سنعود إلى أرضنا منتصرين.. بائع لبناني يتحدى تدمير الاحتلال منزله (صور)
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
عيتا الشعب "أم العز".. بهذه العبارة المكتوبة على أحد صناديق الخضار، يرحب اللبناني عباس رحمة (أبو أحمد- 63 عاما) بزبائنه في بسطته المتواضعة على جانب الطريق في منطقة البرج الشمالي غرب مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان، ليكسب رزقه.
أبو أحمد، الذي يعرّف عن نفسه بالحاج عبّاس، أرغمه القصف الإسرائيلي على النزوح مع عائلته من بلدته "عيتا الشعب" الحدودية مع فلسطين المحتلة إلى مدينة صور.
ويسلّط البائع اللبناني الضوء على بلدته وأحوال التهجير، التي قذفت به إلى منطقة البرج الشمالي، في ضيافة إحدى العائلات، بعدما أن قدَّمت له منزلا. وفق ما ذكر للأناضول.
وعيتا الشعب هي إحدى بلدات قضاء بنت جبيل في محافظة النبطية، وتقع على الحدود اللبنانية الفلسطينية، وتحدها فلسطين من الغرب والجنوب.
وبعد أن طالت الحرب على الحدود الجنوبية ونفد المال الذي ادخره، قرر أبو أحمد فتح بسطة على جانب الطريق لإعالة عائلته، لاسيما في ظل أزمة اقتصادية يعاني منها لبنان منذ سنوات.
و"تضامنا مع قطاع غزة"، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 7 تشرين أول/أكتوبر الماضي، يشن حزب الله وفصائل فلسطينية، هجمات على أهداف للاحتلال.
ومع تصاعد حدة الاشتباكات، اضطر حوالي 82 ألف لبناني إلى مغادرة منازلهم في مناطق التوتر في الجنوب، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
ظروف قاسية
قصة أبو أحمد، كما رواها للأناضول، تبدأ عندما قرر أن يترك بلدته التي تتعرض لقصف إسرائيلي أدى إلى تدمير دكانه التجاري، وذلك بحثا عن الأمان له ولعائلته.
قرر أن يتحدى الظروف ويواصل حياته، ففتح بسطة على جانب الطريق العام لتأمين مصاريف عائلته في ظل ظروف قاسية يمرون بها.
وقال أبو أحمد: "بلدتي من أشهر البلدات في الجنوب، وخاصة أنها قدمت شهداء خلال مواجهة الحرب الإسرائيلية على لبنان على مر السنوات، دفاعا عن الوطن".
"عيتا أم العز.. أم الشهداء، لديّ في عيتا الشعب مؤسستان تجاريتان "سوبّر ماركت".. واحد دُمر جراء القصف الاسرائيلي، وتقدّر الخسائر بآلاف دولارات"،
المال نفد
أبو أحمد قال: "نزحت وعائلتي منذ اليوم التالي للحرب على غزة، أي منذ 3 أشهر مهّجر من بلدتي.. تركت أملاكي ورزقي وأتينا إلى هنا في منطقة برج الشمالي في صور".
وأردف: "لم نكن نعلم أن الحرب ستطول إلى هذا الحد.. المال الذي كان لدينا يكفينا لمدة شهرين فقط ونفذ؛ لأننا لم نكن مجهزين لأن تطول الحرب لهذه الفترة".
ولأنهم "لا يملكون خيارا آخر"، مضى قائلا: "أخذنا القرار مع عائلتي ببيع الخضار والفواكه على جانب الطريق قرب مكان نزوحنا".
وأضاف: "ليس لدي القدرة على إيجار دكان، ولكن الحمد الله كان إقبال الزبائن جيدا على بسطتي كوني من النازحين من المناطق الحدودية التي ما زالت تشهد مواجهات عنيفة يوميا".
سنعود منتصرين
وعن احتياجات العائلة، قال أبو أحمد :"أعيل 3 عائلات، ونحتاج ما لا يقل عن 50 دولارا كمصروف يومي".
وأكد أنه "لا يستطيع العيش بكرامة إذا لم يُقدم على خطوة العمل"، لاسيما "في ظل عدم وجود اهتمام كافٍ أو مساعدة للنازحين".
وتابع: "أحتاج إلى خمس أدوية يوميا، لهذا السبب اضطررت للبيع على جانب الطريق".
وبثقة وتحدٍ، قال أبو أحمد: "عملي الأساسي ليس هنا (على الطريق) إنما كان في بلدتي في أملاكي ومحلاتي، وسنعود إلى أرضنا منتصرين لنؤسس تجارتنا من جديد".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية اللبناني القصف الإسرائيلي النازحين لبنان النازحين القصف الإسرائيلي المزيد في سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على جانب الطریق عیتا الشعب أبو أحمد
إقرأ أيضاً:
ثلاثة مزاعم أطلقها ترامب حول زيلينسكي والحرب الروسية الأوكرانية.. ما الذي تكشفه الأرقام؟
تصاعد الجدل هذا الأسبوع بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، حيث وصف نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الديكتاتور"، ما أثار استياء القادة الأوروبيين.
وإثر ذلك، رد زيلينسكي عبر اتهام ترامب بالعيش في "فضاء من التضليل الإعلامي" الذي تخلقه روسيا، في تحول واضح عن نهج الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة جو بايدن في دعم أوكرانيا.
