بغداد اليوم -  متابعة

كشف تحقيق أجرته صحيفة الغارديان البريطانية، اليوم الاثنين (22 كانون الثاني 2024)، ان الموظفين العاملين لدى الأمم المتحدة في العراق، يطالبون برشاوى لمساعدة رجال الأعمال في الفوز بعقود في مشاريع إعادة الإعمار بعد الحرب في البلاد، مشيرة الى ان موظفي الأمم المتحدة طالبوا بنسبة تبلغ 15% من قيمة العقود.

وأشارت الصحيفة في تحقيقها، الى ان" العمولات المزعومة هي واحدة من عدد من مزاعم الفساد وسوء الإدارة التي كشفت عنها صحيفة الغارديان في مرفق التمويل لتحقيق الاستقرار، وهو مخطط لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تم إطلاقه في عام 2015 وبقيمة 1.5 مليار دولار من اكثر من 30 جهة مانحة".

وأوضحت الصحيفة، ان "المقابلات التي أجريت مع أكثر من عشرين من موظفي الأمم المتحدة الحاليين والسابقين والمقاولين والمسؤولين العراقيين والغربيين تشير إلى أن الأمم المتحدة تغذي ثقافة الرشوة التي تغلغلت في المجتمع العراقي منذ الإطاحة بصدام حسين في عام 2003".

ووجدت صحيفة الغارديان أن "موظفي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي طالبوا برشاوى تصل إلى 15% من قيمة العقد، وفقًا لثلاثة موظفين وأربعة مقاولين"، وفي المقابل، يساعد الموظف المقاول على التنقل في نظام العطاءات المعقد التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لضمان اجتياز عملية التدقيق".

ونقلت الصحيفة عن احد المقاولين، قوله انه "لا يمكن لأحد أن يحصل على عقد دون أن يدفع، ولا يوجد شيء في هذا البلد يمكنك الحصول عليه دون دفع، لا من الحكومة ولا من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي"، مبينا ان "موظفي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اتصلوا بهم مطالبين برشاوى".

وقال أحد موظفي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إن "الصفقات تمت شخصياً وليس على الورق لتجنب اكتشافها، حيث يعمل العراقيون ذوو النفوذ في بعض الأحيان كضامنين، حيث أشاروا الى انه "يأخذ الطرف الثالث أيضًا حصة من الرشاوى"، مضيفين أن "المقاولين "سيختارون الأشخاص ذوي العلاقات والسلطة".

ويُزعم أن المسؤولين الحكوميين الذين عهد إليهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالإشراف على مشاريع البناء يحصلون على حصة أيضاً.

واوضح المقاولون وموظفو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذين أشرفوا على المشاريع إن "المسؤولين استخدموا تلك السلطة "للابتزاز" للحصول على الرشاوى من الشركات مقابل التوقيع على المشاريع المكتملة، حيث بين اثنان من المقاولين لصحيفة The Guardian إنهما أُجبرا على دفع مثل هذه المدفوعات.

وقال الأشخاص الذين تمت مقابلتهم، والذين تحدث الكثير منهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم خوفاً من الانتقام، إن البرنامج قد شهد توسعاً وتمديداً غير مبررين أدى في الغالب إلى الحفاظ على بصمة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مع إعفاء الحكومة العراقية من التزاماتها الخاصة بإعادة بناء البلاد.

وتشير الصحيفة أيضا، إلى ان معظم من أجريت معهم المقابلات وصفوا التدريب وورش العمل التي يديرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في إطار هذه المبادرات بأنها "تافهة" و"تفتقر إلى التماسك الاستراتيجي".

وقيل لصحيفة الغارديان إن الجلسات حضرها مسؤولون حكوميون وأفراد من المجتمع في الغالب من أجل الاستمتاع برحلة مجانية وصرف البدلات المالية، وقال أحد الموظفين السابقين: "يريد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فقط حرق الأموال والإظهار للمانحين أنهم يقومون بورش العمل".

