الظفرة.. وجهة عشاق السياحة الصحراوية والصيد المستدام
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
تستقطب دولة الإمارات بسحرها الصحراوي السياح وهواة المغامرات البرية والصيد المستدام، وقد أظهرت الدولة ممثلة في الجهات الثقافية والسياحية عناية خاصة بكنوز الصحراء، لا سيما أنها تحتل مساحة تصل إلى نحو ثلاثة أرباع مساحة الإمارات، وحرصت على لفت الأنظار إليها، واستثمار سحرها الطبيعي وإقامة المحميات والعناية بها، وتنظيم الفعاليات والأنشطة الرياضية والتراثية، وبناء المنتجعات الفاخرة التي فرضت حضورها على خريطة السياحة العالمية.
وتبرز من بين أهم هذه الوجهات على خريطة السياحة الصحراوية منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي التي تستقطب على مدار العام الزوار المحليين والسياح من خارج الدولة.
ويزداد معدل الإقبال على منطقة الظفرة طيلة فصل الشتاء، بالتزامن مع النسخة الرابعة من حملة «أجمل شتاء في العالم» التي تشكل أكبر حملة من نوعها لإبراز خيارات السياحة الداخلية المتنوعة في مختلف أنحاء الإمارات، كما تعرّف الزوار المحليين والسياح من خارج الدولة بشتاء الإمارات المعتدل، ومقوّمات الجذب التي توفرها الدولة لزوارها.
وتكتسب حملة «أجمل شتاء في العالم» لهذا العام أهمية خاصة، انطلاقاً من شعارها «قصص لا تنسى» وما يحمله من دلالات حول ثراء المقومات السياحة في دولة الإمارات، التي توفر تجارب فريدة ترسخ في ذاكرة الزوار والسياح لفترة طويلة.
وجهة عالمية
وشكلت منطقة الظفرة نقطة جذب متفردة على صعيد السياحة واستقطاب عشاق الطبيعة البكر والصحراء الممتدة، بفضل ما تحتضنه من محميات طبيعية ومهرجانات ثقافية تراثية، ومنتجعات راقية تستهوي عشاق الاسترخاء في أحضان الصحراء.
ومن أبرز الوجهات في المنطقة تأتي محمية المرزوم للصيد، التي تعد الأولى عالمياً في مجال الصيد المستدام الذي يجمع بين الحفاظ على التوازن البيئي والكائنات المهددة بالانقراض من جهة، ومتعة السياحة الصحراوية والصيد التقليدي بالصقارة والسلوقي وفراسة الصحراء وكافة أوجه التراث من جهة أخرى.
وقد فتحت محمية المرزوم أبوابها في عام 2015، حيث تعد أول وأكبر محمية في دولة الإمارات لممارسة الصيد بالطرق التقليدية عن طريق الصقور والسلوقي، وتقدم المحمية تجربة ثقافية وسياحية فريدة للصيد التقليدي، وتعزز الوعي بالصقارة وصون البيئة والتراث.
وتصل مساحة محمية المرزوم إلى 923 كيلومتراً مربعاً، وتستقبل المحمية الصقارين وهواة الصيد التقليدي والزوار بشكل يومي (على مدار 7 أيام أسبوعياً)، وضمن فترتين للصيد باليوم الواحد (صباحية ومسائية)، إذ توفر لمرتاديها تجربة الاستمتاع بالطبيعة والبيئة الخلابة التي تمتاز بها المحمية، إلى جانب ممارسة هواية الصيد التقليدي.
وقد استقطبت المحمية منذ تدشينها أكثر من 10 آلاف زائر من الصقارين والسياح العرب والأجانب، خصوصاً من عشاق الصقارة والصيد التقليدي والسياحة الصحراوية. وتتيح محمية المرزوم المجال للصقارين لممارسة هذه الهواية الأصيلة داخل الدولة ضمن إطار الصيد المستدام مع المحافظة على البيئات الطبيعية التي تؤويها المنطقة المحمية، بالتزامن مع الحرص على حماية عناصرها الحيوية والجيولوجية، وتعزيز برامج إعادة توطين الأنواع البرية المهددة بالانقراض، وتخصيص المحمية كموئل للصقارة بالأسلوب التقليدي، كما تتيح المحمية الفرصة للعلماء والباحثين لإجراء الدراسات الميدانية.
