لماذا تراكم روسيا احتياطات قياسية من الذهب؟
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
زاد احتياطي الذهب في روسيا إلى مستوى قياسي جديد، رغم العقوبات، بعد شراء بنك روسيا المركزي المزيد من المعادن الثمينة مع ارتفاع سعر المعدن الأصفر.
ونقلت صحيفة "فزغلياد" الروسية عن الكاتبة أولغا ساموفالوفا أن الاحتياطات الدولية لروسيا زادت أول يناير/كانون الثاني الجاري إلى 598.6 مليار دولار من 592.4 مليار دولار في أول من ديسمبر/كانون الأول الماضي، لتسجل أعلى مستوى لها منذ مارس/آذار 2022.
وبحسب بيانات البنك المركزي، وصل احتياطي الذهب في روسيا إلى مستوى قياسي جديد بنهاية العام الماضي، إذ زادت قيمته إلى 155.9 مليار دولار، وإلى 2350 طنًا من المعدن النفيس.
ولم تشتر روسيا الذهب بصورة مستمرة لتجديد احتياطاتها، وفق قول المحلل في مجموعة فينام المالية نيكولاي دودشينكو، الذي أضاف أنه "من عام 2000 إلى 2009 لم يسجل أي نمو في احتياطات الذهب. وكانت الاحتياطات عند مستوى 390 و400 طن، ومع ذلك ارتفعت قيمة الاحتياطات بالدولار بأكثر من 200% خلال هذه الفترة بسبب زيادة سعر الذهب في أسواق السلع العالمية".
وبدأت روسيا منذ عام 2008 تجميع احتياطات الذهب بشكل كبير، وذكر دودشينكو أن المخزون بلغ منذ يوليو/تموز 2022 مستوى مرتفعًا، لكن من حيث القيمة الدولارية، زادت قيمة الاحتياطات بما يتجاوز 15% في الفترة الممتدة بين يوليو/تموز 2022 ويناير/كانون الثاني 2024.
من جانبه، أوضح إستراتيجي الاستثمار ألكسندر باختين أنه منذ عام 2014 تضاعفت حصة الذهب ضمن الاحتياطات في روسيا لتبلغ 26% بنهاية عام 2023. وفي عام 2021، تم الاحتفاظ بنسبة احتياطات الذهب 18% من إجمالي الاحتياطات.
ومع اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، صار الذهب أحد الخيارات للجهة التنظيمية باعتباره أصلا وقائيا في ظروف قيود التجارة الخارجية وعدم الاستقرار الجيوسياسي، وفق باختين.
تغيير القاعدةوغيّرت وزارة المالية الروسية، في نهاية عام 2022، القاعدة المتعلقة بالحصة المحتملة للذهب في الاحتياطات، فوفقا لتوصيات صندوق النقد الدولي، ينبغي أن لا يتجاوز الذهب في احتياطات روسيا 20%، لكن مع فقدان المؤسسة الدولية نفوذها على السلطات المالية الروسية، رفعت موسكو الحد الأقصى لحصة الذهب في الاحتياطات إلى 40%.
وقال دودشينكو "عند تجميع احتياطات الذهب، لا ينطلق بنك روسيا من مبدأ الحصول على إيرادات زائدة مقارنة بالاحتياطات بالعملة الأجنبية. احتياطي الذهب هو احتياطي إستراتيجي يمكن استخدامه في حالة ظرف قاهر. ولهذا السبب، ثمة زيادة كبيرة في الطلب على الذهب من البنوك المركزية العالمية".
ولا تعد روسيا الدولة الوحيدة التي أدركت حاجة احتياطاتها إلى الذهب، بحسب رئيس القسم التحليل في بنك "زينيت" فلاديمير إيفستيفيف، الذي قال إن العديد من الدول، بما فيها الصين والهند، بدأت زيادة حصة الذهب في احتياطاتها منذ الجولة الأولى من سياسات التيسير الكمي التي نفذها بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي.
وأضاف "يعد الذهب تقليديًا بمثابة بديل للمال، وبالتالي فإن الإصدار غير المضمون للعملات الاحتياطية أدى إلى زيادة الطلب على المعادن الثمينة. وفي ظل الظروف الجيوسياسية الحالية، تبدو هذه الإستراتيجية ملائمة أكثر. سيظل الذهب أصلا قيّمًا حتى في حالة حدوث أزمة عالمية جديدة أو مشاكل في أي من أكبر الاقتصادات في العالم".
