المرأة فى المسرح العربى.. صورة حاضرة فى كل الأزمنة المسرحية
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
يوسف عيدابى: لم تحظ المرأة السودانية بالمشاركة المسرحية إلا في بداية 1941
عواطف نعيم: أتمنى إطلاق اسم المناضلات العراقيات على أحد المسارح العراقية تخليدًا لدورهن
لينا أبيض: كيف يتجه المسرح إلى المستقبل وإسرائيل تهدد بالإبادة الجماعية في غزة ولبنان؟
إن الدراسات النسوية في ستينيات، وسبعينيات، وثمانينيات القرن الماضي، على الرصد التاريخي للأدب والفنون النسوية، للوقوف على دور النساء في الحياة الثقافية والأدبية والفنية، تزامنا مع حركات التحرر النسوي في العصر الحديث، مما استدعى وصف استراتيجي وتاريخي للفنون والآداب النسوية، ومن ثم الرجوع إلى الإنتاج النسوي للكاتبات والفنانات والناقدات ووضعه محل بحث وتنقيب.
فقد اختص مهرجان المسرح العربي في دورته الرابعة عشرة، التي أقيمت فعالياتها في العراق خلال الفترة من 10 حتى 18 يناير الجاري، المحور الفكري بمناقشة ورصد صورة المرأة في المسرح العربي، وكذلك إدراجها ضمن موضوعات مسابقة البحث العلمي المسرحي لعام 2023، لذلك تظل المرأة محل بحث وتنقيب المسرحيين والنقاد والباحثين في كل الأزمنة المسرحية، وفي السطور التالية نستعرض بعض آراء الأكاديميين والمسرحيين العرب لرصد صورة المرأة في المسرح العربي.
في البداية؛ قال الكاتب المسرحي السوداني الدكتور يوسف عيدابي، إن المرأة تظل محور تباحث على مر العصور في شتى المجالات، فالمرأة في المسرح بالوطن العربي، لما لها من ثقل وأهمية كبيرة في هذا الجانب المسرحي، وحتى وقت قريب كان مستحيل التمثيل على خشبة المسرح في بعض الدول العربية منذ الفترة الاستعمارية، وفي السودان كانت الفرقة الإنجليزية تقدم عروضا مسرحية تمثل فيها فتيات أجانب.
وأضاف عيدابي: وأيضا الفرقة المصرية تمثل فيها فتيات مصريات، وكذلك الفرق السورية وهكذا، أما السودانيين فكان محظور عليهم دخول هذه العروض المسرحية، وبالتالي لم يكن للمرأة حظ المشاركة إلا بداية من العام 1941، وعندما صعدت المرأة السودانية على خشبة المسرح عانت ما عانت حتى جونّت وتوفاها الله، ولكن الأوضاع الآن مختلفة وأصبح لدينا قطاع واسع من المشاركة الإيجابية للمرأة العربية في المسرح العربي.
وتابع عيدابي: أن هذه الدورة خصصت مسابقة البحث العلمي المسرحي للمرأة في المسرح العربي، ومن بين النماذج البحثية المختارة لشباب النقاد محل البحث: الدكتورة نهاد صليحة، ونوال السعداوي، وفتحية العسال، وسلوى بكر من "مصر"، ولطيفة أحرار، وأسما هوري من "المغرب"، وبسمة يونس، ووفاء شمس من "الإمارات"، وعواطف نعيم من "العراق"، ونادية عمران من "الأردن"، ونوال الإسكندراني من "تونس"، ونعيمة الزيطان من "المغرب"، وملحة عبدالله من "السعودية"، وغيرهن، وأتمنى أن المرأة تلقى حظها في المسرح بشكل أكثر.
وقالت المخرجة العراقية الدكتورة عواطف نعيم: عندما نتحدث عن المسرح فنحن نتكلم عن عالم كبير من الجمال والحضور والفكر، والمسرح بطبيعته منذ أن ابتكره الإغريق منبرا للديمقراطية والمعرفة، فلم يكن إلا متحركا ومتجددا لا يعرف السكون والثوابت، والمرأة في المسرح حاضرة في كل الأزمنة المسرحية سواء حين كان الرجال يمثلون شخصيات النساء أو كان النساء يمثلن شخصياتهن، فالمرأة حاضرة منذ سوفوكليس، وأسخيلوس، ويوربيدس، وشكسبير، ومن تلاهم من الكتاب العالميين والعرب، وبالدليل نتذكر دور النساء العظيمات منهن: ميديا، وأنتيجونا، وأفيجينا، والكترا.. وغيرهن، فهناك أسماء كثيرة في المسرح العالمي والعربي.
