معبد على أنقاض مسجد تاريخي يكرس الهندوسية ويعزز نفوذ مودي
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
من المقرر أن يحضر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الاثنين، مراسم افتتاح معبد هندوسي كبير في مدينة أيوديا (شمال) "للمعبود الهندوسي رام" أُقيم في نفس موقع مسجد تاريخي هدمه متطرفون هندوس قبل ثلاثة عقود، ضمن أعمال عنف لا تزال تطارد المسلمين على أيدي الأغلبية الهندوسية.
وافتتاح المعبد هو خطوة سياسية تعزز نفوذ مودي وشعبية حزبه "بهاراتيا جاناتا"، قبل أشهر من انتخابات حاسمة، بالإضافة إلى تكريس تحول الهند من "جمهورية علمانية إلى أمة هندوسية"، بحسب تقرير لصحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية (The New York Times) ترجمه "الخليج الجديد".
وأضافت أن "المعبد شُيد بتكلفة نحو 250 مليون دولار، وهو مركز أساسي للهندوس الذين يعتقدون أن "الآلة رام" ولد في المكان نفسه الذي بنى فيه مسلمو المغول مسجد بابري في القرن السادس عشر على أنقاض معبد".
وهدم متطرفون هندوس المسجد، في ديسمبر/ كانون الأول 1992؛ مما أثار أعمال شغب أودت بحياة أكثر من 2000 شخص، معظمهم من المسلمين.
وقد اتُهم مودي، الذي كان آنذاك رئيسًا لوزراء ولاية جوجارات، بالتواطؤ في أعمال الشغب، على الرغم من أن القضاء برأه لاحقا من ارتكاب أي مخالفات.
وقالت الصحيفة إنه "بالنسبة لمسلمي الهند، البالغ عددهم 200 مليون نسمة، فقد أدى معبد رام إلى تعزيز الشعور باليأس والتفكك (...) والطريقة التي تم بها هدم المسجد تشكل سابقة للإفلات من العقاب".
وأضافت أنه "في أعقاب التوترات الدينية، تم إعدام مسلمين متهمين بذبح أو نقل أبقار (مقدسة لدى الهندوس).. وتمت تسوية منازل مسلمين بالأرض من جانب مسؤولين دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة".
اقرأ أيضاً
مودي يعبّد طريقه السياسي بدماء المسلمين: ديمقراطية الهند نحو الفاشية
حملة انتخابية
و"قد رَكب الجناح اليميني الهندوسي حركة بناء المعبد، ليصبح القوة السياسية المهيمنة في الهند، ويمثل افتتاح المعبد، الذي تم بناؤه على مساحة 70 فدانا، البداية غير الرسمية لحملة مودي لولاية ثالثة عبر انتخابات متوقعة في الربيع"، كما زادت الصحيفة.
وقالت إن "مودي سيكون نجم افتتاح المعبد، الذي شبهه القوميون الهندوس بالفاتيكان ومكة، مما يجسد طمس الخطوط القديمة لليمين".
وتابعت: "الآباء المؤسسون للهند بذلوا جهودا كبيرة لإبقاء الدولة بعيدة عن الدين؛ للحفاظ على تماسك البلاد بعد إراقة الدماء الطائفية الناجمة عن تقسيم عام 1947، الذي فصّل باكستان عن الهند".
واستدركت" لكن مودي، الزعيم الأقوى في البلاد منذ عقود، فعل العكس بلا خجل (..) ووصفه رئيس حزبه مؤخرا بأنه "ملك الآلهة". وقبل افتتاح المعبد، تمت تغطية المدينة بملصقات ولوحات إعلانية تحمل صور رام ومودي".
اقرأ أيضاً
الهند: "مزادات" هندوسية وهمية لبيع نساء مسلمات وإسكاتهن
أشبه بالكفر
و"من خلال الخلط بين الدين والسياسة والاستفادة من الموارد الهائلة المتاحة لخدمته، نجح مودي في تحقيق ما لم يتمكن أسلافه من تحقيقه، وهو تحويل المجتمع الهندي المتنوع إلى كتلة متراصة خلفه، وبات استجوابه يعني التشكيك في القيم الهندوسية، وهذا أشبه بالكفر"، وفقا للصحيفة.
وقال مانوج كومار جها، وهو برلماني معارض وأستاذ بجامعة دلهي، إنه "في حين أن المعارضة قد تطيح ذات يوم بحزب بهاراتيا جاناتا، فإن إعادة تحول الدولة والمجتمع سيستغرق عقودا على الأقل".
