تحتفل دولة قطر باليوم الدولي للتعليم، الذي يصادف الرابع والعشرين من شهر يناير الجاري إيمانا منها بأن التعليم يعتبر هدفا رئيسيا من أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة، ولكونها قد أبدت التزاما بجعل التعليم يواكب متطلبات العصر الحالي، ولتصبح قطر على هذا النحو من الدول الرائدة في عملية التحول الرقمي في التعليم والنهوض به، بعد أن أطلقت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي استراتيجية التعليم الإلكتروني، بهدف إعداد طلبة قطر على مستوى عال من المهارات الرقمية وتهيئتهم لمستقبل يعتمد بشكل كبير على هذه المهارات.


واحتفاء بهذا الحدث التربوي العالمي، خصصت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ولأول مرة، أسبوعا للاحتفال باليوم الدولي للتعليم على المستوى المحلي تحت شعار "التعليم مسئولية الجميع"، حيث ستقيم الوزارة خلال هذا الأسبوع في الفترة من 21 إلى 25 يناير الجاري بالشراكة مع ديوان الخدمة والتطوير الحكومي، سلسلة من الأنشطة والفعاليات تتضمن جلسة حوارية تربوية، بمشاركة الطلاب والمعلمين وأولياء أمورهم وأسرهم وجميع مدارس الدولة، لتعزيز مفاهيم المسئولية المجتمعية والتذكير بدور التعليم في تحسين حياة الأفراد ونهضة المجتمع، وانطلاقا من أن الاستثمار في العنصر البشري يمثل أبرز ركائز رؤية قطر الوطنية 2030.
ولقد دأبت دولة قطر على الاحتفال بالعديد من المناسبات الدولية التي تعنى بالتعليم وأهميته والاستثمار فيه، ومنها على سبيل المثال اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، وهو مقترح قطري اعتمدته ووافقت عليه بالإجماع الأمم المتحدة عام 2019، ويقضي باعتماد 9 سبتمبر كل عام يوما عالميا لحماية التعليم من الهجمات تحت عنوان "اليوم العالمي لحماية المؤسسات التعليمية من الهجمات"، ويحث المجتمع الدولي على تخفيف المحنة التي يتعرض لها الطلاب المتضررون من النزاعات المسلحة والمؤسسات والمراكز التعليمية كذلك.
كما تحتفل قطر في سياق ذي صلة، بيوم المعلم العالمي في الخامس من شهر أكتوبر كل عام، وتكريم قدامى المعلمين، إيمانا منها بأهمية مهنة التدريس والمعلمين وتقديرا ووفاء لدورهم، وفق التوصية المشتركة بين منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بشأن أوضاع المعلمين، والتي تعتبر إطارا مرجعيا على المستوى الدولي فيما يتعلق بمسؤوليات المعلمين وحقوقهم وواجباتهم، ومعايير إعدادهم.
