قصة صمود 36 ساعة قتال.. أبناء البحر الأحمر يسطرون التاريخ في معركة "شدوان"
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
تمر اليوم الاثنين، الذكرى الـ 54 لموقعة معركة شدوان المجيدة التي سطر رجال مدينة الغردقة بدمائهم أروع معركة قتالية بين القوات المسلحة المصرية، والعدو الإسرائيلي.
وشارك في المعركة صيادو الغردقة مع القوات المسلحة في صد الهجوم الإسرائيلي علي جزيرة شدوان في 22 يناير عام 1970، وأصبحت منذ ذلك التوقيت العيد القومي لمحافظة البحر الأحمر .
تختلف الاحتفالات كل عام في المحافظة بالعيد القومي وبذكرى الانتصار في معركة شدوان، حيث يضع المحافظ إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء شدوان ثم يفتتح عدة افتتاحها لمشروعات مختلفة.
وترجع وقائع معركة شدوان إلى فجر 22 يناير 1970، حيث هجم العدوان الإسرائيلى على جزيرة شدوان التى تبعد عن الغردقة 35 كيلومترا وعن السويس 325 كيلومترا، وكانت تؤمن الجزيرة فى ذلك التوقيت سرية من الصاعقة ورادار بحري، وقامت قوات العدو الإسرائيلى بهجوم ضخم على الجزيرة، شملت قصف جوى وبحرى استمر عدة ساعات على الجزيرة وضد بعض موانئ البحر الأحمر التى يحتمل أن تقدم المعونة للقوات المسلحة.
واستمر القتال لمدة 36 ساعة كاملة بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وسرية الصاعقة المصرية، واصابة قوات العدو الإسرائيلى بواسطة قواته الجوية أحد القوارب المصرية فى الجزيرة وبالرغم من الدعاية الضخمة التى آثارها العدو كعادته.
وفى صباح اليوم التالى للمعركة الموافق 23 يناير 1970، صدر بيان عسكرى مصرى قال إن "العدو بدأ فى الساعة الخامسة صباحا هجوما جويا مركزا على جزيرة شدوان، وقد تصدت وسائل دفاعنا الجوى لطائراته وأسقطت طائرة منها شوهد قائدها يهبط بالمظلة فى البحر".
وأضاف البيان الذى أذيع آنذاك من الجيش المصري، أن هاجم العدو بواسطة قواته الجوية، المكونة من طائرات الفانتوم وسكاى هوك الأمريكية الصنع، بعض قواربنا التى كانت تتصدى له فى المنطقة وأصاب واحدا منها إلا أن وسائل دفاعنا الجوى أسقطت له طائرة أخرى.
وخاضت القوات المصرية المعركة ببسالة وأنزلت بالقوات المهاجمة خسائر جسيمة فى الأفراد لا تقل عن ثلاثين بين قتيل وجريح وتمكنت وسائل الدفاع الجوى المصرية من إسقاط طائرتين للعدو إحداهما من طراز "ميراج" والثانية من طراز "سكاى هوك".
وبعد قتال عنيف ومرير استمر 36 ساعة كاملة خاضته ببسالة قوة مصرية صغيرة اضطرت القوات الإسرائيلية التى تقدر بكتيبة كاملة من المظليين للانسحاب من الأجزاء التى احتلتها فى الجزيرة، والعدو الإسرائيلى قد أعلن مساء ليلة القتال الأولى أن قواته "لا تجد مقاومة على الجزيرة!" الا أنه عاد واعترف فى الثالثة من بعد ظهر اليوم التالى أن القتال لا يزال مستمرا على الجزيرة.
وفى اليوم التالى للقتال اشتركت القوات الجوية فى المعركة وقصفت المواقع التى تمكن العدو من النزول عليها فى شدوان وألقت فوقها 10 أطنان من المتفجرات فى الوقت الذى قامت فيه القوات البحرية بأعمال رائعة لتعزيز القوة المصرية على الجزيرة.
وشهدت المعركة بطولات من الصعب حصرها، وبلغ من عنف المقاومة المصرية أن القوات الإسرائيلية لم تتمكن طوال 36 ساعة من الاقتراب من القطاع الذى يتركز فيه الرادار البحرى على الجزيرة .
ومن أبطال معركة شدوان المقدم أركان حرب حسنى محمد حماد هو أحد شهداء معركة شدوان، ومن الصيادين الريس حميد عتيق وشقيقه محمد عتيق والريس عبد اللاه محمد سعيد، البطل والذى ظل يشارك فى العمليات العسكرية طوال فترة حرب الاستنزاف ومعركة شدوان، والريس أحمد جادالله، وفوزى الرموزي.
ومن جانبها، قامو اهالي مدينة الغردقة بدور رائع جنبا الي جنب مع قواتنا المسلحة، حيث ضحوا بارواحهم وهو اغلي ما يملكون من أجل جزيرة شدوان، بهدف عدم تمكنت القوات الإسرائيلية من الاستيلاء علي الجزيرة.
وقال ابراهيم جاد الله، ان جده، احمد جادالله، احد اهالي مدينة الغردقة الذين شاركوا في مساعده القوات المسلحة المصرية المرابطين علي جزيرة شدوان يوم 22من يناير لعام 1970, ان الصيادين تصدوا مع القوات المسلحة فى رد الإسرائيليين عن الجزيرة، حيث كانوا يستخدمون مواكبهم لتَوصيل الإمدادات العسكرية من الشاطئ للجزيرة خلال المعركة.
