ثلاثة قرونًا ظلت راسخة لم يمسسها الزمن، حفظت تاريخاً، وأثرت في أجيالاً، مرت عليها غزوات وانتصارات، حتى هُدمت ليلاً لتوسعة الطريق، هي مئذنة جامع السراجي، واحد من أقدم مساجد العراق التاريخية القديمة في مدينة البصرة الذي تميز بعمارته الأثرية والتراثية، منذ بناءه في عام 1140هـ/1727م.

أخبار متعلقة

«طاقة غضب و عنف مكبوت».

. الأسباب النفسية لمتابعة فيديو كسر الزجاجات على الدرج

«لن نسرق وظائف البشر ولن نتمرد عليهم».. ماذا قالت الروبوتات في أول مؤتمر صحفي؟

«يُبطل مفعول القنابل ويقود سيارات الإستغاثة».. كيف سينقذ الذكاء الاصطناعي البشر من المهام الخطرة؟

مئذنة جامع السراجي

هدم مئذنة جامع السراجي

أثار هدم مئذنة جامع السراجي غضب عالمي لم يكن داخل إطار العراق فقط، بل عبر كثيراً من المسلمين بالوطن العربي على أزمة هدم مئذنة جامع السراجي، لتوسعة أحد الطرق بالمدينة لتعطيلها حركة سير السيارات، وهو ما تعارض مع الوقف السني ووزارة الثقافة، وعليها علقت جهات مختلفة عن الهدم أولهم كان ديوان الوقف السني العراقي متمثلاً في الدكتور مشعان الخزرجي رئيس الديوان الذي علق قائلاً عبر وسائل إعلام محلية: «إن هدم مئذنة السراجي أمر دبر بليل»، على حد تعبيره، وبمؤتمر صحفي أشار لأن الوقف السني فوجىء بالهدم، صباح الجمعة، ولم يكن لنا علم لا من قريب ولا من بعيد بالأمر».

كذلك أضاف: لم تكن هناك خطابات أو كتب رسمية بهذا الخصوص، مُعلقاً كان يجب على المحافظ أن يخاطبنا بكتاب رسمي ليحمي هذا الموروث التابع لوزارة الثقافة، خاتماً حديثه بأن تاريخ العراق ليس تاريخي وما حصل يثير الريبة وهو أمر دبر بليل».

مئذنة جامع السراجي

مئذنة جامع السراجي

تعود مئذنة جامع السراجي لـ 3000 عام بطراز معماري صنفه كمنارة أثرية، نقشت بعض أجزائها العلوية بالكاشي الملون الكربلائي، وفيهِ مصلى واسع يبلغ عرضه 18 متراً وبطول 11 متراً، ويحتوي المسجد على محراب مبني من الطابوق والإسمنت وعن يمينه منبراً محاط بسياج من خشب الصاج.

كذلك يعتبر المسجد واحد أوسع مساجد البصرة كمساحة قديماً وأطلق عليه عدد من الأسماء منها المسجد الكبير في البصرة، جامع مناوي لجم الكبير.

فيديو هدم مئذنة السراجي

يمكن تشبيه هدم جامع #السراجى التراثي في #البصرة بفقدان الذاكرة…

لاننا لم نفقد مجرد منارة أو مسجد هناك، بل فقدنا تاريخاً كاملاً، وفقدنا حضارة وفقدنا شاهد على عمق اتصالنا بالارض.. pic.twitter.com/W2aVBYdIE5

— Omar Habeeb | عمر حبيب (@TheOmarHabeeb) July 14، 2023

ردود الأفعال على هدم مئذنة السراجي

هذا المسجد لم يهدم في بلد أوروبي أيها السادة! إنه في العراق وتحديداً في البصرة.. كما انه لم يهدم في حكم المغول، إنما في فترة حكم الشروكي الشيعي كما يحلو لهم تسميته!
أسعد العيداني ينافس سلوان موميكا في السقوط والاستهتار! pic.twitter.com/xoeknC2GdA

— د. على الجابري (@alialjabiri) July 14، 2023

الذين يبررون هدم منارة #جامع_السراجي يقولون انها تعرقل حركة السيارات في الشارع؟! فكان الحل هدم منارة عمرها 300 عام، أي انها اقدم من برج ايفل في باريس وساعة بيغ بن في لندن؟!
طيب.. هل سألتم أنفسكم مَنْ الاقدم: المسجد ام الشارع؟
الم تجدوا حلاً غير الهدم؟
كان يمكنكم بناء نفق لمرور… pic.twitter.com/VBrrfi6oLD

