الثورة نت:
2025-01-21@00:51:40 GMT

محاولة محو التراث الإنساني في غزة

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

محاولة محو التراث الإنساني في غزة

يوما تلو آخر، يتكشف وجه “إسرائيل” البشع، وعقليتها التدميرية اللاإنسانية، ليس تجاه البشر فحسب، بل تجاه الشجر والحجر وكل مكونات البيئة الحضرية، نزاعٌ يتجاوز مجرد إراقة الدم وتحقيق إنجازات عسكرية في الميدان، ليقفز لما هو أبعد من ذلك، إنها حرب مع الحضارة والتاريخ والإنسانية أيضًا، لطمس معالم الآخر وهويته نهائيًّا.


وبصورة لم يسبق لها مثيل، تعمّد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يدّعي قادته كذبا وبهتانا، أنه الجيش الأكثر أخلاقية في العالم، تعمّد تدمير الوجه الحضري لقطاع غزة، وطمس المعالم الأثرية الفلسطينية في إطار حرب دموية مستمرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في استهداف صريح للإرث الحضاري الإنساني في القطاع.
وفي إطار هذه الحرب الهمجية على غزة، لا تعتني “إسرائيل” بكون هذا الإرث الحضاري هو في الواقع ملك للإنسانية ولكل من يهتم بتاريخ الإنسانية وليس فقط للبلد الذي توجد فيه تلك المعالم، ما يستدعي إطلاق تحقيق دولي محايد في انتهاكات إسرائيل لمحاسبتها والضغط الفعلي عليها لوقف مجازرها البشعة.
ووثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان هجمات جوية ومدفعية شنها جيش الاحتلال على مواقع تاريخية عديدة تشكل الجزء الأبرز في التراث الثقافي في قطاع غزة، بما في ذلك مواقع أثرية ومبان تاريخية ودور عبادة ومتاحف ما أدى إلى دمار وأضرار كبيرة فيها.
ومن بين المواقع التي استهدفها جيش الاحتلال: المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة، وتدمير مئذنته، وثلاث كنائس تاريخية، من بينها كنيسة القديس برفيريوس العريقة، ومعظم أجزاء البلدة القديمة لمدينة غزة وفيها 146 بيتا قديما.
كما دمر جيش الاحتلال موقع البلاخية الأثري، وميناء غزة القديم في شمال غرب مدينة غزة، و “بيت السقا” الأثري في حي الشجاعية، ولحقت أضرار متفاوتة بعدة مواقع تراثية أخرى، مثل موقع تل أم عامر (دير القديس هيلاريون)، وبيت الغصين وهو مبنى تاريخي يعود إلى أواخر الفترة العثمانية، وحمام السمرة.
ودمرت طائرات الاحتلال 6 مراكز ثقافية و5 دور نشر لبيع الكتب على الأقل، أبرزها تدمير المركز الثقافي الأرثوذكسي، وتضرر متحف القرارة الثقافي ومقتنياته بشكل بالغ، وتدمير متحف رفح، بالإضافة إلى تدمير مقار جمعية (أبناؤنا للتنمية)، ومركز (غزة للثقافة والفنون)، وجمعية (ميلاد) والمركز الثقافي الاجتماعي العربي، وجمعية حكاوي للمسرح وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة في إطار حملة تطهير ثقافي مروعة.
ويقول رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده إن هذا التدمير المنهجي يأتي بعد سلسلة من الانتهاكات المتعاقبة لجيش الاحتلال في غزة على مر السنين، تم خلالها تدمير العديد من الأجزاء المهمة من التراث المعماري على مرأى العالم ومنظماته الدولية، إلا أن ما حدث ولا يزال يحدث في الحرب الجارية يمثل مسحًا متعمدًا وممنهجًا لتاريخ وتراث المدينة.
وأشار في حديث لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنّ القانون الدولي الإنساني وفي مقدمته اتفاقية لاهاي لعام 1954م بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح والبروتوكول الثاني للاتفاقية لعام 1999م، يحظر مهما كانت الظروف الاستهداف المتعمد للمواقع الثقافية والدينية، فهذه المواقع لا تشكل أهدافا عسكرية مشروعة ولا ضرورة عسكرية حتمية لاستهدافها.
وقال إن إسرائيل تستهدف الإرث الثقافي الإنساني في غزة كونه يحمل قيما ومعالم أساسية للحفاظ على الهوية، مشددا على أن تدمير هذا الاستهداف قد يرتقي إلى جريمة حرب بموجب ميثاق روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية، وانتهاكا صريحا لمعاهدة لاهاي.

