الخماسية أمام وضع خريطة طريق لوقف تعطيل انتخاب الرئيس
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
تتوقف إعادة تحريك الملف الرئاسي اللبناني، بإخراجه من التأزُّم الذي يعطل انتخاب رئيس للجمهورية، على النتائج التي ستؤول إليها المشاورات الجارية بين ممثلي «اللجنة الخماسية»، المؤلفة من الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، وقطر، في سعيهم، كما تقول مصادر فرنسية رفيعة في بيروت، للتوافق على مقاربة موحدة تضع انتخابه على نار حامية وتمهّد الطريق أمام عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت؛ لأن هناك ضرورة لوقف الاجتهادات بداخلها في ضوء الحديث عن استعداد قطر لتجديد وساطتها بين القوى السياسية المعنية بانتخابه، مما يتعارض مع الدور الموكل إلى لودريان بغطاء سياسي من «الخماسية».
وكتب محمد شقير في" الشرق الاوسط":مع أن القيادات السياسية لا تملك من المعطيات ما تؤكد به عودة لودريان إلى بيروت على الأقل قبل نهاية الشهر الحالي، بخلاف ما كان تعهّد به في لقاءاته الأخيرة برؤساء الكتل النيابية، ومع أن الرئيس بري يبدي أمام زواره كل استعداد للتعاون مع «الخماسية»، فإن المصادر الفرنسية تجزم، نقلاً عن السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو، بأنه سيعود بعد أن ينهي مشاوراته مع ممثلي الدول الأعضاء فيها.
ومن المقرر أن يلتقي بري الثلاثاء سفراء الدول الأعضاء في اللجنة الخماسية، لبحث ملف الانتخابات الرئاسية.
وكشفت المصادر نفسها عن أن المشاورات الجارية بين الدول الأعضاء في «الخماسية» ستؤدي حتماً إلى التوافق على خريطة طريق يراد منها تمرير رسالة إلى رؤساء الكتل تُعلمهم فيها أن لا مجال للرهان على وجود تباين في وجهات النظر في مقاربتها لإخراج ملف انتخاب الرئيس من الحلقة المفرغة، وتؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن لودريان سيكثف، هذه المرة، لقاءاته للتوصل إلى صيغة موحّدة تتعلق بالمواصفات التي يجب أن يتمتع بها على قاعدة ترجيح كفة الخيار الرئاسي الثالث من خارج المرشحَين التقليديَّين: رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، والوزير السابق جهاد أزعور؛ نظراً لوجود صعوبة في انتخاب أحدهما في ظل الانقسام داخل البرلمان اللبناني.
وقالت إن لودريان لن يدخل في لعبة الأسماء؛ لأن مجرد دخوله سيرتد سلباً على الدور الموكل إليه بفتح الطريق إلى قصر بعبدا بانتخاب رئيس ينهي الشغور الرئاسي. ورأت أن تحريك الملف الرئاسي يتطلب أولاً الفصل بين الحرب الدائرة في غزة، والمواجهة المشتعلة على امتداد الجبهة الشمالية في جنوب لبنان، وثانياً بين الأخيرة وانتخاب الرئيس، وهذا ما يطرح سؤالاً حول مدى استعداد «حزب الله» للتخلي عن تلازم المسارين لصالح إزالة العقبات التي تعطّل انتخابه. وكشفت المصادر الفرنسية عن أن التواصل بين باريس و«حزب الله» لم ينقطع، في محاولة لإقناعه بتحييد انتخاب الرئيس عن تلازم المسارين من جهة، وعن المواجهة المشتعلة في جنوب لبنان، وإن كانت احتمالات توسعتها أخذت تتراجع، كما يقول مصدر وزاري بارز لـ«الشرق الأوسط»، لكن لا شيء يدعو للاطمئنان ما لم تؤدِّ الاتصالات التي تتولاها واشنطن، بالتعاون مع باريس، إلى إقناع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بصرف النظر نهائياً عن توسعتها. وسألت: هل يعيد الحزب النظر في موقفه في حال أدت الضغوط الأميركية - الفرنسية إلى إقناع نتنياهو بعدم الجنوح نحو توسعتها، وهذا يتطلب منه اتباع سياسة ضبط النفس بعدم توفير الذرائع له لمنع خروج الجبهة الشمالية عن السيطرة؟
وقالت إن باريس وواشنطن تبديان ارتياحهما للدور الذي يتولاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في هذا الخصوص، وإن كان يدعو باستمرار إلى وقف العدوان على غزة؛ لأنه ينسحب على الجبهة الشمالية، وهذا ما حصل سابقاً طوال فترة الهدنة التي توصّلت إليها «حماس» مع تل أبيب بوساطة عربية وغربية. خصوصاً أنه على تواصل يومي مع قيادة «حزب الله»؛ بغية تهيئة الظروف لإعادة تحريك تطبيق القرار الدولي 1701 كونه الناظم الوحيد لضبط الحدود بين لبنان وإسرائيل، على أن تقوم حكومة «تصريف الأعمال» برئاسة نجيب ميقاتي بضبط إيقاع الحزب على نحو يزيل الالتباس الذي أوحى للمجتمع الدولي بأنه هو مَن يمسك بقرار الحرب والسلم، وأن دور الحكومة يقتصر على توفير الغطاء السياسي له. وبذلك تكون الحكومة، كما تقول مصادر لبنانية، قد أخرجت نفسها من إحراجها أمام المجتمع الدولي والمعارضة على السواء، على خلفية أنه من غير الجائز أن تخلي الساحة للحزب من دون أن تتدخل لقطع الطريق على نتنياهو لتوسعة الحرب.
