أسكتلندا تفتح تحقيقا عقب أكبر نفوق جماعي للحيتان منذ عقود
تاريخ النشر: 17th, July 2023 GMT
نفق نحو 55 حوتا -أمس الأحد- بعد أن دفعت بهم الأمواج نحو شاطئ قرية شمال تولستا شرقي جزيرة لويس بأسكتلندا، فيما يعتقد أنه أكبر حدث نفوق جماعي منذ عقود، وفتحت السلطات تحقيقا في الواقعة.
Just arrived at Stornoway to investigate what seems to be the largest fatal mass #stranding event we've had in Scotland for decades.
— SMASS (@strandings) July 16, 2023
وبحسب بيان صادر عن الجمعية الخيرية البريطانية لإنقاذ الحياة البحرية للغواصين (BDMLR)، "فقد توجّهت هيئات الإنقاذ سريعا نحو المكان بعد تلقيها تقارير أولية عن نفوق 55 حوتا، لتجد أن 12 منها فقط ما زالت على قيد الحياة. وحضر المسعفون لمساعدتها، ونُظمت عمليات نقل بالتنسيق مع الدعم الجوي وخفر السواحل البريطاني والإطفاء".
وتوصل المحققون إلى أن ما حدث على الأرجح هو أن "أنثى حوت عانت ولادة متعسرة، ونظرا لقوة الروابط الاجتماعية بين الحيتان، فإن مجرد تخبط إحداها وسقوطها كفيل بأن يتبعها البقية".
View this post on InstagramA post shared by The Scottish Marine Animal Stranding Scheme (@smass.scotland)
وكانت هناك محاولات لإعادة تعويم اثنين من الحيتان الأكثر نشاطا، لكن أحدهما مات لاحقًا، فيما نجح الآخر في الهرب.
وخلص الطب البيطري والطب الشرعي إلى أن الأمواج القاسية وضحالة الشاطئ والمدة التي قضاها الـ12 حوتا الباقية خارج الماء (بينها 8 بالغة) والظروف غير المواتية، جعلت من غير الآمن إعادة تعويم الحيوانات المتبقية، ولذلك لم يبق خيار لهم سوى القتل الرحيم، وفق البيان.
وأكدت منظمة الإنقاذ البحرية إجراء المزيد من الفحوص خلال الأيام القادمة وأخذ عينات وتشريح جثث الحيتان، لجمع أكبر قدر ممكن من البيانات وفهم صحة هذه الحيوانات بشكل أفضل ولماذا تقطعت بها السبل.
ونصحت المنظمة الأفراد القاطنين على مقربة من الجزيرة بتجنب المنطقة لضمان إجراء فحوص ما بعد الوفاة دون تدخل.
يذكر أن المنطقة تشهد حالات لجنوح حيتان ونفوقها كل عام، حيث نفق نحو 25 حوتا في 26 يوليو/تموز 2011.
وفي عام 2012، نفق 13 حوتا بعد جنوحها إلى الشواطئ الأسكتلندية، ضمن قطيع مكون من 26 حوتا.
ظاهرة جنوح الحيتانوفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أثبت علماء البحار في ولاية فلوريدا الأميركية وجود علاقة بين جنوح الحيتان نحو الشواطئ وأجهزة السونار التي تستخدمها السفن لاكتشاف الأجسام غير المرئية عبر موجات الصوت.
والحيتان الطيارة هي جزء من عائلة الدلافين، وهي من أنواع الحيتان الأكثر عرضة للجنوح الجماعي، وتعد حادثة جنوح ما يقرب من ألف حوت طيار في جزر تشاتام بنيوزيلندا عام 1918 أكبر حادثة جنوح حيتان تم تسجيلها على الإطلاق في التاريخ.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الإمارات تدعو إلى عمل جماعي لإنقاذ الأرواح في «مؤتمر لندن حول السودان»
لندن-وام
ترأست لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وفد دولة الإمارات في «مؤتمر لندن حول السودان»، الذي استضافته المملكة المتحدة بالتعاون مع ألمانيا وفرنسا والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي.
وعُقد الاجتماع بمشاركة وزراء خارجية وممثلين رفيعي المستوى من كندا وتشاد ومصر وإثيوبيا وفرنسا وألمانيا وكينيا والمملكة العربية السعودية والنرويج وقطر وجنوب السودان وسويسرا وتركيا وأوغندا والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، إلى جانب ممثلين بارزين عن كل من الاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوروبي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الأمم المتحدة.
وسلّطت نسيبة، خلال المؤتمر، الضوء على تداعيات الصراع المدمر والمعاناة المستمرة للشعب السوداني، بما في ذلك الفظائع الإنسانية المرتكبة على نطاق واسع، والعنف الجنسي الممنهج، واستخدام الأسلحة الكيميائية، وعرقلة المساعدات الإنسانية واستخدامها كسلاح ضد المدنيين، حيث أدانت دولة الإمارات هذه الأعمال بشدة، ودعت إلى محاسبة المسؤولين عن جميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك الهجمات الأخيرة على المدنيين في دارفور، والاعتداءات الوحشية على مخيمي زمزم وأبو شوك قرب مدينة الفاشر.
