أنشاص الرمل.. قرية شرقاوية شاهده على مر التاريخ
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
تعد قرية أنشاص الرمل إحدى قرى مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، من القرى التي ورد اسمها في كُتب التاريخ قبل وبعد الفتح الإسلامي، حيث مر بها المسلمون ومكثوا فيها لمدة شهر تقريبًا، تأمينا لمدينة بلبيس، بعد الإنتصار المزهل للجيش الإسلامي على الرومان.
وتتناول «الوفد» الأحداث التاريخية التى شهدتها قرية أنشاص الرمل ومنها؛ إجتماع القمة العربية الأولى في 28 مايو 1946، والتي كانت بعنوان «القمة التأسيسية لإيقاف العدوان على فلسطين»، وذلك بدعوة من الملك فاروق الأول لتُجرى وقائعها بعد نحو العام على الدعوة لتأسيس جامعة الدول العربية، وبهذه المناسبة التاريخية؛ تم إصدار عدد من الطوابع التذكارية.
وخلال فاعليات القمة العربية، تم بين ارجائها توقيع ميثاق جامعة الدول العربية من سبعة دول عربية وهم «مصر، الأردن، العراق، اليمن، السعودية، لبنان، سوريا»، وبهذه المناسبة شدت أم كلثوم برائعتها «زهر الربيع» ترحيبًا بضيوف القمة والدولة المصرية، وأوصت القمة آنذاك بأهمية مساعدة الشعوب العربية المستعمرة على نيل استقلالها، والإقرار بأن «قضية فلسطين» في قلب القضايا القومية، باعتبارها قُطرًا لا ينفصل عن باقى الأقطار العربية، والتأكيد على التصدي للصهيونية باعتبارها خطرًا لا يدهم دولة فلسطين وحسب؛ وإنما جميع البلاد العربية والإسلامية.
وتضم قرية أنشاص الرمل، عددً من المبانى الأثرية والتاريخية، منها قصر الملك فاروق والذي تم بناءه عام 1920م، وهو من المباني التراثية المعمارية الفريدة، وقد شُيد على مساحة 33 فدانًا، واستغرق بناؤه أكثر من 15 شهرًا، وأشرف عليه مهندس إندونيسي كان يقيم في إيطاليا، وكذلك حديقة الصبار، وحدائق الخاصة الملكية، والأسطبل الملكي، ومشاريع الإصلاح الزراعي، وشهدت القرية عقد أول مؤتمر لمشروع الاصلاح الزراعى في مصر عام 1954.
وتعد منطقة التفتيش التابعة لانشاص؛ المركز الرئيسى فى إدارة شئون وأملاك الخاصة الملكية فى أنشاص خلال فترة الملك، وشهدت منازل وغيطان القرية تصوير العديد من أفلام السينما المصرية في ذلك الوقت، منها «أيام وليالي» عام 1955 للعندليب عبد الحليم حافظ وأحمد رمزي، و«الوفاء العظيم» عام 1974 لنجلاء فتحي ومحمود ياسين وسمير صبري، و« الفتوة» عام 1957 لوحش السينما المصرية فريد شوقي، واخيرًا أحداث من مسلسل «الجسر» عام 2021 لنيلي كريم.
يقول الدكتور مصطفى شوقى، مدير عام الآثار القبطية والإسلامية، في حديثه لـ«الوفد» إن محافظة الشرقية تتمتع بمكانة تاريخية عبر كل العصور القديمة منها والحديثة، وبها شواهد ومعالم وآثار قبطية وإسلامية يرجع تاريخها إلى آلاف السنين، ولفت إلى أن من هذه المعالم والشواهد التاريخية؛ قرية أنشاص الرمل والتي تقع شمال شرق محافظة القاهرة «عاصمة مصر»، وتبعد عنها مسافة 53 كيلو متر، يحدها من الجهة الشمالية والشرقية مركز بلبيس، ومن الغرب مركز مشتول السوق، ومن الجنوب مدينة العبور.