ووصف موظف سابق مبادرة سبل العيش التي أطلقها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتعليم النساء النازحات الخياطة بأنها "غير واقعية" لأن العراقيين يميلون إلى شراء الملابس المستوردة الرخيصة من الأسواق المحلية: "لقد كانوا يحاولون إنشاء اقتصاد غير موجود". وأضافوا: "كان الأمر أشبه بالعودة إلى العصور الوسطى".

وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن مبادرات مثل التدريب على المهارات تم تطويرها بناءً على احتياجات المجتمع وبالتشاور الكامل مع السلطات المحلية أو قادة المجتمع.

وقد اعترف المانحون بصعوبة متابعة كيفية إنفاق تمويلهم والاعتماد على برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للقيام بالرصد والتقييم من خلال وحدة داخلية وصفتها الوكالة بأنها "مستقلة تماماً"، على الرغم من أنها تتبع إدارة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وقال خمسة ممن أجريت معهم مقابلات مطلعون على تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنها لا تعكس الواقع على الأرض.

وقال أحد المستشارين الذي أجرى مراجعة خارجية لبرنامج آخر لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "الكثير من هذه الوثائق هي في الغالب لأغراض العلاقات العامة، عندما تذهب فعليًا إلى هذه المقاطعات وتجلس مع المستفيدين من هذه الأموال وتنظر فعليًا إلى المشاريع، فإن ذلك يختلف تمامًا عما تتصوره من خلال قراءة هذه التقارير".

ويبدو أن موظفي السفارة، المعزولين خلف جدران خرسانية ولا يُسمح لهم إلا بزيارات ميدانية محدودة بسبب البروتوكول الأمني الصارم، يفتقرون إلى الوسائل اللازمة للطعن في المعلومات، حيث اشار مسؤول غربي، الى انه "يبقى الجميع لمدة عامين فقط، وعندما يكتشفون الأمر، يغادرون". "هذه هي الطريقة التي تستمر بها هذه البرامج عامًا بعد عام."

وردًا على طلب الغارديان للتعليق، قال مستشار رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إنه إذا ثبتت صحة مزاعم الفساد في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وتورط الوكالات الحكومية، فسيتم اتخاذ إجراءات قانونية. .

واضاف فرهاد علاء الدين، “سنتواصل مع الجهات العليا في الأمم المتحدة لمناقشة تفاصيل هذه الادعاءات والتحقيق فيها وإحالة المتورطين في الفساد إلى الجهات المختصة”. وسنقوم أيضًا بمراجعة جميع البرامج لمعرفة الحقيقة".

 

المصدر: صحيفة الغارديان 

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: فی برنامج الأمم المتحدة الإنمائی صحیفة الغاردیان الى ان

إقرأ أيضاً:

وورفير.. فيلم امريكي جديد عن احتلال العراق

أبريل 4, 2025آخر تحديث: أبريل 4, 2025

المستقلة/-  يضع الفيلم الجديد وورفير الذي تنتجه شركة إيه24 مشاهديه بين أفراد إحدى فصائل قوة العمليات الخاصة بالبحرية الأمريكية وهم يقاتلون في مهمة اثناء احتلال العراق.

الفيلم من تأليف وإخراج المحارب السابق راي ميندوزا والمخرج أليكس جارلاند، وهو محاكاة لحظية لعملية استطلاع فاشلة عام 2006، ويستند بالكامل إلى ذكريات ميندوزا والجنود الذين شاركوا فيها.

يأتي الفيلم بعد فيلم جارلاند الآخ سيفيل وور في 2024 الذي كان ميندوزا مشرفا على المسائل العسكرية فيه، ويشارك فيه كوزمو جارفيس، وويل بولتر، وتشارلز ميلتون، وجوزيف كوين، وكيت كونور، ودي فارو، وون-ايه-تاي.

ويشيد الفيلم بالقناص الذي تعرض للإصابة إليوت ميلر، الذي يؤدي دوره جارفيس، والذي لا يتذكر كثيرا من الأحداث.

