3 خرافات اقتصادية لا تصدق في أعوام الانتخابات
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
"الأسهم لا تعمل بصورة جيدة في سنوات الانتخابات"، و"الأسواق ستنهار إذا فاز مرشح بعينه"، و"الاحتياط الفيدرالي لا يغير سياسته في سنوات الانتخابات" ثلاثة أساطير انتخابية تسود في أعوام الانتخابات، وتسيطر على المستثمرين، فتغدو كما لو كانت واقعاً يتحقق، لكن محللين قدموا تفنيداً لزيف الأساطير الثلاثة، اعتماداً على بيانات تاريخية، وحركة مؤشرات رئيسة في غالب البورصات.
وبحلول الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل سيدلي الناخبون الأميركيون بأصواتهم لانتخاب رئيس، وجميع النواب البالغ عددهم 435 في مجلس النواب، و34 من أصل 100 عضو في مجلس الشيوخ، و11 حاكم ولاية، ومن الآن وحتى ذلك الحين، ستكون هناك موجة من الأحداث الرئيسة المهمة.
"الأسهم لا تعمل جيداً" يقول ماديسون فالر وشون سنايدر من بنك "جي بي مورغان" إنه مع انطلاق التجمع الانتخابي في ولاية أيوا الأسبوع الماضي ويتبعه نيو هامبشاير الأسبوع المقبل، يبدأ موسم الانتخابات التمهيدية في الولايات المتحدة، ويتصاعد النقاش حول الانتخابات، وتسود الخرافات الثلاث على نحو واسع بين جموع المستثمرين، بخاصة مع اشتعال حدة المواجهة بين الرئيسين الأميركيين الحالي والسابق جو بايدن ودونالد ترمب، فيما يسيطر الاعتقاد أن الأسهم لا تعمل جيداً في سنوات الانتخابات، وهو اعتقاد خاطئ وفق ما يراه المحللان، إذ إن نظرة تاريخية على أداء مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" منذ عام 1928 تشير إلى أن العائدات في سنوات الانتخابات وفي غير سنوات الانتخابات ليست مختلفة تماماً، إذ عادت الأسهم بنسبة 7.5 في المئة في المتوسط خلال سنوات الانتخابات، مقارنة بنحو ثمانية في المئة خلال السنوات غير الانتخابية.
وبينما لا تميل عوائد الأسهم إلى الاختلاف كثيراً في سنوات الانتخابات، فإن السنوات الانتخابية تميل إلى أن تكون أكثر تقلباً من معظم السنوات، بخاصة في الفترة التي تسبق يوم التصويت، وفق مذكرة المحللين، ويضيفان "على سبيل المثال، شهد متوسط الأداء في أعوام الانتخابات منذ عام 1980 انخفاضاً خلال العام بنحو 17 في المئة مقابل 13 في المئة في السنوات غير الانتخابية، ومع تبدد حالة عدم اليقين هذه مع إعلان نتائج الانتخابات، تميل الأسهم إلى الارتفاع بسبب الشعور بالوضوح".
"الأسواق ستنهار بفوز هذا المرشح" ويتناول المحللان الخرافة الثانية، ومفادها أن الأسواق تنهار في حالة فوز مرشح بعينه، ويؤكدان أنه في حين تميل الأسهم إلى الارتفاع في أعقاب الانتخابات، فمن الصحيح أن بعض سنوات الانتخابات شهدت تقلبات أكبر من غيرها، لكن في تلك الحالات كانت تميل إلى التأثير في خلفية الاقتصاد الكلي الأساس أكثر من تأثيرها في الانتخابات، ويضربان في ذلك المثل، بالانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة في عام 2020، حين كانت موجات الإغلاق وإعادة الفتح بعد جائحة "كوفيد-19" هي المؤثر بصورة أكبر على الأسواق، وليس الأيديولوجيات المختلفة بين الرئيس الحالي بايدن والرئيس ترمب آنذاك، أو في عام 2008 عندما خاض المرشح الديمقراطي باراك أوباما الانتخابات ضد الجمهوري جون ماكين، وكانت الأزمة المالية العالمية المتكشفة هي المحرك السائد، وليس وجهات نظر المرشحين المتعارضة في شأن الحرب في العراق وسياسة الرعاية الصحية.
