متابعة بتجــرد: أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية التابعة لوزارة الثقافة السعودية، فعاليات مهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية الثالث، الممتد حتى 27 من يناير الجاري، في 8 مواقع أثرية بمنطقة عسير.

بدأ المهرجان الذي يُقام يومياً من الساعة الرابعة مساءً إلى 11 مساءً، فعاليات يومه الأول بمسيرةٍ كرنفاليةٍ أُقيمت في طريق الأمير سلطان بخميس مشيط، وبمشاركة 20 فرقة سعودية، و25 فرقة عالمية؛ أدوا خلالها 40 لوناً جبلياً بأزيائها.

وفي الوقت ذاته، شهد حفل الافتتاح، الذي أُقيم على مسرح جامعة الملك خالد في أبها، حفلاً فنياً ذا طابع جبلي، وشارك فيه فرقة أدائية بألوان فنونها المحلية؛ لاقت تفاعلاً مميزاً من الجمهور الحاضر.

وأوضح الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية سلطان البازعي أنَّ مهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية الثالث هو امتدادٌ للنجاحات التي حققتها النسخ السابقة للمهرجان، مؤكداً أنَّ النسخة الجديدة أضافت 15 فرقة أدائية؛ منها أربع فرق سعودية، و11 فرقة عالمية، فضلًا عن إضافة ثمانية ألوان جبلية؛ ليصبح الإجمالي 40 لونًا جبليًّا عوضا عن 32 لونًا جبليًّا كانت في العام الماضي؛ وذلك بهدف تعزيز الموروث الثقافي السعودي، وتعريف الحضور بالإرث الأدائي العالمي.

 وأفاد البازعي أنَّ المهرجان يشهد تطوراً في فعالياته؛ فقد أتاح لضيوفه الاستمتاع بمشاهدة العروض المسرحية والأدائية المحلية والعالمية، والفعاليات المصاحبة في ثمانية مواقع تشمل بسطة القابل، وقلعة شمسان، وقرية بن عضوان التاريخية، وقصر مالك التاريخي، وقصور آل مشيط، وقصور آل أبو سراح، وقلاع أبو نقطة المتحمي، وقرية بن حمسان.

وبيَّن الرئيس التنفيذي للهيئة أنَّ المهرجان يتضمَّن باقةً من الفعاليات الثقافية في المواقع الثمانية التي تبرز المكنونات التاريخية للمنطقة، والفنون الأدائية التقليدية التي يؤديها الأهالي في احتفالاتهم، إضافةً إلى المتاجر التي تمتهن بيع التحف والهدايا، ومناطق لتقديم الأطعمة المحليّة، والاستراحات، ومنصات للفن، فضلاً عن الأنشطة المتنوعة للأطفال، والكثير من الخدمات؛ التي تسهّل على الزوار الوصول إلى مواقع الفعاليات.

 ويُعد مهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية حدثاً سنوياً تُنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية في منطقة عسير؛ لتُعرف من خلاله المجتمع المحلي والسيّاح بعراقةِ الفنون الأدائية الجبلية محلياً ودولياً، وترفع مستوى الوعي بقطاع المسرح والفنون الأدائية باعتبارهِ أحد القطاعات الثقافية الحيوية، وخلق فرص وظيفية للمواهب المحلية من أبناء المنطقة، وتعزيز حضور الفنون الأدائية بالمملكة على المستوى المحلي والعالمي، كما يعكس حرص الهيئة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفِه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.