— د. على الجابري (@alialjabiri) July 15، 2023

العراق البصرة البصرة بالعراق البصرة العراقية مساجد أثرية أثار مساجد مدينة البصرة مدينة أثرية مدينة البصرة العراقية

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: شكاوى المواطنين العراق العراق البصرة البصرة العراقية أثار مساجد هدم مئذنة جامع السراجی

إقرأ أيضاً:

العراق يتذكر احتجاجات تشرين.. حكايات نساء واجهن الرصاص

بمحافظة البصرة أقصى جنوبي العراق، تجلس لوديا ريمون، الناشطة العراقية البارزة، وتتصفح في هاتفها الذكي، ما يُذكرها به الفيس بوك لأشياء كتبتها قبل خمس سنوات.

صارت احتجاجات تشرين 2019 بالنسبة لها، ذكرى "تفتخر" بها.

يعود بها شريط الذكريات إلى يوم السابع عشر من أغسطس 2020، أي بعد عشرة أشهر من اندلاع الاحتجاجات.

في ذلك اليوم، مرّت الرصاصات من جانبها، عندما حاول مسلحون اغتيالها، وهي في طريقها لمجلس عزاء رفيقها في الاحتجاجات، تحسين أسامة، الذي اغتيل في 14 أغسطس 2020 في محافظة البصرة.

اندلعت احتجاجات تشرين في الأول من أكتوبر 2019، ورفع فيها المحتجون شعارات تندد بالفساد والمحاصصة السياسية. استخدمت حكومة عادل عبد المهدي آنذاك، أساليب عنف عديدة تجاه المحتجين، وفقاً لمنظمات حقوقية.

يُظهر مقطع الفيديو الذي نُشر آنذاك، ويوثق محاولة اغتيال ريمون، كيف كانت سيارة تويوتا (كراون)، وتُعرف بالعراق باسم "البطة" تنتظرها بالقرب من منزلها.

لحظة محاولة إغتيال الناشطين العراقيين "عباس صبحي" و "لوديا ريمون" بالرصاص الحي من قبل المجاميع المسلحة وسط #البصرة عصر الأثنين ونُقل الناشطين الى المشفى بعد إصابتهم بجروح. pic.twitter.com/HmyZ03ipeg

— الخوة النظيفة (@Brothersirq) August 19, 2020

تقول خلال مقابلة مع موقع "الحرة": "قبل ساعات من محاولة الاغتيال، اتفقنا على الذهاب لمجلس عزاء تحسين في منطقة الكرمة. لم أستطع الذهاب لوحدي، فطلبت من صديقي فهد الزيدي وعباس صبحي أن يقلاني معهما".

اتفقوا على أن يستقلوا سيارة الزيدي، لأنها تسع سبعة أشخاص، وهي كافية بالنسبة لهم.

كان الموعد بينهم في الساعة الخامسة، في الشارع الذي يقابل منزل ريمون. عندما وصلوا إلى "رأس الشارع" وفقاً للتعبير العراقي، وهو بداية الشارع المؤدي إلى المنزل، خرجت لهم ريمون.

قبل ثلاثة أيام من عملية الاغتيال، لم تخرج من المنزل، أي منذ مقتل تحسين. كانت تخرج إلى ساحة الاحتجاج في الساعة الرابعة عصراً، وهو توقيت واظبت عليه، إلا أنها توقفت عن ذلك، مذ قُتل رفيقها.

"قبل يوم من الاغتيال، أبلغني جيراني بأن هناك سيارة تراقب منزلي، وتقف بالقرب منه عند الساعة الرابعة عصراً، وهو موعد خروجي للساحة" تقول ريمون.

عندما اقتربت من سيارة أصدقائها، وشاهدت سيارة "البطة"، تذكرت ما أبلغها به جيرانها، فركضت مسرعة ورمت نفسها بسيارة رفيقها.

تتحدث وهي تستذكر تلك اللحظات التي كادت أن تُفقدها حياتها: "لو لم يبلغني جيراني، ولو لم أتذكر مواصفات السيارة، لفقدت حياتي. لولا شجاعة فهد وتداركه للأمر سريعاً، لقُتِلنا".

أصيب عباس برصاصة استقرت في منطقة الرئة.

سريعاً، نقلوه إلى المستشفى التعليمي في البصرة. هناك عرفت ريمون، بأن إحدى الرصاصات أصابتها، لكن إصابتها، لم تكن خطرة.

صارت احتجاجات تشرين التي خرجت فيها ريمون، وقبلها في احتجاجات عامي 2015 و2018، بمثابة الفرص التي يُمكنها من خلالها تغيير ما تُريد تغييره. 

