البحرية الأميركية تعلن "وفاة" جندييْن فقدا في خليج عدن أثناء مصادرة أسلحة إيرانية
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
بعد 10 أيام من البحث المكثف، أعلن الجيش الأمريكي عدم تمكنه من العثور على جنديين من القوات الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية، فقدا في خليج عدن أثناء مصادرة أسلحة إيرانية، واعتبرهما في عداد "المتوفيين".
وفقد البحاران في بحر العرب، قبل أسبوعين، أثناء استيلاء الجيش الأمريكي على قارب شراعي ادّعى أنه كان يحمل أسلحة إيرانية إلى الحوثيين في اليمن.
ونفذت الولايات المتحدة مجموعة من الضربات ضد أهداف تابعة للحوثيين رداً على هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، والتي عطلت التجارة العالمية وأثارت مخاوف عالمية.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية: "يؤسفنا أن نعلن أنه بعد بحث شامل دام لمدة عشرة أيام، لم يتم خلالها تحديد مكان عنصري البحرية الأمريكية المفقودين وتم تغيير وضع حالتهما إلى متوفين".
وأضافت "انتهت عملية البحث والإنقاذ لعنصري القوات الخاصة البحرية الذين تم الإبلاغ عن اختفائهما أثناء الصعود على متن مركب شراعي غير قانوني يحمل أسلحة تقليدية إيرانية متطورة في 11 كانون الثاني/ يناير، ونحن نقوم الآن بعمليات الاسترداد".
مشاهد خلّابة.. عاصفة في الولايات المتحدة تخلّف وراءها لوحات جليدية طبيعيةوكشفت صحيفة واشنطن بوست في 15 يناير/كانون الثاني أنّ الجنديان المفقودان كانا يستعدان للصعود على متن السفينة وسط أمواج البحر الهائجة عندما انزلق أحدهما من على السلم، وأنّ البحّار الثاني عندما رأى رفيقه يسقط في الماء غطس للمساعدة، بحسب ما ورد عن مسؤولين أميركيين.
وعندما سئل المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي عن هذه العملية وصفها بأنها جزء من العمل المستمر للجيش الأميركي لتعطيل شحنات الأسلحة الإيرانية إلى اليمن.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية وكالة الأنباء الإيرانية: دوي انفجار في المنطقة الصناعية في منطقة غرمسار بمحافظة سمنان شرق طهران شاهد: أغلبهم أطفال.. جرحى يصلون بالعشرات إلى مستشفى ناصر في خان يونس إثر الغارات الإسرائيلية شاهد: مظاهرة في ألمانيا دعمًا للمهاجرين في وجه اليمين المتطرف أسلحة الولايات المتحدة الأمريكية إيران سلاح البحرية بحر العرب مصادرةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: أسلحة الولايات المتحدة الأمريكية إيران سلاح البحرية بحر العرب مصادرة غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى فلسطين أزمة المهاجرين ألمانيا مهاجرون قصف حماية الحيوانات قتل غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس طوفان الأقصى فلسطين أزمة المهاجرين یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
سفن تختفي بلا أثر: البحرية الأمريكية تمحو تاريخ المدمرات المتضررة في صمت
يمانيون../
في سلوك يفتح أبوابًا واسعة للتساؤل، كشف موقع “SlashGear” المتخصص في الشؤون التكنولوجية والعسكرية عن آلية دقيقة تنتهجها البحرية الأمريكية للتعامل مع السفن التي تتعرض لهجوم أو تخرج من الخدمة بشكل غير معتاد، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”المحو الكامل”، الذي لا يترك أثرًا للسفينة حتى في السجلات الرسمية.
التقرير أشار إلى وجود أرشيف رقمي ضخم تُسجل فيه كل قطعة بحرية ضمن الأسطول الأمريكي، بدءًا من حاملات الطائرات العاملة بالطاقة النووية، وصولًا إلى الغواصات والسفن اللوجستية التي تُشغّل غالبًا بطواقم مدنية. هذا السجل، الذي يُعرف باسم “سجل السفن البحرية”، يحتوي على بيانات تفصيلية تشمل اسم السفينة، رقم الهيكل، موقعها، الميناء الرئيسي، خصائص التسليح، والمعلومات الدقيقة حول التصميم والبناء.
