فرنسا.. معارضو قانون الهجرة يتظاهرون في محاولة أخيرة لمنع صدوره
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
(أ ف ب) – تظاهر ائتلاف واسع من المعارضين لقانون تشديد شروط الهجرة في فرنسا الأحد، احتجاجاً على هذا النص الذي يشكّل انتصاراً أيديولوجياً لـ”اليمين المتطرف”، في رأيهم، وذلك في آخر محاولة للضغط على الحكومة الفرنسية، قبل أربعة أيام من إصدار المجلس الدستوري قرارا بهذا الشأن.
وخرج حوالى 75 ألف شخص في جميع أنحاء البلاد، بحسب وزارة الداخلية، و150 ألفا، وفق ما ذكر اتحاد “سي جي تي” النقابي، أحد منظمي الحراك على منصة “إكس”.
وبانضمامهم إلى دعوة أطلقتها في البداية 201 شخصية، يأمل هؤلاء أن يحشدوا عددا كبيرا من الناس خارج إطار الناشطين التقليديين، للضغط على الحكومة التي يمكن أن تصدر بسرعة هذا القانون الذي تمّت الموافقة عليه في منتصف كانون الأول/ديسمبر، بأصوات “حزب التجمّع الوطني” اليميني المتطرّف بشكل خاص، وذلك في حال لم يكن هناك رفض كامل ومفاجئ من المجلس الدستوري في 25 كانون الثاني/يناير.
وتم تنظيم أكثر من 160 مسيرة في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك في باريس حيث تظاهر 16 ألف شخص، وفق الشرطة.
ورأت الأمينة العامة لاتحاد “سي جي تي” النقابي صوفي بينيه التي دعت إلى التعبئة مع نظيرتها في نقابة الاتّحاد الديموقراطي الفرنسي للعمل، ماريليز ليون، أن “هذا القانون يمثل خرقا للمبادئ الفرنسية السارية منذ 1789 المتعلقة بحق الأرض ومنذ عام 1945 بشأن عالمية الحماية الاجتماعية”.
وانتقد السياسيون اليساريون الذي انضموا في باريس إلى آلاف الأشخاص قبل انطلاق الموكب، الحكومة الفرنسية التي “أفسحت المجال أمام أفكار اليمين المتطرف”، بحسب رئيس الحزب الاشتراكي أوليفييه فور.
ووسط لافتات كُتب عليها “الهجرة فرصة لفرنسا” و”فرنسا نسيج من المهاجرين”، أشاد السنغالي مادي سيسي (59 عاماً) العامل في مجال البناء ب”الدعم الكبير” و” المنطقي أيضاً”.
وقال هذا العامل الحاصل على إقامة موقتة “نحن نشكل المجتمع نفسه. بدوننا، لن تعمل البلاد، نحن الذين نستيقظ في الخامسة صباحًا للعمل في البناء وإزالة قمامتكم … حتى مكاتب المحافظة التي ترفض الموافقة على منحنا تراخيص الاقامة، نحن من ننظفها!”.
“الانحراف نحو اليمين المتطرف”
وطلب اصحاب الدعوة (ممثلون، كتّاب، صحافيون، نقابيون…) من رئيس الجمهورية ايمانويل ماكرون عدم إصدار هذا القانون.
وقال المدافع السابق عن الحقوق جاك توبون الذي حضر التجمع في باريس، إن “هذا القانون يمثل انحرافا نحو اليمين المتطرف، سياسيا، وفي الجوهر نحو الأفضلية الوطنية، وهذا لا يتوافق مع مبادئنا الأساسية والدستورية”.
وفي صلب الاعتراض على القانون، الإضافات التي أدخلها البرلمان على النص الأولي للحكومة، والتي حملت تفاصيل يمينية للغاية، بعدما كان من المقرّر أن يرتكز القانون على بندَين، أحدهما قمعي للأجانب “الجانحين” والآخر يعزّز الاندماج.
غير أنّ النص بات يتضمّن العديد من التدابير المثيرة للجدل، مثل تشديد الوصول إلى المزايا الاجتماعية، وتحديد حصّة الهجرة أو إعادة العمل ببند “جريمة الإقامة غير القانونية”.
وفي 14 يناير، شارك آلاف الأشخاص في مسيرة للمطالبة بـ”السحب الكامل” لهذا النص ومواصلة “الضغط” على الحكومة قبل قرار المجلس الدستوري، بناء على دعوة جمعيات الدفاع عن المهاجرين.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: الیمین المتطرف هذا القانون
إقرأ أيضاً:
النمسا في لحظة محورية| اليمين المتطرف على أبواب المستشارية .. ورئيس البلاد يلتقي بزعيمه
تشهد النمسا تحولا كبيرا وتقف في لحظة محورية حيث إنها على أعتاب تشكيل حكومة تقودها مجموعة مناهضة للمهاجرين ومؤيدة لروسيا ومتشككة في المناخ، بعد أن دعا رئيس البلاد، ألكسندر فان دير بيلين، حزب الحرية اليميني المتطرف لإجراء محادثات اليوم لمناقشة قيادة الحكومة لأول مرة متطلعا إلى فرصة تشكيل حكومة ائتلافية.
