في كواليس الاتحاديين زيارة جعفر للإمارات
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
زين العابدين صالح عبد الرحمن
يقول الروائي الروسي دوستويفسكي (أحيانا الناس لا يريدون سماع الحقيقة لأنهم لا يريدون أوهامهم تتحطم)
عندما بدأت مسيرة " الإتفاق الإطاري" و الجدل حول كيفية الوصول إلي حل للأزمة السياسية التي تتعمق يوما بعد يوم، كانت الساحة السياسية منقسمة بين ثلاث مجموعات.. الأولى "قحت المركزي" و كانت هي مركز الفعل السياسي.
بعد إندلاع الحرب: ظل الصراع السياسي محتدما، حيث أعلن جعفر الميرغني الوقوف مع القوات المسلحة في بيان كان قد صدر من الحزب الاتحادي الأصل. و قبل يومين أيضا كان قد أكد معتز الفحل أن الاتحادي الأصل يقف سندا قويا للقوات المسلحة.. و عندما تكثر التصريحات تأكد أن هناك أشياء تجري في الخفاء، و التصريحات ما هي إلا محاولة لإلهاء الناس حتى لا يبحثوا في الأضابير و وراء الستار عن الذي يجري.. بدأ الهمس يخرج من دائرة ضيقة إلي دوائر أوسع في القيادات الاتحادية لكي تعرف ما هو سبب زيارة جعفر الميرغني إلي الأمارات، و التي التقى فيها بالدكتور عبد الله حمدوك و عدد من قيادات التجمع الاتحادي. و كانت الزيارة بدعوة من قبل طه عثمان الحسين العميل السعودي الذي كان يعمل مديرا لمكتب الرئيس السابق عمر البشير، و الذي أصبح الآن يدير الشأن السياسي المتعلق بالسودان مع دولة الأمارات.
من حق أي فصيل سياسي أن يجري الحوارات و الاتصالات التي يعتقد إنها تساعده على وقف الحرب و حل الأزمة السياسية. و لكن يجب أن يكون ذلك في النور، و بعيدا عن الشبهات، لكن السكوت و عدم الإشارة لأي نشاط يجعل الكل يبحثوا عن أسبابه و نتائجه..كانت قد بدأت اللقاءات في القاهرة مع عدد من قيادات قحت.. عندما التقى جعفر مع الدكتور مريم الصادق نائبة رئيس حزب الأمة و صدر بيان بعد اللقاء. ثم اللقاءات التي أجرها المسؤول السياسي التابع لجعفر الميرغني مع عدد من القيادات اتحادية داعمة "تقدم" و أيضا عدد من قيادات قحت من خلال دعوات اجتماعية. كل ذلك كان تمهيدا لسفر جعفر الميرغني للأمارات، بهدف لقاء حمدوك و التباحث معه حول الخطوات التي تقوم بها " تقدم" و الذي خرج من التسريبات: أن جعفر الميرغني طلب من بعض قيادات " قحت المركزي" أن يسقطوا عضوية "الحسن الميرغني و مسؤوله السياسي إبراهيم الميرغني" من التحالف، حتى يتسنى لجعفر و مجموعته الانضمام و المشاركة في نشاط "تقدم" و لكن الجانب الأخر رفض ذلك. و رجع جعفر مرة أخرى للقاهرة كأن شيئا لم يكن، و حتى أنه لم يخطر المجموعة التي يقودها باسباب زيارته إلي الأمارات و نتائج هذه الزيارة.
إذا كان جعفر و مجموعته قد أعلنوا موقفهم المؤيد إلي جانب القوات المسلحة، و أيضا وقوفهم مع حملات الاستنفار و المقاومة الشعبية و إدانة الميليشيا، إذا لماذا هذه الزيارات غير المعلنة لدولة الأمارات، و ماذا يريدون منها؟ هل يبحثون عن تسوية سياسية أم عن دعم مالي يعينهم على الحركة؟ و هل قرار الذهاب للإمارات نابع من القيادة السياسية التي يتزعمها جعفر، أم هناك أصابع أخرى وراء هذا التحرك؟ كلها أسئلة لا يستطيع هؤلاء أن يجاوبوا عليها... إذا كانت الطائفية في السودان تعتقد إنها سوف تمارس السياسية بذات الإرث القديم الذي كانت تمارسه من قبل، تصبح هي في غفلة من أمرها، لآن الأجيال الجديدة غير ملزمة بثقافة الأجيال السابقة، هؤلاء يملكون القدرة على التعبير عن قناعاتهم، و ليست لديهم قيود مقدسة تحد من طرح أرائهم بقوة عبر الإعلام و الوسائط الاجتماعية المختلفة، أن النظر عبر الغربال يضر في القضايا السياسية التي تحتاج للصراحة و الوضوح. أن عهد الزيارات السرية، و حمل الحقائب بعيدا عن موظفي الجمارك أصبحت مهمة صعبة مع انتشار حمل التلفونات الذكية. فهل يخطر جعفر الميرغني و مسؤوله السياسي الشعب السوداني عن الهدف من الزيارة؟ و لماذا لم يعلن عنها؟ و من هي المجموعة التي قابلها جعفر؟ و هل قابل صناع القرار في الأمارات؟ أو حتى نفي المعلومات التي تسربت؟ الكل في انتظار الإجابة. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: عدد من
إقرأ أيضاً:
سلوك ابن النبي نوح يتكرر في نموذج ابراهيم الميرغني
□ ابراهيم الذي ظهر اليوم بعباءة ولياقة الختمية في نيروبي وسط الجنجويد،هو نجل الدكتور الجراح أحمد بن السيد محمد عثمان بن السيد احمد الأخ غير الشقيق للحسيب النسيب مولانا السيد علي المبرغني، وهو ليس إبنا لمولانا السيد محمد عثمان الميرغني كما يظن البعض .
