موسكو أمام الأمم المتحدة لتوضيح مصير أطفال أوكرانيين رحلتهم بالقوة
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
تنظر لجنة تابعة للأمم المتحدة، الإثنين، في سجل روسيا في أوكرانيا سعيا لاستيضاح مصير أطفال أوكرانيين تتهمها كييف بنقلهم قسرا إلى الأراضي الروسية منذ بدء هجومها على البلد المجاور في فبراير 2022.
وتبحث "لجنة حقوق الطفل" المؤلفة من 18 خبيرا مستقلا، هذه المسألة على مدى يومين في سياق مراجعة دورية لسجل روسيا.
وأرسل الخبراء قبل أشهر قائمة بالمسائل التي يودون طرحها مع موسكو، ومن ضمنها مسألة "إجلاء" أطفال أوكرانيين إلى روسيا او مناطق سيطرة موسكو في أوكرانيا.
وهم يودون بهذا الصدد معرفة عدد الأطفال المعنيين بهذا الترحيل و"التدابير المتخذة لحماية حق هؤلاء الأطفال في الحفاظ على هويتهم بما في ذلك جنسيتهم".
وتقدر أوكرانيا عدد الأطفال الذين أرسلوا بالقوة إلى روسيا بعشرين ألفا.
وأعادت السلطات الروسية حوالي 400 طفل فقط حتى الآن، بينما تؤكد موسكو أن هدفها حماية الأطفال من المعارك.
وأكدت العام الماضي في ردها الخطي للجنة والذي أبلغته الأمم المتحدة إلى الصحفيين، الخميس، أن "إعادة توطين الأطفال الذين تم إجلاؤهم تجري بناء على طلبهم بشكل أولي وبموافقتهم".
ولا توضح الوثيقة عدد الأطفال المعنيين، لكنها تذكر أن "بين الذين تم إجلاؤهم بصورة خاصة أطفالا كانوا يعيشون في مؤسسات عامة للأيتام وأطفالا محرومين من حماية ذويهم (حوالي ألفي شخص بالإجمال)" ومن ضمنهم "أطفال يحملون الجنسية الأوكرانية".
كما تفيد الوثيقة استنادا إلى أرقام وزارة الداخلية الروسية بأن "46886 طفلا أوكرانيا اكتسبوا الجنسية الروسية خلال الفترة الممتدة من الأول من نيسان/أبريل 2022 إلى 31 حزيران/يونيو 2023".
آلية دوليةوتأمل كاتيرينا راشيفسكا، الخبيرة القانونية لدى "المركز الإقليمي لحقوق الإنسان في أوكرانيا" أن تدعو اللجنة إلى إنشاء "آلية قانونية دولية" تسمح بالتعرف على هويات الأطفال وإعادتهم.
وأوضحت لوكالة "فرانس برس" أن "آلية عودة الأطفال الأوكرانيين ليست اليوم سوى آلية متقطعة للغاية".
وتابعت أنه بالوتيرة التي تسير عليها الأمور حاليا "نحتاج إلى تسعين عاما لإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تم التعرف عليهم فقط" داعية الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إصدار قرار بإنشاء مثل هذه الآلية.
وشددت على أن "الأسرة الدولية مستعدة للقيام بشيء ما، لكن عليها التحرك بصورة أسرع بكثير".
كما سيتم بحث العديد من المسائل الأخرى خلال الجلسة التي تبدأ في الساعة 15,00 (14,00 ت غ)، بحسب قائمة النقاط التي وضعتها اللجنة في سبع صفحات.
وتعتزم اللجنة بصورة خاصة استجواب الوفد الروسي بشأن التدابير المتخذة لإزالة العقبات أمام ممارسة الأطفال حقهم في حرية التجمع والتثبت من عدم معاقبتهم لمشاركتهم في تظاهرات ولا سيما في تحركات ضد الحرب.
وأبدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير وجهته إلى لجنة حقوق الطفل، مخاوفها حيال تمكين الأطفال من ممارسة حرية التعبير والحق في الاستعلام والحقوق المرتبطة بالنوع الاجتماعي والتوجه الجنسي.
وقالت رايتشل دينبر، المديرة المساعدة لقسم أوروبا وآسيا الوسطى في "هيومن رايتس ووتش" لوكالة فرانس برس "ثمة مروحة واسعة من المسائل المرتبطة بحقوق الطفل في روسيا يمكن النظر فيها".
وأوضحت "لا نركز سوى على ثلاث منها لنظهر أن قمع الحقوق في روسيا بصورة عامة له تبعات على حقوق الطفل" مشيرة على سبيل المثال إلى احتمال تعرضهم لـ"أعمال انتقامية" في حال انتقادهم الغزو الروسي لأوكرانيا.
"تدهور عام" في حقوق الإنسانكما ستبحث اللجنة بصورة عامة مسألة احتجاز أطفال بصفة غير قانونية أو اعتباطية وممارسة العقاب الجسدي بما في ذلك في المنزل، والتدابير المتخذة للحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية والتراث للأطفال من السكان الأصليين.