سلاح منفلت، فساد، ميليشيات، فقر، وغياب للقانون، كلها أسباب دفعتها للنزول إلى الشارع.

منذ ثلاث سنوات، لم تعش ريمون باستقرار. كانت تتنقل بين مدينة وأخرى، لكنها مكثت طويلاً في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق.

لجأ الكثير من النشطاء إلى الإقليم الكوردي، وبعضهم غادر  إلى تركيا ودول أخرى.

قُتل نحو 600 متظاهر في احتجاجات تشرين، وجُرح الآلاف، وعلى إثرها قدمت حكومة عادل عبد المهدي استقالتها.

تقول متألمة وهي تسترجع شريط لحظات كادت أن تنتهي فيها حياتها: "لم أعرف بأنني أصبت. في المستشفى، شعرت بحرارة في قدمي. عرفت حينها بأنني مصابة، فصرخت بصوت عالٍ".

هناك كُشف عليها، فظهرت إصابتها بجرح بمنطقة قريبة من الورك، نتيجة ملامسة الرصاصة، لكنها لم تخترقها "الحمد لله الذي نجاني"، تقول ريمون.

في ذلك اليوم، كانت ترتدي الحجاب والعباءة السوداء، وهو زي لم ترده سابقاً، خاصة وأنه زي إسلامي، وهي مسيحية.

ارتدته لأنها ستذهب إلى مجلس عزاء في منطقة عشائرية. كان من حسن حظها ارتداء زي لم تُعرَف به سابقاً.

"لم يعرفني القتلة، لأنهم لم يروني بهذا الزي. عندما ركضت تعرفوا علي. لو أنهم عرفوني منذ البداية، لتمكنوا من قتلي" تضيف الناشطة البصرية.

قبل شهرين من حادثة محاولة الاغتيال، وردت ريمون مكالمة من رقم "غير مُعرّف".

 هذه الأرقام لا يُمكن التعرف عليها، وتُستخدم لإبقاء هوية المتصل مجهولة، وعادة ما تمتلك السلطات والقِوى المتنفذة في مؤسسات الدولة، هذه الآلية.

كان صوت الاتصال لشخص في عمر متوسط، مثلما تقول ريمون. تحدث معها بدبلوماسية، وأبلغها بأنه "مثل والدها ويُريد نصيحتها فقط".

طلب منها أن تتوقف عن المشاركة في الاحتجاجات. كان يقول لها "أنت تؤثرين في الشباب، والبث المباشر الذي تظهرين به بشكل مستمر، يُحفزهم على الاحتجاج".

تقول ريمون: "عندما انتشر فايروس كورونا، وفُرض حظر التجوال، وضعفت الاحتجاجات، كُنت أخرج يومياً سيراً على الأقدام لساحة الاحتجاج. من هناك، كنت أظهر ببث مباشر على الفيس بوك، أحفز الشباب. بعد كل بث بربع ساعة تقريباً، يتوافد الشباب إلى الساحة".

عرض عليها المتصل المجهول، اختيار أي مؤسسة حكومية للتوظف فيها، مقابل إنهاء نشاطها الاحتجاجي.

في لحظة ما وخلال الحديث، سألته ريمون: ماذا لو لم أتوقف?

تنقل عنه الناشطة البصرية قوله: "لن تُكلفينا أكثر من 1500 دينار عراقي" في إشارة إلى سعر الرصاصة.

لم تفهم ما كان يقصد، فردت عليه: لماذا تعرض عليّ وظيفة، إن كُنت تراني بهذه القيمة.

سخر منها لأنها "لم تفهم ما قاله".

محاولة اغتيال ناشطين في البصرة بعد أيام من مقتل تحسين أسامة قالت مصادر محلية عراقية، الإثنين، إن ناشطين من محافظة البصرة، جنوبي العراق، تعرضا لمحاولة اغتيال نقلا على إثرها إلى المستشفى "في حالة خطرة".

في تلك الفترة، تلقى المتظاهرون تهديدات عديدة، بعضها بالقتل، وأخرى بقضايا تتعلق بشؤون خاصة، مثل وظائفهم، خاصة الذين يعملون في مؤسسات حكومية، وأخرى بذويهم.

في اليوم الذي تلى الاتصال، ظهرت ريمون ببث مباشر على صفحتها في الفيس بوك. وردها تعليق من مُتابع كتب لها: "تُريدينها تحدٍ. إذن، لتكن كذلك". تعتقد الناشطة، بأن التعليق كان لصاحب الاتصال.

