نساء غزة يبعن مصوغاتهن من الذهب للتغلب على صعوبات الحرب
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
#سواليف
تلجأ #النسوة في قطاع #غزة إلى بيع مصوغاتهن من الذهب لتوفير ثمن #الطعام وبعض الحاجيات الضرورية لعائلاتهن وسط شح #الأغذية والمواد الأساسية بعد أن شدد #الاحتلال حصاره على #غزة.
وبالقرب من إحدى الخيم في مخيمات #النازحين التي انتشرت داخل مدينة رفح وحولها، نصب تاجر ذهب وجواهر خيمة، وجلس على كرسي يحتضن حقيبة صغيرة يبدو أنها محشوة بالمال.
وصلت ريهام ناصر، برفقة ابنة لها في مقتبل العمر، وأخرجت بحرص من محفظتها قرطا مرصعا بقطع لامعة كأنه ماس، وعرضته للبيع.
مقالات ذات صلة مدعوون للتعيين في التربية / أسماء 2024/01/22وضع البائع القرط على ميزان إلكتروني أمامه، وداس بإصبعه على آلة حاسبة، وأخبرها بالثمن الذي سيدفعه، لكنها التقطته وغادرت.
قالت ريهام إنها رفضت بيعه لأن البائع “يستغل” الأوضاع البائسة للنازحين ودفع ثمنا بخسا، مضيفة أنها اشترت القرط لابنتها بما يزيد على 41 دينارا أردنيا للغرام الواحد قبل نحو سنة لكن البائع سيشتريه بـ32 دينارا.
امرأة أخرى وصلت في عجالة، لم تسأل عن سعر #الذهب، وضعت خاتما أمام البائع وقالت “كم ثمنه؟”، بعد أن وضعه على الميزان الإلكتروني، قال “181 دينارا ونصف الدينار”، التقطت المرأة المبلغ وغادرت على عجالة دون أن تناقش.
#الحرب أشعلت #الأسعار
وقالت ريهام إنها هربت وعائلتها من منزلهم بحي الزيتون بمدينة غزة قبل زهاء شهرين مع مبلغ مالي لكنه نفد “بالكاد استطعنا الهروب، وكان معنا مبلغ مالي، وبقي مبلغ آخر في البيت، لكننا ارتبكنا ونسينا حمله لأننا هربنا بسرعة لننجو بحياتنا وسط القصف الإسرائيلي”.
وتقول ريهام، التي تعيل وزوجها عائلة من 8 أفراد، إنها ستبحث عن تاجر آخر بسعر أفضل لتوفر بعض المال.
وأضافت “أخجل من طرق أبواب مؤسسات الإغاثة، والمؤسسات أيضا عاجزة ونحتاج إلى طعام ومياه تصلح للشرب وأدوية خاصة وأجرة مخزن نقطنه، ولا يوجد شيء مجانا، والحرب أشعلت الأسعار”.
وتمنع قوات الاحتلال دخول الطعام والمساعدات إلى غزة، وتقطع الكهرباء والماء والوقود، مما تسبب في تدهور غذائي وصل إلى حد المجاعة ولا سيما في مدينة غزة وشمالها.
ومع الضغوط الدولية لم تسمح قوات الاحتلال إلا بدخول زهاء 100 شاحنة يوميا فقط بينما كانت تدخل نحو 500 شاحنة قبل العدوان الدموي، أما قبل الحصار المستمر منذ 17 عاما فكان يدخل قطاع غزة زهاء 1500 شاحنة يوميا وفقا لمختصين.
وتقطن ريهام وعائلتها وزوجها الذي كان يعمل سائقا قبل الحرب في مخزن بأحد أطراف المدينة، مساحته 24 مترا مربعا مع دورة مياه مقابل مبلغ 1500 شيكل شهريا.
وقال التاجر، الذي فضّل أن نُعرّفه باسم “أبو محمد”، إن التجار لم يتلاعبوا في الأسعار لكنها هبطت بسبب زيادة العرض في السوق “زيادة عرض يتبعه انخفاض في السعر وهذا أمر طبيعي”.
وأشار التاجر الذي نزح قسرا من مخيم جباليا شمال عزة قبل أكثر من شهرين إلى أن هامش الربح واحد، قائلا “نشتري بـ33 دينارا ونبيع بـ36، وقبل الحرب كنا نشتري بسعر 38 ونبيع بسعر 41 دينارا للغرام الواحد من الذهب تقريبا”.
ويتعامل الفلسطينيون في المحافظات الشمالية (الضفة الغربية والقدس المحتلة) والجنوبية (قطاع غزة) في الصفقات التجارية بالدولار الأمريكي أو الشيكل الإسرائيلي لكن عندما يتعلق الأمر بالذهب والأرض فيتم التعامل بالدينار الأردني ولا سيما في غزة.
وأشار إلى أن الحرب طالت، ومن كان معه مبلغ مالي نفد وسط ارتفاع جنوني في أسعار السلع الغذائية.
خسرنا فيها كثيرا
لكن ماجد حمد، من مدينة رفح، حاول اقتناص الفرصة ليشتري ذهبا بسعر منخفض ولم يستطع، وقال “حاولت شراء بضع قطع لكن الجواهرجية يقولون إنهم يشترون فقط ولا يستطيعون البيع بحجة عدم توفر الكهرباء لإعادة الصهر والمصنعية”.
