الأسبوع:
2025-04-17@13:53:28 GMT

أسخن بقاع الأرض؟!!

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

أسخن بقاع الأرض؟!!

فجأة أبسط خريطة الكرة الأرضية أمامي وكأنني أراها لأول مرة وأتساءل: لماذا نحن هنا؟!! لماذا كل هذا الاشتعال في منطقتنا العربية؟!! أو فلنقل في منطقة الشرق الأوسط المحيطة بنا دون بقية مناطق الحياة على هذه الأرض، ماذا سيحدث إن هدأت تلك المنطقة الصاخبة ولو قليلًا رغم أنها من أغنى مناطق العالم في الثروات المادية والبشرية؟!! هل سيجد محررو نشرات الأخبار العالمية ومراسلو القنوات التليفزيونية حينها شيئًا يذكرونه؟!! في قلب هذه المنطقة الساخنة دائمًا عبر تاريخها المعاصر ستجد مصر وكأنما هي حجرة تتوسط منزلًا كبيرًا كل حجراته الأخرى مشتعلة بفعل حريق مدمر، ولكن لِقَدَرٍ لا يعلمه إلا الله ظلت هي وحدها آمنة من هذه الحرائق، وإن كانت بالطبع تتأثر بسخونة النيران المشتعلة في كل مكان حولها.

لماذا نحن هنا؟!! وهل الأمر صدفة، أم أنها حرائق مدبَّرة تشتعل شرقًا وغربًا وجنوبًا ومن كل الاتجاهات وفي ذات التوقيت لتصل شرارة نيرانها يومًا نحو القلب، نحو الغرفة الحصينة مصر؟!! ربما لا يكون الأمر صدفة حقًّا، ففي الغرب ستجد صراعات مسلحة واقتتالًا أهليًّا على الحدود مع ليبيا، ثم ستجد قلاقل سياسية وعدم استقرار متكررًا في تونس والجزائر. أما في الجنوب فحدَّث ولا حرج، فحدودنا مع السودان أيضًا ملتهبة نتيجة حرب أهلية وغياب للرؤية حول مصير تلك الدولة التي كانت حتى وقت قريب كاملة السيادة، فانقسمت إلى دولتين شمالًا وجنوبًا، ثم اشتعل الشمال الأقرب لنا ليصبح مصدرَ إزعاج دائم لسكان جنوب مصر. في الشرق لا يختلف الأمر بل يزيد، فحدود مصر هناك هي أسخن منطقة في العالم كله حاليًّا بفعل الحرب الشعواء التي يمارسها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وما يشكله ذلك من تهديدات قوية للأمن القومي المصري. نترك غزة وفلسطين فنجد دمارًا وعدمَ استقرار وحرائق سياسية وعسكرية مشتعلة في سوريا ولبنان والعراق واليمن وإيران دون انطفاء وكأنما لم تؤدِّ تلك الحرائق هدفها حتى الآن، رغم كل هذا الدمار والخراب الذي خلَّفته. لماذا نحن في تلك المنطقة بينما يعيش أغلب بقية شعوب العالم في هدوء واستقرار؟!! وحتى إنِ افترضنا أن هناك بعض الدول البعيدة عنَّا في مناطق أخرى من العالم تواجه مشكلات، لكنك لن تجد منطقة بأكملها تمر بمثل تلك الظروف التي تمر بها منطقتنا العربية والشرق الأوسط. مجرد تساؤلات قد تبدو بلا هدف، ولكن في النهاية هناك شعوب تعاني وتفتقر إلى أدنى درجات ومقومات الحياة على الأرض داخل تلك المنطقة المنكوبة منذ أمد.. فهل ستظل منطقتنا طويلًا هكذا، أم يعي هؤلاء أنه ليس أمامهم سوى الاتحاد الكامل ولو لمرة واحدة في تاريخهم ليقولوا للعالم أجمع: نحن قادرون على أن نُنهي هذا الوضع وأن تعيش شعوبنا ودولنا مثل بقية شعوب العالم. لعلهم يومًا يفعلون!!