وتحرص دولة قطر تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله ورعاه" وبتوجيهات سموه السديدة، على تحقيق أعلى مؤشرات ضمان الجودة في كافة مدخلات ومخرجات العملية التعليمية بشكل يلبي احتياجات المجتمع، من خلال بذل الجهود المثمرة نحو تحقيق أهداف وأجندة التنمية المستدامة الأممية، خاصة الهدف الرابع وغاياته الذي يعنى بجودة التعليم، مع إعادة تصور مستقبل التعليم، وضمان حق التعليم كمنفعة عامة للجميع، بما يلبي كافة الاحتياجات والقدرات والإمكانات.
وعلى الصعيد الدولي، أسست الدولة شراكات ومبادرات تعليمية وتنموية دولية واسعة، استفاد منها مئات الملايين من سكان العالم في مختلف قاراته، حيث حظيت جهود ومبادرات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة "التعليم فوق الجميع" في مجال التعليم وحمايته من الهجمات على نطاق العالم وبالأخص في مناطق النزاع، بترحيب وإشادة دولية واسعة، كونها تستجيب لحاجات وتطلعات ملايين الأطفال والشباب التعليمية حول العالم والتي حرمتهم منها النزاعات المسلحة، وهو ما يساهم بدوره في الوفاء بأهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة.
وتؤكد السيدة مها زايد الرويلي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي للشئون التعليمية في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن احتفال دولة قطر ممثلة في الوزارة مع دول العالم باليوم الدولي للتعليم 2024 الذي يصادف 24 يناير من كل عام، يؤكد إيمان الدولة على الدوام بأن التعليم قوة فاعلة لتحقيق رؤية الدولة وأساس لبناء مجتمعات المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة.
وقالت: إن هذا الاحتفال يتمثل في تنظيم أنشطة هادفة وفعاليات منوعة تؤكد على تعزيز الشراكة بين أولياء الأمور والمدارس.. "تلك الشراكة التي تحمل أبعادا تعليمية وتربوية وتساهم في إثراء العملية التعليمية وتطوير مخرجات النظام التعليمي".
وشددت الرويلي على أن مشاركة الأسر والمدارس والجامعات الحكومية والخاصة في فعاليات الاحتفال باليوم الدولي للتعليم خطت رسالة واضحة مفادها بأن التعليم في الدولة هو مسؤولية الجميع، لافتة إلى أن المشاركة المجتمعية في العملية التعليمية أثبتت مساهمتها في وضع الطلاب على المسار الصحيح ليصبحوا قوة منتجة في وطنهم.
وأوضحت أن حرص الدولة على إعطاء الأولوية للتعليم الجيد المنصف للجميع، أدى إلى تحقيق نجاحات وإنجازات متنامية في المؤشرات العالمية رسخت مكانة دولة قطر على المستوى العالمي في مجال التعليم.
وأضافت قائلة "لا زال تحقيق طموحاتنا يتطلب الكثير من الجهد والتعاون مع مؤسسات الدولة، لدفع النظام التعليمي في دولة قطر للتنافس والتميز على المستوى العالمي، وليصبح التعليم استثمارا بعيد المدى ذي عوائد متزايدة على أبنائنا ومجتمعنا".  

