ظل التصعيد مستمرًا في الأراضي المحتلة: قصفا وغزوًا بريّا فى غزة، واقتحامًا للمدن في الضفة الغربية، وتحرشات عسكرية في جنوب لبنان وسوريا، وأيضًا محاولات لاستفزاز مصر من خلال تصريحات عدد من المسئولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين حول التهجير القسريّ للفلسطينيين باتجاه منطقة سيناء.

وفى 31 من أكتوبر2023، أذاعت قناة "24 نيوز" الإخبارية الإسرائيلية خبرًا يفيد أن القاهرة حذرت تل أبيب من القيام بأي عملية عسكرية في المنطقة العازلة على ممر فيلادلفيا بين مصر وقطاع غزة.

وقالت القناة: إن مصر هددت بأن استمرار هذا الأمر قد يؤدي للحد من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وقالت: إن مصر رفضت اعتذار إسرائيل عن إطلاق النار، عن طريق الخطأ، على موقع لحرس الحدود المصري. (1)

وكان من الغريب أن يصدر تصريح من البيت الأبيض الأمريكي يقول: "سنجري مفاوضات مع مصر حول الممرات الآمنة للنازحين من قطاع غزة". وكان ذلك يعنى دعمًا لخطة إسرائيل في تهجير الفلطسينيين من قطاع غزة إلى سيناء.

فى هذا اليوم سافرتُ ضمن الوفد البرلماني والإعلامي مع رئيس الوزراء المصرى د.مصطفى مدبولى إلى منطقة سيناء. وقد عقد رئيس الوزراء مؤتمرًا سياسيًا بحضور المئات من قيادات أبناء سيناء والنواب ورجال الأعمال والإعلاميين والصحفيين، أكد فيه أن مصر مستعدة لتقديم ملايين الشهداء دفاعًا عن سيناء. وجدد رئيس الوزراء تعهد الرئيس السيسي بعدم السماح بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء. وبعد نهاية المؤتمر، الذي عُقد في مقر الكتيبة (101) فى العريش، سافرنا إلى منطقة "الجوره" حيث عقد مؤتمر مع أبناء المنطقة هناك، تحدثتُ خلاله عن مخططات إسرائيل واستهداف سيناء، وذلك فى أعقاب حديث رئيس الوزراء وقائد الجيش الثاني الميداني. ثم مضينا إلى معبر رفح على الحدود المصرية-الفلسطينية، وكان من اللافت للنظر هو إصرار السائقين على دخول قطاع غزة لتوصيل المؤن الغذائية والدوائية إلى الفلسطينيين في القطاع.

وفي الأول من شهر نوفمبر صدر بيان رسمي أمريكي يقول: إن واشنطن قررت نشر 300 جندي بنطاق مسئولية القيادة المركزية الأمريكية، وليس فى إسرائيل، وكان ذلك مثيرًا للسخرية، ذلك أن الدعم العسكري واللوجيستي لإسرائيل لم يكن يخفى على أحد، وقد أعلن المسئولون الأمريكيون عن ذلك صراحة.

وفى 31/10/2023، كان قد أُعلن في بريطانيا عن إقالة نائب من حزب المحافظين (بول بريستو) من منصبه الحكومي كمساعد وزير في وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا بعد أن دعا رئيس الوزراء البريطاني إلى تبني الدعوة إلى إنهاء الأعمال العدائية بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية لإنقاذ الأرواح، بزعم أن تعليقاته لم تكن تتسق مع مبادئ المسئولية الجماعية، بسبب ما نسب إليه في رسالته من قوله: إن المدنيين الفلسطينيين في غزة يواجهون عقابًا جماعيا نتيجة للحصار الإسرائيلى والغارات الجوية التى شنتها قوات الاحتلال بعد الهجوم المباغت الذي تعرضت له في السابع من أكتوبر. وقال: إن وقف النار الدائم من شأنه أن ينقذ الأرواح ويسمح بمواصلة طابور المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الذين هم في أمسّ الحاجة إليها.