"السياسات الفيدرالية ثابتة في سنوات الانتخابات"
وبينما يعتقد غالب المستثمرين في أن "الاحتياط الفيدرالي" لا يغير سياسته في سنوات الانتخابات، فإن المحللين تناولا هذه الخرافة بمراجعة تاريخية لسنوات الانتخابات، وتوصلا إلى أن "الفيدرالي" لم يتجنب رفع أسعار الفائدة أو خفضها خلال سنوات الانتخابات، ويضيفان "بالعودة للخمسينيات من القرن الماضي، كان عام 2012 هو العام الانتخابي الوحيد الذي لم يرفع فيه بنك الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة أو يخفضها، وعلى غرار الخرافة الثانية، يشير هذا إلى أن الاقتصاد، وليس السياسة، هو الذي يتولى قيادة السيارة عندما يتعلق الأمر بالسياسة النقدية، ونحن نعتقد أن هذا العام لن يكون مختلفاً".
وفق الباحثين، لا يزال بنك الاحتياط الفيدرالي يتخذ خطوات في سنوات الانتخابات، وينصب التركيز الأكبر لـ"الفيدرالي" اليوم على كيفية إنزال الاقتصاد بهدوء، وهي ليست مهمة بسيطة، إذ يتطلب التحول نحو خفض أسعار الفائدة توجيهاً دقيقاً، مما يضمن أن التضخم يصل إلى الميل الأخير من التقدم، وأن النمو لا يتجه نحو الركود، لكن بمجرد ظهور نتائج الانتخابات يرى المحللان أن المقترحات السياسية التي تقترحها الإدارة الجديدة الفائزة يمكن أن تغير التوقعات في شأن النمو والتضخم، وحتى الأرباح، وقد يؤثر بعضها أيضاً على القطاعات الفردية الأكثر ارتباطاً، ولكن في هذه المرحلة من السباق، لا يزال من السابق لأوانه تحديد تلك التأثيرات المحتملة.
مع تزايد الأحاديث حول الانتخابات الأميركية، يتوقع أن تسيطر على الأسواق بعض القضايا الساخنة مثل الإنفاق الحكومي والعجز والسياسة الضريبية والتنظيم والتجارة والجغرافيا السياسية.
في شأن أهمية التخطيط للعام الجديد يقدم محللا "جي بي مورغان" النصح للمستثمرين بضرورة ألا يغيب عن بالهم أهدافهم الاستثمارية طويلة الأجل، ويضيفان "نعتقد أن الاقتصاد سيظل المحرك الرئيس لقرارات السياسة والأسواق على نطاق واسع وبطبيعة الحال لا يخلو الأمر من الأخطار بدءاً من نقاط الاحتكاك المستمرة مثل التضخم إلى نقاط الحرج مثل العوامل الجيوسياسية، لكننا نعتقد أنه مع استمرار النمو، وتخفيف ضغوط الأسعار وبدء بنك الاحتياط الفيدرالي في مسار التيسير، هناك فرصة كبيرة للمستثمرين في الأصول المتعددة في 2024".
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: فی سنوات الانتخابات الاحتیاط الفیدرالی فی المئة إلى أن
إقرأ أيضاً:
جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يرفع السرية عن وثائق تتعلق بانتحار هتلر
روسيا – كشف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي FSB عن مجموعة من المستندات السرية الخاصة بانتحار هتلر والأيام الأخيرة للرايخ الثالث قبل رفع راية النصر في 9 مايو 1945 على مبنى البوندستاغ الألماني.
ويأتي ذلك احتفالا بالذكرى الثمانين على النصر والمزمع أن تكلل فعالياته بالعرض العسكري في الميدان الأحمر صباح 9 مايو 2025.
وقد بدأت عملية الهجوم على برلين في 16 أبريل من العام 1945، وبحلول 21 أبريل كانت وحدات الجيش الأحمر السوفيتي قد اقتحمت الضواحي الشمالية الشرقية لبرلين. وكان الاستيلاء على برلين في أبريل 1045 وهزيمة ألمانيا النازية بمثابة تتويج للحرب الوطنية العظمى في الفترة من 1941-1945. وعشية اقتحام برلين، نظمت أجهزة أمن الدولة السوفيتية أعمال البحث عن مجرمي الحرب النازيين.