في #مهرجان_قمم_الدولي للفنون الأدائية الجبلية استعد للتعرُّف على العالم بعسير ✨⛰️

لحجز التذاكر:https://t.co/K2nJ2i0wBJ#هيئة_المسرح_والفنون_الأدائية pic.twitter.com/RdKDQ1zyPD

— هيئة المسرح والفنون الأدائية (@MOCPerformArt) January 17, 2024 main 2024-01-21 Bitajarod

المصدر: بتجرد

كلمات دلالية: مهرجان قمم الدولی للفنون الأدائیة الجبلیة هیئة المسرح والفنون الأدائیة

إقرأ أيضاً:

مهرجان المسرح المدرسي يواصل فعالياته لليوم الثالث وسط تألق طلابي

(عمان) :يواصل مهرجان المسرح المدرسي فعالياته لليوم الثالث على خشبة مسرح المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط، وسط أجواء يملؤها الشغف والإبداع، وبحضور لافت من الأكاديميين المسرحيين والمشرفين التربويين والطلبة وأولياء الأمور، إلى جانب عدد من الفنانين والمهتمين بالشأن المسرحي. وقد شهد اليوم تقديم عرضين مسرحيين ضمن جدول المهرجان، تنوعا في الطرح والرسائل التربوية.

واستُهلّت فعاليات الفترة الصباحية من اليوم الثاني لمهرجان المسرح المدرسي، والتي أقيمت برعاية كريمة من صاحبة السمو الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي، بمسابقة العزف الموسيقي الفردي، حيث قدّمت الطالبة المبدعة ريتال بنت موسى الطائية من مدرسة مارية القبطية للتعليم الأساسي (بتعليمية محافظة الداخلية) معزوفة موسيقية أظهرت من خلالها مهاراتها الفنية العالية.

تبع ذلك العرض المسرحي "الفزّاعة زهراء"، من تأليف نعيم فتح مبروك وإخراج المعلمة فاطمة البادية، بمشاركة طالبات مدرسة الصعراء للتعليم الأساسي التابعة لتعليمية محافظة البريمي. وقد تناول العرض حكاية الفزّاعة المسنّة "بشارة"، إحدى أمهر الحرفيات في مجتمع الفزّاعات، والتي تمّت دعوتها إلى مدرسة الفزّاعات لإلقاء محاضرة توعوية لطالبات المدرسة حول أهمية الحرف والصناعات التقليدية وأثرها العميق في الهوية الثقافية. وأثناء وجودها هناك، تتفاجأ بوجود تيار معارض بين بعض الطالبات، ممن يرفضن هذا الموروث ويعتبرنه غير ملائم لروح العصر الحديث الذي يتجه نحو التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لتتجلى في العرض مواجهة فكرية بين الأصالة والحداثة، محمّلة برسائل تربوية وثقافية عميقة.

عقب انتهاء العرض، عبّرت صاحبة السمو الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، راعية المناسبة، عن بالغ إعجابها بالمستوى الرفيع الذي قدّمته الطالبات على خشبة المسرح، مشيدة بما لمسته من أداء ناضج ومواهب فنية واعدة تُبشر بمستقبل مسرحي مشرق. وقالت سموّها: "لقد سعدت كثيرًا بحضوري هذا العرض المسرحي الطلابي، وأبهرتني القدرات الفنية التي ظهرت بها الطالبات، والتي تعكس بوضوح مستوى المهارات التي اكتسبنها عبر هذا الفن الراقي. فقد برزن في العمل الجماعي، وأبدعن في توظيف التفكير الإبداعي، وأتقنّ المهارات التعبيرية في الإلقاء والأداء التمثيلي، فضلًا عمّا تميز به العرض من جمالية في تصميم الديكور وتكامل في عناصره الفنية الأخرى."

كما عبّرت سموّها عن أملها في أن يستمر هؤلاء الطلبة في تنمية شغفهم الفني والمسرحي، مؤكدة ثقتها بأنهم سيشكلون نواةً واعدة لجيل جديد من روّاد المسرح العُماني في المستقبل. وأشارت إلى أن المثابرة، والحرص على صقل المهارات، والاستفادة من فرص التعليم والتدريب المستمر، هي مفاتيح رئيسية لمسيرة فنية ناجحة تُسهم في تعزيز الحراك الثقافي والمسرحي في سلطنة عُمان..