وأيضًا تم إيقاف "آندي ماكدونالد" عضو البرلمان البريطاني عن حزب العمال لاستخدامه عبارة "بين النهر والبحر" في خطاب حاشد عندما حث على السلام بين الاسرائيليين والمقاومة، حيث هتف بعض المتظاهرين: "من النهر إلى البحر.. فلسطين ستتحرر" وكل ما قاله آندى: "إلى أن تتحرر يمكن لجميع الناس، الإسرائليين والفلسطينيين، بين النهر والبحر العيش في حرية وسلمية".

وكتب يقول: "يحزننى أنني تلقيت نبأ من رئيس المعارضين بوضعي تحت الايقاف الاحترازي لمدة 3 أشهر قابلة للمراجعة في انتظار التحقيق من حزب العمل".

لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن 70 من موظفيها قتلوا حتى الأن بسبب العمليات الحربية الأخيرة ضد حماس فى غزة، موضحة أن 690 ألفا من الفلسطينيين يقيمون الآن في ملاجئ الوكالة. (2)

وفي الوقت الذي كانت فيه التظاهرات تعمّ العالم، دعا البيت الأبيض إلى ضرورة التوصل لتوافق إقليمى ودولي لإدارة غزة بعد انتهاء الحرب، مما دعا حركة حماس إلى الرد على هذه التصريحات بعنف، حيث رفضت فرض أى وصاية أمريكية على غزة لإدارة القطاع بعد الحرب الجارية في بيان وصفت فيه هذه التصريحات بأنها "وقحة" ومرفوضة وليس الشعب الفلسطينى الحر من تُفرض عليه هذه الوصاية. (3)

كان عدد الشهداء قد وصل إلى 9 آلاف و61 شخصًا في هذا الوقت، منهم 3760 طفلًا و 2326 امرأة وفقا لتصريحات أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة. (4)

لم تتوقف قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استهداف المستشفيات والمرضى. و وفقا لما نقلته وكالة الصحافة الفلسطينية عن شهود عيان: "إن القوات الإسرائيلية حاصرت مستشفى المقاصد وداهمت الأقسام واعتقلت عددًا من المرضى ومرافقيهم، و وضعت قيودًا حديدية فى أيدى الرجال منهم، واقتادتهم إلى مركز شرطة صلاح الدين بالقدس المحتلة، ومن بين هؤلاء 11 مريضًا فى حالة سيئة. (5)

فى هذا الوقت عُقد اجتماع عربي- أمريكي في عمّان الأردنية بحضور وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" مع وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن والإمارات وقطر وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية للبحث في وقف فوريّ لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوريّ وعاجل إلى القطاع.

كانت الأردن قد استدعت سفيرها لدى إسرائيل فى وقت سابق احتجاجًا على العدوان الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطيني والتسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة وتحمل احتمالات خطره لتوسعها مما سيهدد أمن المنطقة كلها والأمن والسلم الدوليين.

فى هذا الوقت وبينما كان القتال محتدمًا رفضت الحكومة الإسرائيلية مسعى جديدًا للحكومة الأمريكية لتطبيق هدنة إنسانية في الحرب الدائرة في قطاع غزة واشترطت لذلك أن تفرج حماس عن الرهائن المحتجزين لديها.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو": إنه أبلغ وزير الخارجية الأمريكى بلينكن أن إسرائيل لن توقف أي إطلاق نار في غزة ما لم يتم الإفراج عن الرهائن وعددهم 249 شخصًا بحسب آخر الأرقام الرسمية الإسرائيلية.

كان بلينكن قد ناقش مع نتنياهو مسألة الهدنة الإنسانية فى غزة، ولكن نتنياهو صمم على فرض شروطه، مما تسبب فى إفشال هذه المساعى.

وكانت إسرائيل قد باشرت فى هذا الوقت طرد آلاف العمال الفلسطينيين الذين كانوا يحملون تصريحات عمل فى إسرائيل. (6)

وأمام استمرار العدوان على غزة أعلنت البحرين عودة سفيرها من تل أبيب و وقف العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل.

وقد أكد مجلس النواب في البحرين أن السفير الإسرائيلى غادر البحرين، وعودة سفير البحرين إلى البلاد و وقف العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل.

