سحر الحرف وجمالية الخطوط في أعمال إغلي
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
محمد نجيم (الرباط)
بتقنيات عالية وأسلوب فني ينهل من أعرق مدارس الخط العربي، يأخذنا الفنان والخطاط المغربي رشيد إغلي إلى عوالمه الفنية المدهشة في معرضه المنظم حديثاً برواق باب الجديد في مدينة تيزنيت، حيث يقدم فيه رشيد إغلي أعماله التي تستمد مقوماتها الجمالية من روح الخط العربي وأنساقه الجمالية المتنوعة، أعمال فنية قادرة على إحداث هزة بصرية لدى المتلقّي الذي ينتشي بسحر الحرف وتموُّجات الخطوط، ففي هذه الأعمال خاصيات جمالية مبتكرة وبوحٍ بصري قادر على إتاحة أكثر من قراءة للعمل الفنّي.
دائرية الكون
يقول الفنان والحروفي رشيد إغلي لـ«الاتحاد»: إن تجربته في معرضه «حياة من أحرف» هي تجربة فيها تصادي مع تجربة الشاعر العراقي أديب كمال الدين، الذي اشتغل على الحرف في مجموعة من أشعاره بل ولُقِّب بالشاعر الحروفي، وسيلاحظ المتلقي أن البطائق المصاحبة للأعمال تحمل أبيات شعرية للشاعر». وعن الأشكال التي يشتغل عليها، يقول الفنان إغلي: بالنسبة للأشكال التي أشتغل عليها أعني التراكيب فهي تعتمد بالأساس على النقطة والدائرة والحرف ولماذا الدائرة؟ يقول: فهي إشارة إلى دائرية الكون. وبهذا ففعل الكتابة هو قمة التجريد في مقارنته مع المدارس الغربية وتناولها للتجريد، فالتجريد بالنسبة لي هو هذا الحرف الذي يحمل كماً هائلاً وحضوراً لا نهائي للمعنى. وهذا ما يجعل تجربتي هذه في مهدها ولا زالت تعد بمركبات غنية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الخط العربي
إقرأ أيضاً:
مقهى حبر بالمدينة المنورة يحتفي بعام الحِرف اليدوية 2025
احتفاءً بعام الحرف اليدوية 2025، نظم مقهى حبر بالمدينة المنورة أمسية ثقافية بعنوان “الحِرف اليدوية وحياة الأجداد”، استضاف خلالها الباحث والمؤرخ الدكتور عبدالرحمن بن سليمان النزاوي، وسط حضور نوعي من المثقفين والمهتمين بالتراث.
وتناول الدكتور النزاوي خلال الأمسية أهمية الحرف اليدوية بوصفها صناعة متجذرة في حياة الإنسان اليومية، ومكونًا أصيلًا من مكونات الهوية الاجتماعية والثقافية.
وأوضح أن الحرف التقليدية، مثل الفلاحة والنجارة والحدادة والنسيج والصياغة، شكلت عبر العصور ركيزة اقتصادية واجتماعية مهمة، وأسهمت في بناء المجتمعات وتنمية مواردها الذاتية.
واستعرض النزاوي الأدوار المتعددة للحرف اليدوية، مشيرًا إلى دورها في رفع مستوى المعيشة، وتعزيز روح الجماعة، وتنشيط السياحة الثقافية، وترسيخ الهوية الوطنية.
وأكد أن استمرار هذه الحرف مرهون بتوافر الدعم المجتمعي والأسري، إلى جانب الاستفادة من المبادرات الحكومية الرامية إلى إحياء التراث الثقافي ضمن إطار رؤية المملكة 2030.
وتطرّق إلى أبرز التحديات التي واجهت الحرف اليدوية، من انتشار المصانع الحديثة والثورة النفطية، إلى تغير أنماط الحياة واتجاه الأجيال الجديدة نحو التعليم الأكاديمي والوظائف الإدارية، مبينًا أن الحراك الوطني الجديد يوفر فرصة لإعادة الاعتبار لهذه المهن الأصيلة بروح معاصرة.
وشهدت الأمسية مداخلة للدكتور أنور عشقي، الذي أكد أن الحرف اليدوية تمثل ركيزة من ركائز الهوية الوطنية، داعيًا إلى الاستثمار في هذا القطاع الحيوي باعتباره موردًا اقتصاديًا وثقافيًا واعدًا قادرًا على تعزيز مكانة المدينة المنورة كمركز عالمي للحرف والصناعات الثقافية.
واختتمت الأمسية بنقاش مفتوح بين الحضور والمتحدثين، تناول أهمية إعادة إحياء الحرف التقليدية، وتحفيز الأجيال الجديدة على تعلمها وتطويرها، بما يسهم في الحفاظ على هذا الإرث الحضاري، وتحويله إلى مصدر إبداع اقتصادي واجتماعي مستدام.