أبوظبي: «الخليج»

تستقطب دولة الإمارات بسحرها الصحراوي السياح وهواة المغامرات البرية والصيد المستدام، وقد أظهرت الدولة ممثلة في الجهات الثقافية والسياحية عناية خاصة بكنوز الصحراء، لا سيما أنها تمثل نحو ثلاثة أرباع مساحة الإمارات، وحرصت على لفت الأنظار إليها، واستثمار سحرها الطبيعي، وإقامة المحميات والعناية بها وتنظيم الفعاليات والأنشطة الرياضية والتراثية، وبناء المنتجعات الفاخرة التي فرضت حضورها على خريطة السياحة العالمية.

تبرز من بين أهم هذه الوجهات على خريطة السياحة الصحراوية، منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، التي تستقطب على مدار العام الزوار المحليين والسياح من خارج الدولة.

ويزداد الإقبال على منطقة الظفرة، طوال فصل الشتاء، بالتزامن مع النسخة الرابعة من حملة «أجمل شتاء في العالم»، التي تشكل أكبر حملة من نوعها لإبراز خيارات السياحة الداخلية المتنوعة في مختلف أنحاء الإمارات، كما تُعرِّف الزوارَ المحليين والسياح من خارج الدولة بشتاء الإمارات المعتدل، ومقوّمات الجذب التي توفرها الدولة لزوارها.

الصورة

وتكتسب الحملة لهذا العام أهمية خاصة انطلاقاً من شعارها «قصص لا تنسى»، وما يحمله من دلالات حول ثراء المقومات السياحة في الإمارات، التي توفر تجارب فريدة ترسخ في ذاكرة الزوار والسياح.

وجهة عالمية

وشكلت منطقة الظفرة نقطة جذب متفردة على صعيد السياحة واستقطاب عشاق الطبيعة البكر والصحراء الممتدة، بفضل ما تحتضنه من محميات طبيعية ومهرجانات ثقافية تراثية، ومنتجعات راقية تستهوي عشاق الاسترخاء في أحضان الصحراء.

ومن أبرز الوجهات في المنطقة تأتي محمية المرزوم للصيد، والتي تعد الأولى عالمياً في مجال الصيد المستدام، الذي يجمع بين الحفاظ على التوازن البيئي والكائنات المهددة بالانقراض من جهة، ومتعة السياحة الصحراوية والصيد التقليدي بالصقارة والسلوقي وفراسة الصحراء وكافة أوجه التراث من جهة أخرى.

الصورة

وفتحت المحمية أبوابها، عام 2015، وتقدم تجربة ثقافية وسياحية فريدة للصيد التقليدي، وتعزز الوعي بالصقارة وصون البيئة والتراث، وتصل مساحتها إلى 923 كيلومتراً مربعاً، وتستقبل الصقارين وهواة الصيد التقليدي والزوار بشكل يومي (على مدار 7 أيام أسبوعياً)، وضمن فترتين للصيد باليوم الواحد (صباحية ومسائية)، إذ توفر لمرتاديها تجربة الاستمتاع بالطبيعة والبيئة الخلابة، التي تمتاز بها المحمية، إلى جانب ممارسة هواية الصيد التقليدي.

وقد استقطبت المحمية، منذ تدشينها، أكثر من 10 آلاف زائر من الصقارين والسياح العرب والأجانب، خصوصاً من عشاق الصقارة والصيد التقليدي والسياحة الصحراوية. وذلك بالتزامن مع الحرص على حماية عناصرها الحيوية والجيولوجية، وتعزيز برامج إعادة توطين الأنواع البرية المهددة بالانقراض، وتخصيص المحمية موئلاً للصقارة بالأسلوب التقليدي، كما تتيح الفرصة للعلماء والباحثين لإجراء الدراسات الميدانية.

وللحفاظ على التنوع البيئي في المنطقة، تشترط المحمية على جميع مُرتاديها التقيّد بقانون الصيد في الإمارة، ضمن إطار الصيد المُستدام، والالتزام ببعض الشروط الضرورية التي تمّ اعتمادها، بما يكفل نجاح تجربة الصيد للجميع، وعدم إلحاق أي ضرر بالمحمية وما تحتويه من كنوز طبيعية، وعدم التسبب في أي إزعاج أو إيذاء للحياة البرية أو الأشجار أو النباتات.

الصورة

محميات طبيعية

وتحتضن منطقة الظفرة، إلى جوار محمية المرزوم، العديد من المحميات الطبيعية الجاذبة، والتي يمتاز كل منها بطبيعتها الخاصة والكائنات البرية التي تحتضنها، وتتنافس في حجم المساحات الخضراء التي تلقي بظلالها على روّاد المحميات.