وقال مجلس النواب البحريني: إن استمرار الحرب والعمليات العسكرية والتصعيد الإسرائيلي المتواصل في ظل عدم احترام القانون الإنساني الدولي، يدفعان المجلس إلى المطالبة بمزيد من القرارات والإجراءات التي تحفظ حياة وأرواح الأبرياء والمدنيين فى غزة والمناطق الفلسطينية كافة.

كانت الأصوات التي تدعو للتهجير القسريّ الفلسطينى لا تتوقف داخل المؤسسات الإسرائيلية المختلفة.

وقد أكدت السفيرة الأمريكية في القاهرة في بيان صادر عن السفارة "أن الولايات المتحدة ملتزمة تمامًا بضمان عدم تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر أو أى دولة أخرى، وكان الرئيس "بايدن" قد سبق أن أكد فى اتصال مع الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى أواخر أكتوبر أن واشنطن تسعى إلى عدم دفع الفلسطينيين من غزة للنزوح إلى مصر أو أى دولة أخرى.

وكانت مصر قد استعدت لاستقبال نحو 7 آلاف أجنبى فى هذا الوقت للعبور من قطاع غزة إلى رفح ضمن صفقة المساعدات مقابل الإجلاء..

وفي يوم 3 من نوفمبر2023، وفى أعقاب اجتماعه مع كبار المسئولين الإسرائيليين صرح وزير الخارجية الأمريكى أنه ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو" مسألة "هدنة إنسانية" فى الحرب فى غزة. وأوضح: "نعتقد أن كل هذه الجهود سيتم تسهيلها من خلال الهدنة الإنسانية، ومن خلال الترتيبات على الأرض التى تزيد من الأمن للمدنيين وتسمح بتوصيل المساعدات الإنسانية بشكل أكثر فاعلية". (7)

وفى اليوم التالى 4 من نوفمبر2023، وفى أعقاب لقاء "بلينكن" مع وزيريْ خارجية مصر والأردن قال وزير الخارجية الأمريكي: "إن الولايات المتحدة تعتبر أن وقف إطلاق النار لن يؤدى إلا إلى "إبقاء حماس في مكانها". بينما طالب وزير الخارجية المصرى سامح شكرى بوقف إطلاق فوري وغير مشروط لإطلاق النار، كما وصف وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى ما يجرى فى غزة من عدوان بأنه " جريمة حرب ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين". (8)

وفى اليوم نفسه كانت القاهرة فى سباق مع الزمن لإدخال مساعدات جديدة إلى القطاع، حيث أفاد الهلال الأحمر الفلسطينى بأن "47 شاحنة محمّلة بمساعدات إنسانية دخلت غزة من معبر رفح المصري، فى حين أكدت وزارة الصحة استقبال من 40-50 مصابًا من غزة يوميًا.

كان الرئيس السيسى قد أكد مجددًا قلق بلاده من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة، وشدد خلال استقباله لـ "سيندى ماكين" المديرة التنفيذية لـ"برنامج الأغذية العالمى" على أهمية تحرك المجتمع الدولى لمواجهة الأزمة الإنسانية التى يتعرض لها سكان القطاع. (9)

وفى الوقت نفسه حذر وزير الخارجية العراقى فؤاد حسين من اندلاع حرب فى المنطقة على خلفية الصراع العسكري القائم بين إسرائيل وحركة حماس فى قطاع غزة، مشددًا على ضرورة إبعاد البلاد عن شرارة تلك الحرب فى حال اندلاعها. (10)

وكانت تركيا قد استدعت فى هذا اليوم سفيرها فى تل أبيب، وقالت الخارجية التركية: إنه يتم استدعاء السفير التركى فى تل أبيب إلى أنقره لإجراء مشاورات وسط مأساة إنسانية فى غزة ناتجة عن استمرار الهجمات من جانب إسرائيل على المدنين.