وللحفاظ على التنوع البيئي في المنطقة، تشترط المحمية على جميع مُرتاديها التقيّد بقانون الصيد في إمارة أبوظبي ضمن إطار الصيد المُستدام، والالتزام ببعض الشروط الضرورية التي تمّ اعتمادها، بما يكفل نجاح تجربة الصيد للجميع وعدم إلحاق أي ضرر بالمحمية وما تحتويه من كنوز طبيعية، وعدم التسبب بأي إزعاج أو إيذاء للحياة البرية أو الأشجار أو النباتات.
محميات طبيعية
تحتضن منطقة الظفرة إلى جوار محمية المرزوم العديد من المحميات الطبيعية الجاذبة والتي تمتاز كل منها بطبيعتها الخاصة والكائنات البرية التي تحتضنها، وتتنافس في حجم المساحات الخضراء التي تلقي بظلالها على رواد المحميات.
ومن هذه الوجهات محمية الرملة في منطقة الظفرة التي تعد واحدة من أكبر المحميات الطبيعية، وتمتد على مساحة إجمالية قدرها 544 كيلومتراً مربعاً، فيما تعد محمية قصر السراب من أهم المحميات للسياحة البيئية، كما أنها إحدى أهم المحميات التي يجول فيها المها العربي بحُرية، في منطقة الربع الخالي، وتبلغ مساحتها 308 كيلومترات من الكثبان الرملية الطبيعية والمسطحات الملحية، وتضم أكثر من 30 نوعاً من الطيور و13 نوعاً من الزواحف و10 أنواع من الثدييات، بما في ذلك المها العربي الذي أعادته أبوظبي من حافة الانقراض وتم إعادة توطينه بنجاح في البرية.
وتمثل محمية يو الدبسا الوجهة المُثلى للنباتات المحلية في منطقة الظفرة وتمتد على مساحة إجمالية قدرها 212 كيلومتراً مربعاً، فيما تستضيف محمية الحبارى أكبر برامج لإعادة توطين الحبارى في المنطقة، كما أنها المحمية الوحيدة التي شوهد فيها قط الرمال بعد فترة زمنية طويلة لم يُسجل له خلالها أي مشاهدة، وكذلك محمية بدع هزاع التي تغطي الغابات أكثر من 75% من مساحتها وتمتد على مساحة 77 كيلومتراً مربعاً، كما تعتبر محمية برقا الصقور من أهم مواقع تكاثر الحبارى ويكسوها غطاء نباتي مميز، في حين تعد محمية الطوي واحدة من المناطق المهمة لتكاثر الحبارى بمساحة إجمالية قدرها 46 كيلومتراً مربعاً.
مهرجانات ثقافية
عززت الفعاليات الثقافية والمهرجانات التي تحتضنها منطقة الظفرة من مكانتها السياحية، وشكلت فرصة سانحة للتعرف إلى جوهر الثقافة المحلية وتحفيز النشاط الاقتصادي في المنطقة.
وقد أسهم مهرجان الظفرة الذي يعقد في مدينة زايد «بوابة الربع الخالي» في تعزيز مكانة المنطقة إقليمياً وعالمياً كوجهة سياحية تراثية، ويعد واحداً من أهم المناسبات السياحية التي تستقطب عشاق السياحة التراثية والصحراوية من المنطقة ومختلف دول العالم.
