يمانيون:
2024-10-03@14:18:31 GMT

على خطى ومسيرة شرف الدين

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

على خطى ومسيرة شرف الدين

عبدالله علي صبري
عشر سنوات على اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين وما تزال الفرقة السياسية اليمنية سيدة الموقف برغم أن مؤتمر الحوار الوطني الذي كان شهيدنا أحد أبرز رجالاته قد أسس لأرضية مشتركة كان بالإمكان البناء عليها لمعالجة أهم الأزمات والقضايا والمشكلات المستفحلة والانتقال إلى حياة سياسية جديدة تقوم على الشراكة في بناء الدولة المدنية الديمقراطية والحفاظ على وحدتها وسيادتها واستقلاليتها.

في مؤتمر الحوار الوطني 2013م خطف فريق أنصار الله المحاور الأضواء عن بقية القوى التقليدية والجديدة، وكان الشهيد الراحل حينها محور التأثير والتجديد في فريق بناء الدولة لدرجة أن تنظيم القاعدة الإرهابي قد حذر وهدد أعضاء المؤتمر من السير وراء الأفكار التي كان شرف الدين المهندس الرئيس لها..

على هامش المؤتمر التقيت الدكتور شرف الدين، وكأني أعرفه لأول مرة، ذلك أن اللقاءات السابقة كانت نادرة ومشمولة بالمجاملات الشخصية، أما هذه المرة فقد كان النقاش حول قضايا ومسائل وطنية متعلقة بحاضر ومستقبل البلد، وبرغم أهمية كل اللجان والموضوعات إلا أن الثقل الأكبر كان على فريق بناء الدولة الذي ينتظر منه أن يرسم ملامح النظام السياسي للدولة المدنية المنشودة، الأمر الذي جعل بقية أعضاء مؤتمر الحوار ينخرطون بشكل مباشر وغير مباشر في نقاشات فريق بناء الدولة، وكنت وغيري ننتهز فرصة الاستراحة بين جلسات المؤتمر للنقاشات غير الرسمية مع أهم المؤثرين بالمؤتمر وعلى رأسهم الشهيد شرف الدين.

غير أن ما جذبني أكثر إلى شخصية الراحل أنه هو الآخر كان مهتما بأداء بقية لجان مؤتمر الحوار، وكان يشجع كل صاحب رأي حر أو رؤية موضوعية، وقد فوجئت به أكثر من مرة يصافحني ويشجعني على بعض طروحاتي في المؤتمر ويقول بأنها في ميزان حسناتي عند الله..!

لدى الساسة وكما هو معتاد فإن الميزان مرتبط بالمصلحة الحزبية مثلا، وفي الحالة المتقدمة فإن قوة الآراء والمواقف مرتبطة بالمصلحة الوطنية العليا، وهذا ما كان يبدو عليه دور وأداء الدكتور أحمد شرف الدين الذي كانت مصلحة الوطن هي العنوان العريض لما يقول ويفعل. لكن الأهم من ذلك أن الشهيد كان يبتغي وجه الله أولا وأخيرا، وقد مزج بين العقلانية السياسية والصوفية الروحانية بشكل جعلت حتى من يختلف معه يعترفون له بالمصداقية والموضوعية وصوابية الرأي.

وبالنسبة لي فقد كنت اغتنم فرصة الود القائم بيننا، فأسأله كثيرا عن أنصار الله وهل يمكن أن تصبح الحركة حزبا سياسيا، وكيف للحركة أن تتجاوز فخاخ المذهبية الطائفية والقبلية العصبية، فكانت إجاباته الرصينة والعميقة تشدني أكثر إلى الرجل وإلى أنصار الله..

إلا أن الفترة الأهم التي كنت فيها قريبا من الدكتور الشهيد هي الأيام الثلاثة التي سبقت فاجعة اغتياله، إذ كنت عضوا بلجنة ضمانات تنفيذ قرارات مؤتمر الحوار، التي تشكلت قبيل إسدال الستار على مؤتمر الحوار. في هذه اللجنة التي كان الوقت ضاغطا عليها، حاولنا أن نتلافى أكبر أخطاء المؤتمر، الذي وإن توصل إلى مخرجات مهمة إلا أنه عجز عن التوصل إلى آليات وضمانات التنفيذ، وكان على اللجنة أن تعالج هذا الخلل في بضع جلسات..