وأوضح مدير عام الآثار القبطية والإسلامية، أن أنشاص من القرى القديمة، وقد ورد اسمها تحت مسمى «نشاص الوهيبي » في أعمال الشرقية ضمن قرى الروك الصالحي، والتي أحصاها أبن مماتي في كتاب قوانين الدواوين، وضمن قرى الروك الناصري التي أحصاها أبن الجيعان في كتاب «التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية »، وفي العصر العثماني باسم «نشاص الرمل» في التربيع العثماني، والذي أجراه الوالي العثماني سليمان باشا الخادم في عصر السلطان العثماني سليمان القانوني ضمن قرى ولاية الشرقية.
ولفت مدير عام الآثار القبطية والإسلامية إلى أن قرية أنشاص كانت تعرف بإسم «أنشاز الرمال» أى المرتفعات العالية، وذلك للطبيعة الصحراوية التى كانت
عليها،ثم عرفت بإسم « أنشاص الرمل»، حيث مر الإسم بتعديلات كثيرة، أثناء العصر الرومانى وبعده، وبعد فتح مصر، وحتى الحكم العثمانى.
ويوجد بقرية أنشاص الرمل، أول مفاعل نووي في مصر مُخصص للأبحاث العلمية، وهو مفاعل نووي مجمع متعدد الأغراض، وأوقف العمل به عام 1986 بعد حادثة انفجار مفاعل تشرنوبل.
ويوجد بقرية أنشاص الرمل «حديقة الصبار» والتي تم إنشائها في عام 1875م، وتضم أندر وأقدم أنواع الصبار في العالم، واحتوائها على مجموعة نادرة من النخيل والصبار وأروع النباتات في العال، وشهدت الحديقة أحداث تاريخية، وكانت مزارًا مهمًا للسياحة الداخلية والخارجية، ومحط إعجاب الزوار الأجانب في عهد الملك فاروق، لكونها محطة الاستقبال الأولى في القصر الملكي بأنشاص.
IMG-20240120-WA0008 IMG-20240120-WA0011 IMG-20240120-WA0013 IMG-20240120-WA0015 IMG-20240120-WA0014 IMG-20240120-WA0012 Screenshot_2024-01-20-13-32-36-53 IMG-20240120-WA0010 IMG-20240120-WA0009المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أنشاص الرمل الفتح الإسلامي بلبيس للجيش الإسلامي محافظة الشرقية الأحداث التاريخية القمة العربية الطوابع التذكارية فلسطين الحكم العثماني IMG 20240120
إقرأ أيضاً:
أهالي قرية أبناء المصري يشيعون جثمان البطل محمد المصري "صائد الدبابات"
شيع أهالي قرية أبناء المصري بمركز أبو المطامير في محافظة البحيرة، اليوم الخميس، جثمان البطل محمد المصري، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 76 عامًا.
تشييع جثمان البطل محمد المصرى بالبحيرة تشييع جثمان البطل محمد المصرى بالبحيرة وفاة بطل حرب أكتوبر "صائد الدبابات" محمد المصري عن 76 عامانعت أسرة محمد المصري، الذي يعد رمزًا من رموز الفخر الوطني، في مسقط رأسه بإحدى القرى التابعة للمركز.
وُلد المصري عام 1948 في محافظة الشرقية، والتحق بالقوات المسلحة المصرية في 24 سبتمبر 1969، حيث تم توزيعه على سلاح الصاعقة.
خلال حرب أكتوبر، حقق المصري إنجازًا عسكريًا بارزًا، حيث تمكن من تدمير 27 دبابة للعدو الإسرائيلي، من بينها دبابة قائد اللواء 190 الإسرائيلي، عساف ياجوري، مما جعله يُلقب بـ "صائد الدبابات".
تجسد مسيرة محمد المصري الجهد والتضحية التي قدمها جنود مصر في سبيل الوطن، وستظل ذكراه خالدة في قلوب المصريين.