المراجع إياها، بحسب مصادرها لـ«الشرق الأوسط»، تنظر إلى مشاركة اللجنة «الخماسية» في لقاءات لودريان من زاوية أنها قررت مجتمعة تشغيل محركاتها لقطع الطريق على ما يتردد، من حين لآخر، حول مدى استعداد واشنطن للعب دور فاعل في إنقاذ انتخاب الرئيس من التأزم بخلاف ما يُنسب إليها بأنها تفضّل التريث إلى ما بعد وضوح الرؤية السياسية والعسكرية على الجبهة الغزاوية. وعليه، ترى هذه المراجع، بحسب مصادرها، أن الحراك الرئاسي لا يزال في المربع الأول، وأن المنافسة تدور بين فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون، رغم أن المعارضة لا تزال على تقاطعها مع «التيار الوطني الحر» بدعم ترشيح أزعور، في حين يرفض فرنجية العزوف عن ترشحه، ويصر على خوضه المعركة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: انتخاب الرئیس
إقرأ أيضاً:
رئيس قبرص: السيسي قاد جهودًا دبلوماسية بارزة لوقف إطلاق النار واحتواء التصعيد بغزة
أكد رئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قاد جهودًا دبلوماسية بارزة لوقف إطلاق النار واحتواء التصعيد في قطاع غزة.
وشدد خريستودوليدس، في حوار مع بسنت مصطفى المحرر الدبلوماسي لوكالة أنباء الشرق الأوسط الأوسط بمناسبة زيارته إلى مصر، على أن قبرص تدعم بقوة هذه المساعي، وتعمل على تعزيز التنسيق مع مصر لمنع المزيد من التوترات ودفع الحلول السياسية.
وحول العلاقات بين مصر وقبرص، وآفاق التعاون بين البلدين خلال الفترة المقبلة وخاصة في قطاع الطاقة والغاز، وصف الرئيس القبرصي الروابط بين البلدين بأنها «ذات أهمية استراتيجية»، وتقوم على أساس متين من القيم المشتركة والاحترام المتبادل والتعاون المكثف عبر قطاعات متعددة.
وأضاف أن هذه العلاقات قد تعززت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مما يعكس التزام كلا البلدين بتعزيز الاستقرار والأمن والازدهار الاقتصادي في المتوسط وخارجه.
وأوضح أن قيادة الرئيس السيسي لمصر عززت من هذه الشراكة الاستراتيجية، حيث ساهمت مناقشاتنا المتكررة ورؤيتنا المشتركة للاستقرار الإقليمي على تعميق الثقة المتبادلة ووضع الأساس لمزيد من التعاون.
وأشار خريستودوليدس إلى أنه قد قام بزيارة مصر أربع مرات خلال العام الماضي، وكانت مصر أول دولة يزورها، بعد اليونان، عقب انتخابه رئيسا للبلاد في عام 2023، وهو الأمر الذي يعكس الأهمية التي توليها قبرص وحكومتها لهذه العلاقات، منوها بأنه تم التأكيد على شراكتنا المتطورة خلال القمة الحكومية الثانية بين قبرص ومصر التي عقدت مؤخرًا، حيث تم توقيع اتفاقيات رئيسية في مجالات التعليم العالي والتكنولوجيا وإدارة المياه والسلامة النووية.
ولفت إلى أن التعاون بين مصر وقبرص في قطاع الطاقة قد وصل إلى آفاق جديدة لاسيما مع التوقيع المرتقب على اتفاقية نقل الغاز الطبيعي من حقل «كرونوس» القبرصي إلى البنية التحتية في مصر، مما يعزز دورنا في ضمان أمن الطاقة الإقليمي.
وقال إن مذكرة التفاهم بشأن تسهيل توظيف العمال المصريين في قبرص، والتي تم توقيعها في يونيو 2024، تسلط الضوء على التزامنا بالتنقل المنظم للعمالة والتعاون الاقتصادي من أجل المنفعة المتبادلة.
وفيما يتعلق بآفاق التعاون بين مصر وقبرص، أشار نيكوس خريستودوليدس إلى أننا سنواصل العمل معًا بشكل وثيق لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية، وتعزيز التعاون الأمني، واستكشاف فرص جديدة للنمو المتبادل، وضمان بقاء هذه الشراكة كحجر الزاوية للاستقرار في منطقتنا.
