فجأة أبسط خريطة الكرة الأرضية أمامي وكأنني أراها لأول مرة وأتساءل: لماذا نحن هنا؟!! لماذا كل هذا الاشتعال في منطقتنا العربية؟!! أو فلنقل في منطقة الشرق الأوسط المحيطة بنا دون بقية مناطق الحياة على هذه الأرض، ماذا سيحدث إن هدأت تلك المنطقة الصاخبة ولو قليلًا رغم أنها من أغنى مناطق العالم في الثروات المادية والبشرية؟!! هل سيجد محررو نشرات الأخبار العالمية ومراسلو القنوات التليفزيونية حينها شيئًا يذكرونه؟!! في قلب هذه المنطقة الساخنة دائمًا عبر تاريخها المعاصر ستجد مصر وكأنما هي حجرة تتوسط منزلًا كبيرًا كل حجراته الأخرى مشتعلة بفعل حريق مدمر، ولكن لِقَدَرٍ لا يعلمه إلا الله ظلت هي وحدها آمنة من هذه الحرائق، وإن كانت بالطبع تتأثر بسخونة النيران المشتعلة في كل مكان حولها.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
كأس الخليج.. نقلة نوعية في تطور الكرة الخليجية قارياً وعالمياً
قبل أكثر من 54 عاماً، انطلقت النسخة الأولى من كأس الخليج العربي لكرة القدم في مملكة البحرين، بهدف تعزيز الروابط الأخوية، والارتقاء بالمستويات الفنية للمنتخبات الخليجية.
شكلت البطولة خلال أكثر من نصف قرن من خلال المباريات والمبادرات والفعاليات والملتقيات، قفزة كبيرة في كرة القدم الخليجية، على مستوى الأداء والإدارة، وظهور قيادات مرموقة أسهمت في تطوير كرة القدم على الصعيدين القاري والدولي، وكانت سبباً في تشييد الملاعب الحديثة، والمنشآت الرياضية النموذجية، بما أسهم في التحول نحو العالمية، وجعل المنطقة قبلة للأحداث القارية والدولية الكبرى عبر استضافة وتنظيم أكبر البطولات وأهم الأحداث على المستويات كافة.
وكانت بطولات الخليج حافلة بلقاءات رؤساء الاتحادات الخليجية والإعلاميين، واستعراض سبل التطور الرياضي، ووضع الخطط والبرامج الإستراتيجية للنهضة الرياضية، كما كان لها أثرها الكبير، ودورها الملموس في اكتشاف المواهب، وظهور الكوادر التحكيمية مثل علي بوجسيم، ومحمد عبدالله حسن، والكويتي سعد كميل، بجانب تبادل الثقافات، وتعزيز وشائج الترابط، تجسيداً لرؤى قادة دول مجلس التعاون الخليجي في النمو والازدهار والتطور، ووضع أرضية صلبة لتأكيد أهمية المنطقة في التطور الرياضي على غرار النهضة الكبرى التي تشهدها دول المنطقة.
وشهدت البطولة على مدار تاريخها ميلاد الكثير من نجوم المنتخبات الخليجية، الذين أسهموا في وصول منتخباتهم إلى مستوى التنافسية العالمية، والمشاركة في بطولات العالم، والاحتراف في الدوريات الأوروبية في عقود زمنية مختلفة، إذ شكلت هذه البطولة مرحلة الانطلاقة والنجومية والوصول إلى العالمية، بالإضافة إلى تأهل العديد من المنتخبات الخليجية إلى كأس العالم مرات عدة، بجانب البطولات القارية الأخرى.
وقال المدير العام للهيئة العامة للرياضة في دولة الكويت بالتكليف، واللاعب الدولي السابق بشار عبدالله، إن كأس الخليج العربي لكرة القدم أسهمت في الارتقاء بالمستويات الفنية للمنتخبات واللاعبين، وتعزيز التقارب بين شعوب المنطقة، كما أنها تحظى بالاهتمام الرسمي، والمتابعة الإعلامية، مشيراً إلى أن أهمية البطولة تكمن في التطور الكروي، واكتشاف المواهب، مع ضرورة الاهتمام بها لتطوير اللاعبين والوصول بتنافسيتهم إلى أفضل المستويات العالمية.
ووصف لاعب منتخب الإمارات السابق علي مسري، كأس الخليج العربي، بأنها محطة مهمة للتطور الكروي، من خلال الاحتكاك بين المنتخبات الخليجية، والارتقاء بمستوى اللاعبين، كما أنها تمثل دافعاً كبيراً للتطور من خلال تحفيز لاعبي المنتخبات الخليجية على إظهار المستويات الفنية الجيدة والزخم الذي تشهده من الحضور الجماهيري، بالإضافة إلى دورها المحوري في تعزيز العلاقات بين شعوب المنطقة، من خلال التعارف بين الخليجيين أثناء الدورة.
وقال: "على سبيل المثال، فإن الفائز من المنتخبين البحريني والعماني في نهائي كأس الخليج العربي لكرة القدم اليوم السبت، سيتمتع بدافع معنوي كبير قبل الانتقال للمشاركة في تصفيات كأس العالم 2026، كما لاحظنا بأن فوز المنتخب العراقي بالنسخة الماضية في العراق أكسبه ثقة كبيرة في تصفيات كأس العالم، ومن المهم جداً أن يكون توقيت البطولة ملائم لتوقيت البطولات الأخرى، إذ أن هناك نحو 4 مباريات متبقية في تصفيات كأس العالم وستعود المنتخبات الخليجية للمشاركة فيها بجاهزية جيدة".
وأردف مسري: "نلاحظ أن نتائج منتخب الإمارات الجيدة استمرت بعدما نجح بالفوز في "خليجي 18" مع المدرب الراحل برونو ميتسو، وتواصلت مع المدرب الوطني مهدي علي، حتى نجح في تحقيق لقب "خليجي 21"، والعكس بالعكس فإن النتائج السلبية في كأس الخليج تؤثر سلباً على مسار المنتخبات".
من جانبه أشار رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم الأسبق، وحارس المرمى الدولي أحمد عيد الحربي، إلى أن بطولة الخليج لكرة القدم تجمع الخليجيين في منافسة رياضية قوية.
وذكر الحربي أن هناك عدداً قليلاً من اللاعبين الخليجيين يحترفون في الدوريات الخارجية، وهو ما يتطلب المزيد من الاهتمام باللاعب الخليجي محلياً وقارياً ودولياً، حتى ننجح في الاستفادة من قدرات وإمكانات اللاعب الخليجي، نسبة للموهبة الكبيرة التي يتمتع بها.