وأردف أن "الفوز في الانتخابات يمكن أن يكون حسابيا، لكن المعركة تدور في عالم علم النفس، أي التمزق النفسي والتمزق الاجتماع. وكما تأسست باكستان المسلمة كدولة لمجموعة دينية واحدة، فإن الهند تحاكي باكستان الآن، ولكن بعد فوات الأوان".
و"ولادة الهند كجمهورية علمانية كانت مشروعا مثاليا نفذه قادتها المؤسسون، وبينهم الزعيم غاندي وأول رئيس وزراء جواهر لال نهرو. ومع أخذ التنوع الذي تتسم به البلاد في الاعتبار، فقد حددوا الدولة العلمانية ليس باعتبارها الدولة التي تستبعد الدين، بل الدولة التي تحافظ على مسافة متساوية من جميع الأديان"، كما لفتت الصحيفة.
اقرأ أيضاً
تقرير حقوقي: الهند باتت مكانًا خطرًا بالنسبة للمسلمين بسبب مودي
المصدر | ذا نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الهند مودي الهندوسية معبد مسجد تاريخي بابري مسلمون افتتاح المعبد
إقرأ أيضاً:
انعقاد برنامج "المنبر الثابت" الدعوي بين الأزهر والأوقاف في 1320 مسجدًا
أُقيم برنامج "المنبر الثابت" بـ 1320 مسجدًا بجميع محافظات الجمهورية، في إطار التعاون المشترك بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف.
تمحورت فعاليات البرنامج حول موضوع : "حماية المال العام ومقدرات الدولة .. ضرورة شرعية"، بهدف التأكيد على أهمية الحفاظ على المال العام باعتباره مسؤولية جماعية وضرورة وطنية تتماشى مع تعاليم الشريعة الإسلامية.
وجاءت الندوات في إطار المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان" التي تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على موارد الدولة واستثمارها لصالح الأجيال القادمة، إذ تناول العلماء من الأزهر والأوقاف في جميع المديريات الجوانب الشرعية والأخلاقية المتعلقة بحماية مقدرات الوطن ومنع أي تجاوزات تمس المال العام أو تهدد استدامة الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين.
أُقيم برنامج "المنبر الثابت" الدعوي في عدة محافظات بجمهورية مصر العربية، حيث شهدت مديرية أوقاف القاهرة عقد الندوات في عدد من المساجد البارزة مثل مسجد المتبولي ومسجد الأشراف، فيما استضافت مديرية أوقاف دمياط فعاليات البرنامج في مسجد الكبير ومسجد الإمام الغزالي، وفي شمال سيناء، أُقيمت الندوات في مساجد أم القرى والنصر، بينما شهدت محافظة الجيزة إقامة البرنامج في مساجد الاستقامة والمغفرة، وفي الإسكندرية، استضافت الفعاليات مساجد عبد الحليم محمود وأبو بكر الصديق، بينما أقيمت في السويس بمساجد إمام المرسلين والأربعين.
وفي مديرية المنوفية، شملت الفعاليات مساجد سيدي خميس والهدى، فيما انعقد البرنامج في أسوان بمساجد التوبة والرحمة، كما شهدت محافظة بني سويف إقامة البرنامج في مساجد الجامع الكبير وعثمان بن عفان، بما يعكس الانتشار الواسع للبرنامج الدعوي في مساجد الجمهورية، وتأكيد الأزهر والأوقاف على نشر التوعية الشرعية بأهمية حماية المال العام ضمن حملة مشتركة لبناء الوعي المجتمعي وحماية مقدرات الدولة.
كما شملت الفعاليات باقي المديريات كالوادي الجديد، قنا، سوهاج، جنوب سيناء، بورسعيد، البحيرة، البحر الأحمر، الأقصر، الإسماعيلية، مطروح، كفر الشيخ، القليوبية، الفيوم، الدقهلية، الغربية، الشرقية، المنيا، وأسيوط، حيث أُقيمت في مساجد مختلفة، كمسجد ناصر ومسجد عبد الفتاح قمر، ومسجد السلام ومسجد الفتح، بما يعكس انتشار البرنامج على مستوى واسع في جميع المحافظات.
وأكدت وزارة الأوقاف، أن البرنامج يسعى لتعزيز القيم الأخلاقية والدينية المرتبطة بحماية مقدرات الدولة، ما يسهم في رفع مستوى الوعي لدى المواطنين بضرورة الالتزام بحماية المال العام وتعزيز المسؤولية المجتمعية في مواجهة أي سلوك يهدد استدامة موارد الدولة.