وفي 30 أبريل 1945، بدأت وحدات الجيش الأحمر القتال في منطقة الحي الحكومي والمستشارية الإمبراطورية فيما يسمى بمخبأ الفوهرر Fuhrerbunker، حيث كان يختبئ مستشار الرايخ أدولف هتلر وحاشيته. وفي نفس اليوم انتحر الزعيم النازي وزوجته بتسميم أنفسهما بمادة سيانيد البوتاسيوم.
وفي الأول من مايو، انتحر وزير الدعاية في حكومة هتلر، الدكتور جوزيف غوبلز، وزوجته ماجدة، اللذان كانا أيضا في مخبأ الفوهرر، بعد تسميم أطفالهما الستة.
وفي ليلة 1-2 مايو، حاول القادة النازيون المتبقون في مخبأ الفوهرر، بقيادة زعيم الرايخ Reichsleiter مارتن بورمان والحرس الشخصي لهتلر وأفراد الخدمة، الخروج من الحصار في عدة مجموعات، ومات العديد من المشاركين في هذا الاختراق أو وقعوا في أسر الجيش الأحمر.
ولإجراء أعمال التحقيق في برلين، أنشئت المجموعة العملياتية المركزية تحت قيادة نائب رئيس مكافحة التجسس”سميرش” الأوكرانية للجبهة البيلاروسية اللواء غ. ا. ميلنيكوف.
وأجريت أنشطة البحث في العاصمة الألمانية من قبل موظفي وحدة التحقيق التابعة لإدارة الاستخبارات في مقر الجبهة البيلاروسية الأولى، وإدارة التحقيق في مديرية الاستخبارات في هيئة الأركان العامة للجيش الأحمر وموظفي إدارة مكافحة التجسس الأوكرانية التابعة للجيش الهجومي الثالث وفيلق البنادق، إضافة إلى مكافحة التجسس الأوكرانية التابعة للجبهة البيلاروسية الأولى.
وقد اعتقلت فرق العمل التابعة لجهاز الاستخبارات السوفيتية “سميرش” عدة أشخاص من الدائرة الداخلية لأدولف هتلر. ومن بينهم قائد دفاع برلين جنرال المدفعية هيلموت فايدلينغ، الطيار الشخصي لهتلر وقائد السرب الحكومي “إس إس” والفريق في الشرطة هانز بور، رئيس جهاز أمن الرايخ، والفريق في الشرطة هانز راتينهوبر، الممثل الشخصي للبحرية في مقر هتلر، ونائب الأدميرال هانز فوس، رئيس منطقة الدفاع المركزية في برلين، والعميد فيلهلم مونكي من قوات الأمن الخاصة، وكبار الخدم للفوهرر، والمساعد الشخصي لهتلر غيونشه وغيرهم.
في 5 مايو 1945، في حديثة المستشارية الإمبراطورية، اكتشف موظفو مكتب العمليات الخاصة “سميرش” التابع للواء العمليات 79 للجيش الهجومي الثالث للجبهة البيلاروسية جثتي رجل وامرأة محترقتين بشدة في حفرة خلفتها قنبلة جوية. وتم العثور على الجثتين على بعد ثلاثة أمتار من مدخل الملجأ، وكانتا مغطاتين بطبقة من التراب.
وفي 8 مايو 1945، كشفت نتيجة الفحص الجنائي لجثة الرجل عن أنها جثة هتلر على الأرجح. ومن بين أمور أخرى، قام الخبراء بفحص “الفكّين مع عدد كبير من تيجان الأسنان والجسور والحشوات”.
وقد وجدت “بقايا أمبولة زجاجية مسحوقة في تجويف الفم، ورائحة اللوز المر المميزة”، وأثبتت نتائج الفحص الكيميائي الجنائي للأمعاء “وجود مركبات السيانيد” ما سمح للجنة باستنتاج أن الوفاة حدثت نتيجة “التسمم بمركبات السيانيد”.