كان الغضب يسود العالم بأسره نتيجة حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى والتى استهدفت أيضًا قصف المستشفيات وقتل المرضى والأطقم الطبية، كما استهدفت الصحفيين والإعلاميين ومكاتبهم فى غزة. وقد طلبت وكالة الصحافة الفرنسية فى الرابع من نوفمبر من الحكومة الإسرائيلية: فتح تحقيق معمق وشفاف فى المسئولية المحدده لجيشها التى ألحقت أضرارًا جسيمة بمكتبها فى غزة.(11)

كانت كتائب القسام بالتنسيق مع فصائل المقاومة الأخرى وتحديدًا سرايا القدس تواصل مقاومتها للعدو وتلحق به أضرارًا جسيمة فى الأفراد والمعدات. وفى هذا اليوم قال "أبوعبيدة" الناطق العسكرى باسم كتائب القسام: إن الكتائب وثقت تدمير 24آلية عسكرية إسرائيلية بين دبابة وناقلة جند وجرافة خلال الساعات الـ48 الماضية. وقال: نخوض حربًا غير متكافئة ولكنها ستدرس فى العالم. وقال وجهنا ضربات بصواريخ موجهة مضادة للدروع فى المحور الجنوبى لمدينة غزة مساء اليوم وإن الكتائب أدخلت إلى الخدمة قذائف الياسين المضادة للتحصينات محلية الصنع، التى استهدفت الإجهاز على القوات الإسرائيلية.(12)

ظلت الغارات الإسرائيلية مستمرة، وحرب القاذفات والصواريخ لا تتوقف، بينما يسقط يوميًا المئات من الشهداء والمصابين. وفى هذا اليوم 6 من نوفمبر شنت إسرائيل أكثر من 100غارة على مخيم الشاطئ وحى الزيتون وغيرها خلال نصف ساعة..

وفى هذا اليوم قالت القناة 12 العبرية فى تقرير لها: إن أمريكا بعثت رسالة تهديد إلى إيران وحزب الله فى حالة فتح جبهة أخرى ضد إسرائيل أو إصابة مواطنين أمريكيين، خاصة بعد نشر أمريكا غواصة نووية وبرفقتها 154 صاروخ كروز في الشرق الأوسط. (13)

وفى اليوم التالى أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو أن إسرائيل ستتولى المسئولية الأمنية الشاملة لإدارة غزة بعد الحرب. وقال: لا وقف لإطلاق النار فى غزة دون إطلاق سراح المحتجزين.(14)

أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية فقد قالت: إن إسرائيل تعمل خلف الكواليس مع دول كبرى لحشد الدعم الدولى لإجلاء الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر. ونقلت عن صحيفة نيويورك تايمز تأكيدها أن ستة دبلوماسيين كبار غير أمريكيين أكدوا أن هناك خطة تم إعدادها هدفها إخلاء الفلسطينيين من غزة إلى شبه جزيرة سيناء بشكل مؤقت حتى نهاية الحرب ضد حماس.(15)

وفى اليوم نفسه أكد نتنياهو فى حديث مع قناة "ايه بى سى" الأمريكية فى أعقاب محادثاته مع الرئيس الأمريكى "بايدن" أنه لا وقف لإطلاق النار بدون إطلاق سراح كل الرهائن، وأى هدنة قد تكون لمدة ساعة هنا أو هناك لتوصيل بعض المساعدات. وألمح إلى نية إعادة احتلال غزة، حين أكد أن إسرائيل سيكون لها مستقبلًا الدور الأساسي في الإشراف على أمن غزة بعد الحرب.(16)

لقاء السيسى - "بيرنز":

منذ بداية أحداث عملية "طوفان الأقصى" كانت القاهرة قبلة للكثيرين من زعماء العالم وكبار المسئولين الذين كانوا يرون فى الدور المصرى دورًا محوريًا فى التوصل إلى حلول تخفف من حدة الصراع الراهن بين إسرائيل وحماس.

وفى يوم الثلاثاء 7/11/2023، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى مع "ويليام بيرنز" رئيس المخابرات المركزية الأمريكية وبحضور اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية.

اللقاء الذى استمر فترة من الوقت، كان يحوى أجندة حملها معه الموفد الأمريكى إلى القيادة المصرية.

و وفقا لمصادر علمية فإن اللقاء بدأ بالتأكيد على أهمية العلاقات المصرية - الأمريكية باعتبار مصر حجر الزاوية فى المنطقة. كما قال "ويليام بيرنز"، ولا أحد يستطيع أن يتغافل عن دورها فى الأمن والاستقرار فى المنطقة.