Screenshot_٢٠٢٤٠١٢٢-٠٩٣١١٨_Chrome Screenshot_٢٠٢٤٠١٢٢-٠٩٣١٠٨_Chrome Screenshot_٢٠٢٤٠١٢٢-٠٩٣٠٤٨_Chrome Screenshot_٢٠٢٤٠١٢٢-٠٩٣٠٣٨_Chrome Screenshot_٢٠٢٤٠١٢٢-٠٩٣٠٣٠_Chrome Screenshot_٢٠٢٤٠١٢٢-٠٩٣٠٢٣_Chromeالمصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إكليلا من الزهور على النصب التذكاري الهجوم الإسرائيلي العدوان الإسرائيلي القوات المسلحة القوات المسلحة معرکة شدوان على الجزیرة
إقرأ أيضاً:
هل تأثرت الدول المطلة على البحر الأحمر من تحول السفن إلى رأس الرجاء الصالح؟
يمن مونيتور/صحف
أكد وزير النقل اليمنى عبد السلام صالح حُميد، أن تحول حركة السفن إلى رأس رجاء الصالح يمثل تهديدًا رئيسيًا ومباشرًا لمصالح الدول المطلة على البحر الأحمر.
وأوضح حُميد، في تصريحات لـ«الشروق» على هامش توقيع اليمن على اتفاقية نقل البضائع على الطرق البرية بين الدول العربية- أن تأثير ما يحدث في البحر الأحمر لم يقتصر على اليمن وحده، حيث إنه لم يتكبد وحده الخسائر المترتبة على هذه التطورات، وإنما باتت تأثيرات ما يحدث واضحة لدرجة كبيرة على جميع الدول المطلة على البحر الأحمر، ومن بينها مصر، مؤكدًا أيضًا أن تأثير تفاقم الأوضاع لن يقتصر على اليمن ومصر والدول المطلة على البحر الأحمر، وإنما من شأنه أن يؤثر على جميع دول العالم.
واعتبر حُميد أن تحرك عدد كبير من السفن، التى كانت تمر عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس نحو طريق رأس الرجاء الصالح، بالإضافة إلى معوقات التأمين البحري وارتفاع تكاليف الشحن، وغيرها من التحديات باتت تهدد بصفة رئيسية ومباشرة مصالح الدول المطلة على البحر الأحمر، لذلك فالوضع الراهن يحتم على الجميع العمل على تضافر الجهود لمواجهة هذا الصراع، والتصدي لكل التهديدات التي باتت تحيط بنا جميعًا.
وفيما يخص العلاقات المصرية اليمنية، قال وزير النقل اليمنى، إن مصر هي بلدنا الثاني، والحضن الذي يجمع كل العرب وليس اليمن وحده، الذي تربطه بمصر روابط تاريخية.
وأشاد بموقف القاهرة الداعم لليمن عقب اندلاع الحرب عام 2015، قائلًا: «لقد كانت مصر من أوائل الدول التي فتحت مطاراتها أمامنا عقب الحرب، وسنظل دائمًا حريصين للغاية على تعزيز سبل التعاون، وتوطيد العلاقات المصرية اليمنية على كل الأصعدة».
إلى ذلك، أكد حُميد أن الحكومة اليمنية تبذل جهودًا كبيرة لتجاوز التحديات الناجمة عن الحرب في اليمن عبر إعادة بناء كل ما تم تدميره سواء فيما يخص المؤسسات أو البنية التحتية، مشيرًا إلى تعافى الموانئ والمطارات، حيث يتم فيها العمل بصورة جيدة، وموضحًا أنه على الرغم من ذلك لا يزال هناك المزيد من العمل والجهد المطلوب حتى تتمكن اليمن من استعادة قوتها الاقتصادية.
كما أعرب وزير النقل اليمنى عن تطلع بلاده لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول المنطقة العربية في ضوء توقيعها لاتفاقية نقل البضائع على الطرق البرية بين الدول العربية، مشيرًا إلى أن هذه الاتفاقية ستعد بمثابة مرجعية سواءز قد تنشأ بين سواء ما لكي البضائع أو الناقلات.
كما أكد حُميد أهمية هذه الاتفاقية، لمساهمتها البارزة فى تعزيز الروابط والصلات بين اليمن والدول العربية، خاصة دول الخليج العربي التي تربطها باليمن حدود جغرافية مباشرة.
وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من الاتفاقية هو تشجيع نقل البضائع بين الدول العربية ومنح المزيد من التسهيلات لنقل البضائع برًا، فضلًا عن تجاوز القيود ومعوقات النقل البرى على الطرق فيما بينها.
وأوضح حُميد أن من أبرز امتيازات هذه الاتفاقية هو مساهمتها فى توحيد القواعد والإجراءات المنظمة للنقل الدولي للبضائع على الطرق بين الدول المتعاقدة، لا سيما فيما يتعلق بالوثائق المستخدمة في عملية النقل الدولي للبضائع أو فيما يتعلق بمسئولية الناقل والحفاظ على حقوق الأطراف المختلفة وضمان السرعة في حل المنازعات.