لم تتوقع أن تتعرض لمحاولة اغتيال، أو أن تكون ضمن خارطة المستهدفين من النشطاء، حتى لحظة اغتيال صديقها تحسين، الذي اغتيل قبلها بثلاثة أيام.

"لم أتوقع أنهم سيقتلون النساء"، تقول ريمون مستغربة مما حدث لها ولرفيقتها ريهام يعقوب، التي اغتيلت بعد يومين من محاولة اغتيالها.

تُعتبر يعقوب، أبرز الوجوه النسائية التي اغتيلت في احتجاجات تشرين، وربما في التاريخ النسوي العراقي في القرن الأخير.

أثار مقتل الفتاة العشرينية، جدلاً واسعاً في العراق، ووصفت بأنها "أيقونة الاحتجاجات".

بعد مقتل ريهام يعقوب.. بيان أميركي عن "الاغتيالات المستهدفة" في البصرة ادانت الولايات المتحدة، الخميس، "بأشد العبارات الاعتداءات الأخيرة التي طالت ناشطي المجتمع المدني ومحتجين في البصرة، بما في ذلك عدد من الاغتيالات المستهدفة".

نشطت يعقوب في احتجاجات عام 2018، وأسست نادياً صحياً لتشجيع النساء على ممارسة الرياضة، وكانت تبث نشاطاتها بشكل مستمر على مواقع التواصل الاجتماعي.

بعد أيام من مقتلها، زار رئيس الحكومة العراقية السابق مصطفى الكاظمي منزلها، والتقى عائلتها. آنذاك، أقسم الكاظمي بأن "الجناة لن يفلتوا من العقاب".

ورغم مرور نحو أربع سنوات على اغتيالها، إلا أن الجناة ما زالوا يفلتون من العقاب.

لم تثمر اللجان الحكومية التي شُكلت في حكومتي عادل عبد المهدي ومصطفى الكاظمي، للتحقيق بشأن عمليات القتل في الاحتجاجات، عن أية نتائج.

"كانت التحقيقات مضحكة جداً"، تقول ريمون.

بعد ساعات من محاولة الاغتيال، زار وفد أمني منزلها. كان الوفد برئاسة عميد في جهاز الأمن الوطني.

سألني العميد: "هل لديك أعداء من الممكن أن ينفذوا هكذا عملية، لأن ليس من المعقول أن تُستهدفي لأنكِ شاركت في الاحتجاجات. هناك الآلاف غيرك".

استفز السؤال ريمون، فتجادلت مع الضابط. اتهمته حينها بمحاولة "تسويف" قضيتها. قالت له: "تعرف السيارة جيداً، وتعرف من أراد قتلي، وهي ذات السيارة التي قتلت تحسين".

بسبب الجدال بينهما، وجه العميد كلامه إلى والدها: "الآن عرفنا لماذا أرادوا قتلها، بسبب لسانها الطويل".

صرخت ريمون في وجه الضابط، وطلبت منه مغادرة المنزل.

بعد ثلاث سنوات على الحادثة، استدعي والدها إلى مركز شرطة الأصمعي في البصرة، ونصحه الضابط المسؤول عن القضية بـ"تسجيلها ضد مجهول".

"حتى الآن، وضعي الأمني غير مستقر. لا أعرف في أية لحظة أكون ضحية سلاحهم. أعرف بأنهم لن يجعلوني أستمر طويلاً"، تختم ريمون بألم.

مقالات مشابهة

  • زلزال المعادي.. القصة الكاملة وأدعية الحماية وأهم الإرشادات للتعامل مع الهزات الأرضية
  • فضيحة مقابر مجدي عبد الغني.. التفاصيل الكاملة لفبركة سحر مؤمن زكريا (القصة الكاملة)
  • القصة الكاملة لـ«إساءة أستاذ بحقوق المنوفية» للطلاب في قاعة المحاضرات
  • القصة الكاملة للهجوم الإيراني على إسرائيل.. العشرات من صواريخ فرط الصوت
  • بطعنه سلاح أبيض لدفاعه عن خاله .. القصة الكاملة لإنهاء حياة شاب بالخصوص
  • بعد بيان التعليم.. القصة الكاملة لـ تسمم 15 فتاة بالمدينة التعليمية بأكتوبر
  • العراق يتذكر احتجاجات تشرين.. حكايات نساء واجهن الرصاص
  • حاتم السر: القصة الكاملة والرواية الحقيقية للحرب لم تحكى بعد!!
  • ممنوعة من التمثيل بدون أسباب.. القصة الكاملة لأزمة راندا البحيري
  • 4000 طن مواد متفجرة بموانئ العراق.. مجلس البصرة يكشف الحقيقة