التوثيق للتاريخ ان ابراهيم الذي يتحدث عن الفلول هو نفسه كان من الفلول وزيراً في حكومة المخلوع عمر البشير ، ونسيبه زوج شقيقته هو الفريق طه الحسين الكوز المعروف ومدير مكاتب عمر البشير وهو الذي منحه ادارة الحملة الاعلامية لعمر البشير عند ترشحه لرئاسة الجمهورية في انتخابات عام 2010 رغم انه كان انذاك في بداية مشواره الاعلامي.
ابراهيم يزعم انه يمثل الحزب الاتحادي الاصل رغم انه يعرف جيداً ان مساهماته المتواضعة في الحزب لا تقارن بابناء جيله او الذين سبقوه في الحزب، اما اذا كان الامر وراثة فان جد والده مولانا السيد احمد كان على خلاف مع اخيه السيد علي الميرغني ولم يكن له علاقة بالحزب الوطني الاتحادي او الاتحادي الديمقراطي .وكذلك جده السيد محمد عثمان بن السيد احمد ، اما والده الدكتور الجراح احمد الميرغني كان منظمًا مع الاخوان المسلمين في جامعة الخرطوم ولم تكن له أي علاقة بتنظيماتنا الحزبية بالجامعة وكذلك عمه السيد امين الرجل الخلوق كان زميلنا بالجامعة ومتعاطف مع الاتجاه الاسلامي ولم تكن له علاقة بتنظيمات الاتحاديين بالجامعة بل كان الكيزان حسن محمد حسن والمرحوم عبد الهادي الخليفة يقدمونه بأنه اسلامي متعاطف معهم وليس مع الاتحادي، لذلك من ناحية الوراثة لا نصيب لابراهيم بالحزب الذي يزعم تمثيله اما اذا كانت الحجة هي جماهير الختمية فان الاشاوس الذين يقاتلون في الميدان والذين قام اليوم ابراهيم بتحيتهم ومدحهم والاشادة بهم وبقائدهم الارهابي عبدالرحيم دقلو
هم الذين نهبوا الاموال وقتلوا الرجال واغتصبوا النساء في شرق الجزيرة التي كان غالبية أهلها المغدور بهم من خلفاء الطريقة الختمية المداومون على قراءة المولد العثماني والتوسلات والأوراد ويحيون الليلية ليلة الاثنين وليلة الجمعة.
إن اشادة ابراهيم الجنجويدي وثناءه علي المجرمين الذين اغتصبوا وقتلو ا احباب الطريقة الختمية وغيرهم من المدنيين كافية لطرده ليس فقط من الحزب الاتحادي الديمقراطي بل ومن الطريقة الختمية والأسرة المرغنية الكريمة لأنه خرج على ارث وموروث ومنهج الختمية السلمي التاريخي المعروف “صلاة في سلام علي غوث الأنام ”
وهذا كله لأنه هو وزوجته المذيعة تسابيح واخته وزوجها الفريق طه الحسين يعيشون على خيرات وهبات دولة الأمارات العربية المتحدة ، ونسى الوصايا المرغنية والتي كان خليقاً به ان يكون اول الملتزمين بها، فأصبح حاله كحال ابن سيدنا نوح الذي مات غرقا في الطوفان لأنه رفض ركوب السفينة مع أبيه وكان من المغرقين. ونختم بقول الله تعالى: وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ، قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ هود/45 – 46 . صدق الله العظيم
○ بقلم : محمد عثمان الفاضلابي – سويسرا
إنضم لقناة النيلين على واتساب