عرعر- واس

أصبحت قرية حزم الجلاميد، إحدى القرى القديمة بمنطقة الحدود الشمالية “نحو 100 كم غرب مدينة عرعر”، محط أنظار الشركات العالمية للطاقة ووسائل الإعلام، بعد الإعلان عن وجود كميات ضخمة من الفوسفات فيها قبل ما يقارب 13 عاماً.

وكانت حزم الجلاميد التي اشتهرت بكثرة الحجر الأبيض، عبارة عن قرية صغيرة يقطنها عددٌ قليل من السكان، ومحطة لاستراحة المسافرين القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي للمملكة، والمغادرين من مختلف مناطق المملكة إلى بلاد الشام، كما عرفت كمقصد سياحي وترفيهي لهواة قنص الطيور في مواسم الربيع.

وأسهم التحول الكبير للقرية، بعد اكتشاف الفوسفات فيها، لقيام العديد من المشاريع الخاصة بالقطاع الصناعي، وتوفير فرص العمل لأبناء وبنات منطقة الحدود الشمالية، ومناطق المملكة بشكل عام، كونها باتت من القرى المشهورة صناعياً على مستوى المملكة والعالم لوجود أهم مناجم الفوسفات.

وكان معالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد المديفر خلال مشاركته في منتدى الحدود الشمالية للاستثمار 2023م نوفمبر الماضي، قال: “بإن منطقة الحدود الشمالية تضم 25 % من إجمالي الثروة المعدنية بالمملكة، بقيمة إجمالية تصل إلى 1.2 تريليون ريال، مشيراً إلى أن الميزة التنافسية بالمنطقة كبيرة بوجود الفوسفات، حيث استثمرت المملكة في البنية التحتية ما يزيد عن 120 ملياراً لدعم ونجاح المشاريع، لافتاً النظر إلى أن المملكة تعمل على دراسة تمكين مشروع فوسفات 4، وفوسفات 5 بقيمة تقارب 80 مليار ريال، وأن المصانع في منطقة الحدود الشمالية، ستكون أساساً لبناء صناعة حديثة بمقومات واستثمارات ستزيد عن 220 مليار ريال قبل نهاية عام 2035،م.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: حزم الجلاميد الحدود الشمالیة

إقرأ أيضاً:

“يا عارك يابو سعود”!