** عرض "بيرنز" بعد ذلك الرؤية التى حملها إلى الرئيس السيسى:

- طلب "بيرنز" من السيسي فى البداية ضرورة أن يكون لمصر دورها فى مرحلة ما بعد حماس وحكمها لقطاع غزة، بأن تتولى القيام بدور المراقب الأمنى للقطاع، مع استعداد الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى تحمل تكلفة وأعباء هذا الدور، وإرسال مستشارين أمريكيين للمساعدة في تخطى العديد من العقبات، مع إيجاد تعاون بين مصر وإسرائيل فى إطار هذه الخطة..

وأكد "ويليام بيرنز" أن الخطة تركز على عدد من الأمور أبرزها:

- أن الخطة مرهونة بوقت زمنى محدد، لحين استقرار الأوضاع فى القطاع من الناحية الأمنية والسياسية.

- أن انتهاء دور الرقابة الأمنية المصرية سوف ينتهى بتولى السلطة الفلسطينية مهام إدارة القطاع فى فترة ليست بالبعيدة.

- أن الإدارة الأمريكية ليس لديها مانع للمساعدة فى إصدار قرار من مجلس الأمن يمنح القوات المصرية المراقبة شرعية التواجد والقيام بدورها فى قطاع غزة.

- أن واشنطن ودولا أخرى عديدة سوف تتحمل الكلفة المالية والتسليحية لهذه القوات فى قطاع غزة.

وهنا كان الرد المصرى على الوجه التالى:

- مصر لن تقبل الإدارة الأمنية أو السياسية لقطاع غزة، وهى ترفض هذا الاقتراح جملة وتفصيلًا، وترى أن هذا الاقتراح هو مصادرة على حق الشعب الفلسطينى فى إدارة شئون بلاده.

- أن القاهرة ترفض أيضًا المشاركة فى أية قوات دولية يعهد إليها بهذه المهمة تحت أى إطار، ولن تقبل بخروج جندى مصرى واحد خارج حدود بلاده.

- أن مصر ترى أن المهمة العاجلة الآن هى وقف سياسة العقاب الجماعى التى يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلى ضد المدنيين فى قطاع غزة، و وقف حصار التجويع ومنع الوقود والدواء والغذاء عن الفلسطينيين، وهو الأمر الذى سيهدد بكارثة إنسانية فى القطاع.

- أن القاهرة ترفض سياسة التهجير التى تقوم بها إسرائيل، سواء تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء أومن الضفة الغربية إلى الأردن، لأن ذلك يعنى تصفية القضية الفلسطينية نهائيًا. كما أن ذلك يمثل اعتداءً على سيادة مصر والأردن، ويتناقض مع اتفاقية السلام المصرية-الإسرائيلية، واتفاقية أوسلو الفلسطينية-الإسرائيلية. وأكد الرئيس السيسى مجددًا أن حدود مصر خط أحمر، وأن الدولة المصرية لن تسمح بتمرير مخطط التهجير أيا كانت الظروف.

وأبلغ السيسى "ويليام بيرنز" برفض مصر لأى وجود إسرائيلى فى غزة، أمنيًا أو سياسيًا وأكد أن الشعب الفلسطينى هو المسئول عن اختيار ادارته وليس أي أحد آخر.

وأكد الرئيس السيسى أن مصر، بمشاركة قطر، قطعتا شوطًا مهمًا فى الإفراج عن الأسرى من كلا الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، ولكن إسرائيل لا تزال تصنع المزيد من العقبات خاصة فى إطار اقتراح هدنة مؤقته لمدة ثلاثة أيام.

وقال: إن الأمر الذى يتوجب أن تلعب واشنطن دورًا رئيسيًا فيه هو وقف إطلاق النار بشكل نهائى، خاصة بعد أن وصلت أعداد الضحايا من الفلسطينيين إلى أعداد غير مسبوقة.