استكمال لحرب الإبادة
يقول الدكتور إيهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطيني السابق: إن سياسة الاحتلال الإسرائيلي تقوم على التدمير الممنهج لكل أشكال الحياة في غزة، بما في ذلك البعد التاريخي والحضاري.
وأضاف خلال مداخلة من رام الله على شاشة “القاهرة الإخبارية”، أن غزة من أقدم مدن العالم، ولديها مخزون كبير جدا من الآثار التاريخية، نتيجة كل ما مرت به من ظروف وتحولات تاريخية، وهي تحتضن قبر جد الرسول هاشم بن عبد مناف وفيه مسجد جد الرسول.
وأوضح أن القسمة المسيحية لغزة عظيمة جدا، وبها إحدى أقدم كنائس العالم، والتي قصفها الاحتلال وارتكب فيها مجزرة، لأنه يريد تدمير البعد الحضاري ليكمل سياسته العنصرية في الإبادة، لأن الإبادة لا تستهدف العنصر البشري فقط بل كل المعالم التي تدل على الهوية الفلسطينية.
وشدد على أن الصمود الفلسطيني هو ما يتحدى آلة الإبادة الإسرائيلية الهمجية، وهذا يحتاج دعما وإسنادا عربيًّا وإسلاميًّا لفضح كل جرائم الاحتلال الإسرائيلي، داعيا إلى ضرورة تحرك المنظمات الدولية التي تعنى بالتراث، والمؤسسات القانونية كذلك، لمحاسبة إسرائيل على هذه الجرائم المتعاقبة التي تستهدف تاريخ وهوية القطاع.
تدخل من اليونسكو واتفق معه د. خالد عزب، الأكاديمي والخبير في مجال التراث، والذي قال إن ما يحدث يتطلب تدخلا عاجلا من اليونسكو لكي يجري إعلان تراث غزة تراثا إنسانيا مهددا يتطلب برامج عاجلة لإنقاذه، فضلا عن دور كل من المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم ومنظمة العواصم والمدن الإسلامية.
لكن الأهم برأيه، هو تشكيل لجنة علمية لتحديد الأخطار ووضع خطة إنقاذ وتدعيم عاجل للتراث المهدد، فضلا عن تحديد مخزن لنقل المقتنيات الأثرية لكي لا نفقد المزيد منها تحت نيران القصف الإسرائيلي، ثم بعد الحرب أصبح من الضروري إعادة هيكلة التعامل مع التراث في غزة بصورة جديدة.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: جیش الاحتلال فی غزة

إقرأ أيضاً:

عيد الشرطة.. ملحمة تاريخية بدأت من شوارع الإسماعيلية

تحتفل الشرطة المصرية عقب أيام بعيدها السنوي في الخامس والعشرين من يناير من كل عام، كذكرى لملحمة وبطولة سجلتها الشرطة المصرية في هذا اليوم، كتخليدًا لذكرى موقعة الإسماعيلية 1952 ضد الاحتلال الإنجليزي.

وتعد تلك المحمة مناسبة وطنية راح ضحيتها خمسون شهيدًا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية،  فى سبيل تحرير البلاد من احتلال دام أكثر من 70 عاما.

انتفاضة الشرطة 

بدأت وقائع انتفاضة الشرطة في صباح يوم 25 يناير 1952 حين  سلم القائد البريطاني بمنطقة القناة البريجادير "إكس هام"، إنذارا لقوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية لتسليم أسلحتهم للقوات البريطانية، في محاولة من الاحتلال لإذعان القوات الآمنية.

وجاءت الأوامربتسليم الأسلحة والرحيل إلى القاهرة، وهو ما رفضه رجال الشرطة بعصيان أفراد "بلوكات النظام" مما دفع القوات البريطانية لمحاصرة الإسماعيلية وتقسيمها لحي للمصريين وحي للأجانب.

كما قامت قوات الشرطة بوضع سلك شائك بين الجانبين في محاولة لحماية الأجانب بالمدينة. 

قصف عنيف ومقاومة

ومن هنا بدأت قوات الاحتلال ببدء القصف العنيف لنحو 6 ساعات أمام قوات الشرطة التي لم تكن تحمل إلا أسلحة متهالكة وبنادق قديمة من طراز "لي أنفيلد" في وجه مدافع ودبابات الاحتلال البريطاني حتى حولت المبنيين إلى أنقاض ليسقط منهم نحو 50 شهيدا و80 جريحا، وأوقعوا 13 قتيلا و12 جريحا في صفوف القوات البريطانية التي بلغ عددها نحو 7 آلاف جندي.

نتيجة للقصف العنيف تم دك مبنى المحافظة وثكنة البلوكات التي تحصن بهما رجال الشرطة البالغ عددهم نحو 850، ثم جاءت الأوامر بإيقاف ضرب النيران، وطلب منهم الخروج من المبنى بدون أسلحتهم.

 

على الجانب الآخر انتشرت الإنباء كما خرجت المظاهرات في القاهرة، واشترك فيها جنود الشرطة مع طلاب الجامعة الذين طالبوا بحمل السلاح ومحاربة الإنجليز، لتكون واقعة وأحداث الإسماعيلية الشرارة التي أشعلت نيران تحرير مصر من الاحتلال البريطاني، ويصبح ذلك اليوم عيدا للشرطة المصرية، اذي تم اعتماده رسميًا في2009 ويتم اعتماده كعطلة رسمية.

 

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يهنئ ترامب: تدمير حماس وضمان أمن إسرائيل أولويتنا المشتركة
  • عيد الشرطة.. ملحمة تاريخية بدأت من شوارع الإسماعيلية
  • وول ستريت جورنال: إسرائيل لم تحقق هدف تدمير حماس
  • وول ستريت جورنال: إسرائيل لم تحقق هدفه الرئيس من الحرب.. وهو تدمير حماس
  • تركيا.. مظاهرة في تقسيم ضد إسرائيل
  • مسؤولون إسرائيليون: إسرائيل لم تحقق هدفها الأساسي من الحرب وهو تدمير حماس
  • النائب أحمد صبور: ترميم الآثار ضرورة للحفاظ على التراث الثقافي والحضاري لمصر
  • هل ستلتزم إسرائيل بوقف الإبادة الجماعية بعد الاتفاق؟
  • حركة فتح: إسرائيل تستمر في القصف على غزة في حالة وجود أهداف أو عدمها
  • المرتضى اتفق مع مدير عام الإيسيسكو على تعزيز التعاون الثقافي والحفاظ على التراث