مجاعة واسعة.. أهل غزة يلجأون لأعلاف الحيوانات بديلا للقمح
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
يواجه سكان غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث يشكلون 80% من جميع الأشخاص الذين يعانون من المجاعة على مستوى العالم، في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ 108 أيام.
ووفق تقارير أممية، فإن الجوع والبرد يودي بحياة الأبرياء في غزة، وربع سكان القطاع يواجهون خطر الأمن الغذائي، فصلا عن أن هناك أطفال ماتوا من الجوع.
كما أن الكثير من النازحين يعانون من الجوع والبرد، ويضطرون للاشتراك في الغطاء الواحد للنجاة.
وأمام ذلك، لجأ الفلسطينيون لأعلاف الحيوانات، بديلا للقمح في صناعة الخبز.
ووفقا لشبكة "قدس" الإخبارية، فإنه بعد نفاد مخزون القمح والأرز من الأسواق، بدأت العائلات الفلسطينية في طحن الحبوب المخصصة لعلف الحيوانات للحصول على الخبز.
يقول محمد أسعد، الذي ينحدر من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ونزح إلى مدينة غزة، إن "عائلته أصبحت تأكل من أعلاف الحيوانات بعد طحنها لتحويلها إلى شيء مشابه للدقيق يمكن أن يتناوله الأطفال".
فيديو | "الفلسطينيون يلجؤون لأعلاف الحيوانات بديلا للقمح في صناعة الخبز"
مراسلة #الإخبارية: الجوع والبرد يودي بحياة الأبرياء في غزة وربع سكان القطاع يواجهون خطر الأمن الغذائي #عين_الخامسة pic.twitter.com/xMwKam8GwA
اقرأ أيضاً
إيكونوميست: المساعدات الخارجية غير كافية لتفادي المجاعة بغزة
ويضيف، أن "عائلته لم تتناول أي نوع من اللحوم منذ أكثر من شهر، وكانت تكتفي بتناول وجبة واحدة من الخبز وبعض الزيتون الذي صنعوه قبل الحرب".
ويشير إلى أن سعر كيس الدقيق بوزن 25 كيلوجراماً، وصل إلى أكثر من 500 شيكل (130 دولاراً)، مضيفاً "مع الأسف لم نعد نمتلك النقود لنشتريه بهذا السعر، ولا الدقيق أصبح متوفراً أصلاً حتى لو بسعر باهض".
أما الخمسيني نبيل عيسى، فيقول إنه بات يخشى على عائلته من الموت، بعد أن أصبحت العائلة مضطرة لتناول أطعمة غير صحية تماماً، لمواجهة أزمة الجوع المستفحلة في شمال غزة.
ويضيف: "في بداية الحرب، كنا نجد بعض الطعام من الخضراوات والبرتقال التي نقطفها من بيارات مزروعة في مناطق شمال قطاع غزة، لكن الآن كل هذه الخيارات نفدت تماماً".
ويتابع: "حتى طعام الحيوانات الذي كنا نأكله نفد"، مشيراً إلى أن عدم توفر الأدوية أيضاَ شكّل تحدياً إضافياً أمام حياة سكان مناطق شمال غزة.
ومنذ شنت إسرائيل هجومها على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أدت الحملة العسكرية إلى سحق قسم كبير من الأراضي، وتشريد أكثر من 80% من سكان القطاع الذين يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
مشهد لا يمكن تصوره.. الجوع يُجبر أهالي شمالي غزة على طحن أعلاف الحيوانات لصناعة الخبز وسدّ رمقهم. pic.twitter.com/tHuziGLRkA
— TRT عربي (@TRTArabi) January 21, 2024اقرأ أيضاً
نازحو غزة.. ظروف معيشية مميتة وسط مجاعة مستمرة
ولم يسمح الحصار الإسرائيلي إلا بدخول قدر ضئيل من المساعدات إلى غزة، وأدى إلى انتشار الجوع وتفشي الأمراض، وفقًا لمسؤولين في الأمم المتحدة.
وأمام ذلك، قامت مؤسسة "عطايا الخيرية" بخبز آلاف الأرغفة في مدينة رفح، حيث قامت الفرق بتجميعها وتوزيعها على الأشخاص الذين يعيشون في مخيمات النزوح.
وقال مدير المؤسسة إبراهيم عسيفان، إن الفكرة وراء مشروع توزيع الخبز، هي مساعدة أولئك الذين نزحوا بسبب الصراع.