إلا أن المثير في هذا النظام المحكم، بحسب التقرير، هو الوجه الآخر المعتم منه: أي سفينة تُخرج من الخدمة – سواء تقاعدًا أو بيعًا أو تدميرًا – تُشطب نهائيًا من السجل، ويُمحى اسمها، ولا يُعاد استخدام رقم هيكلها مطلقًا. هذه ليست مجرد مسألة تنظيم إداري، بل عملية محو شاملة تُطبّق دون أن تترك خلفها أي أثر، بما يشبه “الدفن الرقمي” للسفينة.
ويطرح التقرير تساؤلات جدية حول الدوافع الحقيقية لهذا التعتيم. فهل تُحذف السفن التي تعرضت لهجمات مباشرة؟ وهل تُخفي البحرية الأمريكية خسائرها البحرية الفعلية خلف هذا الحاجز الرقمي الصلب؟ التقرير لا يقدّم إجابات مباشرة، لكنه يلمّح إلى أن هذا النظام مصمم ليس فقط لتوثيق الأسطول، بل أيضًا لحجب ما لا يُراد الكشف عنه.
التقرير قدّم مثالًا على التنظيم الدقيق الذي يُدار به هذا السجل، حيث تسجّل السفن الجديدة مع كافة التفاصيل منذ لحظة التدشين حتى دخولها الخدمة. حاملة الطائرات “يو إس إس إنتربرايز”، أول حاملة تعمل بالطاقة النووية، مسجلة تحت الرمز CVN-65، وتتضمن صفحتها كل ما يتعلق بتاريخها التشغيلي حتى لحظة خروجها النهائي من الخدمة.
لكن على الجانب الآخر، أشار الموقع إلى أن السفن التي تُمحى من السجل لا تختفي فقط من البحر، بل تختفي من التاريخ. وهي سياسة تبدو أكثر تعقيدًا عند النظر في سياق الصراعات المستمرة، مثل ما يحدث في البحر الأحمر حاليًا، حيث تتعرض المصالح البحرية الأمريكية لهجمات من قِبل القوات المسلحة اليمنية، في إطار الرد على العدوان الأمريكي ودعماً لغزة. وفي ظل هذه التوترات، تصبح فرضية تعرض السفن للهجوم، ثم شطبها من السجل، مسألة أكثر واقعية من كونها مجرد تكهن.
تاريخ هذا السجل يعود إلى محاولات توثيق بدأتها البحرية الأمريكية منذ القرن التاسع عشر، وتم تطويرها حتى اعتماد سجل موحد عام 1911، ثم تولى مكتب دعم بناء السفن NAVSEA مسؤولية إدارة النسخة الرقمية منذ ستينيات القرن الماضي. ولا تزال عملية التوثيق مستمرة، حيث بدأت البحرية مؤخرًا بإضافة بيانات بعض السفن القديمة التي خرجت من الخدمة قبل عام 1987 ولم تكن مسجلة رقميًا.
التقرير استعرض أيضًا ما يُعرف بـ”دورة حياة السفينة” في الأسطول الأمريكي، من لحظة بنائها، إلى خضوعها لتجارب بحرية صارمة، ثم مراسم التدشين، فالانضمام إلى المهام العملياتية. وعندما تُحال السفينة إلى التقاعد، يتم تفكيك أسلحتها وإخلاء طاقمها، ثم يُقرر مصيرها، إما بالبيع أو بالإغراق لتحويلها إلى شعاب مرجانية، كما حدث مع حاملة الطائرات “يو إس إس أوريسكاني”.
ومع ذلك، يؤكد التقرير أن ثمة سفنًا لا تُحال إلى التقاعد، ولا تُباع، ولا تُغرق ضمن برامج بيئية، بل تُمحى تمامًا. لا تُذكر في التصريحات الرسمية، ولا في بيانات الحوادث، ولا حتى في السجلات. وكأنها لم توجد قط.
في هذا السياق، يتضح أن “المحو الرقمي” للسفن قد لا يكون مجرد إجراء بيروقراطي، بل سياسة تهدف إلى إخفاء الخسائر، خصوصًا في حالات الهجمات المباشرة التي تتعرض لها البحرية الأمريكية في مناطق حساسة، مثل البحر الأحمر. وبذلك، لا تغرق بعض السفن الأمريكية فقط… بل تختفي، بكل ما تعنيه الكلمة من محو مادي وتاريخي.