سلالات
يستهدف مهرجان الظفرة بأنشطته المتنوعة الحفاظ على سلالات الإبل الأصيلة من خلال دعم مُلاك الإبل بجوائز سنوية مجزية وإتاحة الفرصة أمامهم لتسويق إبلهم لأكبر عدد من المهتمين، بما يجعله الملتقى الأول إقليمياً وعالمياً لهواة وملاك الإبل، وكذلك المساهمة في تطوير السياحة الثقافية وتحفيز النشاط الاقتصادي في منطقة الظفرة وإمارة أبوظبي ودولة الإمارات بشكل عام، والترويج لبوابة الربع الخالي، واستقطاب عشاق السياحة البيئية والصحراوية والمسابقات التراثية مثل الصيد بالصقور والخيول العربية الأصيلة والسلوقي العربي والرماية.
ويستمر مهرجان الظفرة هذا العام بدورته الـ 17، والذي انطلق 21 أكتوبر 2023، إلى 8 فبراير 2024، وتعتبر هذه الدورة هي الأضخم منذ انطلاقه عام 2008.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الظفرة السياحة الصيد الصحراء السیاحة الصحراویة الصید المستدام الصید التقلیدی محمیة المرزوم منطقة الظفرة فی المنطقة فی منطقة
إقرأ أيضاً:
متخصصون: "ازرع الإمارات" تعزز الإنتاج المحلي وتحقق الأمن الغذائي المستدام
تأتي مبادرة "ازرع الإمارات" كجزء من جهود الدولة لتعزيز الأمن الغذائي المستدام وتحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال تنمية الزراعة المستدامة وتوسيع مساحة المحاصيل المحلية.
وقالت رزان الحمادي، مدير إدارة التنمية الخضراء بدائرة الزراعة والثروة الحيوانية في الشارقة، إن "مبادرة "ازرع الإمارات" خطوة استراتيجية نحو تعزيز منظومة الأمن الغذائي في دولة الإمارات، وتهدف إلى زيادة الإنتاج المحلي من المحاصيل الزراعية وتشجيع الأفراد والمجتمع على دعم الزراعة المستدامة، كما تسهم في دعم التنوع الزراعي والحد من الاعتماد على الاستيراد، ما يعزز من قدرة الدولة على مواجهة تحديات الأمن الغذائي".
وأكدت عبر 24 أن "التوسع في الزراعة المحلية لا يعزز فقط الاكتفاء الذاتي المحلي، بل يسهم أيضًا في بناء نظام غذائي أكثر مرونة واستدامة، لتحقيق أهدافنا الوطنية في مجال الأمن الغذائي وتوفير موارد غذائية صحية وآمنة لمجتمعنا".
رافد أساسي من جانبه، أوضح حميد الزعابي، الخبير الزراعي، أنه "في ظل التحديات المناخية والبيئية، وقلة المياه، تمثل مبادرة "ازرع الإمارات" رافدًا أساسيًا لمنظومة الأمن الغذائي في الدولة، وتشجيع الأفراد والمؤسسات على المشاركة في الزراعة المحلية وتنمية الموارد الغذائية".وقال: "كمزارعين بدأنا بزراعة القمح منذ 8 سنوات، وبعد أربع سنوات تبنت حكومة الشارقة موضوع القمح وزراعته على مساحات شاسعة بعد نجاح التجربة في المزارع، واليوم زراعة القمح منتشرة ليس فقط في الشارقة ولكن على مستوى المزارعين والمَزارع في كل إمارات الدولة، وباشرنا أيضاً في زراعة الأرز، كما بدأنا في الإنتاج المحلي لدعم واستدامة الأمن الغذائي في الدولة." مستقبل غذائي وأشار الدكتور أحمد مجر، خبير استصلاح الأراضي المالحة والزراعة الملحية، إلى أن "مبادرة "ازرع الإمارات" تعكس التزام الإمارات ببناء مستقبل غذائي مستدام ومرن، وتوفير منتجات محلية صحية تلبي احتياجات المجتمع وتساهم في استقرار سلاسل الإمداد الغذائية في الدولة."
ومضى قائلاً: "تعزز المبادرة ترسيخ ثقافة الزراعة المحلية كدعامة أساسية للأمن الغذائي في الدولة، وتحفيز أفراد المجتمع على الاستثمار في الزراعة المستدامة، وتقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز الاكتفاء الذاتي".