سودانايل:
2024-11-17@04:31:03 GMT

فلسطين من حسن البنا إلى عبد الباسط حمزه (١)

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

طلعت محمد الطيب
خبر اعتقال عبد الباسط حمزة في مصر بتهمة تمويل حركة حماس يجب ألا يجعل بعضنا يعتقد بأن الاخوان المسلمين يحرصون علي نصره قضية شعب فلسطين.
فالرجل قد عرف بالولوغ في الفساد والإستيلاء علي مبالغ صخمه كما جاء في إفاده صلاح مناع ، وذلك طوال فترة حكم الاخوان المسلمين للسودان لأكثر من ثلاثه عقود.

ومن المعروف أن لجنة إزاله التمكين كانت قد أدانته وأمرت بإرجاع الأموال والأسهم التجاريه المنهوبة إلي الحزينه العامة. ومن المعروف كذلك أن قاضي المحكمة العليا محمد علي أبو سبيحه هو من قام باطلاق سراح عبد الباسط وتقرير حقه في الإحتفاظ بأموال الشعب المنهوبه وذلك علي أثر سيطرة الفلول علي الأمور في السودان بعد إنقلاب البرهان الشهير علي الوثيقه الدستورية.
ويكفي عزيزتي القارئه أن تقومي بالبحث في محرك قوقل لتعرفي أن " محمود عبد الحليم" عضو الهيئه التأسيسية لتنظيم الأخوان المسلمين الأم في مصر في مؤلفه " الأخوان المسلمين أحداث صنعت التاريخ " كان قد كتب مايلي " النقود التي كنا نجمعها من المساجد والمقاهي والبارات لم يكن القصد من جمعها إعانة أخواننا المجاهدين الفلسطينيين بها، فهم كانوا من هذه الناحية في غير حاجة إليها".
يمكن كذلك الرجوع إلى ما كتبه القيادي " علي عشماوى " في إعترافاته الشهيره تحت عنوان " التاريخ السرى للأخوان المسلمين " وهو كتاب كان قد نشر في العام ٢٠٠٦م، وقد أشار فيه إلي حقيقة " أنهم ، أي الاخوان المسلمين ، كانوا يلجأون إلي جمع المال بفتح باب التبرعات ويطالبون بالتطوع لإنقاذ المسجد الأقصى من أجل جمع المال ثم شراء السلاح وتخزينه لحسابهم، وتتكدس خزائنهم بالاموال من تبرعات المسلمين من كل الدول الإسلاميه ليتكرر ما حدث في العام ١٩٤٨م.
وفي ذلك العام كان حسن البنا مؤسس تنظيم الأخوان المسلمين قد دعا الشباب إلي الجهاد والتبرع لنصرة الشعب الفلسطيني وكان قد وعد بإرسال أكثر من عشره آلاف مقاتل بيد أن الأمر في النهاية تمخض عن إرسال ما يزيد قليلا عن مائتي مجاهد ، وحتي هؤلاء لم يقاتلوا في فلسطين في حرب ٤٨ لأن قائدهم " محمد فرغلي" كان قد أمرهم بعدم القتال بحجه أن هناك مؤامرة لتصفية المجاهدين!.
والأخطر من كل ذلك هو مواجهة " أحمد السكري" وهو قيادي مؤسس لحركه الأخوان المسلمين الأم في مصر ، لحسن البنا بإختلاسه لأكثر من ثلاثه آلاف جنيه من أموال التبرعات التي جمعت أبان حرب فلسطين في عام ٤٨، وقد كانت مبلغا كبيرا في ذلك الزمان.
أحمد السكري هذا كان وكيلا لتنظيم الاخوان في منطقه " المحموديه " حيث تأسست الجماعة هناك ويمكن التأكد من ذلك بمراجعة كتاب حسن البنا الشهير " مذكرات الدعوة والداعيه".