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

معلش!

 

 

وداد الإسطنبولي

كتبتُ قصة قصيرة، وسترى النور قريبًا. تنتهي بكلمة واحدة: "معلش".

تلك الكلمة، لا أدري لماذا علقت بذهني يومها، حين قالها ذلك المقاوم الشجاع وسط الدمار.

أشعلت في داخلي رغبة في الكتابة، فكانت القصة. واليوم، تهمس لي مجددًا، تدفعني لكتابة هذا المقال.

ربما لأن صداها لم يختفِ، بل تضخّم مع ما يحدث الآن في غزة من صخب، ومقاومة، وألم.

وما يقابله هنا، في بلادنا، من تلاحمٍ أخوي، وصرخةٍ صادقة في وجه العدو: لا للاضطهاد، لا للخذلان، ولا للصمت.

على فكرة، لا أحب الخوض في السياسة لأنني لستُ أهلًا لها، ولكن لأسباب في نفس يعقوب. ومع ذلك، حياتنا كلها أصبحت سياسة.

صدى هذه الكلمة ما زال يرنّ في دهاليز أذني. لطالما نطقتها شِفاهنا، واعتادت آذاننا على وقعها، لكن الآن، أسمعها بشكل مختلف.

ثقيلة، موزونة، غزيرة، صامدة، مقاومة، قوية،

كأنها جديدة… غريبة…لها فلسفة حياة أخرى.

"معلش" كلمة تبدو بسيطة في ظاهرها، لكن خلفها بحر من المعاني. لا أدري ما الذي دار في خُلد ذلك المقاوم حين نطق بها.

هل كانت مواساة؟

ولمن يهديها؟!

قالها وهو يلبس قناع الرضا، وربما كانت صرخة مكبوتة، لا نعرف عمقها.

"معلش"

ربما كانت درعه الصغير في وجه القهر، أو كلمة سر مشفّرة تختزل سنوات من الصمت، أو ربما كانت اعتذارًا… أو إعلان بقاء.

لكن ماذا عني؟

لماذا أريد أن أدونها بين سطوري، أنا الضعيف، الذي ليس بيده حيلة؟

لماذا أريد أن أصرخ بها وتحتضنها بسيطتي؟

ما المغزى؟!

هل لأنَّ الأدب يحفظ الكلام ويُبقيه أثرًا لما بعدنا؟ أم لأنَّ لحظتي الإنسانية الهشّة تحاول أن تواسي جراح المقاومين؟

كأنني أقول لهم:

ليس لديَّ سلاح… لكن لديَّ "معلش"،

تضمّد جراحكم، وتربّت على أرواحكم، وتُجبر خواطركم.

"معلش" لما يحدث، وما سيحدث. وأنا على يقين أنكم صامدون، وأن أجركم لن يضيع هباءً، ولا الأمل ولا الرجاء.

"فمعلش" هي نهايتي الصامتة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • شرقا وغربا.. الطقس يتجه إلى الاعتدال
  • يا قومُ إنّ الأرضَ ضجّت بالبكاوالليلُ أطبقَ ما به فجرٌ بدا
  • معلش!
  • الجراد الطاعون.. ما سبب زحفه الكثيف إلى العالم العربي هذا العام؟
  • الأرض في خطر.. عواصف مغناطيسية تهدد العالم
  • تحذيرات من عاصفة شمسية قد تدمر العالم الرقمي وتعيدنا إلى القرن الـ19 ..هذا ما سيحدث
  • عبد المحسن سلامة يعلن تفاصيل الأراضي الزراعية المخصصة للصحفيين
  • في أسبوع الآلام.. صلوات الرحمة والبركة تعمّ العالم وتتضمن الدعاء لمصر والعالم
  • تقطع الاتصالات والانترنت .. تحذير من عاصفة شمسية تدمر العالم
  • العلماء يحذّرون من عاصفة شمسية «لم تحدث منذ ألف عام»