وقال ميندوزا في العرض الأول للفيلم بلندن يوم الثلاثاء الماضي “أردت أن أصنعه من أجل إليوت… لا يتذكر ما حدث. على مر السنين، طرح الكثير من الأسئلة. عملت في هذه الصناعة 15 عاما، وكان بمثابة هدف.. رحلة بالنسبة لي.. لاكتساب جميع الأدوات والمهارات التي أحتاجها طوال مسيرتي من أجل تحقيق ذلك”.

ووضع صانعو الفيلم قاعدة وهي “عدم اختلاق أي شيء أو تضخيمه” وسرد الأحداث بأقصى دقة ممكنة.

قال جارلاند “عادة ما تبحث الأفلام عن طريقة لإضفاء طابع درامي، وهذا يعني أحيانا إضفاء طابع رومانسي على القتال والصراع وعدم الدقة. حاولنا الابتعاد عن كل ذلك وتقديم صورة الحرب كما هي في هذا الموقف. كانت هذه هي نيتنا الوحيدة”.

يصور الفيلم الشباب وهم يتخذون مواقعهم في مبنى سكني في ظلمة الليل. ويصور علاقتهم الوثيقة والفوضى التي تنجم عن تعرضهم لإطلاق نار ومحاولتهم إجلاء الجنود المصابين.

وبالنسبة للممثلين، فإن تصوير شخصيات حقيقية وإعادة تمثيل أحداث الرمادي كان مسؤولية كبيرة.

وقال كونور الذي يلعب دور جندي المدفعية تومي “كان علينا أن نجعل القصة، وما حدث، عادلة ومنح هذه الشخصيات حقها”.

تم تصوير الفيلم على أطراف لندن خلال خمسة أسابيع في أوائل 2024. واستعدادا للمشاهد المطولة والمشاهد المصممة بعناية، شارك طاقم العمل في معسكر تدريبي مكثف استمر ثلاثة أسابيع.

وقال بولتر الذي يلعب دور أحد الضباط المسؤولين عن العملية “شمل ذلك التعامل مع الأسلحة والاستراتيجيات والتكتيكات وبعض اللغة التي يتفرد بها جنود العمليات الخاصة بالبحرية الأمريكية والجيش. تعلمنا الاتصالات اللاسلكية والإسعافات الأولية وبعض أساسيات الملاحة، ثم شاركنا في بعض التمارين كفريق وطبقناها عمليا”.

وقال مايكل جاندولفيني الذي يلعب دور اللفتانت ماكدونالد “على الرغم من أن الفيلم يغرق الجمهور في أجواء الحرب، فهو متعمق في الإنسانية”.

وأضاف “إنه عن البشر.. يتناول عواقب أفعال البشر تجاه بعضهم البعض. أعتقد أنك ستخرج من الفيلم، وأنت تشعر بالكثير من الألم، لكن مع الكثير من الإنسانية”.

ويبدأ عرض الفيلم في دور العرض العالمية في العاشر من أبريل/ نيسان.

مقالات مشابهة

  • الجامعة البريطانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يطلقان أكبر ماراثون من أجل التعليم المتميز الجمعة المقبل
  • جريمة "إعدام المسعفين".. جيش الاحتلال ينسج "رواية كاذبة" لتبرير "الإعدام الميداني"
  • رئيس الشاباك يُفجِّر قنبلةٌ من العيار الثقيل: الحرب تخدم نتنياهو شخصيًا
  • فضيحة “الدرونز” التي كشفت مشاركة فرنسا في إبادة غزة
  • “نيويورك تايمز” تنشر فيديو لاستشهاد عمال الإغاثة في غزة مارس الماضي وتدحض الرواية الإسرائيلية
  • فضيحة “الدرونز” التي كشفت مشاركة فرنسا في إبادة غزة
  • الجيش الإسرائيلي يوسع "المنطقة الأمنية" في شمال قطاع غزة
  • فضيحة الدرونز التي كشفت مشاركة فرنسا في إبادة غزة
  • دعوة أممية لتحرك عاجل لحماية أطفال العراق من مخاطر الألغام
  • وورفير.. فيلم امريكي جديد عن احتلال العراق