مع كل كذبة أمريكية جديدة، تسارع كثير من الأنظمة العربية إلى الانسياق الأعمى وراءها، مع إدراكها العميق ألا حدود للأطماع والإجرام الأمريكي الذي لا يستثني أحدا.
– رأينا وسمعنا ابتهاجاً عربياً واسعاً بكذبة واشنطن حول حماية سلامة الملاحة البحرية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، ولمسنا ما هو أكثر من الاحتفاء والطرب بقرارها لاحقا بإدراج اليمن على قائمة الإرهاب العالمي بذريعة الخطر الذي يشكله اليمن على حركة الشحن البحري.
-الابتهاج العربي بالإجراءات الأمريكية العدوانية في اليمن وفي فلسطين وغيرهما من بلدان العالم العربي والإسلامي، لم يكن بقرارات وتصريحات رسمية هذه المرّة لاعتبارات معروفة للجميع ولكنه كان واضحا في تناول فضائياتهم ووسائل إعلامهم وتحليلات سياسييهم وخبرائهم، وانساقوا بجنون لترويج الأكاذيب الأمريكية وخاضوا طويلا وما زالوا يخوضون في الأمر وفي ما باتوا يسمونه المخاطر اليمنية على ممرات التجارة العالمية وعن التأثيرات الكبيرة لتهديد الملاحة البحرية وانعكاساتها على أسعار السلع والبضائع، وعلى الدخل القومي ومستويات المعيشة للمواطنين في بلدان المنطقة والعالم.
-أمريكا – ومعها بلدان الجوار الخليجي والعربي وكل دول العالم على علم يقيني بأن عمليات القوات المسلحة اليمنية لم ولن تستهدف سفينة أي دولة عدا تلك المرتبطة بكيان الاحتلال الصهيوني، وهي على صلة بمجازره الوحشية بحق مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني في غزة حيث يتعرض لجرائم إبادة شاملة هزت ضمير العالم باستثناء القتلة في تل أبيب وحكّام واشنطن وأذنابها في المنطقة والعالم.
-الجرائم الوحشية وممارسة قتل الفلسطينيين بكل وسائل القتل المتاحة عبر الاستهداف الحربي المباشر، أو بالحصار ومنع وصول الماء والغذاء والدواء وكل الانتهاكات الجسيمة بحق الإنسانية التي تجري اليوم على أرض غزة المنكوبة هي أمريكية بامتياز، فواشنطن شريكة حتى النخاع في كل قطرة دم فلسطينية تسفك في الأراضي المحتلة، وكل الناس على علم بهذه الحقيقة، لكن عندما تتحدث إدارتها “المتهالكة” كذبا وزورا عن حرصها على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعندما تذرف دموعها الكاذبة على المدنيين بسرعة وبهستيريا مجنونة، يتسابق العرب وإعلامهم المتصهين للترويج والتسويق لتلك الأكاذيب والاستماتة لإظهار القاتل في صورة ملائكة الرحمة وحمائم السلام.
-اليوم تعمل الولايات المتحدة – مع سبق الإصرار والترصد – على عسكرة البحار والبراري والأجواء في المنطقة العربية، وترفع لذلك عناوين وشعارات لا علاقة لها بحقيقة أهدافها ودوافعها ومراميها الاستعمارية الخبيثة التي لا تستهدف بلدا بعينه وإنما كل دول وشعوب المنطقة بلا استثناء، ومع علم الجميع بذلك، لا يتردد كثير من العرب في ترديد مزاعم ومعزوفات أمريكا وأسطواناتها المشروخة والتسويق لما تلوك وتبيعه من الأوهام والتخرّصات.
-ولأنها فقط أمريكا ذات السيوف المسلتة على الرقاب، والجبروت الذي لا يُقاوم، كما يعتقد الأعراب، فهم يتسابقون بلا تفكير أو تردد للترحيب والتمجيد بكل ترهاتها وأباطيلها، ومن ثم دفن رؤوسهم في الرمال، كما تفعل النعام في مواجهة الخطوب والأخطار.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
غارات أمريكية على مواقع لتنظيم الدولة في البادية السورية.. هذا بنك الأهداف
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، الأربعاء، مقتل نحو 35 من عناصر تنظيم الدولة، في غارات جوية نفذتها على مواقع تابعة للتنظيم في البادية السورية جنوب شرق البلاد.
وقالت في بيان نشرته على حسابها في منصة "إكس"، إنها نفذت سلسلة غارات جوية الاثنين الماضي على مواقع عسكرية للتنظيم، استهدفت العديد من القادة البارزين فيه.
U.S. Central Command Conducts Airstrikes Against Several ISIS Camps in Syria pic.twitter.com/pPmPWwCKjV — U.S. Central Command (@CENTCOM) October 30, 2024
وأضافت "سنتكوم" أن "هذه الضربات ستُعيق قدرة داعش على التنظيم والتخطيط وتنفيذ الهجمات ضد المدنيين، أو ضد مصالح للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة".
وشددت على مضيّها في تقليص قدرات التنظيم الإرهابي التشغيلية لضمان هزيمته المستدامة.
ومنتصف الشهر الجاري، ذكر الجيش الأمريكي، أنه نفذ ضربات جوية على معسكرات لتنظيم «داعش» في سوريا، الجمعة.
وأضاف في البيان الصادر عن القيادة المركزية الأمريكية: "نعكف على تقييم خسائر الضربات، ولا دلائل على سقوط قتلى أو جرحى مدنيين".
وسبق أن قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء، إن عدد قتلى الهجوم الذي شنّه التنظيم في منطقة الرصافة بريف الرقة ، وصل إلى 8 أشخاص، بينهم 7 من قوات النظام السوري (3 منهم ضبّاط)، والثامن مدنيّ.
واستهدف التنظيم ثلاث عربات عسكرية جنوب غرب بلدة شنان على طريق شويحان العسكري في منطقة الرصافة في ريف الرقة، حيث تتمركز قوات النظام (الهجانة) على الطريق في عدة مواقع، في حين ينشط التنظيم مستغلا اتساع المنطقة وخبرته في جغرافيتها، بحسب المرصد.
وبلغت حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية، وفقاً لتوثيقات المرصد السوري، 576 قتيلاً منذ مطلع العام 2024، يتوزعون بين عناصر التنظيم وقوات النظام والمليشيات الموالية له ولإيران، بالإضافة لمدنيين من رعاة المواشي في المنطقة وطفلين وامرأة.