“يا عارك يابو سعود”!
رواية سمعها:د. #ماجد_توهان_الزبيدي


كنّا أمس بعد إفطار اليوم الأول من صيام #رمضان في خيمة عزاء جارتنا بالحارة “أُم شادي”،وتوافد جمع غفير من المعزين من الجيران وأنحاء مختلفة من بلدتنا وخارج بلدتنا ،ربما لمعرفة كثير من المعزين بزوجها وعائلته.
وكعادة من يتوافد للعزاء بالراحلين من الناس بمجتمعنا ،أخذ كل بضعة رجال يتحلقون في حلقة شبه مغلقة عن جاراتها من حلقات مماثلة،كل حلقة حسب حمولتها أو مهنتها أو علاقاتها المجتمعية، ويعلو كل حلقة سحابة متصاعدة متحركة كعاصفة مصغرة من سحب دخان كثيفة لا تتوقف عن تغطية كل فضاءات خيمة العزاء شبه المغلقة بسبب بقايا التيارات الهوائية الباردة التي حملها لنا شهر شباط الماضي وماتزال تثقل غُرة آذار الحالي ،ثم تتغلغل في صدور ورئات الناس من كبار السن والشباب والصغار دون تمييز بينهم ،فلا تسمع سوى العطاس يتلوه عطاس ،وقحة تتبعها قحة،دون إكتراث من أولئك الذين ينتقمون من الحياة بإشعال صدورهم ورئاتهم وجيوبهم وصحة أفراد عائلاتهم بالهروب بنفث التبغ،فترى الواحد منهم يفد لديوان العزاء حاملاً باليسرى هاتفه وباليمنى علبتتي دخان،أقسم مُسبقاً لينتقم منهما إلى الآذن الثاني والأخير قبيل الإمساك عن الطعام والشراب في حركة مصمصة مستمرة للتبغ ولطع فناجين القهوة بُعيد لحظات من آذان الإفطار،وكأن الرجل منهم في سباق مع الزمن في مسابقة الجري لحفرة الموت!إلى درجة أن بعض أولئك القوم يتراهن مع شلته على الخلاص من علبة الدخان الثالثة،في الوقت الذي يُعرف عنه كثرة إستدانته من دكانة جاره لزيت الطبيخ والخضروات وأحيانا للخبز من المخبز المجاور في وقت أن كل إحتياجات منزله اليومية ،لو هو أراد،ربما لا تصل قيمتها المالية ،إلى ثمن علب التبغ الثلاثة التي يحرقها في مسامات رئتيه،!
إلّا أن كل تلك العادات السيئة القاتلة للنفس وللأسرة وللمحيط المجاور ،ربما ليست هي جوهر موضوعنا اليوم ،مقارنة مع الموضوعات الرئيسة لفحوى أحاديث المُتحلقين التي قد تتمركز كلها او جًلّها،في أكل لحوم بعضهم البعض فيما بينهم، ومن وراء بعضهم البعض!
لم يشفع لكثير من غير المدخنين الذين راحوا في مشوار مستمر من العطس والقح والسعال ،تلك اليافطات الكبيرة المنصوبة في زوايا خيمة العزاء والتي تناشد المدخنين عدم التدخين أثناء وجودهم للعزاء رحمة بالعباد وبأنفسهم،وكأنها غير موجودة أصلاً،وان تأثير مفعولها كتأثير الأسفار فوق الدواب التي تحملها على عقولها،!
بعد ساعة ،تزيد أو تقلُّ قليلاً،دخل المختار “ابو سعود” مُعزّياً،فتوقفت أحاديث النميمة وسواليف غلاء أسعار الكوسا المحشي(“قرّع بو طزّينة “بلهجة عرب المغرب العربي)و”الخيار” في رمضان الحالي، و”جرة الغاز البلاستيكية” وافضل محلّات القطايف هذا العام،وغير ذلك من سواليف “الوحام” التي يشترك فيه في كل شهور رمضان، ملايين الرجال الذكور العرب مع النساء الحوامل!
تحوّل حديث حلقات المتحلقين النافثين لدخان التبغ على مدار اللحظة،في كل أرجاء الخيمة،صوب المختار “ابو سعود”،وأجمع جميع ماضغي لحم الرجل على أنه يرفل حاليا من شهرين بنعمة واضحة نزلت عليه مرة واحدة من دون أي سبب مقتع،بعد أن بات واضحا لجميع أهل البلدة أنه خسر في موسمين زراعيين متتاليين من تجارة حمضيات الليمون(“قارص” بلهة اهلنا المغاربة) التي بات سعر الكيلو غرام الواحد منها بالجملة أقل من سبعين فلساّ في السوق المركزي ،وهو مادفعه مع معظم مُزارعي الحمضيات لقطع أشجار معظمها وإستبدالها بزراعة جديدة لأشجار مثمرة ك”الأوفكادو” وأخرى جديدة على بيئتنا من أشجار فاكهة صينبة ك”التنين” وأخرى ذكرها المتحلقون لم يستطع الكاتب تذكرها الآن!
ذهب الخائضون بإستغابة المختار مذاهب شتّى في بيان سر النعمة الجديدة عليه ، كسيارته الجديدة “تسلا” بعد عقد كامل كان خلاله ، يحرث على سيارة “كيا تو””مهررة” على وصف أحدهم ، وشقته الجديدة . وقد رد بعض اولئك القوم سر نعمة المختار، لوشايته بالنشطاء من أهل الحراك الحزبي والثقافي،بينما قال آخرون ربما يعود ذلك لحماية المختار لعصابة من مُّروجي الحبوب على طلبة المدارس والعاطابن عن العمل، بالتقسيط المريح،وأرجعه البعض لإستغلاله الفظيع للعمال العرب الوافدين من مصريين وسوريين،من حيث كفالتهم مقابل ألف دينار عن كل عقد ،وقضم جزء من أجرتهم اليومية ،بعد تهديدهم بتسفيرهم حال إعتراضهم!