إن رؤية قطر الوطنية تهدف إلى تحويل البلاد بحلول العام 2030 إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة، ولا يتأتى ذلك، إلا عبر بناء نظام تعليمي متقدم، يواكب المعايير العالمية العصرية، ويتم عبره توجيه رأس مال قطر البشري والمعرفي في مساراته الصحيحة، والاستثمار فيه على طريق تحقيق الدولة لغاياتها وأهدافها الوطنية والتنموية.
ولكل ذلك، فإنه لا يوجد طفل قطري في سن الدراسة خارج أسوار المدرسة، فالتعليم إلزامي ومجاني ومنظومته حديثة ومتطورة باستمرار، توفر مجموعة من البرامج العلمية والمناهج المتخصصة المتقدمة والحديثة، بجودة عالية ونهج تعليمي شامل ومتنوع، يركز أيضا بجانب بعده الأكاديمي، على الأخلاق والقيم الإسلامية والاجتماعية.
كما تقدم وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، في إطار هذه الخطط والبرامج التربوية الحديثة والتي تواكب روح العصر، خدمات تربية خاصة متنوعة عبر مدارس الدمج والمدارس المتخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتم إلحاق طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة بمدارس التعليم العام حسب نوع الخدمات المقدمة ووفقا لشدة ومستوى الحالة، في وقت تعمل فيه الوزارة كذلك على رعاية الموهوبين ووضع إطار لتحديد الموهبة ودعمها والاعتناء بها في مراحل التعليم المختلفة، إلى جانب برامج ومناهج تعليم الكبار، لتشجيعهم على مواصلة تعليمهم، وكذا إتاحة مسار التعليم الموازي لمساعدة الطلبة غير القادرين على استكمال دراستهم في المرحلة الثانوية بنفس البرامج الدراسية المتضمنة في التعليم العام، من خلال برامج دراسية خاصة بهم.
وفي سياق تطوير المنظومة التعليمية والتربوية لتواكب التغييرات العصرية الحديثة، وبهدف غرس روح الابتكار والمبادرة والمشاركة الفعالة في المجتمع منذ الصغر، خصصت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي منهجا تأسيسيا متكاملا خاصا بالتعليم في المراحل المبكرة، يشمل رياض الأطفال والصف الأول والثاني من المرحلة الابتدائية أيضا، فضلا لما توليه الوزارة من اهتمام كبير بمدارس التعليم التخصصي وتسعى للتوسع فيها، ومنها مدرسة قطر التقنية الثانوية للبنين ومدرسة قطر للعلوم المصرفية وإدارة الأعمال الثانوية للبنين والمعهد الديني الإعدادي والثانوي للبنين ومدرسة قطر للعلوم المصرفية وإدارة الأعمال الثانوية للبنات ومدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا الثانوية للبنين، حيث تؤهل جميعها الطلبة للانتقال إلى مختلف خيارات التعليم العالي وسوق العمل بعد ذلك.
وبالتأكيد أن اهتمام دولة قطر وقيادتها الحكيمة بالتعليم ليس على النطاق الوطني وإنما ببعده الدولي أيضا، يثبت التزامها نحو تأكيد حق التعليم الجيد للجميع، والعمل على ضمان الرفاه لملايين الأطفال، ووضع التعليم ضمن أهم الأولويات لتأمين السلامة وحماية المؤسسات التعليمية، وضمان وصوله لمناطق النزاعات.
وفي هذا السياق، نوه السيد فهد السليطي المدير التنفيذي لمؤسسة "التعليم فوق الجميع" في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، بدور المؤسسة في نشر التعليم الجيد وحمايته والوفاء بحاجاته للفئات المحتاجة والمستهدفة خارج قطر عبر شراكات دولية فاعلة وناجحة.
وأشار في هذا السياق إلى أن جهود المؤسسة في هذا الصدد تغطي 60 دولة حول العالم. وقال إنه تقرر تخصيص احتفال المؤسسة باليوم الدولي للتعليم ليركز هذا العام على فلسطين والسودان.
وفي إطار ذي صلة، تحتفل العديد من مؤسسات الدولة باليوم الدولي للتعليم الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2018، وتم اعتماده للاحتفاء به في 24 يناير من كل عام، وتقيم هذه الجهات فعاليات وأنشطة تفاعلية شتى، لتعزيز مفاهيم المسؤولية المجتمعية، والتذكير بدور التعليم في تحسين حياة الأفراد ونهضة المجتمع.
وقد حدد ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي بهذه المناسبة جملة من التسهيلات والضوابط لحضور أولياء الأمور فعاليات وأنشطة الاحتفال المختلفة بالمدارس.
وبلا شك إن كل تلك الجهود والمبادرات التربوية والتعليمية القطرية على مختلف الصعد، قد رسخت مكانة قطر في مجال التعليم، وعززت شراكاتها التعليمية المتميزة، وأكدت أكثر حرص الدولة وقيادتها الحكيمة على تطوير المنظومة التعليمية وفق أحدث الطرق والأساليب التربوية والتقنية والابتكارية التي تواكب روح العصر، كون ذلك يشكل أهمية كبيرة بالنسبة لها، بعد أن جعلت الاستثمار في التعليم الجيد دائما أحد أولوياتها القصوى، على المستويين الوطني والدولي.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: التعليم

