لبنان ٢٤:
2025-01-18@12:58:19 GMT

المسيحيون غائبون وغير مغيّبين

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

المسيحيون غائبون وغير مغيّبين

كتبت سابين عويس في" النهار": لا يكفي ان تتذرع المكونات المسيحية على اختلافها بأنها لا تقصّر في رفع الصوت عاليًا في وجه الحالة الشاذة التي يشهدها لبنان بسبب شغور موقع الرئاسة الاولى الناجم عن استمرار تعطيل عقد جلسة الانتخاب، أو في وجه التطورات الدراماتيكية على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية المنذرة بانزلاق خطير نحو حرب تتجاوز الساحة الجنوبية.

ذلك ان ما تعتبره هذه المكونات انه تعبير عن رفض الممارسات الحاصلة وادانة للمواقف منها، أو أنه كافٍ لمواجهة الوضع القائم، فهذا لا يلغي حقيقة ان هذه القوى باتت بأدائها تقف متفرجة على ما يحصل، مفتقدة أي دور أو مشاركة تتيح لها المساهمة في صنع القرار.
فحزب "القوات اللبنانية" الذي يملك اكبر تكتل نيابي مسيحي خالص، هو خارج السلطة التنفيذية بقرار منه، وهو، منذ شغور الرئاسة، يمتنع عن ممارسة دوره التشريعي انطلاقاً من رفضه التشريع في غياب رئيس الجمهورية، باستثناء مشاركة وحيدة اخيراً هدفت الى التمديد لقائد الجيش .حال حزب الكتائب لا يختلف عن "القوات"، ما يجعل مكوّنين من اصل ثلاثة خارج السلطة. أما"التيار الوطني الحر" الذي يملك ثاني اكبر تمثيل مسيحي، ويمثل الفريق المسيحي في الحكومة، فهو منذ خلوّ قصر بعبدا من شاغله بعد خروج العماد ميشال عون منه، اتخذ قرار مقاطعة جلسات مجلس الوزراء للسبب عينه، اي غياب الرئيس، مع كل ما رتبته هذه المقاطعة من أضرار جسيمة، كان يمكن تلافيها لو عاد وزراء "التيار" إلى ممارسة دورهم، اقله في ما يتصل بحماية صلاحيات رئيس الجمهورية التي يتذرعون بالدفاع عنها وحمايتها،
لا توافق اوساط "قواتية" على مقاربة الواقع المسيحي من موقع ضعف، وإنْ كان التشرذم في ما بين مكوناته يعكس هذا الانطباع. هذا لا يعني ان القيادات المسيحية لم تفقد القدرة على المبادرة، ليقينها ان ما يشهده لبنان من إمساك "حزب الله" بمقدرات الحكم فيه لا يختلف عن انقلاب السابع من أيار، وانما هذه المرة من دون الحاجة إلى قمصان سود، ذلك ان الانقلاب يحصل ضمن اللعبة الدستورية ومن داخل المؤسسات. وفي رأي هذه الاوساط ان اي مواجهة اليوم من خارج المواجهة السياسية ستؤدي حكماً إلى اندلاع الحرب الاهلية مجدداً.

ترفض الاوساط تحميل المسيحيين، ولا سيما "القوات"، مسؤولية فقدان التوازن لمصلحة "الحزب"، مشيرة إلى ان المسؤولية تقع ايضاً على القاعدتين السنّية والدرزية. ولا يمكن في رأيها ان يخوض المسيحيون وحدهم او "القوات" وحدها معركة استعادة السيادة واسترجاع لبنان النموذج، لأن عنوان المعركة يتحول فئوياً، بل هي معركة مشتركة مع الشركاء في الوطن لتشكيل قوة واحدة، على غرار القوة التي وُلدت من رحم 14 شباط 2005.
مصادر في "التيار" تعي هذا الواقع وخطورته، لكنها لا تبدي الاستعداد لخوض مغامرة التغيير التي لم تنضج ظروفها بعد، في ظل الرعاية التي لا يزال يوفرها مؤسس "التيار" لرئيسه اليوم.
وعليه، تبقى الصورة على ما هي من رصد وترقب لميدان غزة والجنوب، قبل ان تعود إلى الداخل اللبناني لتسلط الضوء على واقع جديد لن يعيد حتماً لبنان إلى صورته ودوره ونموذجه في المدى القريب!
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

منذ سريان الهدنة..الجيش اللبناني يوسع انتشاره في الجنوب

كشف رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة جان بيير لاكروا، أن القوات المسلحة اللبنانية زادت انتشارها بشكل كبير في الجنوب بالقرب من الحدود مع إسرائيل في الشهرين الماضيين.

وتحدث لاكروا أمام مجلس الأمن الدولي في إحاطة بالفيديو من بيروت يوم الجمعة. وقال، إن القوات اللبنانية انتقلت إلى 93 موقعاً في الجنوب منذ بداية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) وهو أكثر مما يقدر بـ 10 مواقع جنوب نهر الليطاني وقت الهدنة، على حد قوله.

التحقت الدفعة الأولى من الجنود المتمرنين في الجيش ضمن إطار المرحلة الأولى من خطة تعزيز الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب، التي تتضمن تطويع ٦ آلاف عنصر بهدف تطبيق القرار ١٧٠١ ومندرجاته.
وقد باشر المتطوعون متابعة الدورات التدريبية في القطع المختصة ليصار إلى توزيعهم على الوحدات.… pic.twitter.com/EuRSffwTzi

— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) January 14, 2025

وأوضح لاكروا أنه في إطار خطة الحكومة لنشر 6 آلاف جندي إضافي في الجنوب، وصل 262 مجنداً جديداً ويخضع 673 آخرون للتدريب، و600 لفحص ما قبل التجنيد. وأكد لاكروا ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي يزور لبنان أيضاً، أن على القوات الإسرائيلية الانسحاب دون تأخير. 

غوتيريش يتهم إسرائيل بانتهاك القرارات الأممية في لبنان - موقع 24قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي في منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، يمثلان انتهاكاً للقرار 1701.

وحدد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، للقوات الإسرائيلية وحزب الله شهرين لمغادرة جنوب لبنان وتسليم السيطرة إلى الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام.
وأضاف لاكروا "مع تبقي 10 أيام على نهاية فترة اليام الـ60 لانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، تستمر عمليات الهدم الإسرائيلية للأنفاق والمباني والأراضي الزراعية.كما سجلت بعض الغارات الجوية، وأيضاً الانتهاكات المستمرة للمجال الجوي اللبناني".

مقالات مشابهة

  • فاشر أبْ زكريا أدَّاب العاصي
  • غوتيريش: هناك أهمية لدعم القوات اللبنانية
  • مجلس الأمن يناقش الوضع في لبنان والجولان المحتل
  • منذ سريان الهدنة..الجيش اللبناني يوسع انتشاره في الجنوب
  • مفتي الجمهورية: التكفير يعدُّ من أهم العقبات التي ابتليت بها هذه الأمة
  • المفتي حجازي حيا مواقف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المُكلف
  • نجاة شرف الدين: متحدّثة باسم رئاسة الجمهورية
  • تورك: انتخاب رئيس الجمهورية يفتح الباب أمام إصلاحات
  • رئيس الجمهورية التقى بلاسخارت: لوقف الخروقات الأمنية في الجنوب
  • ميقاتي استقبل وزير الخارجيّة الاردنيّة.. الصفدي: نُثمن الجهود الكبيرة التي قام بها دولته