لبنان ٢٤:
2024-11-08@02:57:55 GMT
هل بات الحزب عاجزاً عن ردع اسرائيل؟
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
يصب"حزب الله"معظم جهده العسكري خلال المعركة الحالية من اجل منع كسر اسرائيل لقواعد اللعبة او تخطيها للخطوط الحمر التي يرغب في رسمها او تثبيتها كمعادلة ردع بينه وبين تل ابيب، وعليه فإن الحزب يرغب بالمشاركة في الحرب بشكل فعال من دون تمكين اسرائيل من استغلال اشتعال النار على حدودها الشمالية لكسر قواعد اللعبة في اكثر من مكان وساحة، لذلك يعمل الحزب بشكل دقيق جدا على المستوى الميداني منذ اللحظة الاولى حتى اليوم.
لكن طبيعة المعركة اشتعال الجبهة الجنوبية كان بمثابة فرصة حقيقية لاسرائيل، فالذي كان يهدد به "حزب الله" ايام السلم بات اليوم حدثا يوميا، وعليه فإن تجاوز تل ابيب للقواعد الموضوعة اصبح تحصيلا حاصلاً، وهذا بدأ في سوريا من خلال قيام الطائرات الاسرائيلية بإستهداف عناصر الحزب متى وجدتهم، الامر الذي لم يتمكن الحزب من منعه بمعادلة الردع، لان الجبهة في الاصل مفتوحة فكيف يمكن منع تل ابيب من استهداف العناصر من دون الذهاب الى حرب كبرى.
منذ اغتيال تل ابيب للقيادي في الحزب وسام الطويل، ظهرت مؤشرات توحي بأن "حزب الله" عاجز عن ردع اسرائيل من دون المخاطرة بالذهاب الى حرب كبرى وشاملة، لذلك فإن الجيش الاسرائيلي كثف في الايام الماضية عمليات الاغتيال التي تستهدف عناصر وقياديين في الحزب، بعضها نجح والبعض الاخر فشل ولم يتم الكشف عنه.لكن هذا الامر وان كان الحزب قادرا على تحمله لفترة، الا انه سيسبب خسائر جدية في البنية التنظيمية التابعة له.
تعتبر المصادر ان مستوى القيادات او العناصر الذين تستهدفهم تل ابيب ليس عاليا جدا، انما هم قادة ميدانيون من الصف الثالث او الرابع تعرفهم اسرائيل بسبب نشاطهم الزائد عند الحدود في السنوات السابقة، لذلك فهي تستغل لحظة اشتعال الجبهة لتنفيذ هذه العمليات خصوصا انها تجد الحزب غير قادر على ايلامها لمنعها من تنفيذ مثل هذه الاغتيالات الا في حال قرر الذهاب الى حرب شاملة لا يريدها، وعليه فإن جرأة اسرائيل تزداد بشكل يومي ما يضع المنطقة على حافة الحرب.
وترى المصادر ان تل ابيب ستستمر بهذه السياسة لدفع "حزب الله" لاحد امرين، اما القبول بوقف اطلاق النار والهدنة بغض النظر عن واقع الجبهة في غزة، او المبادرة الى فتح حرب شاملة معها تؤدي الى استدراج الولايات المتحدة الاميركية للمساهمة المباشرة بالعمليات العسكرية في لبنان وغزة كما حصل في اليمن، لذلك فإن خيارات "حزب الله" بالتعامل مع تل ابيب وعمليات الاغتيال التي تنفذها، محدودة للغاية وهذا يشكل خطرا كبيرا في المدى المتوسط..