وتابعت نعيم: أن المسرح كائن يتحرك ويتطور ويزدهر على أيدي العنصر البشري صاحب العقل الخلاق الذي ابتكره ورسخ وجوده وأرسى لأجله الصروح والفضاءات على تنوعها أو اختلاف معمارها، فالمسرح الذي انطلق من أرض الإغريق وجاء في العالم أجمع دون أن يحمل جواز مرور إلا جواز الإبداع والابتكار، حيث وجد له أينما حل حاضنا وتقبلا وتفاعلا، فهو أيضا المسرح الذي يفتح أحضانه لكل عقلية إبداعية تجتهد وتبتكر وتغامر، فتغاير ما هو موجود وسائر إلى ما هو حداثي ومتجدد، وحينما نتحدث عن المسرح لا بد أن ننحنى لقامات ضحت من أجل أن يرسخ المسرح في بلدانها، فهناك نساء ضحين كي يترسخ المسرح ليكون ثابتا ومتواجدا وتظهر فيه شخصيات شابة تنويرية.
وتمنت "نعيم" أن تحمل إحدى دور العرض في العراق المسرح اسم "زينب" إحدى السيدات المناضلات، التي تصدت ووقفت في وجه الآخرين، فالمرأة موجودة ودورها مؤثر في المسرح العالمي أو العربي.
وقالت المخرجة اللبنانية الدكتورة لينا أبيض، إن المسرح وسيلة للتغير الاجتماعي وتحدي القيم والأعراف ومنتدى للمناقشة السياسية وهذا ليس بجديد، فمنذ البداية وكان المسرح يسير على هذا النحو، فنحن نعاني اليوم من ضجيج الحروب وانهيار للاقتصاد اللبناني الذي لا مثيل له في التاريخ وأيضا انفجار مرفق بيروت ولم نعرف ما السبب فيه حتى اليوم.
وأضافت أبيض، أنها ألقت الضوء على أعمالها المسرحية الرئيسية المنتجة طوال مشوارها الإخراجي، ومن خلال هذا التقييم تصورت المسرح الذي تخطط لإنتاجه في المستقبل، وما أدراك ما هو المستقبل وإسرائيل التي تهدد بالإبادة الجماعية غزة، ولبنان.. وغيرهما، فالمسرحيات التي قدمتها تدور حول ثلاث محاور وهي: الحروب الأهلية، وفلسطين، والنساء.
وتعرف لينا أبيض في لبنان كمخرجة نسوية تحدثت عن النساء في السجن برفقة الكاتبة نوال السعداوي، وعن مرض سرطان الثدي مع الممثلة العراقية نماء الورد، وذلك عن حريتهن الجنسية مع الفنانة جمانة حداد، وعن المعنفات وكيف تواجهن الحبيب القاطرى، وقد قدمت المرأة في دور "الجنرال" في مسرحية "الديكتاتور" للكاتب عصام محفوظ، تلك الجنرال المهوس بالسلطة في دولة عربية وخادمة المتملق، وهما يخططان إلى الانقلاب، فالمرأة في مسرحها ترمى في السجن، لأنها جريئة ومتمردة على الصعيد السياسي والإنساني، ولكن هي لم تتكلم عن هذه الأعمال، فهي تتحدث عن المسرح المواطن، والمسرح الإنساني.
فالمسرح المواطن عندما توقفت الحرب الأهلية اللبنانية تمنيت "أبيض" تقديم أمراء الحرب الذين ارتبكوا المجازر إلى محكمة عدل دولية في الواقع لم تتم محاسبة مرتكبي هذه الجرائم بل بالعكس، فالمجرمون أصبحوا نوابا ووزراء، وبما أنها تؤمن بأن المسرح هو إيقاذ للضمير فكانت أول مسرحية قدمتها كانت بعنوان "الكترا" لسوفوكليس، والكل يعرف حبكة المسرحية جيدا، فقد نقلت أحداث المسرحية في لبنان، ولكن الجمهور اللبناني لم يتعاطف مع الكترا، وكذلك عرض "منمنمات جزائرية" الذي تناول قضية الحرب الأهلية في الجزائر.
