لبنان ٢٤:
2024-11-18@16:43:24 GMT

المسيحيون غائبون وغير مغيّبين

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

المسيحيون غائبون وغير مغيّبين

كتبت سابين عويس في" النهار": لا يكفي ان تتذرع المكونات المسيحية على اختلافها بأنها لا تقصّر في رفع الصوت عاليًا في وجه الحالة الشاذة التي يشهدها لبنان بسبب شغور موقع الرئاسة الاولى الناجم عن استمرار تعطيل عقد جلسة الانتخاب، أو في وجه التطورات الدراماتيكية على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية المنذرة بانزلاق خطير نحو حرب تتجاوز الساحة الجنوبية.

ذلك ان ما تعتبره هذه المكونات انه تعبير عن رفض الممارسات الحاصلة وادانة للمواقف منها، أو أنه كافٍ لمواجهة الوضع القائم، فهذا لا يلغي حقيقة ان هذه القوى باتت بأدائها تقف متفرجة على ما يحصل، مفتقدة أي دور أو مشاركة تتيح لها المساهمة في صنع القرار.
فحزب "القوات اللبنانية" الذي يملك اكبر تكتل نيابي مسيحي خالص، هو خارج السلطة التنفيذية بقرار منه، وهو، منذ شغور الرئاسة، يمتنع عن ممارسة دوره التشريعي انطلاقاً من رفضه التشريع في غياب رئيس الجمهورية، باستثناء مشاركة وحيدة اخيراً هدفت الى التمديد لقائد الجيش .حال حزب الكتائب لا يختلف عن "القوات"، ما يجعل مكوّنين من اصل ثلاثة خارج السلطة. أما"التيار الوطني الحر" الذي يملك ثاني اكبر تمثيل مسيحي، ويمثل الفريق المسيحي في الحكومة، فهو منذ خلوّ قصر بعبدا من شاغله بعد خروج العماد ميشال عون منه، اتخذ قرار مقاطعة جلسات مجلس الوزراء للسبب عينه، اي غياب الرئيس، مع كل ما رتبته هذه المقاطعة من أضرار جسيمة، كان يمكن تلافيها لو عاد وزراء "التيار" إلى ممارسة دورهم، اقله في ما يتصل بحماية صلاحيات رئيس الجمهورية التي يتذرعون بالدفاع عنها وحمايتها،
لا توافق اوساط "قواتية" على مقاربة الواقع المسيحي من موقع ضعف، وإنْ كان التشرذم في ما بين مكوناته يعكس هذا الانطباع. هذا لا يعني ان القيادات المسيحية لم تفقد القدرة على المبادرة، ليقينها ان ما يشهده لبنان من إمساك "حزب الله" بمقدرات الحكم فيه لا يختلف عن انقلاب السابع من أيار، وانما هذه المرة من دون الحاجة إلى قمصان سود، ذلك ان الانقلاب يحصل ضمن اللعبة الدستورية ومن داخل المؤسسات. وفي رأي هذه الاوساط ان اي مواجهة اليوم من خارج المواجهة السياسية ستؤدي حكماً إلى اندلاع الحرب الاهلية مجدداً.

ترفض الاوساط تحميل المسيحيين، ولا سيما "القوات"، مسؤولية فقدان التوازن لمصلحة "الحزب"، مشيرة إلى ان المسؤولية تقع ايضاً على القاعدتين السنّية والدرزية. ولا يمكن في رأيها ان يخوض المسيحيون وحدهم او "القوات" وحدها معركة استعادة السيادة واسترجاع لبنان النموذج، لأن عنوان المعركة يتحول فئوياً، بل هي معركة مشتركة مع الشركاء في الوطن لتشكيل قوة واحدة، على غرار القوة التي وُلدت من رحم 14 شباط 2005.
مصادر في "التيار" تعي هذا الواقع وخطورته، لكنها لا تبدي الاستعداد لخوض مغامرة التغيير التي لم تنضج ظروفها بعد، في ظل الرعاية التي لا يزال يوفرها مؤسس "التيار" لرئيسه اليوم.
وعليه، تبقى الصورة على ما هي من رصد وترقب لميدان غزة والجنوب، قبل ان تعود إلى الداخل اللبناني لتسلط الضوء على واقع جديد لن يعيد حتماً لبنان إلى صورته ودوره ونموذجه في المدى القريب!
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

لجنة الإعلام في التيار عن استشهاد عفيف: جريمة جديدة تضاف للائحة جرائم العدو

أصدرت اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في التيار الوطني الحر البيان الآتي:

"أضاف العدو الإسرائيلي باستهداف الحاج محمد عفيف ومجموعة من رفاقه جريمة جديدة إلى لائحة جرائمه الوحشية التي تستهدف المدنيين اللبنانيين، من إعلاميين وهيئات صحية وعناصر الدفاع المدني، في أبشع تمزيق لقوانين الحرب واتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني".

وختم البيان: "نتقدم من حزب الله والجسم الإعلامي اللبناني عموماً بأحر التعازي والتضامن، ونؤكد أهمية الإعلام الحر في تجسيد الوطنية اللبنانية في مواجهة العدوان".

مقالات مشابهة

  • عضو تكتل الجمهورية القوية: إسرائيل تخالف اتفاقية لاهاي المعنية بالتراث اللبناني
  • لجنة الإعلام في التيار عن استشهاد عفيف: جريمة جديدة تضاف للائحة جرائم العدو
  • اليونيفيل تعلن تعرّض قوة تابعة لها لإطلاق نار جنوب لبنان
  • اعتداء من مسلحين .. إطلاق نار يستهدف اليونيفيل جنوب لبنان
  • حزب الله: نفذنا 26 عملية ضد القوات الإسرائيلية
  • عبد المنعم سعيد: ترامب سيدمر أمريكا ثم العالم| وغير متفائل بوضع الشرق الأوسط
  • لواء إسرائيلي متقاعد: جيشنا مستنزف وغير مؤهل للتقدم أكثر
  • تقرير: تدمير مقام النبي شمعون خلال توغل إسرائيلي في عمق جنوب لبنان
  • دمروا قبر نبي.. وسائل إعلام لبنانية: قوات الاحتلال تصل لنقطة حرجة في لبنان
  • 3 شهداء و9 جرحى في غارة إسرائيلية على المساكن الشعبية جنوب لبنان