وأضاف: "أنشئت الحملة لخدمة أهلنا النازحين في الملاجئ والخيام. نقوم بجمع التبرعات والدعم يوميًا لاستمرارية تشغيل هذا المخبز، ونهدف إلى زيادة الكمية لخدمة عدد أكبر من النازحين".
حاليًا، ينتج المخبز الذي أنشأه الفريق في رفح حوالي 2200 رغيف خبز يوميًا.
وقال عسيفان إنهم يخططون لفتح موقع جديد بهدف مضاعفة الكمية التي يمكنهم إنتاجها، مشيرًا إلى أن المشروع يحظى بدعم من عدة دول منها تركيا والإمارات العربية المتحدة وفرنسا.
المجاعة تجتاح قطاع غزة لا ماء ولا طحين ولا رز ولا أي شيء أصبح الناس هناك يطحنوا أعلاف الحيوانات ويأكلوها، وكل هذا يحدث أمام أنضار 57 دولة عربية وإسلامية..!!!!
ألا لعنة الله على اليهود ومن يواليهم أو يسكت على جرائمهم ولا يحرك ساكناً. pic.twitter.com/Iy8g8Q76PD
اقرأ أيضاً
ذا إيكونوميست: غزة في طريقها لدخول مجاعة عنيفة ويجب وضع استراتيجية لدخول المساعدات
وأعرب النازحون الفلسطينيون في المدينة عن صعوباتهم في العثور على الطعام.
وقال أحمد النشوي بعد حصوله على كيس خبز من المتطوعين: "الوضع صعب.. صعب للغاية، إنها مجاعة".
وفي وقت سابق، طالبت 3 وكالات تابعة للأمم المتحدة، إسرائيل السماح بالوصول إلى ميناء أسدود (شمال غزة) لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.
جاء في بيان مشترك صادر عن برنامج "الأغذية العالمي" و"يونيسف" ومنظمة "الصحة العالمية"، بأن إيصال المواد الغذائية والإمدادات إلى سكان شمال غزة المحاصرين الذين يواجهون خطر المجاعة بشكل متزايد، يعتمد أيضا على فتح طرق جديدة لإدخال المساعدات.
وأفاد البيان بأن استخدام أسدود الواقعة على بعد حوالي 40 كيلومترا شمال حدود غزة "سيسمح بشحن كميات أكبر بكثير من المساعدات ليتم بعد ذلك إدخالها على متن شاحنات إلى المناطق الشمالية من غزة الأكثر تضررا والتي لم تنجح غير بضع قوافل في الوصول إليها".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأحد نحو 25 ألفا و105 شهداء، و62 ألفا و681 مصابا، وكارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 ملايين شخص، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
الآباء تبيع ممتلكاتها لشراء الغذاء.. الصحة العالمية ويونيسيف تحذران من مجاعة في غزة
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: القمح مجاعة غزة حرب غزة سکان القطاع اقرأ أیضا شمال غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من خطورة الأوضاع بالقطاع بسبب الجوع والأمطار
غزة - صفا حذر رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أمجد الشوا، من خطورة الأوضاع بسبب الجوع والأمطار. وطالب الشوا، في حديث لإذاعة "صوت فلسطين" يوم الثلاثاء، المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف العدوان وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإغاثية والغذائية، وإنقاذ حياة النازحين خاصة الأطفال وكبار السن. وحذر من غرق المزيد من الخيام مع تعمق المنخفضات الجوية خلال فصل الشتاء. وأشار إلى أن العديد من النازحين عادوا إلى ما تبقّى من أنقاض منازلهم، بسبب غرق خيامهم. وأوضح الشوا أن الاحتلال يتعمد خلق الفوضى بين النازحين في القطاع عبر استخدام عصابات منظمة خارجة على القانون تسرق المساعدات الغذائية. من جانبه، قال مدير الإغاثة الطبية في جنوب قطاع غزة بسام زقوت إن الاوضاع الإنسانية تزداد كارثية. وأوضح أن الجوع والبرد آفتان تقتلان المواطنين في القطاع في هذه المرحلة. وأشار إلى مناشدات من عشرات العائلات النازحة خلال ساعات الليل لإيوائها بعد أن أغرقت مياه الأمطار خيامها وباتت بلا مأوى. وحذر من ظاهرة خطيرة بدأت تتصاعد وتتمثل بقيام مجموعات منظمة في القطاع بالسيطرة على المساعدات التي تدخل إلى غزة في إطار فوضى عارمة تعمد الاحتلال إحداثها ضمن حرب الإبادة المستمرة.