لقد وصف مصدر سياسى عليم اللقاء بأنه كان عاصفا، وأن الرئيس السيسى أبدى غضبه من استمرار العدوان الإسرائيلى، وتساءل أكثر من مرة عن معنى الحشود العسكرية الضخمة المتواجدة فى البحر المتوسط، وحذر من خطورة توسعة الحرب، وقال: إن هناك حالة غضب كبيرة فى العالم العربى والإسلامى، وأن أمريكا تفقد سمعتها كوسيط للتوصل إلى حل لهذه القضية، وأن استمرار سياستها سيجر عليها المزيد من المشكلات والأزمات فى المنطقة وخارجها..

ويقول المصدر الدبلوماسى: إن "ويليام بيرنز" لم ينجح فى تحقيق الأهداف التى جاء من أجلها، وأنه لم يكن سعيدًا بالرد المصرى، وحاول الدفاع عن وجهة نظر بلاده، وقال: إن مصر لم تدن حماس بشكل واضح وصريح فكان رد الرئيس السيسى: ولماذا لم تسعوا إلى حل عادل للقضية الفلسطينية؟ وبذلك ينتهى كل شيء.

انتهى اللقاء وخرج "ويليام بيرنز" من القاعة خالي الوفاض.

وفى الثامن من نوفمبر2023، حذر "المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان من أن آلافا من المرضى فى قطاع غزة يواجهون الموت ببطء فى غياب حد أدنى من الرعاية الطبية مع مواصلة إسرائيل حربها على القطاع للشهر الثانى على التوالى.

وقال المرصد: إن إسرائيل تمارس حملة عقاب جماعي هى الأشد دموية فى التاريخ الحديث على أكثر من 1.3 مليون نسمة فى قطاع غزة، بما يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنسانى الدولى وخرقًا جسيمًا لقواعد الحرب.(17)

فى هذا الوقت دخلت غواصة نووية أمريكية إلى مياه الخليج العربى فى مهمة لردع إيران، وعلى الفور أصدر قائد الوحدة البحرية فى الحرس الثورى الإيرانى على رضا تنجسيرى بيانًا قال فيه: إن بلاده لن تسمح لأى بلد باستعراض القوة فى الخليج.

وقال: إن الأعداء لديهم خطط حديثة للتغلغل إلى البلاد عبر البحر. وقال: يجب أن نعد أنفسنا على أساس هذه التهديدات. (18)

وكانت إيران قد أكدت فى اليوم نفسه أنها لم تتدخل على الإطلاق فى أى عمل أو هجوم استهدف القوات الأمريكية فى سوريا والعراق، ورفضت ما وصفته (ادعاءات) الولايات المتحدة فى هذا الصدد.وقالت وكالة (إرنا) للأنباء: إن السفير الإيرانى فى الأمم المتحدة أمير سعيد إيروانى سلم الأمين العام للمنظمة الدولية ورئيس مجلس الأمن أنطونيو غوتيريش رسالة اعتبر فيها: أن جميع ادعاءات الولايات المتحدة لا أساس لها من الصحة ومرفوضة بشكل قاطع وأن ايران لم تتدخل قط فى أى عمل أو هجوم ضد القوات العسكرية الأمريكية فى سوريا والعراق.(19)

وبالرغم من أن الجميع يدرك دور إيران فى دعم القوى الداعمة للمقاومة والتى شنت عمليات عسكرية ضد المصالح الأمريكية، فإنهم اعتبروا أن هذه محاولة إيرانية هدفها التحايل على الادعاءات الأمريكية.

وفى جنوب إفريقيا كانت الدولة تعبر عن استيائها من العدوان الإسرائيلى حيث صرح زين دانجور مدير عام العلاقات والتعاون الدولى فى جنوب إفريقيا أن بلاده ستستدعى السفير الإسرائيلى فى بلاده لتوبيخه رسميًا.(20)

وكانت جنوب افريقيا قد استدعت دبلوماسيًا من تل أبيب لإعادة تقييم علاقاتها مع الكيان الصهيونى.

وفى أوربا بدا أن حالة من الاستياء تسود الأوساط الرسمية على خلفية استمرار العدوان الاسرائيلى على غزة. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسى (الناتو): إن الدول الأعضاء فى الحلف يؤيدون هدنة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولكن هذا الموقف ظل داعمًا لاستمرار الحرب ضد غزة فى هذا الوقت.