ومع استمرار الجدل، عملت Euroverify على تفنيد الادعاءات التي أطلقها ترامب، حيث قامت بمراجعة الحقائق مسلطةً الضوء على مدى دقة تصريحاته وتأثيرها على السياسة الأمريكية تجاه الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
في مؤتمره الصحفي الأربعاء، ادعى ترامب أن هناك "أحكامًا عرفية في أوكرانيا"، مضيفًا أن نسبة تأييد زيلينسكي لا تتجاوز 4%، لكن هذا الرقم لا يستند إلى أي استطلاعات رأي موثوقة، إذ تظهر الدراسات أن نسبة تأييد زيلينسكي ظلت تتجاوز الـ 50% بشكل مستمر.
فقد تم انتخاب زيلينسكي بطريقة ديمقراطية في أيار/مايو 2019، وحصل على 73% من الأصوات في الجولة الثانية. ومع بداية الغزو الروسي الشامل في شباط/فبراير 2022، فرضت أوكرانيا الأحكام العرفية، ما حال دون إجراء انتخابات وفقًا للدستور.
وأكد زيلينسكي مرارًا أن الانتخابات ستُعقد بعد الحرب، في الوقت الذي رفض فيه خصومه السياسيون إجراء انتخابات خلال الحرب. ووفقًا لاستطلاع أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع في شباط/فبراير 2022، بلغت نسبة ثقة الأوكرانيين بزيلينسكي 57%، مقارنةً بـ 52% في كانون الأول/ديسمبر. كما أظهر استطلاع آخر أن نسبة تأييده في أوكرانيا بلغت 63%.
وفيما يتعلق بانطباع الأوكرانيين عنه، وصفه 74% منهم بأنه وطني، و73% بأنه قائد ذكي ومطلع، و65% بأنه شخصية قوية تقود البلاد في زمن الحرب.
وأكدت الباحثة في العلوم السياسية أولغا أونوش، أن نشر معلومات مضللة حول شرعية زيلينسكي يعزز الدعاية الروسية ويقوض حق الشعب الأوكراني في تقرير مصيره.
المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لا تتجاوز حجم الدعم الأوروبيفي منشور عبر "تروث سوشال"، ادعى ترامب أن الولايات المتحدة قدمت 350 مليار دولار (334 مليار يورو) لأوكرانيا، وأن إنفاق واشنطن تجاوز الدعم الأوروبي بمقدار 200 مليار دولار (191.1 مليار يورو).
لكن البيانات تظهر أن الولايات المتحدة لم تتجاوز أوروبا في إجمالي المساعدات، كما أن الرقم الفعلي أقل من المبلغ الذي ذكره ترامب.
وتشير إحصائيات معهد كيل للاقتصاد العالمي إلى أن إجمالي الدعم الأوروبي، بما يشمل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، بلغ 132.3 مليار يورو، مقارنة بـ 114.2 مليار يورو من الولايات المتحدة.
أما بالنسبة لأكبر المساهمين، فقد تصدرت إستونيا والدنمارك القائمة، حيث خصصت كل منهما أكثر من 2% من إجمالي الناتج المحلي قبل الحرب لدعم أوكرانيا.
كما اتهم ترامب زيلينسكي بالفساد، مدعيًا أن الرئيس الأوكراني "اعترف بأن نصف الأموال الأمريكية المرسلة إلى أوكرانيا مفقودة".
إلا أن زيلينسكي، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، أوضح أن أوكرانيا لم تتلق سوى 72.5 مليار يورو من إجمالي المساعدات الأمريكية، معظمها على شكل أسلحة، فيما يتم إنفاق الجزء الأكبر من الدعم داخل الولايات المتحدة، سواء في تصنيع الأسلحة أو دفع رواتب الجنود الأمريكيين.
تكلفة الحرب تُرهق موسكوادعى ترامب أن "روسيا لا تنوي تدمير كييف، ولو أرادت لفعلت ذلك. روسيا قادرة على محو المدن الأوكرانية تمامًا، لكنها الآن تهاجم بنسبة 20% فقط من قوتها العسكرية".
لكن معظم البيانات تشير إلى أن روسيا خصصت جزءًا كبيرًا من قدراتها العسكرية لغزو أوكرانيا. ووفقًا لتقديرات وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، يوجد نحو 580,000 جندي روسي على الأرض، فيما يُعتقد أن موسكو أنفقت حوالي 200 مليار يورو على مجهودها الحربي.
كما فرضت العقوبات الغربية قيودًا على قدرة روسيا في تصنيع الأسلحة، وسط تقارير تشير إلى تراجع مخزونها العسكري. وتعتمد موسكو بشكل متزايد على الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، إلى جانب الدعم العسكري من كوريا الشمالية، لتعويض النقص في قواتها وعتادها العسكري.
ويرى بعض المحللين أن انخراط روسيا في الحرب أدى إلى تراجع نفوذها في مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك سوريا، حيث فقد حليفها بشار الأسد السلطة في كانون الأول/ديسمبر بعد هجوم مفاجئ من فصائل المعارضة المسلحة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تقرير: الجنرال فاليري زالوجني قد يتفوق على زيلينسكي لو أجريت انتخابات فمن هو؟ انتقادات أوروبية لترامب بعد وصفه زيلينسكي بـ"الديكتاتور" القادة الأوروبيون يوافقون على ترشيح أوكرانيا ومولدافيا لعضوية التكتل وزيلينكسي يعتبر القرار تاريخيا فولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبالكرملينروسياأوكرانياالولايات المتحدة الأمريكية