وأضاف دودشينكو أن كيفية دمج العملة الوطنية في الإطار الناشئ الجديد من بين المشاكل المهمة التي ستتطلب حلاً على المدى المتوسط. وكان ظهور نظام "بريتون وودز" الذي يعتمد على الدولار في أربعينيات القرن العشرين، مرتبطاً باحتياطات الولايات المتحدة الضخمة من الذهب في سنوات ما بعد الحرب. وفي نهاية المطاف، تم إلغاء اتفاقية بريتون وودز، في حين ظل للدولار بعد مركزي.
استمرار النهجويعتقد الخبراء أن روسيا ستواصل تجميع احتياطات الذهب، خاصة أن 40% من احتياطات المعدن النفيس والعملات الأجنبية لم يتم استنفادها بعد، وقال دودشينكو "لدى روسيا المزيد من الفرص لتجديد الاحتياطات. فعلى سبيل المثال، في عام 2024 ظهرت معلومات عن اكتشاف رواسب ذهب جديدة هي الأكبر منذ عام 1991 في منجم سوفينوي الواقع في تشوكوتكا، وتبلغ احتياطاته المؤكدة 100 طن، ومن الممكن استخدام جزء منها لتجديد احتياطات روسيا".
من جهته، توقع باختين أن يظل الذهب في عام 2024 أداة تحوط ضد مخاطر العملة والمخاطر الجيوسياسية، ومن المرجح أن يرتفع بصورة أكبر مدعوما بخفض معدلات الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفدرالي، كما قد تساعد التوترات الجيوسياسية في ارتفاع سعره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: احتیاطات الذهب الذهب فی
إقرأ أيضاً:
الذهب يواصل خسائره مع ارتفاع العائدات الأمريكية وقوة الدولار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تراجعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، مع تراجع الأوقية بالبورصة العالمية، متأثرة بقوة الدولار وارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية، وسط ترقب الأسواق لقرار الفيدرالي الأمريكي بشأن تحديد مصير أسعار الفائدة في اجتماع غد الأربعاء.
وقال المهندس، سعيد إمبابي، عضو شعبة الذهب والمجوهرات، إن أسعار الذهب تراجعت بنحو 15 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ومقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 3790 جنيهًا، في حين تراجعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية بنحو 13 دولارًا، لتسجل مستوى 2640 دولارًا.
وأضاف إمبابي، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 4331 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 3249 جنيهًا، فيمَا سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 2427 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 30320 جنيهًا.
وكانت أسعار الذهب بالأسواق المحلية قد تراجعت بقيمة 15 جنيهًا خلال تعاملات أمس الإثنين، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 3820 جنيهًا، واختتم التعاملات عند مستوى 3805 جنيهات، في حين ارتفعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية بنحو 5 دولارات، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 2648 دولارًا، واختتمت التعاملات عند مستوى 2653 دولارًا.
وارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بنسبة 3.2 % وبنحو 120 جنيهًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 3700 جنيه، ولامس مستوى 3860 جنيهًا، واختتم التعاملات عند مستوى 3820 جنيهًا، في حين ارتفعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية، بنسبة 0.6 % بقيمة 15 دولارًا، حيث افتتحت الأوقية التعاملات عند مستوى 2633 دولارًا، وارتفع إلى مستوى 2726 دولارًا، ثم تراجعت إلى 2627 دولارًا، واختتمت التعاملات عند مستوى 2648 دولارًا.
وأوضح، أن تراجع أسعار الذهب بالأسواق المحلية، يعزي لتراجع الأوقية بالبورصة العالمية، بفعل قوة الدولار، وارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية.
وأشار إلى أن تراجع وتيرة الصراع في الشرق الأوسط، على الأقل في الوقت الحالي، حوّل تركيز الأسواق إلى اجتماع لجنة السياسة النقدية بالفيدرالي الأمريكي لتحديد مصير أسعار الفائدة غدًا الأربعاء.
ولفت إلى أن التوقعات تشير إلى خفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس.
وكشفت البيانات الأمريكية الصادرة أمس الاثنين أن نشاط الأعمال في قطاع الخدمات توسع بشكل أسرع من المتوقع في ديسمبر، مما يشير إلى أن الاقتصاد ظل ينمو بمعدل صحي في الربع الرابع من العام.
وفي وقت لاحق من اليوم، من المتوقع أن تظهر مبيعات التجزئة الأمريكية أن الاستهلاك ظل قوياً في نوفمبر، وسط ثقة من المستثمرون من أن الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة في اجتمعع الغد، لكنهم يتوقعون تطبيق سياسة نقدية أكثر تشددًا في المستقبل، ما يعزز عائدات سندات الخزانة الأمريكية وضعف الذهب.