وكذلك التدابير المتخذة في روسيا لمكافحة بعض "الممارسات المضرة" في شمال القوقاز مثل تزويج الأطفال وتعدد الزوجات والعقوبات الجسدية وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
وأوضح غريغور أفيتيسيان من المنظمة غير الحكومية الهولندية Stichting Russian Justice Initiative التي نشطت في روسيا لفترة طويلة، أن "هذه المنطقة تعاني مشكلات خاصة بها ... أججها كلها ضعف الأنظمة القانونية والمعايير المجتمعية".
لكنه أضاف أن "المنطقة بمجملها تشهد على غرار باقي البلد ... تدهورا عاما في وضع حقوق الإنسان".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: حقوق الطفل فی روسیا
إقرأ أيضاً:
الجحيم.. هذا ما يواجهه أطفال غزة
يواجه أطفال غزة جحيما لا يوصف، في ظل حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
حتى ديسمبر/كانون الأول 2024 كان يُعتقد أن أكثر من نصف مليون طفل في غزة بحاجة إلى دعم في مجالات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي. والآن، من المحتمل أن تؤثر الآثار التراكمية للعنف المستمر والنزوح القسري وفقدان عامين دراسيين كاملين عليهم لبقية حياتهم، وهذا وفقا للجنة الإنقاذ الدولية.
وحاليا، لا يوجد في غزة ملاذات آمنة للمدنيين، ويتحمل الأطفال التأثير السلبي لهذا الأمر بشكل حاد. إذ إن التعرض المستمر للتوتر الشديد، بما في ذلك العنف والنزوح، خلال السنوات التكوينية من حياة الطفل يعطل النمو الصحي للدماغ والأعضاء، مما يؤدي إلى تحديات صحية طويلة الأمد.
نزحت عطاف (53 عاما) وعائلتها 10 مرات خلال العام الماضي. تتذكر قائلة: "عندما غادرنا منزلنا، ظننت أن الحرب لن تستمر سوى 3 أسابيع. أنا وبناتي لم نحزم سوى حقيبة ملابس صيفية".
وتصف عطاف الوضع الراهن قائلة: "نسمع دوي انفجار مرعب كل 3 دقائق، ليلا ونهارا. ولهذا تأثير كبير على نفسية الإنسان".
ويفيد مقدمو الرعاية والمختصون بأن الأطفال الذين يعانون من الصدمة يبحثون عن الراحة بالتشبث بالآخرين عند سماع أصوات عالية، ويعانون من الكوابيس والتبول اللاإرادي، ويرغبون في النوم تحت السرير ليشعروا بالأمان.
إعلانوفقدت عطاف ابنها، البالغ من العمر (26 عاما)، ولا تعرف إن كان لا يزال على قيد الحياة. في الواقع، يقدر أن 17 ألف طفل تركوا بدون مرافق أو منفصلين عن عائلاتهم في غزة. ويواجه الأطفال غير المصحوبين بذويهم والمنفصلون عنهم مخاطر عالية من الإهمال والجوع وتأثيرات على الصحة النفسية.
تعطل التعليم في غزة
وفقد أطفال غزة عامين من التعليم، بسبب تدمير المباني المدرسية وانهيار النظام التعليمي.
ووفقا للتقارير، فإن تأثير الحرب والصدمات النفسية قد يؤخر تعليم أطفال غزة لمدة تصل إلى 5 سنوات. إذ إن أكثر من عام بدون تعليم لا يعيق نموهم فحسب، بل يحرمهم أيضا من المساحات الآمنة التي كانت المدارس توفرها سابقا.
وتؤدي الظروف المعيشية المزرية والهجمات في المناطق المكتظة بالسكان وضعف الوصول إلى الغذاء والنزوح المتكرر إلى مشاكل صحية خطيرة للأطفال الفلسطينيين وحديثي الولادة وأمهاتهم.
ويقول الدكتور محمد أبو تيم، وهو طبيب أطفال يعمل مع منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى ناصر في جنوب غزة -في تصريحات نشرت على موقع أطباء بلا حدود في نوفمبر/تشرين الثاني 2024- حيث يعالج أكثر من 300 مريض من الأطفال يوميا: "نعالج الرضع المصابين بأمراض معدية وأمراض تنفسية وأمراض جلدية". بالطبع، شهدنا هذا قبل الحرب، لكننا اليوم نشهده بشكل أكبر بكثير، والأرقام في ازدياد مستمر. نشهد اكتظاظا في القسم، بما في ذلك الأطفال المصابون بالتهاب رئوي حاد.
وتواجه فرق أطباء بلا حدود عددا هائلا من المرضى. فما بين يونيو/حزيران وأكتوبر/تشرين الأول 2024، عالجت منظمة أطباء بلا حدود 3421 رضيعا وطفلا دون سن الخامسة في جناح الأطفال الداخلي بمستشفى ناصر، وكان ربعهم تقريبا (22%) مصابين بالإسهال و8.9% مصابين بالتهاب السحايا.
