الضربات تزداد خطورة.. هل تقترب أمريكا وإيران من حافة الحرب؟
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى "مساعدة إسرائيل على الفوز في حربها على غزة ومنع الصراع من التحول إلى حرب إقليمية مع إيران ووكلائها، لكن الأمر أصبح أكثر صعوبة مع قيام محور إيران وإسرائيل والولايات المتحدة بتبادل ضربات أكثر خطورة، بينها اغتيالات"، وفقا لمجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية (The Economist).
المجلة لفتت، في تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، إلى أن حلفاء إيران في الجارتين العراق وسوريا شنوا حوالي 140 هجوما بصواريخ وطائرات بدون طيار ضد القوات الأمريكية، منذ بداية حرب إسرائيل على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتابعت: "حتى الآن، انتقمت واشنطن من الجماعات الموالية لطهران، لكن بايدن يواجه ضغوطا متزايدة لاتخاذ إجراءات أقوى ضد إيران نفسها، وهو أمام معضلة: فعندما لا يفعل شيئا ستبدو أمريكا ضعيفة، وعندما ينتقم سيخاطر بحرب جديدة في عام الانتخابات (يأمل في الفوز بفترة رئاسية ثانية)".
وأردفت: "كما شنت الولايات المتحدة في اليمن غارتها السابعة على حليفة إيران، جماعة الحوثي التي تسيطر على جزء كبير من البلاد، في محاولة لوقف إطلاقها الصواريخ على السفن التي تمر بمضيق باب المندب".
وتضامنا مع غزة، استهدف الحوثيون سفن شحن مرتبطة بإسرائيل وسفن حربية غربية في مياه البحر الأحمر، و"يعترف بايدن بأن الضربات الأمريكية لن توقف الحوثيين"، وفقا للمجلة.
اقرأ أيضاً
رسائل غزة.. تعرَّف على ما نقلته السعودية بين أمريكا وإيران
توازن قد لا يصمد
المجلة قالت أيضا إن "حزب الله اللبناني، الحليف الإقليمي الأقدم والأقوى لإيران، يتبادل إطلاق النار بشكل منتظم مع القوات الإسرائيلية، وأعربت الجماعة اللبنانية عن دعمها لحركة حماس".
وأضافت أن "إسرائيل تهدد باتخاذ إجراء في لبنان، إذا فشلت الدبلوماسية في إقناع حزب الله بوقف إطلاق النار والابتعاد عن المنطقة الحدودية".
واعتبرت أن "أمريكا وإيران تلعبان دورا متوازنا محفوفا بالمخاطر، إذ ساعدت إيران حلفائها على شن هجمات تهدف إلى إضعاف إسرائيل وإزاحة أمريكا وتشويه سمعة الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل، أو تسعى إلى ذلك. فيما انخرطت أمريكا في عمليات انتقامية محدودة، وقد تجنب كلاهما الصدام المباشر، لكن التوازن قد لا يصمد".
وقالت المجلة إن "إسرائيل تشن حربا غير سرية ضد إيران وحلفائها، إلى جانب المواجهات العلنية مع حماس وحزب الله، وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، قُتل قائد في الحرس الثوري الإيراني (رضى موسوي) في غارة جوية إسرائيلية مشتبه بها في دمشق".
وأردفت: "وبعد أسبوع، اغتيل صالح العاروري، أحد كبار مسؤولي حماس، في غارة (إسرائيلية) على معقل حزب الله بجنوب بيروت (...) وفي 4 يناير/كانون الثاني الجاري، قتلت أمريكا عبر غارة شنتها طائرة بدون طيار في بغداد مشتاق الجواري، زعيم حركة النجباء، وهي جماعة متورطة في مهاجمة القوات الأمريكية".
اقرأ أيضاً
إيران تتهم إسرائيل باغتيالات دمشق وتتوعد بالانتقام
أفضل أمل لبايدن
وبحسب علي فايز، من مجموعة الأزمات الدولية، فإن "النظام الإيراني يشعر الآن أنه بحاجة إلى "استعادة الردع".
ولفتت المجلة إلى أنه "في الأسبوع الماضي، أطلقت إيران صواريخ على ثلاث دول مجاورة، ضد أهداف إرهابية مزعومة في سوريا وباكستان وعلى قاعدة تجسس إسرائيلية مفترضة في إقليم كردستان شمال العراق".
وقال فايز: "لا يزال الإيرانيون يتجنبون المخاطرة، فهم يريدون تغيير التصور بأنهم في موقف دفاعي. ولكن في الوقت نفسه، يوجد تصور بأن إسرائيل نصبت لهم فخا، إما لتبرير تمديد الحرب أو لجر الولايات المتحدة إليها".
و"بالنسبة لبايدن، فهو لا يريد الانجرار إلى حرب في الشرق الأوسط في وقت أصبحت فيه بلاده منهكة بالفعل بسبب دعمها لأوكرانيا في حربها ضد روسيا (منذ عام 2022)، وتحاول منع حرب أخرى ضد الصين بسبب تايوان، كما يسعى بايدن إلى إعادة انتخابه هذا العام"، وفقا للمجلة.
