الأسبوع:
2024-12-25@13:29:00 GMT

دعم غير مشروط!!

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

دعم غير مشروط!!

يواجه الرئيس الأمريكى "جو بايدن" انتقادا حادا اليوم لسياسته فى الشرق الأوسط، وإظهاره دعما غير مشروط لإسرائيل فى حربها على غزة، ما أدى إلى تنفير الرأى العام العالمى، بل والكثير من الأمريكيين على اعتبار أنه ينتهج سياسة قديمة بعيدة عن الواقع فى المنطقة، ولهذا كان الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل مثار انتقاد بل انزعاج من الأمريكيين أنفسهم، وحدا بـ"جوش بول"، مدير الشؤون العامة والكونجرس بوزارة الخارجية، الذى يتعامل مع عمليات نقل الأسلحة، إلى الاستقالة اعتراضًا على سياسة "إدارة بايدن" حيال الصراع فى إسرائيل وغزة، ووصف رد الفعل الأمريكي إزاء إسرائيل بالمتهور والإفلاس الفكري، ويمثل رحيله مؤشرا نادرا من الانزعاج الداخلى إزاء دعم إدارة بايدن القوى لإسرائيل أقرب حليف لأمريكا فى الشرق الأوسط، وقال "بول" إنه لا يستطيع قبول الاستمرار فى وظيفة تسهم فى مقتل مدنيين فلسطينيين.

يعد الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل واجهة تظهر التصاق الولايات المتحدة بالكيان الصهيوني ضد دول المنطقة، وتكفى المساعدات العسكرية التى تمدّ أمريكا إسرائيل بها، ووفق دراسة صدرت عن مركز خدمة أبحاث الكونجرس، فإن الولايات المتحدة قدمت لإسرائيل منذ عام 48 حتى العام الماضى مساعدات بقيمة 159 مليار دولار. وفى حال احتساب معدل التضخم فإنها تصل إلى 260 مليار دولار. هذا بالإضافة إلى 500 مليون دولار سنويا مخصصة لبرامج الدفاع الصاروخى. وكان الكونجرس قد صاغ فى عام 1977 بندا يشير إلى أنه وفقا للعلاقة التاريخية الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل فإن مبيعات الأسلحة الأمريكية لدول الشرق الأوسط ينبغى ألا تضعف قوة الردع الإسرائيلية أو تقوض التوازن العسكرى فى الشرق الأوسط.

فى عام 1981 أوضح وزير الخارجية الأمريكى آنذاك "الكساندر هيج" أمام الكونجرس أن أحد الجوانب المركزية للسياسة الأمريكية منذ حرب 1973 هو ضمان احتفاظ إسرائيل بتفوق نوعي عسكري فى منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يعنى وفقًا للمفهوم الأمريكى أن إسرائيل يجب أن تعتمد على معدات وتدريب أفضل للتعويض عن كونها أصغر بكثير من حيث مساحة الأرض وعدد السكان من معظم خصومها المحتملين. ووفق مفهوم ضمان التفوق النوعي العسكرى الإسرائيلي تتلقى تل أبيب أسلحة أكثر تقدما من الدول الأخرى فى المنطقة، كما يتاح لها إضافة مكونات تزيد من قدرات الأسلحة المثيلة المباعة لدول المنطقة. ولعل المثال على ذلك أن دولة الكيان الصهيونى هى الوحيدة فى الشرق الأوسط التي تمتلك طائرات "إف ــ 35"، حيث اشترت بتمويل أمريكي خمسين طائرة من الطراز المذكور، وهو ما يتيح لها ضرب أهداف دون الحاجة للتزود بالوقود فى دائرة تشمل سوريا والعراق ولبنان والأردن ومصر وتركيا والمملكة العربية السعودية.

إمعانا فى دعم الولايات المتحدة للكيان الصهيوني يجرى تقييم لما عليه التفوق النوعي العسكري الإسرائيلي كل أربع سنوات، كما يجرى تعديل قانون مراقبة تصدير الأسلحة ليشترط فيما يخص تصدير أسلحة أمريكية إلى أى دولة فى الشرق الأوسط ضمانا أن مثل هذا البيع لن يؤثر سلبا على التفوق العسكرى النوعى الإسرائيلي. وهكذا فإن مبدأ التفوق العسكرى النوعى لإسرائيل هو المنظم لأطر المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل منذ نشأتها حتى الآن. ومن ثم صُممت برامج المساعدات العسكرية للحفاظ على تفوق إسرائيل النوعي العسكرى بالمقارنة بأى قوة عسكرية أخرى فى المنطقة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فى الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الأسبق: سياسة مصر الحكيمة تعزز الاستقرار الإقليمي.. و2025 سيكون صعبا على المنطقة

قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن التحديات التي يواجهها الشرق الأوسط فى الوقت الراهن كبيرة ومعقدة، فى ظل السياسة الإسرائيلية التي تسعى للهيمنة على المنطقة باستخدام القوة والضغط، فضلاً عن تدخلات القوى الإقليمية فى الشئون الداخلية لدول المنطقة التي زادت من تعقيد الأوضاع، بالإضافة إلى أن الإقليم أصبح ساحة لصراع بين القوى الكبرى، خصوصاً الولايات المتحدة وروسيا.. وإلى نص الحوار:

كيف ترى المشهد العالمى مع انطلاق عام 2025؟

- العالم مشتعل ويشهد حالة استقطاب واسعة، ويعانى من تداعيات استمرار الحروب، والتي أدى استمرارها إلى التصعيد ودخول أطراف أخرى إلى حلبة الصراع، ما يهدد الاستقرار الإقليمي والسلم والأمن الدوليين، فالعالم أجمع بات متيقناً من أن إحلال السلام فى الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بعد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإعطاء شعب فلسطين حقوقه المشروعة فى تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية تعيش جنباً إلى جنب فى أمن وسلام مع إسرائيل.

ما أبرز القضايا التى تشكل تهديداً للمنطقة فى الوقت الراهن؟

- التحديات كبيرة ومعقدة فى المنطقة، وأبرزها السياسة الإسرائيلية التى تسعى للهيمنة على المنطقة وتستخدم القوة للضغط على جيرانها.

بالإضافة إلى ذلك، هناك تدخلات إقليمية فى الشئون الداخلية للدول فى المنطقة، ما يزيد من تعقيد الوضع، فالشرق الأوسط يواجه العديد من الأزمات ذات الشأن الدولى، منها العدوان الإسرائيلى على غزة والتطورات السورية، والمناوشات الإيرانية - الإسرائيلية، فى وقت تتصاعد فيه الأزمتان السودانية والليبية.

وعدم التوصل لدولة منذ 2011، وجميعها مشاكل وأزمات مشتعلة تؤثر على المنطقة وعلى استقرارها، بعدما أصبحت المنطقة ساحة صراع بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، وهو ما يزيد من حدة التوتر. كما أن نقص الموارد الأساسية للشعوب وزيادة نفقات التسليح يشكلان تحدياً كبيراً، ونشهد نشاطاً مكثفاً للجماعات المسلحة الفاعلة ما يجعل الوضع أكثر تعقيداً فى المجمل، وبالتالى فالتحديات كبيرة ومتعددة وتهدد استقرار المنطقة.

هل تتوقع أن يحمل العام 2025 انفراجة فى المنطقة؟

- عام 2025 سيكون صعباً للغاية، هناك مؤشرات تدل على أن الأمور لن تكون سهلة، حيث نعيش فى فترة من التغيرات السياسية على مستوى العالم كله، والسياسة الأمريكية قد لا تتوافق مع طموحات الشعوب العربية فى المنطقة، ما يزيد من تعقيد الوضع، ومن الصعب أن نشهد انفراجة كبيرة قريباً.

هل تسهم الضربات المكثفة الإسرائيلية فى الشرق الأوسط فى توسعة رقعة الصراع؟

- أعتقد أن رقعة الصراع فى المنطقة قد اتسعت بالفعل، وأصبحت معظم الأوضاع معقدة بشكل كامل، ولا أعتقد أن هناك مساحات جديدة يمكن أن يشهد فيها الصراع توسعاً كبيراً فى المرحلة الحالية، والوضع قائم بالفعل فى معظم أنحاء المنطقة، وإذا كانت هناك تحركات جديدة، فهى تندرج ضمن إطار التصعيد القائم منذ فترة طويلة.

وأرى أنه على الولايات المتحدة الأمريكية التدخل بحزم لمنع إسرائيل من الاستمرار فى سياستها المتهورة وغير المدروسة التى تجر أطرافاً أخرى إلى الدخول فى الصراع، وتدفع بالشرق الأوسط إلى منعطف خطير من عدم الاستقرار وتهديد مصالح الشعوب.

ما رأيك فى الرؤية المصرية فى التعامل مع أزمات المنطقة؟

- مصر تتبع سياسة حكيمة فى التعامل مع قضايا المنطقة، ومنذ فترة طويلة تحاول القاهرة الحد من تصعيد التوترات وتحسين الوضع فى المناطق التى قد تشهد توتراً، كما أن مصر تلعب دوراً إيجابياً فى جميع القضايا المزمنة فى المنطقة، سواء فى فلسطين أو ليبيا أو سوريا أو اليمن، والسياسة المصرية تحظى بتقدير كبير على الساحة الدولية، وقد شهد الجميع بحكمة مصر فى التعامل مع هذه الأزمات.

وكيف ترى دور الدبلوماسية المصرية فى التعامل مع أزمات الشرق الأوسط؟

- لا بد من التأكيد على أن الشرق الأوسط مضطرب ومشتعل بأزمات كبيرة ويحتاج لجهود مصر المستمرة دون كلل بجميع الطرق، وتمت الإشادة بالمبادرات أو الوساطة المباشرة واللقاءات الرسمية التى تعقدها القيادة المصرية.

ومن الأمور التى يجب التأكيد عليها أن الدبلوماسية المصرية حققت نجاحات كبيرة فى مختلف الدوائر من أجل التصدى لجميع التهديدات والمحاولات التى استهدفت زعزعة الأمن القومى المصرى، لكن تظل القضية المحورية الدائمة فى سياستنا الخارجية هى القضية الفلسطينية التى تعد موضوع الساعة وكل ساعة منذ بداية العدوان على غزة، وإدارة الأزمة منذ بدايتها من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسى عظيمة، والرؤية المصرية محل تقدير واحترام من العالم، خاصة فيما يتعلق بضرورة وقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية والغذائية لقطاع غزة.

تأثير الحروب الأهلية

لا جدال أن هذه المخططات كانت دائماً موجودة، ولكن ما نشهده الآن هو مرحلة ضعف ووهن، ما يسمح لهذه المخططات بالظهور على أرض الواقع، وأصبحنا نشهد نتائج هذه المخططات على الأرض فى بعض الدول، وأعتقد أن هناك إرادة سياسية لدى بعض الدول العربية لمواجهة هذه المخططات.

مقالات مشابهة

  • مفاجأة في اختيار موقع إسرائيل بمنطقة الشرق الأوسط.. السر في البحر الميت
  • سوريا بعد الأسد.. زلزال سياسي يعيد تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط
  • «إكسترا نيوز» تبرز تقرير «الوطن» عن أزمات الشرق الأوسط وانتهاكات إسرائيل
  • خبير: إسرائيل تحولت إلى مصدر خطر كبير على دول الشرق الأوسط
  • عودة مشروع الشرق الأوسط الجديد من البوابة السورية
  • دبلوماسيون: مطلوب حلول سلمية تؤمِّن وحدة واستقرار الدول
  • وزير الخارجية الأسبق: سياسة مصر الحكيمة تعزز الاستقرار الإقليمي.. و2025 سيكون صعبا على المنطقة
  • مخططات تقسيم الشرق الأوسط: الخلافات «وقود خبيث».. وإسرائيل الرابح
  • تحديات وعقبات.. أطراف إقليمية ودولية تؤجج الصراعات لإطالة أمدها بالشرق الأوسط
  • تحديات النمو الاقتصادي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. المشكلات الهيكلية