في 10 مايو 1045، تم استجواب مساعدة طبيب الأسنان الشخصي لهتلر، البروفيسور هوغو بلاشكي، في عيادة الأسنا ن التابعة لمستشارية الرايخ، كاثي غويسرمان. وفي 11 مايو، أدلى فني الأسنان فريتز إيشتمان، الذي صنع أطقم الأسنان لهتلر، بشهادته.
وقد أعطى كلا الشاهدين وصفا تفصيليا لأسنان هتلر من الذاكرة. وكانت السمات المميزة للجسور والتيجان وحشوات الأسنان مطابقة تماما للسجلات الموجودة في مخطط الأسنان والأشعة السينية المتاحة لمحققي “سيمرش”. وقد تم عرض الفكين المستخرجين من جمجمة الرجل لكل واحد منهما على حدة من أجل التعرف عليه. واعترف غويزرمان وإيتشمان دون تردد بأن الفكين يعودا لمستشار الرايخ أدولف هتلر.
وبعد فترة تم تجميع كل المعتقلين من برلين في معسكر أسرى الحرب في بوزنان، ومن هناك نقل معظمهم إلى موسكو لتوضيح تفاصيل انتحار هتلر ومكان تواجد زعماء النازية الآخرين.
في الأيام العشرة الأولى من شهر مايو، تم تسليم غ. وايدلينغ، وغ. راتنهوبر، وغ. باور، وغ. فوس، وا. غيونشه وسجناء آخرين من بين الحراس والموظفين الخدميين في المستشارية الإمبراطورية إلى موسكو بالطائرة.
وبفضل عمل ضباط مكافحة التجسس العسكري تمكنوا من إعادة بناء الأحداث التي جرت في مخبأ الفوهرر في الفترة من 20-30 أبريل 1945 بدقة إلى حد ما، وتحديد ظروف انتحار هتلر.
وفي 10 مايو 1945، تم وضع المساعد الشخصي لهتلر أوتو غيونشه في زنزانة سجن موسكو التي كان محتجزا فيها ضابطان ألمانيان أسيران في الحرب هما العقيدان آرثر شفارتس وهينريش غوتلوب رملينغر. وبعد أسبوع، في 17 مايو، كتب العقيد رملينغر بيانا إلى المحقق ذكر فيه المعلومات التي تلقاها من غيونشه:
“بعد المحادثات مع من وصلوا في 10 مايو ومن بينهم غيونشه مساعد هتلر، يمكنني إبلاغكم بالتالي:
في المحادثة، تمكنا من إقناع العقيدين شفارتس ورملينغر بأن الأحداث في ألمانيا، لا سيما انتحار هتلر، تحرره من القسم الذي قدمه للزعيم، والآن، بعد الهزيمة الكاملة لألمانيا والنظام الاشتراكي الوطني، لم يعد هناك سبب لإخفاء الأحداث التي وقعت في المقر عن الروس، لأن هذا الآن له أهمية تاريخية فحسب. “وكان إقناعه أسهل عندما اتضح أن بعض رفاق هتلر، بعد تطويق برلين، قد تخلوا عن الفوهرر (غورينغ وهيملر) ولجأوا إلى القوى الغربية.
وخلال الفترة من 18-19 مايو، تم استجواب غوينشه بالتفصيل حول قضايا تهم التحقيق.
ومع ذلك، ولسبب غير معلوم، تم إرسال أحد الشهود الرئيسيين (إن لم يكن الأهم) على وفاة الفوهرر، خادمه الرئيسي هاينز لينغه، من بوزنان إلى معسكر أسرى الحرب في كوتلا-يارفي، حيث تم احتجازه حتى أكتوبر 1945. ثم تم نقله إلى تالين ووضعه تحت حراسة إدارة أسرى الحرب والمعتقلين التابعة لجمهورية إستونيا السوفيتية الاشتراكية.
وقام موظفو أرشيف مديرية جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في منطقة إيفانوفو مؤخرا برفع السرية عن وثائق غير معروفة من قبل تتعلق بهاينز لينغه وأوتو غيونشه.