فلسطين من حسن البنا إلي عبد الباسط حمزه ٢
كنت قد تعرضت في الجزء الأول من هذا المقال إلي إعتقال الشيخ عبد الباسط حمزه في مصر بتهمه تمويل حركه حماس وأشرت الي حقيقة أن لجنه ازاله التمكين كانت قد أدانته في جرائم فساد ضخمه وكذلك كتبت عن تاريخ تنظيم الاخوان المسلمين الأم في مصر فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ حرب ٤٨م ، وأتيت ببعض الأمثله لتوضيح مدي متاجره الاخوان بقضيه الشعب الفلسطيني وجمع التبرعات الماليه بإسمه، وكيف إن نشاطهم العملي كان دائما ما يأتي خصما علي هذه القضيه ، وتطرقت إلي حادثه خيانه الاب الروحي والمؤسس لجماعه الأخوان المسلمين الإمام حسن البنا، للامانه حينما سمح لنفسه بإختلاس بعض من مال التبرعات الذي جمع من أجل الجهاد في فلسطين، حسب زعمهم . وفي كل ذلك كنت قد أشرت إلي مصدر المعلومات التي أوردتها حتي لا أتهم بالتحامل وإنعدام شرف الخصومه في العمل العام.
علي أن أخطر القضايا علي الإطلاق هي المتعلقه بقدره جماعات الإسلام السياسي علي إستغلال المشاعر عند الشعوب المسلمه public sentiment وتهييجهم للعاطفه الدينية والتحشيد لتحقيق أجندة غير معلنة كتوظيفهم للقضية الفلسطينيه وقضايا أخري بغرض التمكين وتحقيق مصلحتهم التنظيميه والمنافع الشخصيه، وليس العكس. وقد رأينا كيف قام فلول النظام السابق قبل إنقلابهم علي الوثيقه الدستوريه بمواصله السعي للتطبيع مع إسرائيل وذلك بعكس ما يدعون حيث كانوا يسعون إلي التطبيع مع إسرئيل منذ سنوات وكانت "سونا " قد أوردت خبر لقاء البرهان مع وزير الخارجية الإسرائيلي في الخرطوم قبيل الحرب في السودان حيث بحث اللقاء " سبل إرساء علاقات مثمره مع إسرائيل وآفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل ابيب في عدة مجالات لاسبما الامنيه والعسكريه" . للامانه يجب ان نشهد بأن قائد الدعم السريع الجنرال حميدتي كان قد أوضح عدم علمه بذلك اللقاء بينما كان رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك قبل الإنقلاب عليه، قد رفض بحزم الربط بين قضيه رفع العقوبات عن السودان والتطبيع مع إسرائيل موضحا أن " التطبيع يحتاج إلي نقاش عميق وسط قطاعات الشعب السوداني".
ورغم هزائم الجيش المتكرره علي يد قوات الدعم السريع إلا أن فلول النظام السابق والكيزان الذين يسيطرون علي قيادته يعملون علي عرقلة مساعي وقف الحرب ومقاطعه كل الوساطات الإقليميه والدوليه وإبتزاز المجتمع المدني بتصوير أن كل من يدعو إلي السلام ووقف الحرب هو بالضرورة يساند قوات الدعم السريع حتي ينشغل الجميع بدفع تلك التهمة عنهم بدلا عن التركيز علي حشد الجهود والمبادرات من أجل وقف هذه الحرب اللعينه.
طلعت محمد الطيب

talaat1706@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الاخوان المسلمین الأخوان المسلمین عبد الباسط حسن البنا فی مصر کان قد

إقرأ أيضاً:

محافظ سوهاج يؤدي صلاة الجمعة بمسجد "الشبان المسلمين".. ويقوم بجولة ميدانية بأخميم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 أدى اللواء دكتور عبد الفتاح سراج محافظ سوهاج، اليوم، صلاة الجمعة بمسجد الشبان المسلمين بمدينة سوهاج، بحضور الدكتور محمد عبد الهادي نائب المحافظ، واللواء أ.ح أحمد السايس السكرتير العام المساعد، وعدد من القيادات التنفيذية وأئمة الأوقاف، والأهالى من أبناء مدينة سوهاج.

وقد ألقى خطبة الجمعة الدكتور محمد أبو سعدة وكيل وزارة الأوقاف، متحدثا عن فضل الأعمال الصالحة وجزاءها عند الله، وعقب الصلاة حرص محافظ سوهاج على لقاء المواطنين، والاستماع إلى مطالبهم، موجها بمتابعة تلك المطالب والتنسيق مع الجهات المعنية لتلبيتها فورا.

وعقب آداء الصلاة قام المحافظ بجولة ميدانية تفقد خلالها عددا من المواقع والشوارع بمدينة أخميم للوقوف على الوضع العام، ومستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وقد تلاحظ للسيد المحافظ خلال الجولة بشارع "السلخانة" وجود عدد من حالات البناء موجها بفحص ومراجعة تراخيص جميع الحالات، وعرض الموقف القانوني لها، مشددا على رفع جميع الإشغالات وتحسين مستويات النظافة والتجميل بالمدينة.

1000010092 1000010089 1000010083 1000010086 1000010080

مقالات مشابهة

  • كيف أقنع ترامب المسلمين بالتصويت له؟
  • ثقافة المسلمين: إرث غني ومتجدد
  • صفحة سوداء أخرى وليست أخيرة من تاريخ تنظيم الأخوان المسلمين بالسودان (الكيزان)
  • ومتى تفهم ياسيسى ؟!
  • «حكماء المسلمين» يدعو قادة العالم وشعوبه إلى العمل على ترسيخ قيم التسامح والتعايش
  • استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية احتجاجا على العنصرية ضد المسلمين
  • محافظ سوهاج يؤدي صلاة الجمعة بمسجد "الشبان المسلمين".. ويقوم بجولة ميدانية بأخميم
  • في اكتشاف مذهل .. العثور على بقايا معركة القادسية بين المسلمين والفرس
  • على هامش COP29.. "حكماء المسلمين" ووفد إندونيسيا يبحثان قضايا المناخ
  • الأردن والعراق ومجلس حكماء المسلمين يعزّون شيخ الأزهر فى وفاة شقيقته