فعالية خطابية بمحافظة صنعاء لتأصيل الهوية الإيمانية
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
يمانيون../
نظمت بمحافظة صنعاء اليوم فعالية خطابية ثقافية لتأصيل الهوية الإيمانية، تحت شعار ” شهر رجب .. شهر الهوية الإيمانية”.
وفي الفعالية التي نظمتها مكاتب الصحة – الضرائب- ضرائب العقار- الجمارك – الزراعة – الغرفة التجارية – الثقافة – التعليم الفني والمسالخ، بحضور وكيل المحافظة للقطاع الجنوبي والشرقي عبد الملك الغربي، أكد وكيل المحافظة لقطاع الخدمات فارس الكهالي، أهمية هذه المناسبة التي تعد محطة لتعزيز الارتباط بالهوية الإيمانية للشعب اليمني.
وأشار إلى أن دخول اليمنيين الإسلام في أول جمعة من شهر رجب، تلبية لدعوة رسوله الله صلى الله عليه وآله وسلم، دون قتال، أوجب عليهم مواصلة السير من أجل تعزيز وترسيخ الهوية الإيمانية.
ولفت الوكيل الكهالي، إلى ثبات الموقف اليمني الداعم والمناصر للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، والدفاع عن المقدسات الإسلامية، مؤكداً أن على الجميع مواجهة العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني، والحفاظ على وحدة الصف وتعزيز الجبهة الداخلية.
فيما أشار مديرا الضرائب خالد المرتضى والتعليم الفني عزيز الرجالي ، إلى أن اليمنيين دأبوا على الاحتفاء بجمعة رجب منذ السنوات الأولى لدخولهم في الإسلام.. مؤكدين أن إحيائها إحياء للدين والقيم التي جاء بها الرسول الكريم صلوات الله عليه وعلى آله وسلم.
واستعرضا دور أهل اليمن في نصرة الدين والرسول الأعظم وارتباطهم بالمنهج القويم رغم محاولات الأعداء فصل الأمة الإسلامية عن دينها ونبيها الخاتم.
وحثا الجميع على الاستفادة من إحياء المناسبة في تجديد العهد لله ورسوله والتزود بالطاعات وتطبيق تعاليم الله في نشر الدين وتعزيز الأخلاق الحميدة في المجتمع ونبذ الأفكار الهدامة.
تخللت الفعالية التي حضرها مديرو المكاتب المنظمة ونوابهم وعدد من مديري الإدارات والموظفين، فقرات إنشادية ومسرحية، وقصيدة شعرية.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الهویة الإیمانیة
إقرأ أيضاً:
عبادات بلا رحمة.. حينما يغيب جوهر الدين عن القلوب
يحل رمضان شهر الرحمة والتسامح فتعلو الأصوات بالدعوة إلى الصلاة والقيام والصيام. لكن المفارقة الصادمة ان بعضا ممن يدعون إلى هذه العبادات يغفلون عن أسمى قيمها وهي الرحمة والعطاء. كيف لمن يخشع في صلاته ويتلو آيات الانفاق والعطف ان يغض الطرف عن جوع مسكين أو دمعة يتيم وهو قادر على العطاء.
لم يكن الدين يوما مجرد طقوس بل هو سلوك وأخلاق قبل ان يكون ممارسات ظاهرية. كم من أشخاص يحرصون على أداء الصلاة في أوقاتها ويقيمون الليل لكنهم لا يتورعون عن تجاهل المحتاجين. ربما يتفاخرون بولائمهم العامرة بينما هناك من يبيت بلا طعام. هؤلاء يمارسون تدينا شكليا يركز على الصورة لا الجوهر وهو نقيض لما جاء به الإسلام.
النبي محمد عليه الصلاة والسلام عندما سئل أي الإسلام خير قال تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. جعل العطاء صفة من صفات الإيمان الحق فلم يفصل بين العبادة والإحسان إلى الخلق. من أراد القرب من الله فلابد ان يكون قلبه ممتلئا بالرحمة ويده ممدودة بالعطاء.
الصيام ليس مجرد إمساك عن الطعام والشراب بل هو تجربة روحية تهدف إلى تهذيب النفس واستشعار معاناة الفقراء. من يصوم نهاره ويشعر بالجوع لساعات كيف له ان يتجاهل من يجوع طوال العام. من يردد قوله تعالى ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ثم يبخل بما يفيض عن حاجته كيف له ان يدعي التقوى.
الإسلام لم يجعل العبادات معزولة عن القيم الإنسانية بل جعلها مرتبطة بها ارتباطا وثيقا. النبي محمد عليه الصلاة والسلام قال من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. العبادات بلا أخلاق أو رحمة لا قيمة لها عند الله بل تتحول إلى مجرد طقوس فارغة لا تؤثر في القلوب.
مع حلول رمضان تزداد مظاهر البذخ في بعض المجتمعات حيث تنفق الاموال على الولائم الفاخرة والمناسبات الرمضانية. في المقابل يظل الفقراء يترقبون يدا تمتد اليهم لتخفف عنهم قسوة الحياة. هذا المشهد يعكس خللا في فهم المقاصد الحقيقية للصيام فهو ليس تخزين الطعام بالنهار ثم تناوله بوفرة في الليل.
الغرض من رمضان ليس إشباع الجسد فقط بل تربية النفس على الإحساس بالآخرين ومد يد العون لهم. الإسلام حذر من هذا التناقض فجاء في الحديث الشريف ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه. كيف لمن يشبع ان يغفل عن جوع من يسكن في نفس المدينة بل ربما في نفس الحي.
رمضان ليس مجرد موسم للعبادات الشكلية بل هو فرصة لتجديد العلاقة مع الله عبر الرحمة والعطاء. من كان ميسورا فليبحث عن الفقراء قبل ان يبحث عن موائد الإفطار الفاخرة. من كان حريصا على قيام الليل فليكن احرص على مساعدة المحتاجين فذلك القيام الحقيقي.
المجتمع بحاجة إلى صحوة إنسانية يفهم فيها الناس ان الإيمان ليس مجرد ركعات بل هو قلب يرحم ويد تعطي ونفس تسامح. من اراد القرب من الله فليرحم عباده أولا والا فلا حاجة لعبادته الجافة. الرحمة هي جوهر الدين وبدونها تتحول العبادات إلى حركات لا روح فيها.