هو الطريق الوحيد، امضوا قدما ونفذوه؟".

وفي تصريحات مقتضبة للصحفيين، قال وزير الخارجية الإسرائيلي كاتس إنه في بروكسل لمناقشة قضية الرهائن الذين تحتجزهم حماس وإعادة التأكيد على أن إسرائيل ستفكك حماس وتستعيد أمنها القومي. ولم يتلق أي أسئلة.

وقبل الاجتماع أرسل السلك الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي ورقة مناقشة إلى الدول الأعضاء تقترح خريطة طريق للسلام في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع.

وفي قلب الخطة دعوة لعقد "مؤتمر تحضيري للسلام" ينظمه الاتحاد الأوروبي ومصر والأردن والمملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية، مع دعوة الولايات المتحدة والأمم المتحدة أيضا للمشاركة في عقد المؤتمر.

وسيعقد المؤتمر حتى لو رفض الإسرائيليون أو الفلسطينيون المشاركة. لكن الوثيقة تشير إلى أنه سيتم التشاور مع الطرفين في كل خطوة من المحادثات فيما يسعى المندوبون إلى وضع خطة سلام.

وتوضح الوثيقة الداخلية التي اطلعت عليها عدة مؤسسات إخبارية من بينها رويترز أن أحد الأهداف الرئيسية لخطة السلام ينبغي أن يكون إقامة دولة فلسطينية مستقلة "تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن".

ويعترف مسؤولو الاتحاد الأوروبي بأن المسؤولين والدبلوماسيين الإسرائيليين لا يبدون في الوقت الراهن أي اهتمام بما يسمى حل الدولتين، لكنهم يصرون على أنه الخيار الوحيد للسلام طويل الأمد.

وقال مكتب نتنياهو يوم السبت، بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن "إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة الأمنية على غزة لضمان أنها لن تشكل بعد الآن تهديدا لإسرائيل، وهو مطلب يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية".

وتقترح وثيقة الاتحاد الأوروبي أيضا على المشاركين في مؤتمر السلام أن يوضحوا "التداعيات" لكلا الجانبين، اعتمادا على ما إذا كانوا يقبلون أو يرفضون الخطة التي يجري الاتفاق عليها خلال المؤتمر.

ولم تذكر الوثيقة ما هي هذه التداعيات، فيما يمتلك الاتحاد الأوروبي عدة جوانب محتملة للتأثير.

ويعد الاتحاد الأوروبي مزودا رئيسيا للمساعدات الاقتصادية للفلسطينيين، ولديه اتفاقية تعاون واسعة النطاق مع إسرائيل تتضمن منطقة تجارة حرة. واقترح بعض المسؤولين سرا أنه من الممكن استخدام هذا الأمر للتأثير على إسرائيل.

وقالت وزير الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك "كل أولئك الذين يقولون إنهم لا يريدون أن يسمعوا شيئا عن مثل هذا الحل لم يقدموا أي بديل".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی وزیر الخارجیة

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يدعو إلى استئناف سريع للمفاوضات بين حماس وإسرائيل

دعا الاتحاد الأوروبي أمس الأحد، إلى استئناف سريع للمفاوضات بشأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة "حماس" وإسرائيل.

وقال المتحدث باسم السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي أنور العنوني: "إن وقف إطلاق النار الدائم سيساهم في إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين، مع ضمان الشروط اللازمة لبدء التعافي وإعادة الإعمار في غزة. جميع الأطراف تتحمل المسؤولية السياسية عن تحقيق ذلك".   وأكد الاتحاد الأوروبي على دعوته لتوفير وصول كامل وسريع وآمن وغير معرقل للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع للفلسطينيين المحتاجين، وللسماح للعاملين في المجال الإنساني والمنظمات الدولية بشكل فعال وآمن داخل غزة وتسهيل عملهم، وفق المتحدث نفسه.

الأردن: وقف إدخال المساعدات لغزة يهدد بتفجير الأوضاع https://t.co/XtEiaNOzRO

— 24.ae (@20fourMedia) March 2, 2025  وأعلنت إسرائيل أمس وقف دخول البضائع والإمدادات إلى غزة مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، في ضوء "رفض حركة حماس قبول إطار المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف لاستمرار المحادثات"، فيما لاقى هذا القرار إدانات واسعة من دول عربية.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأوكراني: نتوقع خطوات قوية من الاتحاد الأوروبي لدعمنا خلال قمة بروكسل
  • "الخارجية الأوكرانية": نتوقع خطوات قوية من الاتحاد الأوروبي لدعمنا خلال قمة بروكسل
  • مسؤول أوروبي: زيلينسكي سيحضر قمة الاتحاد الأوروبي غدا
  • زيلينسكي سيحضر قمة الاتحاد الأوروبي غداً الخميس
  • دول الاتحاد الأوروبي تطلق رقابة «آلية» على حدودها الخارجية
  • الخارجية: الاتحاد الأوروبي أكد استعداده للمساهمة في إعادة إعمار غزة
  • وزير الخارجية الإسباني: معظم دول الاتحاد الأوروبي تدعم مغربية الصحراء
  • الاتحاد الأوروبي يدين منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • الاتحاد الأوروبي يحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بعد قرار إسرائيل منع المساعدات
  • الاتحاد الأوروبي يدعو إلى استئناف سريع للمفاوضات بين حماس وإسرائيل