وبينما القوم يتسابقون في تشكيل سحب الدخان الكثيف في كل أرجاء خيمة العزاء ،ويتقاسمون لحم المختار وعظامه فيما بينهم ، وقف وسطهم رجل وقور بقي صامتاًّ طيلة فترة العزاء،ثم نظر في وجوههم بكل ثقة،مما الزمهم الصمت فجأة ومرة واحدة،كما يُلجم الرئيس “ترامب”اعضاء حكومته حال وجوده! ثم قال:”أنتم من ساعة ونيّف تسترجعون إتهامات سابقة للمختار تخلّى عنها الرجل لعدم جدواها المالي،ولإفتضاح أمره،لكنكم لا تعلمون تجارة الرجل الجديدة والخطيرة والعميلة والمتصهينة….
وهنا قاطعه أكثر من رجل من اصحاب التجارب التنظيمية سابقاً في أحزااب وحركات سياسية كانت محظورة زمن السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي،وأبدوا إستهزاءهم بالرجل المتحدث من حيث أن المختار لم يكن يوميا من أهل الحراك أو السياسة أو الوعي كي يُغامر في تجارة سياسية او غير سياسية!
تنحنح الرجل وأطلق ضحكة بان منها تكرار إستهزاءه بمن عارضه قبل لحظات من جلسائه بخصوص أسباب النعمة المُستحدثة الظاهرة على المختار،ثم قال بثقة وبنبرة جدّية أظهرت ثقة الرجل بقوله :”أيها القوم الذين لا همّ لكم سوى طق الحنك ونفث التبغ وأحاديث الطعام والشراب والقطايف ،كعادتكم على مدار العمر ،هل فكرّتم للحظة أن كل المزارع الجماعية للصهاينة في شمال فلسطين وجنوبها طيلة شهور “طوفان الأقصى” من خمسة عشر شهرا وللآن،باتت خاوية على عروشها وماتت ثمارها على أشجارها،بعد هروب أصحابها من يوم السابع والثامن من أكتوبر من العام 2023،وبات سعر الخضروات والفاكهة في الكيان الجبان يقترب من أسعار اللحوم….
وهنا أطلق أحد السامعين ضحكة مسموعة إستهزاءاً من قول الرجل ليرد عليه بالقول:أنت تسكت خالص يابو القطايف وجوزها معها! يا أللي لا لون لك ولا طعم في الحياة!قاطعني عندما اكمل حديثي!
أكمل الرجل حديثه بالقول:”أيها النافثون للسمّ بصدور المعزين،أيها الثرثارون في عزاء الأموات:هل تعلمون أن المختار هو رئيس عصابة تهريب الرجال البنغاليين لأمتار قبيل الحدود مع فلسطين،كي يعملون في إحياء المزارع الجماعية (الكيبوتسات) في منظقة مستعمرات الحدود مع قطاع غزة ،ومستعمرات الحدود، مع لبنان التي هرب مستوطنوها من صواريخ المقاومة الباسلة،ويبست أغصانها بعد هلاك ثمارها،وان المختار يتقاضى ألفين وخمسمائة دولار أميركي عن كل رأس بنغالي،وأن الطريقة في كل ذلك هي إنبطاح البنغالي الذي يتم تهريبه تحت صناديق الخضروات والفاكهة تارة ،وتحت تراب القلابات بعد ربط بربيش متصل بالهوء من حول فمه وأنفه ثم “كبّه”قرب الحدود مع فلسطين لتلتقطه هناك في المقابل أفراد من عصابة عربية ايضا يتقاضون هم ايضا المبلغ ذاته الذي تتقاضاه عصابة المختار؟!
وهنا فغر المتحلّقون أفواههم ، وشخصت أبصارهم ،وباتوا كالبلهاء ينظرون في وجوه بعضهم،مُصدّقين وغير مُصدّقين قول الرجل الذي يجمعون كلهم على صدقه وجدّيته في أحاديثه معهم من ربع قرن من معرفتهم به،ثم راحوا يضربون كفاً بكف،ويُردد ُ بعضهم:”ياعارك يابو سعود، وعار حمولتك” !(6 آذار 25)

مقالات مشابهة

  • “يا عارك يابو سعود”!
  • سلطات الخرطوم تكشف عن “كارثة” في محطة مياه بحري
  • الأرصاد ينبّه من هطول أمطار من متوسطة إلى غزيرة على منطقة الحدود الشمالية
  • الأمير فيصل بن خالد بن سلطان يدشّن إلكترونيًا المقر الجديد لجمعية نماء للخدمات الوقفية بالحدود الشمالية
  • ثابت : الحرب “الإسرائيلية” دمَّرت قطاع الكهرباء في غزَّة
  • أبريل المقبل.. المملكة المتحدة تطلب تصاريح دخول رقمية للمسافرين
  • أمير الحدود الشمالية يدشّن مبادرة “في شهر الخير أبشر بالخير 5”
  • وزير الصناعة والثروة المعدنية يطلق النسخة الرابعة من حملة “نجود بخيرنا” الخيرية
  • المزارع الريفية غرب رفحاء وجهة سياحية واعدة تجمع بين الترفيه والطبيعة
  • أمير الحدود الشمالية يقيم مأدبة إفطار لأهالي المنطقة