طغت النقاشات الحزبية على أداء اللجنة، فيما كان الشهيد يتحدث بلغة المصلحة الوطنية العليا، ما جعل غالبية أعضاء اللجنة ينحازون إلى رؤى وأفكار الشهيد، الأمر الذي أثار حفيظة القوى التقليدية، التي حذرت هادي من أداء اللجنة، فدعانا إلى اجتماع طارئ، تحدث فيه عن خطورة المرحلة، وأن الوقت لم يعد متاحا لمزيد من النقاش داخل اللجنة وأنه لا بد من إنهاء أعمال مؤتمر الحوار، بل إنه هدد بالاستقالة من رئاسة الجمهورية أيضا.

عشية ذلك اليوم كان على اللجنة أن تنهي عملها بالحد الأدنى من التفاهمات، وفي صبيحة اليوم التالي كانت فاجعة اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين..
لم أستوعب الصدمة.. وأسدل الستار على مؤتمر الحوار بتلك النهاية الحزينة. وبالنسبة لي فإن اغتيال الدكتور وهو الرجل المحاور والمسالم والشخصية الجامعة فيما يقول ويفعل، قد فتح الباب على تساؤلات لا حدود لها.

كان طيفه حاضرا معي كلما سنحت لي فرصة للتأمل والمراجعة، ولا أدري متى قرأت العبارة التالية المنسوبة للشهيد، لكنها كانت حاسمة.
يقول الشهيد أحمد شرف الدين:

لسنا أهل دنيا، نحن أهل مسيرة، ولذلك لا نبتغي من انضمامنا إلى هذه المسيرة دنيا، ولا نريد زائلا، ولا نريد متاعا، إنما نريد أن نحقق الهدف الذي أمرنا الله تعالى أن نحققه، وهو السير إليه في مسيرة جماعية، نحن نسير الآن في مسيرة جماعية، والله سبحانه وتعالى سيبارك هذه المسيرة وسينصرها لأنها تتجه إليه ولا تتجه إلى أحد غيره.

ارتاح قلبي وعقلي إلى مصطلح “مسيرة جماعية” فقررت أن أكون واحدا من أبناء هذه المسيرة على خطى الشهيد الدكتور أحمد شرف الدين.. وقد كان.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: مؤتمر الحوار بناء الدولة

إقرأ أيضاً:

مجلس أمناء جامعة مصر للمعلوماتية يعين الدكتور أحمد حمد نائبًا للرئيس

.. و"بهجت": قامة مرموقة تساهم في تحقيق رؤيتنا

أعلنت جامعة مصر للمعلوماتية، تعيين الأستاذ الدكتور أحمد حمد، نائبا لرئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والذي بدوره سيشرف على تطبيق الاستراتيجية الأكاديمية للجامعة والتي تعتمد على تعزيز مجالات الابتكار وقيم التطور والإبداع، وتعظيم دور البحث العلمي المرموق وبرامج علوم المستقبل، مما جعل جامعة مصر للمعلوماتية منذ تأسيسها منارة أكاديمية مرموقة في مصر وإفريقيا والشرق الأوسط، تماشيًا مع تطلعات رؤية مصر 2030.

ويشار إلى أن الأستاذ الدكتور أحمد محمد حمد، حاصلا على دكتوراه في الهندسة الكهربائية من جامعة أورساي بفرنسا عام 1981 في مجال تحليل الأنظمة الإلكترونية، ولديه أكثر من 70 ورقة بحثية في المؤتمرات والدوريات الدولية والمحلية في مجالات مختلفة من تكنولوجيا المعلومات.

وحصل الدكتور أحمد حمد، على بكالوريوس العلوم في الهندسة الكهربائية من الكلية الفنية العسكرية بالقاهرة في مايو 1971، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، ودبلوم الدراسات العليا في أنظمة الطيران (إلكترونيات الطيران) من الكلية الفنية العسكرية عام 1972، بالإضافة لماجستير العلوم في أنظمة إلكترونيات الطائرات من جامعة برنو، تشيكوسلوفاكيا عام 1977.

وقدمت الدكتورة ريم بهجت رئيس جامعة مصر للمعلوماتية، التهنئة إلى الدكتور أحمد حمد لتوليه منصب نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، مؤكدة على أنه قيمة علمية وقامة وأكاديمية مرموقة سوف تكون إضافة قوية للجامعة، لنعمل سويًا وفق الاستراتيجية الحاكمة للجامعة والتي تستهدف الوصول إلى الترتيبات المتقدمة في التصنيفات العالمية طبقًا لما تمتلكه الجامعة من إمكانيات تمكنها من ذلك.