وعقب العرض ثمّن الدكتور محمد الحبسي، الأكاديمي المتخصص في المسرح والباحث التربوي،العمل المسرحي المقدم، مشيدًا بجوانبه الفنية والبصرية، بدءًا من النص المكتوب والإخراج، وصولًا إلى أداء الطالبات اللواتي جسّدن أدوار الفزّاعات ببراعة ملحوظة. وأوضح أن النص جاء محمّلًا برؤية بصرية ثرية، مدعومة بتوظيف مدروس للأغاني التي وُظّفت بعناية لتعزيز الفكرة وإيصال الرسالة التي أراد الكاتب طرحها.

وأكد الحبسي في حديثه أن ما قُدم لا يقل في مستواه عن العروض الاحترافية التي تُقدم على خشبة مسرح الطفل، بل إنه يعكس نقلة نوعية وتطورًا ملحوظًا في تجربة المسرح المدرسي. وأضاف أن التوأمة والانسجام بين الطالبات المشاركات في العرض أضفى على العمل جمالية فنية وتكاملية واضحة.

ورغم الإشادة، أشار الدكتور الحبسي إلى بعض الجوانب التي تستوجب المزيد من العناية، وعلى رأسها تصميم الأزياء، الذي لم يعكس بشكل دقيق الفوارق الطبقية بين الشخصيات المسرحية؛ إذ كان من المفترض أن تبرز ملابس الفزاعة "زهراء" كونها من طبقة فقيرة، على النقيض من الفزّاعات الأخريات اللواتي ينتمين إلى طبقة اجتماعية أرقى.

كما تطرّق إلى أحد المشاهد التي جرت في بيئة صفية، حيث تم تصوير سخرية بعض الطالبات من زميلتهن دون أي تدخل أو رد فعل من المعلمة، وهو ما وصفه بأنه غير منطقي من الناحية التربوية، مؤكدًا على ضرورة أن تنتبه المخرجة لمثل هذه التفاصيل الدقيقة، لما لها من تأثير في ترسيخ القيم الصحيحة داخل النص المسرحي.

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد بن محمد الحراصي، مدير دائرة التوجيه المهني والإرشاد الطلابي بتعليمية محافظة البريمي، أن العرض المسرحي حمل في طياته مضامين تربوية وقيمية غاية في الأهمية، تمس حياة الطالب بشكل مباشر، وتركز على جوانب جوهرية من الهوية الوطنية والثقافية. ومن أبرز هذه القيم التي سعى العمل لتسليط الضوء عليها: أهمية الحرف التقليدية، وضرورة صونها والمحافظة عليها بوصفها جزءًا أصيلًا من الموروث العُماني، يستحق الاعتزاز والافتخار به، ولا ينبغي التفريط فيه مهما تعاظمت مظاهر الحداثة.

وأشار الدكتور الحراصي إلى أن العرض لم يكتف بتسليط الضوء على البُعد التراثي فحسب، بل حمل كذلك رسالة إنسانية راقية تمثلت في الدعوة إلى التسامح، وتعزيز قيم التآلف والوئام بين أفراد المجتمع، مؤكدًا في هذا السياق أن الدين الإسلامي يحث على المحبة والتراحم، ويؤكد وحدة الصف ونبذ الفرقة.

وفي سياق حديثه عن أهمية المسرح في البيئة التربوية، أكد الحراصي أن المسرح يُعد بحق "أبو الفنون"، لما له من قدرة على تشكيل شخصية الطالب وتنميتها على نحو متكامل، إذ يسهم بشكل مباشر في بناء الثقة بالنفس، وتوسيع مدارك الطالب، وتطوير مهاراته الفكرية والوجدانية، إلى جانب إكسابه خبرات عملية وتفاعلية، سواء على الصعيد المحلي أو من خلال المشاركات الإقليمية والدولية.