وكانت بلجيكا من الدول التى انتقدت العدوان الإسرائيلى على غزة، حيث دعت "بيترا دى سوتر" نائبة رئيس الوزراء البلجيكى الحكومة إلى فرض عقوبات على إسرائيل والتحقيق فى قصف المستشفيات ومخيمات اللاجئين فى قطاع غزة، وقالت:حان الوقت لفرض عقوبات على إسرائيل، لأنها لا تهتم بالمطالب الدولية الخاصة بوقف إطلاق النار، وطالبت بتعليق اتفاق الشراكة مع إسرائيل فورًا وفرض حظر على استيراد المنتجات من الأراضى الفلسطينية المحتلة ومنع المستوطنين الذين ينتهجون العنف والسياسيين والجنود والمسئولين عن جرائم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) قناة " 24 نيوز" الإسرائيلية:31/10/2023.

(2) صحيفة الشرق الأوسط:2/11/2023.

(3) وكالة الأنباء الألمانية: 2/11/2023.

(4) وكالة أنباء العالم العربى: 2/11/2023.

(5) وكالة الصحافة الفلسطينية: 2/11/2023.

(6) وكالة الصحافة الفرنسية: 3/11/2023.

(7) وكالة الصحافة الفرنسية: 3/11/2023.

(8) وكالة "رويترز": 4/11/2023.

(9) وكالة أنباء الشرق الأوسط: 4/11/2023.

(10) الوكالات: 4/11/2023.

(11) وكالة الصحافة الفرنسية: 4/11/2023.

(12) وكالة أنباء العالم العربى: 4/11/2023.

(13) القناة 12 العبرية: 6/11/2023.

(14) قناة (ايه- بي- سي) الأمريكية: 6/11/2023.

(15) صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: 7/11/2023.

(16) قناة (ايه. بي. سي) الأمريكية: 7/11/2023.

(17) وكالة الأنباء الألمانية: 8/11/2023.

(18) الوكالات: 8/11/2023.

(19) وكالة "إرنا" الإيرانية للأنباء: 8/11/2023.

(20) وكالة "رويترز": 8/11/2023.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وکالة الصحافة الفرنسیة المساعدات الإنسانیة العدوان الإسرائیلى الفلسطینیین من غزة الولایات المتحدة الشعب الفلسطینى الرئیس السیسى وزیر الخارجیة رئیس الوزراء لإطلاق النار فى هذا الیوم إطلاق النار من قطاع غزة فى قطاع غزة فى المنطقة إنسانیة فى وقف إطلاق وفى الیوم الوزراء ا فى الیوم غزة إلى تل أبیب على غزة قد أکد فى غزة

إقرأ أيضاً:

تطورات اليوم الـ358 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة

غزة - صفا

دخلت عملية "طوفان الأقصى" التي أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف انطلاقها، يومها الـ358، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية "سيوف حديدية" ضد قطاع غزة.

واستأنف جيش الاحتلال يوم الجمعة الأول من ديسمبر/ كانون الأول عدوانه على القطاع بعد هدنة إنسانية استمرت سبعة أيام.

واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 41495 مواطنًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 96006، كما أن 72% من الضحايا هم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة.

ومع استمرار العدوان الهمجي، توقفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، إما بسبب القصف أو نفاد الوقود.

في المقابل، أشارت التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أنّ أكثر من 1500 إسرائيلي قتلوا منذ بدء المعارك، بينهم أكثر من 700 ضابط وجندي، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف جريح.

وفيما يلي آخر تطورات الأحداث:

مقالات مشابهة

  • تعادل في دوري طوفان الأقصى بجامعة صنعاء
  • تطورات اليوم الـ360 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • جامعة حجة تدشن المرحلة الخامسة للدورات العسكرية المفتوحة “طوفان الأقصى”
  • حجة.. تدشين المرحلة الخامسة للدورات العسكرية “طوفان الأقصى” بمديريات الشرفين
  • تطورات اليوم الـ359 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • حفيد الخميني بعد مقتل حسن نصر الله: هذه الجريمة لن تغتفر
  • حماس تعلن التضامن مع حزب الله بعد رحيل أمينه العام: طوفان الأقصى مستمرة
  • حماس تنعي نصر الله
  • تطورات اليوم الـ358 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى