سودانايل:
2024-10-03@08:17:22 GMT

فلسطين من حسن البنا إلى عبد الباسط حمزه (١)

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

طلعت محمد الطيب
خبر اعتقال عبد الباسط حمزة في مصر بتهمة تمويل حركة حماس يجب ألا يجعل بعضنا يعتقد بأن الاخوان المسلمين يحرصون علي نصره قضية شعب فلسطين.
فالرجل قد عرف بالولوغ في الفساد والإستيلاء علي مبالغ صخمه كما جاء في إفاده صلاح مناع ، وذلك طوال فترة حكم الاخوان المسلمين للسودان لأكثر من ثلاثه عقود.

ومن المعروف أن لجنة إزاله التمكين كانت قد أدانته وأمرت بإرجاع الأموال والأسهم التجاريه المنهوبة إلي الحزينه العامة. ومن المعروف كذلك أن قاضي المحكمة العليا محمد علي أبو سبيحه هو من قام باطلاق سراح عبد الباسط وتقرير حقه في الإحتفاظ بأموال الشعب المنهوبه وذلك علي أثر سيطرة الفلول علي الأمور في السودان بعد إنقلاب البرهان الشهير علي الوثيقه الدستورية.
ويكفي عزيزتي القارئه أن تقومي بالبحث في محرك قوقل لتعرفي أن " محمود عبد الحليم" عضو الهيئه التأسيسية لتنظيم الأخوان المسلمين الأم في مصر في مؤلفه " الأخوان المسلمين أحداث صنعت التاريخ " كان قد كتب مايلي " النقود التي كنا نجمعها من المساجد والمقاهي والبارات لم يكن القصد من جمعها إعانة أخواننا المجاهدين الفلسطينيين بها، فهم كانوا من هذه الناحية في غير حاجة إليها".
يمكن كذلك الرجوع إلى ما كتبه القيادي " علي عشماوى " في إعترافاته الشهيره تحت عنوان " التاريخ السرى للأخوان المسلمين " وهو كتاب كان قد نشر في العام ٢٠٠٦م، وقد أشار فيه إلي حقيقة " أنهم ، أي الاخوان المسلمين ، كانوا يلجأون إلي جمع المال بفتح باب التبرعات ويطالبون بالتطوع لإنقاذ المسجد الأقصى من أجل جمع المال ثم شراء السلاح وتخزينه لحسابهم، وتتكدس خزائنهم بالاموال من تبرعات المسلمين من كل الدول الإسلاميه ليتكرر ما حدث في العام ١٩٤٨م.
وفي ذلك العام كان حسن البنا مؤسس تنظيم الأخوان المسلمين قد دعا الشباب إلي الجهاد والتبرع لنصرة الشعب الفلسطيني وكان قد وعد بإرسال أكثر من عشره آلاف مقاتل بيد أن الأمر في النهاية تمخض عن إرسال ما يزيد قليلا عن مائتي مجاهد ، وحتي هؤلاء لم يقاتلوا في فلسطين في حرب ٤٨ لأن قائدهم " محمد فرغلي" كان قد أمرهم بعدم القتال بحجه أن هناك مؤامرة لتصفية المجاهدين!.
والأخطر من كل ذلك هو مواجهة " أحمد السكري" وهو قيادي مؤسس لحركه الأخوان المسلمين الأم في مصر ، لحسن البنا بإختلاسه لأكثر من ثلاثه آلاف جنيه من أموال التبرعات التي جمعت أبان حرب فلسطين في عام ٤٨، وقد كانت مبلغا كبيرا في ذلك الزمان.
أحمد السكري هذا كان وكيلا لتنظيم الاخوان في منطقه " المحموديه " حيث تأسست الجماعة هناك ويمكن التأكد من ذلك بمراجعة كتاب حسن البنا الشهير " مذكرات الدعوة والداعيه".

فلسطين من حسن البنا إلي عبد الباسط حمزه ٢
كنت قد تعرضت في الجزء الأول من هذا المقال إلي إعتقال الشيخ عبد الباسط حمزه في مصر بتهمه تمويل حركه حماس وأشرت الي حقيقة أن لجنه ازاله التمكين كانت قد أدانته في جرائم فساد ضخمه وكذلك كتبت عن تاريخ تنظيم الاخوان المسلمين الأم في مصر فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ حرب ٤٨م ، وأتيت ببعض الأمثله لتوضيح مدي متاجره الاخوان بقضيه الشعب الفلسطيني وجمع التبرعات الماليه بإسمه، وكيف إن نشاطهم العملي كان دائما ما يأتي خصما علي هذه القضيه ، وتطرقت إلي حادثه خيانه الاب الروحي والمؤسس لجماعه الأخوان المسلمين الإمام حسن البنا، للامانه حينما سمح لنفسه بإختلاس بعض من مال التبرعات الذي جمع من أجل الجهاد في فلسطين، حسب زعمهم . وفي كل ذلك كنت قد أشرت إلي مصدر المعلومات التي أوردتها حتي لا أتهم بالتحامل وإنعدام شرف الخصومه في العمل العام.
علي أن أخطر القضايا علي الإطلاق هي المتعلقه بقدره جماعات الإسلام السياسي علي إستغلال المشاعر عند الشعوب المسلمه public sentiment وتهييجهم للعاطفه الدينية والتحشيد لتحقيق أجندة غير معلنة كتوظيفهم للقضية الفلسطينيه وقضايا أخري بغرض التمكين وتحقيق مصلحتهم التنظيميه والمنافع الشخصيه، وليس العكس. وقد رأينا كيف قام فلول النظام السابق قبل إنقلابهم علي الوثيقه الدستوريه بمواصله السعي للتطبيع مع إسرائيل وذلك بعكس ما يدعون حيث كانوا يسعون إلي التطبيع مع إسرئيل منذ سنوات وكانت "سونا " قد أوردت خبر لقاء البرهان مع وزير الخارجية الإسرائيلي في الخرطوم قبيل الحرب في السودان حيث بحث اللقاء " سبل إرساء علاقات مثمره مع إسرائيل وآفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل ابيب في عدة مجالات لاسبما الامنيه والعسكريه" . للامانه يجب ان نشهد بأن قائد الدعم السريع الجنرال حميدتي كان قد أوضح عدم علمه بذلك اللقاء بينما كان رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك قبل الإنقلاب عليه، قد رفض بحزم الربط بين قضيه رفع العقوبات عن السودان والتطبيع مع إسرائيل موضحا أن " التطبيع يحتاج إلي نقاش عميق وسط قطاعات الشعب السوداني".
ورغم هزائم الجيش المتكرره علي يد قوات الدعم السريع إلا أن فلول النظام السابق والكيزان الذين يسيطرون علي قيادته يعملون علي عرقلة مساعي وقف الحرب ومقاطعه كل الوساطات الإقليميه والدوليه وإبتزاز المجتمع المدني بتصوير أن كل من يدعو إلي السلام ووقف الحرب هو بالضرورة يساند قوات الدعم السريع حتي ينشغل الجميع بدفع تلك التهمة عنهم بدلا عن التركيز علي حشد الجهود والمبادرات من أجل وقف هذه الحرب اللعينه.
طلعت محمد الطيب

talaat1706@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الاخوان المسلمین الأخوان المسلمین عبد الباسط حسن البنا فی مصر کان قد

إقرأ أيضاً:

حماس تدعو للحشد في جمعة وقف العدوان على فلسطين ولبنان

دعت حركة حماس، للحشد والمشاركة في "جمعة وقف العدوان على فلسطين ولبنان" وذلك في ظل تصاعد الحملة التي يشنها الاحتلال على الضفة الغربية ومدينة القدس والعدوان الهمجي على لبنان.

 

وقالت حركة حماس في بيانها: ندعو أبناء أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم للحشد والمشاركة في جمعة وقف العدوان على فلسطين ولبنان.

وأضاف البيان: في ظل استمرار الاحتلال النازي في حرب الإبادة الجماعية التي قاربت العام على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وتصاعد الحملة الشرسة التي يشنها على الضفة الغربية ومدينة القدس، وعدوانه الهمجي المتواصل على لبنان، فإننا في حركة المقاومة الإسلامية حماس، ندعو جماهير أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم في كل مكان، للمشاركة الفاعلة يوم الجمعة القادمة في "جمعة وقف العدوان على فلسطين ولبنان" انتصاراً للحق الفلسطيني ورفضاً للظلم والوحشية التي تمارسها دولة الاحتلال الإرهابية.

انتهاكات ومجازر بحق المدنيين

وأوضحت حماس، أن الواجب يحتم على كل حر أن ينتفض ويغضب لما يحدث من انتهاكات ومجازر بحق المدنيين، وجرائم حرب وتجويع وترويع، واستهداف الاحتلال المتعمد للنساء والأطفال الأبرياء باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وضربه لكافة الأعراف والمواثيق ومبادئ حقوق الإنسان.

 

وأهابت حماس، بأحرار العالم الداعمين لقضيتنا العادلة، إلى مواصلة حراكهم الجماهيري الفاعل ومسيراتهم التضامنية الغاضبة، والمشاركة في  "جمعة وقف العدوان على فلسطين ولبنان"، و الحشد لأوسع مشاركة جماهيرية للتضامن مع الشعب الفلسطيني واللبناني ولإدانة الاحتلال، والعمل على فضح جرائم الاحتلال وكشف وجهه القبيح، والضغط على الحكومات لقطع كافة العلاقات معه ونبذه ومقاطعته على كافة المستويات.

مقالات مشابهة

  • ما هي خسائر فلسطين وإسرائيل الاقتصادية بعد عام على حرب غزة؟
  • حماس تدعو للحشد في جمعة وقف العدوان على فلسطين ولبنان
  • حزب الله يدكّ مواقع صهيونية شمال فلسطين المحتلة
  • فلسطين... لبنان ثم اليمن
  • شيوخ القواسم يعزون في وفاة عبد الباسط أحمد بوالزود
  • وزير الأوقاف: تنسيق كامل بين المسلمين والمسيحيين وكل يهودي معارض لإسرائيل
  • حكماء المسلمين والأمم المتحدة يبحثان تعزيز دور الشباب في مواجهة خطاب الكراهية
  • كاساس يعلن قائمة المنتخب العراقي لمواجهتي فلسطين وكوريا الجنوبية
  • جامعة هارتفوردشاير البريطانية في مصر تشهد تخريج ثاني دفعاتها لعام 2024
  • ظاهرة الإسلاموفوبيا.. عقود من معاناة المسلمين في بلاد الغرب