من جهته أشار الدكتور أحمد حمد نائب رئيس جامعة مصر للمعلوماتية، إلى سعادته بتولي هذا المنصب وانضمامه إلى هذا الكيان الأكاديمي المرموق كونه يحمل اسم مصر ومتخصص في المعلوماتية بكافة أفرعها، والمعبر عن الرؤية الثاقبة للمستقبل. موضحًا أهمية وفاعلية الدور الذي تقدمه الجامعة في بناء أجيال مجهزة بالعلوم الحديثة لتصبح فيما بعد حملة مشاعل التنوير المعلوماتي بعد أن يكونوا مشاركين في تحويل الرؤية إلى واقع.

وأكد حمد أن رسالة الجامعة لإعداد قادة المستقبل للقطاع التكنولوجي تتحقق بشكل كبير، فهذه الأولوية تتجسد من خلال المستوى المرموق والرفيع للتعليم وتفاني أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية في العطاء.

ويملك الدكتور أحمد حمد رصيدًا حافلًا من الإسهامات الأكاديمية والبحثية والمجتمعية والتي من أبرزها
أستاذ متفرغ لنظم الحاسبات بجامعة عين شمس
أستاذ مساعد في الأنظمة الإلكترونية، 1989.
أستاذ في الإلكترونيات الرقمية، 1997.
عضو مدى الحياة في جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات IEEE.
عضو منذ عام 2005 في جمعية ACM  
رئيس قسم الكترونيات الطائرات بالكلية الفنية العسكرية 1992-1996.
أستاذ في قسم نظم الحاسبات، كلية الحاسبات والمعلومات، جامعة عين شمس، في مايو 1998.
وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، وكيل الكلية لشؤن التعليم والطلاب، وكيل الكلية لشؤون البيئة والمجتمع  في كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس (سبتمبر 1998 – نوفمبر 2004 ). 
عميد كلية نظم المعلومات وعلوم الحاسب بجامعة 6 أكتوبر (نوفمبر 2004 – نوفمبر 2008).
عميد كلية المعلوماتية وعلوم الحاسب بالجامعة البريطانية في مصر (ديسمبر 2008 – أكتوبر 2014).
انتخب ممثلًا للمنطقة العربية في تقرير الرصد العالمي للتعليم العالي التابع لليونسكو لعامي 2016 و2017.
شغل الأستاذ الدكتور أحمد حمد منصب رئيس الجامعة البريطانية في مصر خلال الفترة من (أكتوبر 2014 – فبراير2021)، كما تولى منصب نائب رئيس جامعة الحياة بالقاهرة (سبتمبر 2022 - فبراير 2023)، وشغل أيضًا منصب رئيس جامعة الريادة خلال الفترة من مارس إلى ديسمبر 2023.

يذكر أن جامعة مصر للمعلوماتية تعد من أوائل الجامعات المتخصصة بالشرق الأوسط وإفريقيا في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمجالات المتأثرة بها، وأسستها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتصبح مؤسسة أكاديمية رائدة تقدم برامج تعليمية متخصصة لسد حاجة سوق العمل من المتخصصين في أحدث مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وتضم جامعة مصر للمعلوماتية 4 كليات هي: (علوم الحاسب والمعلومات، والهندسة، وتكنولوجيا الأعمال، والفنون الرقمية والتصميم)، وتقدم 16 برنامج تعليمي متخصص لسد حاجة سوق العمل من المتخصصين في أحدث مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل: الذكاء الاصطناعي وعلوم وهندسة البيانات، وهندسة الإلكترونيات والاتصالات، وتحليل الأعمال والتسويق الرقمي، وفنون الرسوم المتحركة وتجربة المستخدم وتصميم الألعاب الإلكترونية.

مقالات مشابهة

  • الدكتور عمر الغنيمي يدعم فريق السلة في البطولة العربية
  • محافظ الإسماعيلية يستقبل الدكتور عبد المنعم عمارة
  • الدكتور سامي هاشم رئيسا لتعليم النواب
  • في ذكرى ميلاد الفنانة ماجدة الخطيب.. محطات ومسيرة فنية لا تنسى
  • مع ذكرى ميلادها.. محطات ومسيرة فنية لا تُنسى للراحلة ماجدة الخطيب (فيديو)
  • الدكتور العيسى: وثيقة مكة ترسي حقيقة الإسلام
  • رسالة مجاهدي حزب الله إلى الشهيد حسن نصر الله
  • من هو الشهيد عبود شاهين الذي طارده الاحتلال والسلطة؟
  • مجلس أمناء جامعة مصر للمعلوماتية يعين الدكتور أحمد حمد نائبًا للرئيس
  • تكريم الدكتور محمد العجمي بإعلام 6 أكتوبر