أما المسرح الذي ينقذ إنسانياتنا، فهناك العديد من الأعمال المسرحية التى تناولت هذا الجانب الإنساني منها: "ألاقي زيك فين يا علي" كتابة وتمثيل رائدة طه، إنه مونولوج عن سيرة أبيها الفدائي الذي استشهد في العام 1972 بعد أن قتلته القوات الخاصة الإسرائيلية، وتفكك خلالها طه صورة الشهيد ومن خلالها الكشف عن ذكرياتها ووصفها لتفاصيل مدفونة في أعماق خلايا ذكرياتها وذاكرتها.
ومما سبق فالحديث عن المرأة في المسرح لا يكل ولا يمل في العالم العربي، وهناك العديد من النماذج المسرحية تعبر عن معاناة وقضايا المرأة في كل بلدان العالم، والمسرح خير شاهدا على ذلك منذ قديم الأزل، فقد تناول العديد من الكتاب والمخرجين صورة المرأة في المسرح بشتى الطرق والرؤى المختلفة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المسرح العربى مهرجان المسرح العربي فی المسرح العربی المسرح الذی
إقرأ أيضاً:
الشيخ نعيم قاسم: المقاومة بخير ومستمرّة
الثورة نت|
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن “مشاركة الناس في تشييع سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله وصفيه الهاشمي السيد هاشم صفي الدين كانت استثنائية كأنهم يقولون إننا مستمرون وإنّا على العهد يا نصر الله”، وأضاف “أحسست في هذه الفترة أن هؤلاء الناس يعشقهم الإنسان، والآن فهمت علاقة العشق المتبادلة بين السيد الشهيد والناس”.
وفي مقابلة على قناة المنار، أضاف الشيخ قاسم “أدعو الناس كما كنتم دائمًا رافعين رؤوسكم إبقوا هكذا فأنتم أبناء السيد نصر الله”، وتابع “أنتم أبناء السيد حسن والمقاومة والشهداء وهذه المسيرة”، وأوضح متحدثًا عن جمهور المقاومة “هؤلاء جميعهم استشهاديون”.
ولفت إلى أن “التشييع ليس لشخصيْن رحلا بل للمستقبل وهذه صلة بين الأمينيْن العاميْن وبين المستقبل الذي سنتابع فيه مع الناس”، وأضاف “التشييع إعلان للانتصار على شاكلة ما نؤمن به بأننا استمرّينا وثبتنا الى آخر لحظة حتى جرى الاتفاق”، مؤكدًا أن “المقاومة فكرة تسري في العقول وهي متجذّرة ومتأصّلة وجمهورها صلب وصادق مستعدّ للوقوف في الملمّات”، ومشددًا على أن ” الأعداء يحلمون بأن يهزموا هذا الشعب لأنه موجود بالميدان وسابق للجميع”.
ولفت الشيخ قاسم إلى أنه “بعد شهادة السيد حسن نصر الله كان هناك تواصل مع السيد هاشم صفي الدين بخصوص يوم الدفن لكن الظروف كانت معقّدة وقررنا تأجيل الدفن بسبب الخطر على الناس”. وأضاف “تبيّن أن هذا التأجيل أتاح لنا فرصة أن نجد قطعة أرض على طريق المطار وأن يكون لنا فرصة لدعوة الناس للمشاركة”.
وحيّا سماحته “الشعب العراقي والمرجعية العراقية والعلماء والحشد والعتبات المقدسة الذين لديهم الاستعداد ليقدّموا، والشعب الايراني الذي كان حضوره بارزًا على الرغم من أن الطرق سُدّت في وجههم”. وشكر الفلسطينيين واليمنيين والتونسيين وكل الأفرقاء على مشاركتهم في التشييع.
وحول تواصله الأخير مع سيد شهداء الأمة، تابع سماحته “آخر مرة كنتُ في لقاء مباشر مع سماحة السيد بحضور عدد من أعضاء الشورى كان في 18 أيلول”، وأضاف “آخر اتصال مع سماحة السيد حصل في 21 أيلول اتصل بي وقال لي الحاج ابراهيم عقيل استشهد وطلب مني أن أصلّي في تشييعه وأتحدث بالمناسبة”.