إقرأ أيضاً:

شيبان يؤكد أهمية تطوير المنظومة الصحية وتحفيز الاستثمار في القطاع الطبي

 

 

الثورة / قاسم الشاوش

انطلقت امس بالعاصمة صنعاء أعمال الملتقى الطبي الأول في اليمن ومعرض « يمن ميديكا»، ويهدف الملتقى والمعرض اللذان ينظمهما على مدى ثلاثة أيام المركز التجاري الأول للأدوية والأجهزة والمعدات الطبية «القصر مول» بالتنسيق مع الهيئة العليا للأدوية والمجلس الطبي وجامعة صنعاء، إلى تعزيز معايير الجودة والابتكار والتكامل في الخدمات الصحية والتركيز على التداول الآمن للأدوية والمستلزمات الطبية وتسليط الضوء على أحدث الابتكارات التكنولوجية والاحتياجات الطبية.
وفي الافتتاح أكد وزير الصحة والبيئة الدكتور علي شيبان بان إقامة مثل هذه الفعاليات لها أهمية كبيرة في تبادل المعرفة وتعزيز الشراكة ودعم الابتكار في تقديم الخدمات الصحية، ويمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن تطوير المنظومة الصحية والطبية لا يقتصر على بناء المنشآت أو توفير المعدات بل يعتمد بالدرجة الأولى الارتقاء بهذا المجال و توفير الكفاءات البشرية والبحث العلمي وتعزيز الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص.
وقال وزير الصحة أن الملتقى والمعرض يعتبران فرصة حقيقية لمناقشة أحدث الابتكارات وتعزيز التدريب والتأهيل وتحفيز الاستثمار في القطاع الصحي.. لافتا إلى أن الوزارة ستشهر الأسبوع المقبل قانون الدواء والصيدلة باعتبار ذلك أولوية في إطار التداول الآمن للأدوية والمستلزمات الطبية.
منوها بان « يمن مديكا» تعد منصة استراتيجية وجسر للعلم والابتكار وفرصة لتعزيز التكامل بين مختلف الجهات الفاعلة الحكومية والخاصة والمنظمات المحلية والدولية.. مؤكدا على أهمية تجسيد رؤية الملتقى الطبي في رفع معايير الجودة وتعزيز الابتكار والتكامل المستدام بين مقدمي الخدمات والمصنعين والمستثمرين.
من جهته أشار نائب رئيس الهيئة العليا للأدوية لشؤون الصناعة المحلية الدكتور عبدالله الشريف، إلى أهمية الملتقى الطبي الذي يمثل حراكاً علميا وطبياً متميزاً.
موكدا على دعم الملتقى الذي يشمل معظم التخصصات الطبية والتقنيات الحديثة وبمشاركة جميع الشركات ومصنعي الأدوية، وكد تضمنه أوراق علمية وورش عمل وندوات لتبادل الخبرات والمعرفة.
من جانبه قال رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى عبدالله زيد، أن الملتقى الذي يجمع نخبة من الخبراء من مختلف التخصصات الطبية يهدف لمناقشة آخر التطورات والابتكارات في مجالات الصحة والطب، لافتا إلى ضرورة تعزيز التعاون والتكامل في القطاع الصحي والسعي نحو تحقيق أفضل الخدمات الصحية والطبية والتركيز على التداول الآمن للأدوية والمستلزمات الطبية.. مشيدا بجهود قيادة وزارة الصحة وكافة الرعاة للملتقى الذي يعتبر منصة لتبادل المعرفة.
يذكر بان الملتقى الذي حضره مساعد مدير مكتب رئاسة الوزراء طه السفياني، ونائب رئيس الهيئة العليا للأدوية الدكتور محمد النعمي، ورئيس مؤسسة أبحاث الغذاء والدواء الدكتور نشوان العطاب، وبمشاركة أطباء وأكاديميين وممثلي شركات ومصنعي الأدوية والجمعيات والاتحادات والنقابات الطبية ومؤسسة أبحاث الغذاء والدواء، سيناقش أوراق عمل علمية حول آخر التطورات والابتكارات في مجال الصحة والطب، اضافة إلى استعراض أوراق عمل حول أنشطة الجمعيات اليمنية والنقابات الطبية تشمل «الأشعة، طب الطوارئ، الكوارث، حديثي الولادة، العيون، الطب النفسي، المخ والأعصاب، جراحة العظام، التخدير، الترميم والتجميل، نقابة ومهنة الصيادلة والتغذية العلاجية والحميات».
تصوير – فواد الحرازي

مقالات مشابهة

  • اختيار أكاديمية عُمانية عضوا بـ"مجلس التعليم الدولي للتعليم"
  • اختيار أكاديمية عمانية عضوا بـ"مجلس التعليم الدولي للتعليم"
  • «التعليم» تشارك في افتتاح الملتقى الدولي الرابع للتعليم الفني والتكنولوجي
  • الغربية.. تطوير خدمات المواطنين بالمحليات
  • وزيرة التخطيط: تطوير التعليم الفني والتدريب المهني في مقدمة أولويات الدولة المصرية
  • شيبان يؤكد أهمية تطوير المنظومة الصحية وتحفيز الاستثمار في القطاع الطبي
  • لرفع كفاءة المنظومة.. محافظ الغربية يجري حركة تنقلات جديدة في الإدارات التعليمية
  • لرفع كفاءة المنظومة.. محافظ الغربية يعتمد حركة تنقلات جديدة في الإدارات التعليمية
  • الزامل: الخبرات اليابانية تعزّز تطوير المنظومة الكهربائية والمائية
  • وكيل وزارة التعليم ببني سويف تواصل جولاتها لمتابعة سير المنظومة التعليمية بمدارس ناصر