تهدد بملايين الوفيات سنويا.. خطة ثورية للعلماء لمواجهة البكتيريا الخارقة؟
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
يزداد خطر البكتيريا المقومة للمضادات الحيوية، وتقدر ستيفاني ستراثدي، عالمة الأمراض المعدية أنه بحلول عام 2050، سيموت 10 ملايين شخص سنويا بسبب عدوى "البكتيريا الخارقة".
والبكتيريا الخارقة سلالات للبكتيريا والطفيليات والفطريات المقاومة للغالبية العظمى من المضادات الحيوية وغيرها من الأدوية التي يشيع استخدامها لعلاج العدوى التي تسببها.
وتتضمن أمثلة هذه البكتيريا تلك التي تتسبب في التهاب رئوي أو عدوى المسالك البولية وعدوى الجلد التي يصعب علاجها، وفق مايو كلينك.
ومن الطبيعي استخدام المضادات الحيوية لقتل البكتيريا، لكن على مدى الزمن، تتمكن بعض أنواع البكتيريا من التطور للبقاء على قيد الحياة، وبالتالي تتمكن من مقاومة المضادات الحيوية، مما يمثل خطرا على البشرية انتبه إليه العلماء، خلال العقود الماضية.
ومع التطور العلمي، جاء دور ما يعرف باسم "العاثيات" للعلاج، والعاثيات فيروسات معينة تغزو البكتيريا وتدمرها، وقد أنقذت بالفعل حياة العديد من المرضى الذين يموتون بسبب عدوى البكتيريا الخارقة.
وسلطت شبكة "سي أن أن" الضوء على هذه الكائنات الحية الموجودة في الطبيعة، التي نجحت في كثير من الأحيان بقتل أنواع عديدة من البكتيريا المقاومة.
وتشير "سي أن أن" إلى حالة سينثيا هورتون، التي تحولت حياتها إلى كابوس بسبب آلام شديدة تأتيها في الأذن نتيجة عدوى بكتيرية استعصت على قتلها المضادات الحيوية.
وقالت هورتون: "كنت أستيقظ من نومي وأنا أشعر بألم فظيع، وكأنني أخضع لحشو ضرس دون تخدير".
وفي العام الماضي، استخدم الاطباء العاثيات لإيجاد حل لمشكلة المريضة، إذ تم إرسال عينات من البكتيريا المقاومة للأدوية من عيادة طبيبها في بنسلفانيا، إلى مركز تطبيقات العاثيات المبتكرة والعلاجات بجامعة كاليفورنيا (IPATH) على أمل أن يتمكن صائدو العاثيات هناك من العثور على تطابق.
وهنا حدثت مفاجأة، فالبكتيريا في أذن هورتون كانت متطابقة تماما مع بكتيريا خارقة نادرة موجودة في بعض أنواع قطرات العين التي تسبب في حالت عمى في الولايت المتحدة.
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) إنها سلالة نادرة من بكتيريا Pseudomonas aeruginosa المقاومة للأدوية، التي لم يتم رصدها مطلقا في الولايات المتحدة قبل تفشي المرض.
ولم تستخدم هورتون قطرات العين تلك، ومع ذلك كانت البكتيريا المستنبتة من أذنها من نفس السلالة النادرة التي تم رصدها في قطرات العين.
وتمكن العلماء في IPATH على الفور من تحديد أكثر من 12 من العاثيات التي نجحت في مهاجمة البكتيريا.
وقال بول تورنر، أستاذ علم البيئة والبيولوجيا التطورية في جامعة كاليفورنيا: "كل نوع بكتيري، أو حتى أنماط وراثية بداخله، يمكن أن يكون لديه ذخيرة كاملة من العاثيات التي تهاجمه، باستخدام مجموعة واسعة من الأساليب لدخول الخلية البكتيرية وإضعافها".
ويشير التقرير إلى حالة مشابهة هي لزوج ستراثدي (عالمة الأمراض المعدية)، وهو توم باترسون، أستاذ الطب النفسي المتقاعد في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، الذي أصيب ببكتيريا "Iraqibacter"، وهي بكتيريا مقاومة للأدوية.
كان باترسون يعاني من فشل متعدد لأعضاء جسمه وكان على وشك الموت. وبعد العثور على كوكتيل من العاثيات مناسب لحالته، رفع توم رأسه عن الوسادة بعد أن خرج من غيبوبة عميقة وقبل يد ابنته.
