هابل يلتقط مشهدا "وحشيا" في الفضاء السحيق يعكس مصير مجرتنا المستقبلي
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
التقط تلسكوب هابل عملية اندماج ضخمة في الفضاء السحيق، باصطدام مجرتين في كوكبة الجاثي (هرقل)، ما يمنحنا نظرة مستقبلية حول مصير درب التبانة وجارتها المرأة المسلسلة.
وتظهر أحدث صورة Arp 122، وهي مجرة غريبة تتكون في الواقع من مجرتين: NGC 6040، المجرة الحلزونية المائلة والملتوية، وLEDA 59642، المجرة المستديرة ذات الوجه اللولبي.
A monster merger ????
This #HubbleFriday image features Arp 122, which actually consists of two separate galaxies colliding (seen at right).
Galaxy collisions and mergers are dramatic events, but take place over the course of hundreds of millions of years: https://t.co/Eaac4YBTINpic.twitter.com/GvNJEVuZkC
وتقع المجرتان في منتصف الاصطدام الضخم الذي يحدث على بعد نحو 570 مليون سنة ضوئية من الأرض، لكنهما تتسابقان باتجاه بعضهما البعض بسرعة مئات الآلاف من الأميال في الساعة.
إقرأ المزيد هابل يجد "موطنا غريبا" لأقوى وأبعد انفجار راديوي ضرب الأرض حتى الآنومع ذلك، عندما تتصادم المجرات وتندمج، قد يستغرق الأمر مئات الملايين من السنين حتى يحدث ذلك بالفعل، لأن كلا منها ضخم جدا.
وتكشف صورة هابل أن المجرة الحلزونية الملتوية قليلا NGC 6040 تتجه نحو المجرة الدائرية LEDA 59642.
وتطل على الزاوية السفلية اليسرى من الصورة المجرة الإهليلجية NGC 6041، وهي عضو مركزي في العنقود المجري الذي يتواجد فيه Arp 122، ولكنها لا تشارك في هذا الاندماج الوحشي.
والمجرات عبارة عن سحابة معقدة من النجوم والكواكب والغبار والغاز والمادة المظلمة غير المرئية. وهي تأتي في أربعة أنواع رئيسية: حلزونية، والإهليجية (ذات شكل بيضاوي)، وغريبة (مجرة شاذة)، وغير منتظمة.
وعندما تتصادم، تتعرض جميع العناصر الفردية لتغيرات هائلة وعنيفة في كثير من الأحيان في قوى الجاذبية المحيطة بها، والتي يمكن أن تغير بنية المجرات تماما - أو حتى دمجها بالكامل.
وقد يحدث ذلك يوما ما في الاصطدام الذي التقطه هابل.
إقرأ المزيد علماء الفلك يكتشفون جسما غامضا في مجرة درب التبانةوجاء في بيان صادر عن وكالة ناسا: "يُعتقد أن المجرات الناتجة عن عمليات الاندماج لها بنية منتظمة أو بيضاوية، لأن عملية الاندماج تعطل هياكل أكثر تعقيدا، مثل تلك التي لوحظت في المجرات الحلزونية. وسيكون من الرائع معرفة الشكل الذي ستبدو عليه Arp 122 بمجرد اكتمال هذا الاصطدام... لكن هذا لن يحدث لفترة طويلة جدا".
وتعد الصورة أيضا بمثابة تذكير في الوقت المناسب للاكتشافات المذهلة التي قام بها هابل، والتي ما تزال قوية على الرغم من حصول تلسكوب جيمس ويب الفضائي الجديد على معظم العناوين الرئيسية.
وبالحديث عن الأشياء الأقرب إلينا، فإن مجرتنا درب التبانة في الواقع في طريقها للتصادم مع أقرب جارتها، مجرة المرأة المسلسلة، ولكن لا داعي للذعر - فسوف يستغرق الأمر نحو أربعة مليارات سنة حتى يلتقيا (على الرغم من أن هذا قبل مليار سنة من انفجار شمسنا).