وخلال الفترة نفسها، تلقى 168 مولودا جديدا دون شهر واحد، وأكثر من 10 آلاف و800 طفل تتراوح أعمارهم ما بين سنة و5 سنوات، استشارات طبية في غرفة الطوارئ بمستشفى ناصر لعلاج التهابات الجهاز التنفسي العلوي. علاوة على ذلك، تم إدخال حوالي 1294 طفلا تتراوح أعمارهم بين سنة و5 سنوات إلى مستشفى ناصر لعلاج التهابات الجهاز التنفسي السفلي، وكان من بينهم حوالي 459 حالة التهاب رئوي.
إعلانلقد أدى عام من الحرب إلى تدمير النظام الصحي وفرص الحصول على الرعاية.
الأمهات
تخاطر الأمهات في غزة عند اصطحاب مواليدهن وأطفالهن إلى المستشفيات والمراكز الصحية القليلة المتبقية. حيث يجبرن على السفر لمسافات طويلة في طرق غير آمنة سيرا على الأقدام أو على عربات تجرها الدواب، في مناطق مغبرة ومكتظة بالسكان، للوصول إلى المرافق الطبية. وتعرض هذه الرحلة الأطفال والمواليد الجدد لخطر التعرض للهجوم وتعرضهم لخطر كبير من المضاعفات الصحية. حتى بعد تلقي العلاج، يعود المواليد الجدد والأطفال إلى ظروف معيشية غير صحية، مما يؤدي بدوره إلى تدهور حالتهم الصحية وقدرتهم على الشفاء بشكل سليم.
في مواجهة ظروف معيشية غير ملائمة، ونقص في منتجات النظافة والأغذية، وتحت ضغط مستمر، فإن عددا كبيرا من الأمهات -اللاتي يعانين من سوء التغذية- يلدن أطفالا خدجا ويزداد لديهن خطر مضاعفات ما بعد الولادة. وتتفاقم هذه الأزمة بسبب النقص الحاد في المستلزمات الطبية وغير الطبية الأساسية في المرافق الصحية والمستشفيات.
وتعيش العائلات في خيام مكتظة أو تحت أغطية بلاستيكية وأقمشة مختلطة، دون مياه نظيفة، وخدمات صرف صحي، ومستلزمات نظافة، بما في ذلك الصابون، وغيرها من الاحتياجات الأساسية.
وتقول ياسمين، وهي أم يتلقى ابنها العلاج في مستشفى ناصر: "ليس لدي حفاظات لابني. حتى الملابس المناسبة له لا تكفيه، أضطر لاستخدام كيس بلاستيكي، وهذا يعرض جلده لمزيد من الالتهابات والطفح الجلدي. العيش في خيمة يعرض أطفالي لظروف قاسية، فهم ينامون حتى دون سرير مناسب".
ويقول الدكتور أبو تيم إن الحرب أثرت على الجميع بشكل كبير، وخاصة الأطفال في مرحلة النمو، ويعود ذلك إلى نقص الغذاء المغذي والعناصر الغذائية الأساسية، مما أثر على صحة المواليد الجدد والأطفال وعلى بناء مناعتهم، مما جعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية.
إعلان
ظروف معيشية غير ملائمة
تضيف ياسمين: "ابني يسعل باستمرار". أقضي معظم وقتي في المستشفى. ابني لا يضحك، ولا يلعب، ولا يشرب الحليب. ينام طوال الوقت. ويقول الطبيب إنه يجب إبعاده عن النار (لمنع السعال)، ولكن كيف لنا أن نفعل ذلك؟ كل شيء يطهى على النار.
وتسبب الظروف في غزة مشاكل صحية خطيرة للأطفال والرضع الفلسطينيين. من يونيو/حزيران إلى أكتوبر/تشرين الأول، شهدت منظمة أطباء بلا حدود أعدادا هائلة من المرضى الصغار المصابين بأمراض مثل الإسهال الحاد والتهاب السحايا والتهابات الجهاز التنفسي.
وفي ظل ظروف معيشية غير ملائمة، ونقص في منتجات النظافة والغذاء، تعيش العديد من الحوامل في حالة من التوتر المستمر، مما يؤدي إلى ولادة عدد كبير منهن- وكثيرات منهن يعانين من سوء التغذية- أطفالا خدجا ويواجهن خطرا متزايدا من مضاعفات ما بعد الولادة.
وتتفاقم هذه الأزمة بسبب النقص الحاد في الإمدادات الطبية وغير الطبية الأساسية لعلاج هذه الأنواع من المضاعفات في المرافق الصحية والمستشفيات. وقد ترك الحصار الإسرائيلي على غزة المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية في جميع أنحاء القطاع بدون إمدادات وأدوية مناسبة مثل الباراسيتامول والمضادات الحيوية.
ووفقا لبيان صادر عن إدوارد بيجبيدر، المدير الإقليمي لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مارس/آذار الماضي، متحدثا عن أطفال غزة "لقد قتل وجرح عشرات الآلاف من الأطفال".