وبحسب شهادة أفراد تم اعتقالهم سابقا من الدائرة الداخلية لهتلر، كان لينغه هو أول من دخل شقة هتلر بعد انتحاره. وخلال استجواب يوم 11 مايو 1945، شهد رئيس جهاز أمن الرايخ (الحرس الشخصي)، ومجموعة قوات الأمن الخاصة الجنرال هانز راتنهوبر بما يلي:
“في الساعة الرابعة عصرا من يوم 30 أبريل 1945، وبعد أن تفقدت المواقع، وصلت إلى مخبأ الفوهرر الخرساني، وأبلغني قائد وحدة الهجوم لينغه أن الفوهرر قد فارق الحياة، وأن لينغه نفذ اليوم أصعب أمر في حياته.
أبلغني لينغه أن هتلر أمره اليوم بمغادرة الغرفة، وإذا لم يسمع شيئا خلال 10 دقائق، فعليه دخول الغرفة مجددا وتنفيذ أوامره. وبما أنه وضع في هذا الوقت مسدس هتلر على الطاولة في القاعة، فقد أصبح واضحا لي ما يعنيه بأصعب أوامر الفوهرر ومن أي جاءت بقعة الدم على السجادة. وبناء على ما تقدم، توصلت إلى استنتاج مفاده أنه بعد 10 دقائق من تسميم هتلر، أطلق لينغه النار عليه.
وبعد أن تناول هتلر السم، أطلق لينغه رصاصة تأكيد في رأسه لتمجيد موته، وبالتالي إظهار أن هتلر مات جنديا”.
وأثناء التحقيق، أصر لينغه على أن هتلر انتحر بإطلاق النار على نفسه في صدغه.
وفي 16 ديسمبر 1945، تم نقل لينغه إلى موسكو ووضعه في سجن بوتيركا التابع لجهاز الأمن السوفيتي بالاتحاد السوفيتي. وفي الفترة من 17-18 ديسمبر، كتب لينغه شهادته الخاصة عن الأحداث التي جرت في مقر هتلر قبل استسلام ألمانيا النازية.
“وفي 30 أبريل في تمام الساعة الرابعة إلا ربعا، حضر هتلر إلى مكتب غوبلز ليودعه. كنت في قاعة الاستقبال. أراد غوبلز دعوة هتلر إلى غرفته، لكن هتلر رفض، مشيرا إلى أن قراره لا رجعة فيه. ودّع السيدة غوبلز والدكتور غوبلز وعاد إلى مكتبه. تبعته أنا والقائد الرئيسي كروغر. قال هتلر إنه يجب علينا أن نحاول اختراق الغرب لنسقط في أيدي الحلفاء. ذكّرني مجددا بمهمتي وبصورة فريدريك الكبير. أعربت عن إخلاصي له ووعدته بأن أظل وفيا في أفكاري. ثم غادرت أنا وكروغر المكتب.
بعد نحو 5 دقائق سمعت رصاصة. وأبلغت على الفور بورمان، الذي كان في غرفة الانتظار (الغرفة الواقعة أمام غرف هتلر)، بما حدث. دخلت مكتب هتلر برفقة القائد بورمان.
لففنا الجثة ببطانية حتى لا يتمكن أحد من رؤيتها. أخذت الجثة من ساقيها وبورمان من رأسه، وحملناها عبر المدخل الخلفي للملاجئ إلى الحديقة. ووضعناها هناك عند المدخل. “وخلفنا حمل الحراس جثة زوجة هتلر، التي كانت ملفوفة أيضا ببطانية ولم تكن مكشوفة…”
في 29-30 ديسمبر 1945، كتب هاينز لينغه شهادته الخاصة بعنوان “إضافات إلى قضية انتحار هتلر”، وأشار على وجه الخصوص إلى:
“وقت انتحاره، كان هتلر يرتدي قميصا أبيض بياقة بيضاء وربطة عنق سوداء وسترة رمادية اللون مزدوجة الصدر مصنوعة من قماش الجبردين الفاخر، وبنطالا أسود طويلا من الجبردين الفاخر، وجوارب ورقية سوداء رقيقة وحذاء جلديا أسودا قصيرا. أما زوجته فكانت ترتدي فستانا حريريا رقيقا، وجوارب حريرية رقيقة جدا، وحذاء بكعب إسفيني (ربما صناعة إيطالية).