وتواصلت فعاليات مهرجان المسرح المدرسي في فترته المسائية بمنافسات متنوعة، استُهلّت بمشاركة الطالب أحمد محمد الكحلاوي من مدرسة حي التراث للتعليم الأساسي، والذي قدّم معزوفة موسيقية ضمن مسابقة العزف الفردي، أظهر من خلالها قدرات عزفية لافتة.

وفي إطار العروض المسرحية، قدّم طلاب المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة عرضًا مسرحيًا بعنوان: "المسار"، من تأليف وإخراج راشد بن عبدالله البريكي. وتناول العمل إحدى القضايا التربوية التي تمس الطلبة في مرحلة حاسمة من مشوارهم التعليمي، وهي مرحلة اختيار التخصص الأكاديمي المناسب.

وسلط العرض الضوء على الحيرة التي تصيب الطلبة، لاسيما في الصف العاشر، عند مواجهة القرار المرتبط بمستقبلهم الأكاديمي، في ظل تعدد التخصصات وتشعّب مساراتها وتغير مسمياتها من وقت إلى آخر. وقد جاءت أحداث المسرحية لتجسّد هذه الحالة من خلال شخصية "سالم"، الطالب الذي يواجه ارتباكًا شديدًا في تحديد المسار التعليمي الذي سينتهجه، لتتوالى بعد ذلك مشاهد درامية مشوّقة تتخللها معلومات تثقيفية حول الخيارات المتاحة، عاكسة أهمية الإرشاد التربوي والتوجيه الأكاديمي في دعم الطالب ومساعدته على اتخاذ القرار السليم.

وضمن البرنامج المصاحب للمهرجان، نُظّمت في اليوم الثاني حلقة تدريبية تخصصية استهدفت الطلبة المشاركين في المهرجان، بعنوان: **"إعداد الممثل: من النص المسرحي إلى خشبة المسرح"**، قدّمها المدرب والمخرج المسرحي خالد بن ناصر الضوياني. وركّزت الحلقة على تأهيل الطلبة تمثيليًا وفنيًا من خلال مجموعة من المحاور التفاعلية التي شملت المهارات البدنية والنفسية والتقنية للممثل، وأساليب تطوير أدواته الفنية.

كما تناولت الحلقة أهمية التركيز الذهني والتواصل مع الجمهور، وفهم أبعاد الشخصية المسرحية، إلى جانب التعرف على العناصر الفنية المساندة مثل الإضاءة والمكياج والأزياء، مع توضيح آلية توظيف هذه العناصر ضمن رؤية إخراجية متكاملة. وهدفت الحلقة إلى تعزيز الوعي الفني لدى الطلبة، وربط الجانب النظري بالجانب التطبيقي، بما يساهم في بناء قاعدة معرفية ومهارية تؤهلهم للتميز في العروض المسرحية المدرسية.

مقالات مشابهة

  • مهرجان المسرح المدرسي العاشر يختتم فعالياته غدًا
  • توقيع بروتوكول بين مهرجان شنغهاي الدولي للفنون ودي-كاف وأرابيسك الدولية
  • بالصور.. توقيع بروتوكول تعاون بين مهرجاني دي كاف وشنغهاي
  • "الفنون الشعبية" يحتفل بعيد الربيع على مسرح البالون.. الجمعة
  • الجمعة.. تامر عبدالمنعم يشرف على الاستعدادات النهائية لحفل عيد الربيع
  • حفلات وندوات وفنون شعبية.. قصور الثقافة تطلق احتفالات ذكرى تحرير سيناء بالطور وشرم الشيخ ونويبع
  • انطلاق ملتقى الفجيرة الدولي للعود مايو المقبل
  • مسرح كامل العدد في أحتفالات شم النسيم بثقافة وادي النطرون
  • قصور الثقافة تطلق احتفالات ذكرى تحرير سيناء بالطور وشرم الشيخ ونويبع .. غدا
  • مهرجان المسرح المدرسي يواصل فعالياته لليوم الثالث وسط تألق طلابي