ومن هذه الوجهات محمية الرملة في منطقة الظفرة، التي تعد واحدة من أكبر المحميات الطبيعية، وتمتد على مساحة إجمالية 544 كيلومتراً مربعاً، فيما تعد محمية قصر السراب من أهم المحميات للسياحة البيئية، كما أنها إحدى أهم المحميات التي يتجول فيها المها العربي بحُرية، في منطقة الربع الخالي،

وتبلغ مساحتها 308 كيلومترات من الكثبان الرملية الطبيعية والمسطحات الملحية، وتضم أكثر من 30 نوعاً من الطيور، و13 نوعاً من الزواحف، و 10 أنواع من الثدييات، بما في ذلك المها العربي الذي أعادته أبوظبي من حافة الانقراض، وتم إعادة توطينه بنجاح في البرية.

وتمثل محمية يو الدبسا الوجهة المُثلى للنباتات المحلية في منطقة الظفرة، وتمتد على مساحة إجمالية 212 كيلومتراً مربعاً، فيما تستضيف محمية الحبارى أكبر برامج لإعادة توطين الحبارى في المنطقة، كما أنها المحمية الوحيدة التي شوهد فيها قط الرمال بعد فترة زمنية طويلة لم يُسجل له خلالها أي مشاهدة، وكذلك محمية بدع هزاع، التي تغطي الغابات أكثر من 75% من مساحتها، وتمتد على مساحة 77 كيلومتراً مربعاً، كما تعتبر محمية برقا الصقور من أهم مواقع تكاثر الحبارى ويكسوها غطاء نباتي مميز، في حين تعد محمية الطوي واحدة من المناطق المهمة لتكاثر الحبارى بمساحة إجمالية 46 كيلومتراً مربعاً.

الصورة

مهرجانات ثقافية

عززت الفعاليات الثقافية والمهرجانات التي تحتضنها الظفرة من مكانتها السياحية، وشكلت فرصة سانحة للتعرف إلى جوهر الثقافة المحلية وتحفيز النشاط الاقتصادي في المنطقة.

وأسهم مهرجان الظفرة، الذي يعقد في مدينة زايد «بوابة الربع الخالي»، في تعزيز مكانة المنطقة إقليمياً وعالمياً وجهة سياحية تراثية، ويعد واحداً من أهم المناسبات السياحية، التي تستقطب عشاق السياحة التراثية والصحراوية من المنطقة ومختلف دول العالم.

ويستهدف المهرجان بأنشطته المتنوعة الحفاظ على سلالات الإبل الأصيلة، من خلال دعم مُلاك الإبل بجوائز سنوية مجزية، وإتاحة الفرصة أمامهم لتسويق إبلهم لأكبر عدد من المهتمين، بما يجعله الملتقى الأول إقليمياً وعالمياً لهواة وملاك الإبل، وكذلك المساهمة في تطوير السياحة الثقافية، وتحفيز النشاط الاقتصادي في الظفرة والإمارة ودولة الإمارات بشكل عام، والترويج لبوابة الربع الخالي، واستقطاب عشاق السياحة البيئية والصحراوية والمسابقات التراثية مثل الصيد بالصقور والخيول العربية الأصيلة والسلوقي العربي والرماية.

ويستمر المهرجان بدورته ال17، والذي انطلق 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى 8 فبراير/ شباط 2024، وتعد هذه الدورة هي الأضخم منذ انطلاقه عام 2008.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات أجمل شتاء في العالم الإمارات الصید التقلیدی منطقة الظفرة الربع الخالی فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة: ندرس مراقبة المحميات عن طريق الأقمار الصناعية

ترأست الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، الاجتماع الـ ٦٥ لمجلس إدارة جهاز شؤون البيئة، لمناقشة عدد من الموضوعات التي تهدف إلى تعزيز الجهود البيئية في مصر، والحفاظ على الموارد الطبيعية

 وذلك بحضور الدكتور على أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، الدكتور محمد سالم استشارى قطاع حماية الطبيعة، د. محمد فاروق رئيس الإدارة المركزية للتفتيش والالتزام البيئي ورئيس وحدة الفحم، والدكتور محمد صلاح مساعد الوزيرة للشئون القانونية، والدكتور تامر كمال رئيس الإدارة المركزية لمحميات البحر الأحمر، وممثلي وزارات الصناعة، التعاون الدولى والتخطيط، الموارد المائية والري، الصحة، التعليم العالى والبحث العلمي، قطاع الأعمال العام، ومجموعة من خبراء البيئة، وأعضاء اللجنة الفنية والعلمية المشكلة لدراسة المحميات الطبيعية، وعدد من القيادات المعنية بوزارة البيئة.

واستهل الاجتماع بإستعراض جدول أعمال وقرارات المجلس الخاصة ببنود الإجتماع الـ ٦٤ حيث تم اعتماد قراراته والتصديق على محضر الاجتماع بعد الإطلاع على الموقف التنفيذي للقرارات والتوصيات.