وكانت الأسباب التي دفعت هتلر إلى الانتحار هي: 1- كان من غير المجدي تماما الاستمرار في القتال، 2- خوف هتلر من محاولة الهروب من برلين، 3- الحالة الجسدية السيئة لهتلر، التي لم تعد قادرة على تحمل أي صعوبات، إضافة إلى جنون العظمة الذي لم يسمح لهتلر بالانحناء أماما المنتصر والدخول في مفاوضات معه.
لم يكن بوسع شبيه هتلر أن ينتحر لأن: 1- هتلر لم يكن له شبيه، 2- كان من المستحيل على هتلر أن يغادر المبنى، لأنه لم يكن هناك سوى مخرج واحد من المبنى.
من الجدير بالذكر أن لينغه أوضح شهادته مرارا وتكرارا. على سبيل المثال، أثناء الاستجواب في 28 فبراير 1946، شهد قائلا:
“يجب الاعتراف بأن شهادتي الشابقة في هذا الشأن غير صحيحة. لم أسمع أصوات طلقات نارية إطلاقا، بل شممت رائحة غازات البارود فقط، وبناء على ذلك، أبلغت بورمان بوقوع الانتحار..
سؤال: ما الذي لم تقله أيضا للتحقيق خلال الاستجوابات السابقة، أو هل قدمت رواية غير صحيحة للأحداث التي وقعت في 30 أبريل 1945 في المخبأ الخاص بمستشارية الرايخ؟
جواب: لقد أوضحت على نحو غير صحيح في وقت سابق أن جسد إيفا بارون كان ملفوفا ببطانية، والآن أتذكر أن جسدها لم يكن ملفوفا ببطانية”.
في أغسطس 1948، أطلق سراح لينغه وغيونشه من السجن، وحتى خريف عام 1949 كانا منخرطين في العمل “الأدبي”، يتذكران خدمتهما في حاشية هتلر.
وقد تم تأكيد أن هتلر تعرض للتسمم بمادة سيانيد البوتاسيوم من خلال الأبحاث التي أجراها، في شهري مارس ويونيو 2017، عالم الأنثروبولوجيا الفرنسي الشهير فيليب شارلييه.
وقام شارلييه بدراسة أجزاء من فك هتلر، محفوظة في الأرشيف المركزي لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، وقارنها بالأشعة السينية لجمجمة هتلر، الموجودة في الولايات المتحدة. وقام العالم الفرنسي بفحص أجزاء الفكين، فوجد عليها آثار سيانيد البوتاسيوم، وكان مقتنعا بأن الأسنان تتطابق بنسبة 100% مع صور الأشعة السينية لهتلر خلال حياته.
في 15 مايو 1950، حكمت المحكمة العسكرية لقوات وزارة الداخلية في منطقة إيفانوفو على ه. لينغه وأ. غيونشه، بناء على مرسوم رئاسة المجلس الأعلى للاتحاد السوفيتي الصادر في 19 أبريل 1943 بقضاء عقوبتهما في معسكر عمل لمدة 25 عاما (تحسب من 6 أبريل 1950)، وتم ترحيلهما إلى وطنهما.
وفيما يلي الوثائق التي تم رفع السرية عنها من أرشيف مديرية جهاز الأمن الفيدرالي الروسي لمنطقة إيفانوفو.
الوثائق المنشورة:
1- تصريح العقيد غ. غ. ريملينغر فيما يتعلق بقائد الوحدة الهجومية التابعة لـ “إس إس” أ. غيونشه مايو 1945 موسكو (7 صفحات).
2- الشهادة الشخصية لقائد “إس إس” ه. لينغه في نوفمبر 1945 تالين (3 صفحات).
3- محضر استجواب ه. لينغه في ديسمبر 1945 تالين.
4- شهادة شخصية ه. لينغه “إضافات إلى قضية انتحار هتلر”. 30 ديسمبر 1945 موسكو (6 صفحات).
5- مذكرة من أ. غيونشه إلى الفريق أ. كوبولوف في 12 سبتمبر 1949 موسكو (صفحتان).
6- رسالة من ه. لينغه إلى الفريق أ. كوبولوف في 12 سبتمبر 1949 (صفحتان).
7- الشهادة الشخصية لـ ه. لينغه في 17-18 ديسمبر موسكو (18 صفحة).
المصدر: مركز العلاقات العامة لجهاز الأمن الفيدرالي