وأردف الشيخ قاسم “بعد اغتيال سماحة السيد اتصلتُ بالسيد هاشم صفي الدين، وتحدّثنا عن موضوع الدفن، وتطرقنا إلى موضوع الأمانة العامة قبل الدفن كعنصر وعامل قوّة وطلبتُ أن يكون هو الأمين العام”، ولفت إلى أنه “استشهد السيد هاشم صفي الدين قبل أن يتمّ الإعلان عن انتخابه”.
وأضاف “تحدّثتُ في 30 أيلول أول كلمة مُتلفزة بصفتي نائب أمين عام بينما كان يتابع السيد هاشم صفي الدين مهام الأمين العام لحزب الله”.
وأوضح سماحته أنه “مع شهادة السيد هاشم شعرتُ بزلزال حصل وقلتُ انقلبت حياتي رأسًا على عقب، ولكن واقعًا لم أشعر لا بقلق أو توتّر بل شعرتُ بالتسديد الإلهي”، وأضاف “بعد شهادة السيد هاشم صفي الدين اتصلتُ بقيادة المقاومة العسكرية وطلبتُ منها إبلاغي ماذا بقي وليس ماذا ذهب”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أنه “ابتداء من تاريخ 8 تشرين الأول تغيّرت الصورة لصالح المقاومة”، وأضاف “استعدنا السيطرة بعد 10 أيام من العدوان”، وشدد على أن “الصمود الإسطوري للشباب والإمكانات التي كانت ما زالت متوفرة، وقدرتنا على ضرب “تل أبيب” والوصول إلى بيت نتنياهو وغيرها جعلت “الاسرائيلي” يذهب إلى الاتفاق”، ولفت إلى أنه “عندما توقّفنا يوم اتفاق وقف إطلاق النار توقّفنا مع قدرة موجودة”.
وأشار إلى أنه “لم نحاور عن ضعف”، وأضاف “نحن قلنا أن هذه المعركة لا نريدها وإذا أتى الوقت يريد “الاسرائيلي” التوقف تحت سقف قرار 1701 فنحن لم يكن لدينا المانع”.
وأكد أن المقاومة كانت “تستطيع قصف أي مكان في الكيان، لكن قرارنا كان قصف الأماكن العسكرية، لأنه إذا قصفنا الأماكن المدنية كنّا قدمنا ذريعة للعدو للاستهداف بشكل عشوائي”.
وفيما أكد أن “المقاومة بخير ومستمرّة لكن جُرحت وتأذّت وبذلت تضحيات”، أضاف “نُجري تحقيقًا لأخذ الدروس والعِبر والمحاسبة وأجرينا تغييرات في قلب المعركة”.
وحول اتفاق وقف اطلاق النار، قال سماحته “لا يوجد اتفاق سري ولا بنود تحت الطاولة، وفي هذا الاتفاق هناك كلمة جنوب نهر الليطاني خمس مرات”، وأضاف “هذا الاتفاق جزء من 1701 لانهاء العدوان وعلى “اسرائيل” أن تنسحب وكل العدوان المرتكب خروقات”.
وبما يتعلق بالنوايا التوسعية للعدو، قال الشيخ قاسم “”الاسرائيلي” صاحب نظرة توسعية، وإدخال الحاخامات على موقع العباد أكبر دليل على أننا أمام مشروع “اسرائيلي” كبير من المحيط الى الخليج”، وأضاف “إذا استمر الاحتلال لا بد من مواجهته بالجيش والشعب والمقاومة”، وتابع “المقاومة وشعبها لن يسمحا لـ “الإسرائيلي” بالاستمرار في العدوان”.
وتوجه الشيخ نعيم قاسم للعدو بالقول: “حتى لو بقيتم في النقاط الخمس كم ستبقون؟”، وأضاف “هذه المقاومة لن تدعكم تستمرون”.
وردًا على سؤال بالنسبة للحديث الأخير لوزير الخارجية اللبناني، قال سماحته “هو من يُعطي الذريعة لـ”اسرائيل””، وأضاف “2000 خرق “اسرائيلي” حتى الآن وعلى وزير الخارجية اللبناني أن يتحدث عن الخروقات الصهيونية”.