المصدر: مترو
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الفضاء مجرات ناسا NASA هابل
إقرأ أيضاً:
الكائنات الحية في تشرنوبل تحورت لتتغذى على الإشعاع
يظل انفجار المفاعل رقم 4 في محطة تشرنوبل للطاقة النووية بالقرب من مدينة بريبيات بأوكرانيا في 26 أبريل/نيسان 1986 أسوأ كارثة نووية في تاريخ البشرية، إذ تسببت في خلق منطقة حظر بقطر 30 كيلومترًا؛ ظلت حتى اللحظة منطقة مهجورة لأن مستويات الإشعاع لا تزال مرتفعة.
ومع ذلك، اكتشف العلماء داخل هذه المنطقة كائنا حيا بدا أنه نجا من هذه البيئة العدائية للغاية، وهو فطر أسود يسمى "كلادوسبوريوم سفايروسبيرموم"، وبشكل خاص لاحظ العلماء بقعًا للفطر على جدران المفاعل رقم 4، بل كانت توجه خيوطها مثلما يمدّ النبات جذوره نحو الغرافيت المشع بسبب الكارثة.
وقد أظهرت أبحاث أخرى أجريت في كلية ألبرت أينشتاين للطب أن 3 فطريات (منها كلادوسبوريوم سفايروسبيرموم) زادت كتلتها الحيوية بشكل أسرع في بيئة كان فيها مستوى الإشعاع أعلى 500 مرة من البيئة الطبيعية.
مفاعل تشرنوبل رقم 4 حيث وجد العلماء الفطريات المشعة (غيتي) تتغذى على الإشعاعفي البداية ظن العلماء أن تلك الخيوط تتفرع باحثة عن الكربون، لكن ثبت خطأ هذا الادعاء، وخلصت النتائج إلى أن تلك الفطريات تنمو في اتجاه مصدر الإشعاع المؤين بيتا وغاما.
وفي حين أن هناك العديد من حالات الكائنات الحية التي يمكن أن تعيش في ظروف قاسية مثل محطات الطاقة المشعة، فإن الفطريات المشعة هذه لم تكن تنمو "رغم الإشعاع" مثل تلك الكائنات، بل "بسبب الإشعاع"، إذ أصبح مصدر الطاقة الخاص بها، بحسب الدراسة التي نشرها فريق كلية ألبرت أينشتين للطب في دورية "بلوس وان".
وقد تبين للعلماء أن تلك الفطريات تحول الإشعاع المؤين إلى طاقة كيميائية لتغذية نموها، وهي العملية التي تسهلها صبغة الميلانين في خلاياها.
إعلانتحتوي تلك الفطريات المشعة على الميلانين، وهو الصبغة ذاتها الموجودة في الجلد البشري. ويلتقط الميلانين الإشعاع المؤين ويحوله إلى طاقة كيميائية، على غرار الطريقة التي يحول بها الكلوروفيل في النباتات ضوء الشمس إلى طاقة أثناء عملية التمثيل الضوئي.
أحد الفطريات التي وجدها العلماء في تشرنوبل (ويكيميديا) أفق للتطبيق العلميورغم أن هذه العملية ليست مطابقة لعملية التمثيل الضوئي، فإنها تخدم غرضًا مماثلًا وتحول الطاقة من البيئة لدعم نمو الكائن الحي. فتحت هذه الظاهرة، التي تسمى التمثيل الإشعاعي، آفاقًا مثيرة في أبحاث الكيمياء الحيوية والإشعاع.
ويعتقد العلماء حاليا أنه يمكن للفطريات المشعة أن توفر بديلًا طبيعيًّا أكثر أمانًا لاحتواء مستويات الإشعاع في المناطق الملوثة وخفضها. وتبحث فرق بحثية عدة في تطبيقات أخرى، وخاصة في مجال استكشاف الفضاء، إذ إن البيئة القاسية والمملوءة بالإشعاع في الفضاء من أهم التحديات التي تواجه البعثات الطويلة الأجل إلى المريخ وما بعده.
وقد تم بالفعل إرسال كلادوسبوريام سفايروسبيرمام إلى محطة الفضاء الدولية لإجراء تجارب لتحديد ما إذا كانت قدرتها الفريدة على تحمل الإشعاع يمكن أن تحمي رواد الفضاء من الإشعاع الكوني، وكانت النتائج الأولية واعدة.