ودعت إلى إنشاء آلية لمراقبة دخول جميع الأسلحة إلى السودان، كما حثت على «اتخاذ إجراءات فاعلة وعمل جماعي لتشكيل مستقبل السودان على أسس تحقيق السلام والوحدة وإعادة الأمل».
كما أكدت أنه «بهدف ضمان السلام الدائم في السودان، يجب اتباع عملية سياسية فعالة بهدف واضح وهو الانتقال إلى عملية سياسية وتشكيل حكومة بقيادة مدنية مستقلة بعيدة عن سيطرة السلطة العسكرية»، مشيرة إلى أن دولة الإمارات تؤكد أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تمثلان الشعب السوداني، ولا يمكن لأي منهما تحقيق الاستقرار في السودان، مشددة على أن الانتقال إلى عملية سياسية وتشكيل حكومة مستقلة بقيادة مدنية يعد النموذج الوحيد القادر على إحداث تغيير حقيقي في السودان.
وأكدت ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بـ«إنشاء آليات جديدة قادرة على إحداث تأثير حقيقي فعال»، وتشمل هذه الخطة إرساء تدابير جديدة لمواجهة التهديدات الأمنية ووضع حد لعرقلة المساعدات الإنسانية.
كما سلطت الضوء على البعد الإقليمي للصراع، وقالت: «يجب أن نُدرك من خلال النهج الذي نتبعه أن السودان لا يعيش بمعزل عن غيره من الدول، وأن تحقيق السلام الدائم يتطلب إيجاد حلول على المستوى الإقليمي على نطاق أوسع، حيث يشمل هذا ضمان ألا يصبح السودان ملاذاً آمناً للتطرف والإرهاب والتهديدات للأمن البحري الدولي مجدداً، حيث إن منع هذه المجموعات من ترسيخ جذورها في السودان يُعد جزءاً لا يتجزأ من أي جهد جاد لدعم مستقبل السودان».
ودعت الأمم المتحدة لاتباع نهج أكثر تماسكاً في مواجهة العرقلة المنهجية واستخدام المساعدات الغذائية كسلاح ضد المدنيين، قائلة: «يجب أن نؤكد أن ممارسة السيادة بشكل استبدادي لا يمكن أن تبرر حدوث المجاعة، ويجب ألا تستخدم لحماية الأشخاص الذين يعرقلون وصول المساعدات الإنسانية أو يستهدفون موظفي الإغاثة الإنسانية والمدنيين، حيث يستحق المدنيون السودانيون الحماية الكاملة والوصول إلى المساعدات الإنسانية ويجب مساءلة جميع المسؤولين الذين يعيقون ذلك، كما ينبغي أن نبذل المزيد من الجهد في هذا الصدد».
كما أكدت أهمية بذل الجهود الجماعية لمكافحة كافة أشكال التعصب والإرهاب في السودان، بما في ذلك مكافحة التطرف وخطاب الكراهية والتمييز، وشددت على أهمية تحقيق المشاركة الكاملة للمرأة وتمكينها، ودعم دمجها الكامل والمتساوي والفعال في العملية السياسية، مشيرة إلى أن المرأة ساهمت بشكل فاعل في الانتقال إلى الحكم المدني في عام 2018 وتواصل عملها في الخطوط الأمامية في غرف الطوارئ والاستجابة، في المناطق التي لا يمكن للجهات الفاعلة الدولية الوصول إليها في معظم الأحيان.
وفي الختام، أكدت: «لا يمكن تبرير ضعف التنسيق الدولي الموحد لدعم عملية سياسية فاعلة، ويجب علينا اتخاذ إجراءات جماعية وحاسمة في هذا الصدد، حيث تتطلب هذه اللحظة الحاسمة قيادة وإرادة دولية قوية ومستدامة.»
ومنذ تفجر الصراع، قدمت دولة الإمارات أكثر من 600 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للسودان والدول المجاورة، بالتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة، وذلك بشكل حيادي ودون تمييز وفقاً للاحتياجات الإنسانية. وتؤكد دولة الإمارات التزامها الراسخ بدعم الشعب السوداني الشقيق والعمل مع الشركاء الدوليين لتخفيف المعاناة عنه، مع الدفع نحو السلام.
كما عقدت نسيبة عدة اجتماعات ثنائية خلال زيارتها إلى المملكة المتحدة، حيث التقت ديفيد لامي وزير الخارجية والكومنولث والتنمية البريطاني، والدكتور موساليا مودافادي، رئيس مجلس الوزراء وأمين مجلس الوزراء للشؤون الخارجية والشتات في جمهورية كينيا، وجان نويل بارو وزير أوروبا والشؤون الخارجية في فرنسا، وبيتر لورد نائب مساعد سكرتير مكتب الشؤون الإفريقية في الولايات المتحدة، وأنيت ويبر الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الإفريقي، وميريانا سبولياريتش رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولية.