«إيلان بابيه».. وزوال المشروع الصهيوني
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، ظهر «المؤرخون الجدد» في إسرائيل ممَّن اطَّلعوا على الأرشيف الوطني الإسرائيلي، وبدأوا في سرد «رواية مغايرة» للدولة الصهيونية تختلف عن الرواية الرسمية، لا سيما من زاوية تعرُّض الفلسطينيين للتطهير العِرقي، وهو ما أحدث جدلًا شديدًا داخل إسرائيل مع تفشي حالة من الغضب الشديد تجاه هؤلاء المؤرخين، ومنهم: «بيني موريس»، و«آفي شلايم»، و«توم سيغف»، غير أن أبرزهم وأعلاهم صوتًا كان «إيلان بابيه» المولود في حيفا 1954م، والمحاضر في العلوم السياسية بجامعة حيفا (1984-2007م)، ورئيس «معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية» بحيفا (2000-2008م)، والعضو البارز في «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة».
ولـ«بابيه» عدة كتب مهمة، وهي: «تاريخ لفلسطين الحديثة أرض واحدة وشعبان» (2003م)، و«الشرق الأوسط الحديث» (2005م)، و«التطهير العِرقي لفلسطين» (2006م)، وأخيرًا كتاب «عشر خرافات عن إسرائيل» (2017م).
إثر صدور كتابه «التطهير العِرقي لفلسطين»، تعرَّض «بابيه» لحملة إسرائيلية داخلية ممنهجة بشكل يومي وصلت إلى درجة تهديده صراحةً بالقتل بسبب مواقفه الداعمة للفلسطينيين، مما اضطره للهجرة إلى بريطانيا عام 2007م، حيث عمل أستاذًا بكلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية بجامعة «إكسيتر»، ومديرًا لـ«المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية» بالجامعة، والمدير المشارك لـ«مركز إكسيتر للدراسات العِرقية والسياسية».
ما سبق كان مقدمةً ضروريةً لما أحدثته تصريحات «إيلان بابيه» الجريئة -في ندوة أقيمت مؤخرًا في حيفا- بما يشبه «الزلزال» حين بشّر بـ«بداية نهاية المشروع الصهيوني» تزامنًا مع الحرب الإسرائيلية البربرية على غزة.. داعيًا «حركة التحرير الفلسطينية إلى الاستعداد لملء الفراغ بعد انهيار هذا المشروع».
وقد أعطى «بابيه» خمسة مؤشرات على نهاية المشروع الصهيوني: أولها.. الحرب اليهودية الأهلية التي نشبت قبل 7 أكتوبر الماضي بين المعسكرين العلماني والمتدين بالداخل الإسرائيلي، وهي الحرب التي ستتكرر كون «الإسمنت الذي يجمع المعسكرين هو التهديد الأمني، والذي لا يبدو أنه سيعمل بعد الآن».
أما المؤشر الثاني، فهو الدعم غير المسبوق للقضية الفلسطينية في العالم، واستعداد معظم المنخرطين في حركة التضامن العالمي لتبني النموذج المناهض للفصل العنصري الذي ساعد على إسقاط هذا النظام في جنوب إفريقيا، مع دخول فترة جديدة يتحول فيها الضغط من المجتمعات إلى الحكومات.
فيما يتمثل المؤشر الثالث في العامل الاقتصادي، تبعًا لوجود أعلى فجوة بين مَن يملك ومَن لا يملك، إضافة إلى وجود رؤية قاتمة لمستقبل الصلابة الاقتصادية لإسرائيل.
بينما يتلخص المؤشر الرابع في عدم قدرة الجيش على حماية المجتمع اليهودي في الجنوب والشمال. وأخيرًا المؤشر الخامس الذي يتمثل في موقف الجيل الجديد من اليهود ورفضهم للممارسات الإسرائيلية، حتى أن عددًا كبيرًا منهم ينشط في حركة التضامن مع الفلسطينيين.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
فتح: إسرائيل تواصل تنفيذ مخططات التهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية
أكد المتحدث باسم حركة فتح عبد الفتاح دولة، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تحاول التنصل من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشيرا إلى العراقيل التي تضعها أمام إدخال المساعدات إلى القطاع في محاولة لتنفيذ مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.
وقال دولة، في تصريح خاص لقناة القاهرة الإخبارية اليوم الاثنين:إن حكومة الاحتلال لم تكن جادة منذ اللحظة الأولى من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بإيقاف العدوان ضد الشعب الفلسطيني ولولا ضغوط الوسطاء لما وافقت إسرائيل على إبرام هذا الاتفاق.
واستنكر بشدة الدعم الأمريكي المتواصل لحكومة الاحتلال في حرب غزة، خاصة بعد المقابلة الأخيرة التي جرت بين رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ورئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متوقعا في الوقت نفسه بأن واشنطن أعطت لإسرائيل في هذه المقابلة الضوء الأخضر للتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار من أجل تنفيذ مخططات أخرى في القطاع.
وأوضح المتحدث باسم فتح أن إسرائيل تريد تحويل غزة إلى جهنم بعد قرارها بمنع إدخال المساعدات وقطع الكهرباء والمياه بشكل كلي عن القطاع لدفع الفلسطينيين إلى مغادرة الأرض.
وحول تأثير الضغوطات الإسرائيلية المستمرة على نتنياهو لإتمام صفقة تبادل الأسرى، قلل المتحدث باسم فتح من تأثير هذه الضغوطات على نتنياهو الذي يريد الاستمرار في العدوان ضد الشعب الفلسطيني لمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية يبحث مع أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح تطورات الأوضاع في غزة والضفة
حركة فتح: نتنياهو يحاول عرقلة أي مسار لعملية تبادل الأسرى والمحتجزين «فيديو»
قيادي في حركة فتح: لم ولن ننسى ما فعله الشعب المصري والرئيس السيسي لمنع تهجير الفلسطينيين «فيديو»