وقالت ستراثدي إن إحدى هذه الكوكتيلات تحتوي على عاثية “أخافت البكتيريا كثيرا لدرجة أنها أسقطت كبسولتها الخارجية. لقد كانت البكتريا خائفة من العاثيات أكثر من المضاد الحيوي، وهذا سمح للمضاد الحيوي بالعمل مرة أخرى".
وتشير "سي أن أن" إلى إجراء أبحاث متطورة في جميع أنحاء الولايات المتحدة في مجال العاثيات.
وتُجرى تجارب سريرية لاختبار فعالية العاثيات لعلاج التهابات المسالك البولية المستعصية، والإمساك المزمن، والتهابات المفاصل، وتقرحات القدم السكرية، والتهاب اللوزتين وغيرها.
ويقوم عدد من المختبرات بتطوير مكتبات من العاثيات لسلالات موجودة في الطبيعة معروفة بفعاليتها بمواجهة أمراض معينة.
وتجرى أبحاث على العاثيات المعدلة وراثيا تستهدف إيجاد مزيج فريد لكل شخص بمواجهة البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية، بدلا من البحث في الطبيعة على العاثيات المناسبة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المضادات الحیویة
إقرأ أيضاً:
بسبب عيب خطير.. استدعاء سيارة بورش ماكان الخارقة
كشفت شركة بورش عن استدعاء 8,571 سيارة من طراز ماكان الكهربائية بسبب احتمالية وجود خلل في كاميرا الرجوع للخلف، قد يؤثر على وضوح الرؤية أثناء القيادة إلى الخلف، مما قد يزيد من خطر وقوع حوادث.
مشكلة تقنية دقيقة مصدرها الإنتاجتم اكتشاف المشكلة في أحد الوكالات الأوروبية، حيث لاحظ الفنيون تسربًا في المادة اللاصقة التي تُثبت الكاميرا، ما يسمح بدخول الرطوبة والشوائب، ويؤثر على جودة الصورة المعروضة للسائق.
وقد تم تتبع الخلل إلى مشكلة في تنظيف البلازما أثناء التصنيع، والتي تُعتبر خطوة أساسية في تجهيز الكاميرات.
استدعاء دولي يشمل أمريكاتدخّل قسم سلامة المنتجات في بورش فور التأكد من الخلل، وبدأ التنسيق مع الإدارة الأمريكية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA)، حيث تشمل الحملة السوق الأمريكية أيضًا.
العرض الأكثر وضوحًا هو غياب الصورة أو ضبابيتها عند استخدام كاميرا الرجوع للخلف.
ويشمل إجراء الاستدعاء تحديثًا برمجيًا للكاميرا، بالإضافة إلى فحص ميداني لها، واستبدالها مجانًا إذا لزم الأمر.
تُعد كاميرات الرجوع للخلف اليوم جزءًا لا يتجزأ من أنظمة السلامة المتكاملة، إذ تُستخدم إلى جانب مستشعرات حركة المرور الخلفية، ونظم الكبح التلقائي.
ومع تعقّد البرمجيات وتكاملها في سيارات الجيل الجديد، تصبح الأخطاء التقنية أكثر احتمالًا.
أكدت بورش في بيانها أنها لم تتلق أي تقارير عن حوادث أو إصابات مرتبطة بالخلل حتى الآن، لكنها أطلقت الاستدعاء كإجراء احترازي لحماية العملاء وتعزيز سلامة القيادة.
وفقًا لـNHTSA، فإن غياب الصورة من الكاميرا يعتبر نقصًا في الرؤية وقد يزيد من احتمالية الحوادث، حتى لو كان السائق يراقب محيطه. ولهذا، فإن الاعتماد على الكاميرات لم يعد رفاهية، بل جزءًا من متطلبات السلامة الأساسية.
رغم أن الخلل في كاميرا ماكان الكهربائية يبدو بسيطًا في ظاهره، إلا أنه يُسلّط الضوء على أهمية فحص أدق التفاصيل في أنظمة السيارات الحديثة، خاصةً في زمن أصبحت فيه التكنولوجيا عنصرًا رئيسيًا في السلامة اليومية خلف عجلة القيادة.