واستعرض المجلس خلال اجتماعه نتائج وتوصيات تقرير أعمال اللجنة الفنية المشكلة بقرار وزيرة البيئة بشأن إعادة ترسيم حدود عدد من المحميات الطبيعية وهي وادى الريان، محمية قارون، والغاية المتحجرة، بما لا يخل بالحساسية البيئية لتلك المحميات، حيث قدم أعضاء اللجنة عرضاً من ناحية تقييم حالة النظم البيئية ومراجعة ووصف لحدود المحميات وما يتم بها من أنشطة، ومراجعة التداخلات مع الجهات الأخرى داخل المحميات ودراسة أوضاعها ومساحتها في نطاقها الجغرافى والمساحات ذات الحساسية البيئية المفترض حمايتها، تمهيداً للعرض على رئاسة مجلس الوزراء.

وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، على أن المحميات الطبيعية لها طبيعة خاصة، مشيرة إلى أن الوزارة تعمل على إعادة ترسيم حدود بعض المحميات للمناطق التى فقدت الحساسية البيئية وأصبح لا ينطبق عليه خصائص المحمية، حيث تم تكليف لجنة من اساتذة الجامعات في التخصصات المختلفة التي تتناسب مع طبيعة الموارد في المحميات الطبيعية.

٣٠ محمية طبيعية تمثل ١٥٪ من مساحة مصر

وقدمت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة تصوراً لوضع المحميات الطبيعية منذ عام ٢٠١٩، مشيرة إلى أن هناك ٣٠ محمية طبيعية تمثل ١٥٪ من مساحة مصر، لافتة إلى أن المشاكل التاريخية لتلك المحميات أدي لخروج بعض الأماكن منها، سواء من تواجد سكان محليين قبل إعلان بعض المحميات، أو استغلال بعضها فى أنشطة مخالفة لقانون المحميات، مؤكدة العمل على إعادة النظر فى منظومة المحميات ككل وما يمكن الحفاظ عليه من إرث جيولوجي أو نباتات وغيرها، وهو ما تم البدء فيه من خلال الاستثمار فى المحميات عن طريق القطاع الخاص وإشراك المجتمع المحلي.

وأكدت وزيرة البيئة على سعى الدولة على الاستفادة من كامل الشعاب المرجانية على طول ساحل البحر الأحمر، مشيرة أن ٥٠٪ من الشعاب المرجانية داخل منطقة البحر الأحمر أُعلنت محمية طبيعية طبقا لقرارات مجلس الوزراء، ونسعى لضم الـ ٥٠٪ الأخرى بعد العرض على مجلس الوزراء قريباً.

وأضافت وزيرة البيئة أن أعضاء مجلس الإدارة قدموا مقترحاً لإنشاء متحف للتراث الطبيعى فى محمية الغابة المتحجرة، والعمل على مراقبة المحميات عن طريق الأقمار الصناعية للحفاظ عليها والمساعدة فى إدارتها وصونها من التعدى عليها.

وقد وافق المجلس على توصيات اللجنة الفنية لمراجعة تقارير الأداء البيئي لتجديد تصاريح تداول واستخدام الفحم الحجري أو البترولي لعدد من المنشآت بلغت (٩) منشآت، ومنها شركات عاملة فى مجال الأسمنت، والشحن والتفريغ، والنقل، وشركات المدخل الصناعي، حيث أوصت اللجنة الفنية بالتجديد لعدد من الشركات لمدة عامين، وأخري بالتجديد المشروط بعد تلافى الشركات للملاحظات التي قدمتها اللجنة، وموافاة اللجنة بموقف تلافى تلك الملاحظات خلال ٣ أشهر.

مقالات مشابهة

  • أرتال لقوات الأمن العام في مدينة إعزاز شمال حلب تستعد للتوجه إلى منطقة جبلة وريفها، ضمن التعزيزات التي دفعت بها وزارة الداخلية
  • وزير السياحة: مصر تملك أعظم الإمكانات لتصبح المقصد السياحي الأكثر تنوعًا في العالم
  • الخطوط الملكية المغربية تعزز أسطولها بـ20 طائرة جديدة بحلول 2026
  • وزيرة البيئة: ندرس مراقبة المحميات عن طريق الأقمار الصناعية
  • الزين أعلنت فتح أبواب المحميات الطبيعية مجاناً يوم الاثنين
  • الخشاف من المشروبات الرمضانية التي تعزز الجهاز الهضمي
  • الصيام في شتاء السعودية.. فوائد وتأثيرات على الجسم
  • السويد في مواجهة الجدل.. هل أكياس النيكوتين تقلل من التدخين التقليدي؟
  • محمية الأمير محمد بن سلمان تعزز جهودها في حماية البيئة بانضمام 66 مفتشًا ومفتشة بيئيًا
  • محمية الأمير محمد بن سلمان تعزز جهودها في حماية البيئة