واعتبر آرون ديفيد ميلر، من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، أن "أفضل أمل لبايدن هو أن تنتصر إسرائيل قريبا أو تنهي حربها في غزة، وبالتالي تقليل الغضب في جميع أنحاء المنطقة، لكن إسرائيل لم تنجح في القضاء على حماس ولم تسترد أسراها، ولم تُظهر أي علامة على استعدادها للتوقف".
و"تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 25 ألفا، ويتهم البعض إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية. ويرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضا قاطعا دعوة بايدن إلى إقامة دولة فلسطينية مستقبلية"، كما لفتت المجلة.
اقرأ أيضاً
ف. تايمز: لماذا استخدمت إيران جيشها بشكل مباشر بدلا من وكلائها في المنطقة؟
المصدر | ذي إيكونوميست- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران أمريكا حرب إسرائيل غزة حزب الله حوثيون
إقرأ أيضاً:
هل اقتربت الحرب .. تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل وتهديدات بشأن النووي | تقرير
ندّدت طهران بشدة بتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الذي لوّح بالخيار العسكري لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، واصفةً هذه التهديدات بأنها "غير منطقية ومُشينة".
تأتي هذه التصريحات وسط تصاعد المخاوف الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني، خاصة بعد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية كشف عن زيادة "مُقلقة جداً" في مخزون طهران من اليورانيوم المخصب.
وفي مقابلة مع موقع "بوليتيكو" الأمريكي، أكد ساعر أن إيران باتت تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلتين ذريتين، محذراً من أن "الوقت ينفد لمنعها من تحقيق ذلك".
وأضاف الوزير الإسرائيلي أن "الخيار العسكري يجب أن يكون مطروحًا بشكل جاد وموثوق به"، في إشارة إلى احتمال تنفيذ ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
إيران ترد: تهديدات غير مبررة ودفاعنا ضرورة حتميةفي رد رسمي على هذه التصريحات، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن تصريحات ساعر تعكس ازدواجية إسرائيل في التعامل مع القضايا الأمنية. وأوضح في منشور عبر منصة "إكس"، نقلته وكالة "إرنا" الإيرانية، أن "مسؤولي إسرائيل يهددون إيران باستمرار بعمليات عسكرية، بينما يلومها الغرب بسبب قدراتها الدفاعية، وهذا تناقض صارخ وغير مقبول". كما شدد على أن تعزيز القدرات الدفاعية الإيرانية هو "إجراء ضروري ومسؤول" في ظل وجود "كيان احتلالي معتاد على العدوان" في المنطقة، في إشارة واضحة إلى إسرائيل.
نتنياهو: إسرائيل "ستُنهي المهمة" بدعم أمريكيفي سياق متصل، صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من لهجته تجاه إيران، مؤكداً أن إسرائيل "ستُنهي المهمة" في التعامل مع التهديد النووي الإيراني، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، في وقت سابق من فبراير الجاري. هذا التصعيد يتماشى مع استراتيجية إسرائيل التقليدية، التي لطالما أعلنت أنها لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، ولو تطلب ذلك تدخلاً عسكريًا.
الوكالة الذرية: إيران تسرّع التخصيب بوتيرة خطيرةفي تطور مقلق، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير غير معدّ للنشر، أن إيران رفعت بشكل كبير من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من العتبة الحرجة البالغة 90% اللازمة لصنع قنبلة نووية. ووفقاً للتقرير، فقد بلغ المخزون الإيراني 2744 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بحلول الثامن من فبراير، مقارنةً بـ 1822 كيلوغرامًا قبل ثلاثة أشهر فقط، مما يشير إلى تسارع ملحوظ في معدل الإنتاج.
تداعيات الاتفاق النووي وعودة "الضغوط القصوى"يُذكر أن طهران بدأت في التراجع تدريجياً عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بعدما انسحبت الولايات المتحدة منه بشكل أحادي في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أعاد فرض عقوبات اقتصادية خانقة على إيران ضمن سياسة "الضغوط القصوى". هذه العقوبات أضعفت الاقتصاد الإيراني وعزلت طهران على المستوى الدولي، إلا أنها لم توقف تقدمها النووي، ما جعل الملف الإيراني نقطة توتر رئيسية في العلاقات الدولية.
تصعيد غير مسبوق وخيارات محدودةمع تصاعد اللهجة العدائية بين إيران وإسرائيل، واستمرار فشل الجهود الدبلوماسية في احتواء الأزمة النووية، تبدو الخيارات المتاحة محدودة. ففي حين تسعى الدول الغربية إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي، لا تزال إسرائيل مصرة على أن الخيار العسكري قد يكون السبيل الوحيد لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. وبينما تستعد المنطقة لاحتمالات تصعيد جديد، يبقى السؤال: هل سنشهد مواجهة عسكرية مباشرة، أم ستنجح الدبلوماسية في احتواء الأزمة قبل فوات الأوان؟