في الشارع التجاري الرئيس (وسط البلد) بالمدينة، أغلق الصاغة محالهم إلا القليل منهم، خرج رائف النجار وزوجته بوجهين عبوسين، وقال بأسف إنه باع للتو “فردة إسورة” ليستطيع شراء احتياجات البيت، “بعنا للتو بثمن زهيد إسورة من مصاغ زوجتي لمواجهة صعوبة العيش، خسرنا فيها كثيرا”.
ووصل النجار، الذي يعمل في مجال البناء، من مدينة خان يونس جنوبي القطاع قبل أقل من أسبوع إلى مدينة رفح لكنه فوجئ بعدم وجود مكان يؤويه “لا شقق ولا مخازن شاغرة للايجار، ومن المستحيل الحصول على خيمة، بسبب النزوح الكبير من مختلف أنحاء القطاع لمدينة رفح”.
اضطر إلى شراء بعض الأخشاب وأمتار من النايلون، ستر بها عائلته المكونة من 5 أطفال وأمه المقعدة، كلفته نحو ألف شيكل (زهاء 300 دولار أمريكي)، كما قال.
وأشار إلى أنه يبحث عن برميل ماء فارغ سيكلفه نحو 1000 شيكل أخرى، وتجهيز مرحاض بالثمن نفسه تقريبا، وبعض أدوات المطبخ والأغطية والفراش وشراء ماء الشرب وحفاضات للأطفال.
وقال النجار “أنا مصدوم من الأسعار، كان معي مال يكفيني لشهرين، لكن من الواضح أنه لا يكفي لأسبوعين، كيلو البصل وصل إلى 30 شيكلا، وكيس حفاضة الأطفال 120 شيكلا بعد أن كان حوالي 25”.
وتُقدّر تقارير دولية ومحلية أن أكثر من مليون نازح هربوا باتجاه مدينة رفح يقطنون الآن في خيام ومحال تجارية فارغة أو عند أقارب وأصدقاء لهم، بانتظار مصير مجهول إذا تقدم العدوان باتجاه الجنوب أكثر.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربًا مدمرة على غزة، خلّفت 25105 شهداء و62681 جريحًا، وكارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85% من سكان القطاع.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف النسوة غزة الطعام الأغذية الاحتلال غزة النازحين الذهب الأسعار مدینة رفح
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم: العديد من الطلاب يواجهون صعوبات في القراءة والكتابة
أكد محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، أنه ما زال هناك تحديات قائمة تواجه التعليم المصري ، مشيراً إلى أن التقييمات الوطنية كشفت أن العديد من الطلاب لا يزالوا يواجهون صعوبات في مهارات القراءة والكتابة الأساسية
وشدد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني على أن هذا التحدي لا يقتصر على مصر فقط، بل في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مؤكداً أن الدراسات أوضحت أن نسبة كبيرة من الطلاب غير قادرين على قراءة وفهم النصوص المناسبة لأعمارهم بحلول سن العاشرة.
وكان قد أطلق محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والسيدة نتاليا روسى ممثل منظمة اليونيسف بمصر، اليوم خلال فعاليات بمحافظة أسوان، "البرنامج القومى لتنمية مهارات القراءة والكتابة لطلاب المرحلة الابتدائية"، والذي يتم تنفيذه في 10 محافظات كمرحلة أولى ويضم ٢٠٠٠ مدرسة بإجمالي مليون طالب وطالبة بالمرحلة الابتدائية.
وتتضمن المحافظات المستهدفة لتنفيذ البرنامج كمرحلة أولى محافظات القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والفيوم، وأسيوط، وسوهاج، وأسوان، وشمال سيناء، ودمياط، والإسماعيلية.
وأعربت السيدة ناتاليا روسي، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في مصر، عن تقديرها العميق للجهود المبذولة لتحسين مهارات القراءة والكتابة لدى الأطفال، مشيرةً إلى أن القدرة على القراءة والفهم ليست مجرد مهارة، بل هي الأساس الذي يُبنى عليه مستقبل الطفل، ويفتح أمامه آفاقًا من الفرص والإمكانات.
وقالت ممثل "يونيسف": "هذه زيارتي الميدانية الأولى بصفتي ممثل يونيسف في مصر، محطةً أشهد فيها مدى التقدّم الذي يُحرَز من أجل الأطفال، والالتقاء بأولئك الذين يقودون هذا التغيير بروح من التفاني والإخلاص، واستشعار الأثر الحقيقي لهذه الجهود على أرض الواقع، مشيرة إلى أن ما يجري من عمل دؤوب لتحسين مهارات القراءة والكتابة لدى الأطفال في جميع أنحاء مصر، يبعث فيّ الأمل والإلهام، فالتعلم ليس مجرد القدرة على القراءة والكتابة، بل هو الأساس الذي تُبنى عليه سائر المعارف، والمفتاح الذي يفتح أبواب الفرص والمستقبل الواعد.
وأكدت أنه رغم أن معدلات الالتحاق بالمرحلة الابتدائية تكاد تكون شاملة في مصر، إلا أن كثير من الأطفال غير قادرين عن قراءة وفهم فقرة بسيطة، وهناك أطفال يواجهون مستقبلاً محفوفًا بالصعوبات بسبب غياب المهارات الأساسية، مما يزيد من احتمال تعثرهم دراسيًا، وارتفاع معدلات التسرب المدرسي، وانحسار الفرص المتاحة لهم في سوق العمل.