هناك مسعى داخل الجيش الاسرائيلي لاقناع تل ابيب بوقف اطلاق النار مع لبنان الامر الذي قد يؤدي الى دفع الحزب الى وقف العمليات ايضا ولعل التصعيد الاسرائيلي الحالي هو للقيام بضغوط تجعل "حزب الله" مستعدا للتعامل بإيجابية مع الاتفاق الضمني بوقف القتال، لكن حتى اللحظة لا يوجد اي ضمانة بأن الحزب سيلتزم بالتهدئة قبل وقف الحرب في غزة، وعليه فإن الكباش للوصول الى الردع سيستمر في المرحلة المقبلة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله تل ابیب
إقرأ أيضاً:
هل بإمكان نتنياهو أن يقطع الأوكسيجين عن حزب الله كما يهدّد؟
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": في نقطة متاخمة للحدود، وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخيراً، ليعلن أنه انطلق في إنفاذ خطة جديدة - قديمة عنوانها العريض العمل لـ"قطع الأوكسيجين" عن "حزب الله".التعبير يحاكي التعبير الذي استخدمته إدارة بوش الابن يوم قررت الذهاب إلى حربها مع "الإرهاب" وهو تعبير فحواه أننا نريد "تجفيفمنابع الإرهاب أولاً".
وليس خافياً أن نتنياهو لمّح إلى ذلك مراراً منذ أن بدأ عمليته البرية قبل شهر ونيف، ومن ثم انطلق لترجمته عملانياً من خلال العمل على قطع تدريجي للمعابر بين لبنان وسوريا باعتبارها الشريان الأساس الذي يستخدمه الحزب لتعزيز ترسانته العسكرية والحيلولة دون نفاذها.
وبناءً على ذلك قطعت إغارات الطائرات الإسرائيلية حتى الآن ثلاثة من أصل خمسة معابر شرعية بين البلدين وهي معبر المصنع - جديدة يابوس ومعبر جوسية وأخيراً معبر جسر أكروم. ولم يبق عملياً إلا معبرا العريضة والعبودية اللذان يصلان الشمال بالداخل السوري.
ويبدو أن إسرائيل تركت هذين المعبرين وشأنهما ليقينها أن الحزب، لأسباب لوجستية، لا يستفيد منهما بقدر استفادته من المعبرين الأولين.
لذا ركزت إسرائيل على قصف معابر أخرى غير شرعية كمثل معبر حوش السيد علي الذي يصل الهرمل بمنطقة القصير السورية.
والمعلوم أن هذا المعبر أساسي للحزب منذ أن دخل الميدان السوري، فهومعبره إلى منطقة القصير أي المعقل والقاعدة الخلفية الاستراتيجية للحزب.
ووفق أوساط على صلة فإن الحزب على اقتناع ضمني بأن إسرائيل تجهد لقطع كل المعابر وهذا يعني أن الإسرائيلي قد بدأ فعلياً مرحلة "قطع الأوكسيجين" عن الحزب تمهيداً ليوم ينفد فيه ما في ترسانات الحزب ومخازنه من صواريخ وقذائف ومسيّرات. وبناءً على ذلك فإن الحزب بات يوقن بأن الإسرائيلي وسّع دائرة السبل الآيلة إلى بلوغه هدف "خنق الحزب" وإن اقتضى الأمر فرض حصار تدريجي على لبنان كله. ويتبدّى هذا من خلال منع السلطات اللبنانية المعنيّة من ردم الحفرة العميقة التي أحدثتها غارات الطائرات الإسرائيلية على معبري المصنع وجوسية.
واستكمالاً لهذا الواقع، الواضح أن القيادة الإسرائيلية قد بدأت تصرف جهداً في الآونة الأخيرة لملاحقة الشاحنات والسيارات والفانات التي تشتبه في أنها تنقل شحنات أسلحة وذخائر للحزب إبان عبورها طريق البقاع - بيروت.
ولأن عملية "خنق الحزب" تتخذ عند الإسرائيليين طرقاً مختلفة، أتت عملية خطف وحدة كوماندوس إسرائيلي للقبطان البحري عماد أمهز من البترون كجزء متمّم لتلك الجهود. وبصرف النظر عن المزاعم الإسرائيلية حول هوية المختطف وعلاقته بالحزب، فإن للفعل الإسرائيلي أهدافاً أوسع منها بعث رسالة للحزب تنبّهه فيها إلى أنها ولجت للتوّ عملية "قطع أذرعه" وملاحقته أينما اختبأ، فضلاً عن أن عملية البترون نفسها هي بمثابة برهان عملاني آخر تقدّمه إسرائيل لإثبات قدراتها المطلقة على التحرّك والضرب في أيّ بقعة لبنانية وأنها مقدّمة لعمليات أوسع وأكثر عمقاً وإيلاماً.