وعن تقييمه للجهود المصرية الجارية وجهود الرئيس السيسي لتحقيق الهدوء والسلام والاستقرار وتجنب تصعيد الوضع في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بغزة والتنسيق بين البلدين لدفع المسار السياسي القائم على حل الدولتين.. شدد الرئيس القبرصي على أن مصر تعد ومنذ فترة طويلة ركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط، ولعبت دورًا حاسمًا في حل النزاعات والدبلوماسية الإقليمية كقوة استقرار خلال أوقات الأزمات، وتم الاعتراف على نطاق واسع بقيادة الرئيس السيسي في الوساطة لوقف إطلاق النار، وخاصة في غزة، وأكد أن قبرص تدعم بقوة هذه الجهود وتظل ملتزمة بتعميق التنسيق مع مصر لمنع المزيد من التصعيد وتعزيز الحل السياسي المستدام.
وحول الوضع في غزة، قال خريستودوليدس إن الوضع الإنساني في غزة لايزال يبعث للقلق العميق.. لافتاً إلى أن قبرص تواصل دورها في المساعدة في تخفيف هذه الأزمة.
وشدد الرئيس القبرصي على حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة إلى جانب إسرائيل، يظل الإطار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام الدائم، وأكد مجددا أن دور مصر في تيسير الحوار السياسي، فضلاً عن تقديم المساعدات الإنسانية الإضافية، يعد أمراً حيوياً لضمان الاستقرار الإقليمي، وأن قبرص تدعم هذه المبادرات بشكل كامل.
ومن ناحية أخرى، قال الرئيس القبرصي إن تعاون بلاده مع مصر يمتد إلى التحديات الأمنية الإقليمية الأوسع نطاقاً، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والهجرة والتعاون الاقتصادي.
وأضاف أنه ومن خلال الشراكات الثلاثية والمنتديات المتعددة الأطراف والمشاركة الثنائية المباشرة، نعمل معاً لتعزيز الاستقرار والتنمية في شرق المتوسط وشمال إفريقيا، وتابع «وتظل جهودنا الجماعية تركز على تعزيز الحوار والسلام ودعم الاستراتيجيات طويلة الأجل لضمان مستقبل مستقر ومزدهر للمنطقة بأكملها».
وفيما يخص علاقات مصر بالاتحاد الأوروبي.. أكد خريستودوليدس أنه لطالما كانت قبرص، باعتبارها أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى المنطقة ومصر، مناصرة قوية لمزيد من تعميق العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر، خاصة لكون مصر لاعبا رئيسيا في الاستقرار الإقليمي والنمو الاقتصادي والتعاون الأمني.
وأشار إلى أنه شارك في مارس 2024، في القاهرة إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وقادة آخرين من الاتحاد الأوروبي، في مراسم التوقيع على ترفيع العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر إلى الشراكة للاستراتيجية والشاملة، وأوضح أن هذا الإنجاز يعكس الاعتراف الأوسع بأهمية مصر المتزايدة كشريك في معالجة التحديات والفرص المشتركة عبر مختلف القطاعات.
ونوه الرئيس القبرصي بأن التجارة والاستثمار هما جوهر هذه العلاقات.. مشيرا إلى أن الموقع الاستراتيجي لمصر واقتصادها المتنامي وخطط التنمية الطموحة تضعها في مكانة الشريك الاقتصادي الحاسم للاتحاد الأوروبي، وقال إن قبرص دعمت بشكل كبير المبادرات التي تعزز التبادلات التجارية والاستثمار في البنية التحتية والتعاون الصناعي.
واعتبر نيكوس خريستودوليدس أن أحد أكثر مجالات التعاون الواعدة هو الطاقة، وخاصة مع مشاريع مثل ربط شبكة الكهرباء المصرية بأوروبا عبر قبرص واليونان، حيث ستعزز هذه المبادرة أمن الطاقة والاستدامة مع وضع مصر كمركز رئيسي للطاقة.
وقال إن التعاون بين الجانبين يمتد إلى مجالات رئيسية مثل إدارة الهجرة ومكافحة الإرهاب والتحول الرقمي.. لافتا إلى دور مصر الكبير في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وخاصة في منطقة المتوسط وإفريقيا، وأوضح أن مشاركة مصر الاستباقية في المبادرات الدبلوماسية عززت من مكانتها العالمية.
ولفت الرئيس القبرصي إلى أن بلاده تظل ملتزمة بالدعوة إلى تعزيز شراكة الاتحاد الأوروبي مع مصر، وضمان استمرار هذه الشراكة في العمل كقوة للاستقرار والازدهار والتعاون الإقليمي في السنوات القادمة.
اقرأ أيضاً«أبو مازن» يعرب عن تقديره لدعم الرئيس السيسي للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
الرئيس السيسي يوفد مندوبا للتعزية
بطاركة ورؤساء كنائس القدس يدعمون موقف الرئيس السيسي ضد مخططات تهجير الفلسطينيين