ويبدو أن حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا يسير في طريق سهل للوصول إلى مستشارية البلاد، بعد انهيار المفاوضات بين أحزاب الوسط خلال عطلة نهاية الاسبوع وإعلان حزب الشعب المحافظ المعتدل (ÖVP) أنه منفتح على محادثات الائتلاف.
مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافتهالركاب يتلقون الرعاية.. طائرة سويسرية تهبط اضطراريا في النمساالنمسا تخطط لترحيل المهاجرين السوريين بعد سيطرة المعارضةحاولت أحزاب الوسط تشكيل ائتلاف حكومي وفشلت، مما جعل زعيم حزب الحرية ووزير الداخلية السابق هربرت كيكل هو المرشح الأكثر ترجيحا لمنصب المستشار.
وتُعَد النمسا أحدث مثال على ميل أوروبا نحو اليمين، في الوقت الذي يستعد فيه دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض. كما أن التحول الكامل من جانب حزب الشعب المحافظ بشأن ما إذا كان سيعمل مع حزب الحرية بمثابة تحذير للدول الأوروبية الأخرى من الاعتماد على الخطوط الحمراء التقليدية. وأي اتفاق من شأنه أن يمثل أحدث انتصار كبير لليمين المتطرف في أوروبا، ويفرض تدقيقا مكثفا على موقف يمين الوسط في الاتحاد الأوروبي تجاه التعامل مع الجماعات السياسية المتطرفة.
ووفقا لوسائل الاعلام المختلفة، التقى زعيم حزب الحرية النمساوي، هربرت كيكل، برئيس البلاد، اليوم الاثنين، مع تزايد التوقعات بأنه سيتم تكليفه بمحاولة تشكيل حكومة جديدة، والتي ستكون الأولى التي يقودها اليمين المتطرف منذ الحرب العالمية الثانية.
ودخل حزب الحرية، المعروف بمواقفه المشككة في أوروبا والصديقة لروسيا، التاريخ في سبتمبر بحصوله على 29% من الأصوات البرلمانية متغلباً على حزب الشعب النمساوي المحافظ بزعامة المستشار المنتهية ولايته كارل نيهامر، الذي احتل المركز الثاني، مما وضع نفسه في موقع يسمح له بقيادة حكومة للمرة الأولى. وقد يتولى كيكل، وهو شخصية مثيرة للجدل، الآن قيادة الحكومة النمساوية، مما يضع خطابه الشعبوي في المقدمة.
محاولات تشكيل الحكومةلكن في أكتوبر، كلف الرئيس ألكسندر فان دير بيلين نيهامر بمحاولة تشكيل حكومة جديدة بعد أن قال حزب نيهامر إنه لن يشارك في حكومة مع حزب الحرية بقيادة كيكل، ورفض آخرون العمل مع حزب الحرية على الإطلاق. وانهارت تلك الجهود لتشكيل تحالف حاكم بدون اليمين المتطرف في الأيام القليلة الأولى من العام الجديد، وقال نيهامر يوم السبت إنه سيستقيل.
وأشار حزب الشعب بعد ذلك إلى أنه قد يكون منفتحا على العمل تحت قيادة كيكل، على الرغم من أن نجاح المفاوضات بين الاثنين ليس مضمونا، ولكن لم تعد هناك أي خيارات ائتلافية واقعية أخرى في البرلمان الحالي وتشير استطلاعات الرأي إلى أن إجراء انتخابات جديدة قريبا يمكن أن يعزز حزب الحرية بشكل أكبر.
لقد حكم اليمين المتطرف والمحافظون معًا من قبل، ولكن في مناسبات سابقة كان حزب الحرية هو الشريك الأصغر. وفي الآونة الأخيرة، أداروا النمسا من عام 2017 إلى عام 2019 في حكومة شغل فيها كيكل - البالغ من العمر 56 عاما- منصب وزير الداخلية. وانهارت في فضيحة أحاطت بزعيم حزب الحرية آنذاك.
آراء كيكل مؤيدة لروسياويتمتع كيكل بآراء صارخة مؤيدة لروسيا، وقد تبنى نظريات المؤامرة المتعلقة بوباء كوفيد-19.
وبصرف النظر عن تعزيز الجهود بشكل كبير لإلغاء دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، والعقوبات ضد روسيا وسياسات الهجرة الحالية، فإنه من شأنه أن يسلط الضوء أيضًا على موقف حزب الشعب الأوروبي من يمين الوسط تجاه العمل مع أحزاب اليمين المتطرف.
ويعد حزب الشعب الأوروبي، الذي ينتمي إليه حزب الشعب النمساوي، أكبر مجموعة سياسية في البرلمان الأوروبي. وتواجه الأحزاب الأعضاء في ألمانيا وبولندا منافسين من اليمين المتطرف في الانتخابات الوطنية الحاسمة هذا الربيع، ويتعرض الحزب بالفعل لانتقادات شديدة من الجماعات الاشتراكية والليبرالية في الجمعية بسبب تعاونه مع الجماعات اليمينية المتشددة للفوز بالأصوات.