"الضفة الأخرى" يعرض تقريرًا بعنوان «الرصاصة الأولى في الصراع السوداني»
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
عرضت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة نيوز» ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، تقريرًا تحت عنوان «الرصاصة الأولى في الصراع السوداني».
وقالت الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم، خلال تقديمها برنامج «الضفة الأخرى»، المذاع عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، إنه بعد أن شاهدنا دور الإخوان في تأجيج الصراع وإطلاق الرصاصة الأولى التي أشعلت هذه الحرب؛ هناك دعوات حالية لتسليح المواطنين في السودان والانتظام فيما سمي بـ"المقاومة الشعبية" وفتح المجال أمام الأفراد لشراء السلاح تلك الدعوات أثارت مخاوف كبيرة من أن تنزلق البلاد نحو المزيد من الفوضى، لا سيما وأن هذه الدعوات قد توفر حاضنة مواتية للجماعات الإرهابية العالمية؛ كما حدث في تسعينيات القرن الماضي؛ مما أدى إلى وضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب لنحو 20 عاما قبل أن يتم شطبه منها في ديسمبر 2020.
وأوضحت أن تلك المخاوف تستند إلى حقيقة أن سياسات التجييش الشعبي المماثلة التي انتهجها نظام الإخوان في تسعينيات القرن الماضي إلى بروز مجموعات ذات ارتباطات بتنظيمات إرهابية تنشط في الخارج مثل تنظيمي "القاعدة" و"داعش".
وتابعت: “هناك توقعات كبيرة بمشاركة الكتائب الإخوانية في القتال الحالي؛ خصوصا و أنها كانت واحدة من الأسباب التي عززت خلال الأعوام الثلاثين الماضية من الاعتقاد العالمي بارتباط السودان بمجموعات إرهابية خارجية”، معقبة: “تلك الإشكالية التي ستظهر لاحقًا حينما يسعى التيار السياسي الذي تنتمي إليه تلك الكتائب إلى إحكام قبضته والقفز لإعادة ترتيب المشهد إلى مثل ما كان عليه الحال قبل سقوط النظام السابق”.
ولفتت إلى أنه في ظل تزايد انتشار الجماعات الإرهابية في دول غرب وشرق إفريقيا، التي يرتبط بعضها بحدود مباشرة مع السودان يبدو البعد الإقليمي حاضرا بقوة، ولا شك أن عمليات التجييش الشعبي الحالية تنذر بميلاد المزيد من المليشيات القبلية، التي يمكن أن يكون لها تأثيرات إقليمية خطيرة بحكم وجود روابط إثنية قوية مع دول الجوار، فالسماح بتملك السلاح وشراءه سيؤدي إلى المزيد من التدفقات العابرة للحدود والتي ستشجع الجماعات الإرهابية في دول الجوار الإقليمي وغيرها على توسيع أنشطتها والبحث عن موطأ قدم بالاستفادة من حالة السيولة الأمنية للعمل في تجارة السلاح والمخدرات وتجارة البشر ونهب الموارد واستمرار الحرب التي تزيد من مأساة الشعب السوداني.
ونوهت بأن حركة الإخوان في السودان هي من عبأت أجواء الحرب الحالية بعد ثورة ديسمبر عام 2019؛ حيث ذهب التنظيم إلى قلب الطاولة بهدف العودة إلى المشهد السياسي من جديد، وتنظيم الإخوان كان ومازال حاضرًا في الحرب الدائرة بين القوات المسلحة السودانية وميلشيا الدعم السريع، حيث أطلقت الجماعة الرصاصة الأولى في هذه الحرب، كما أنهم بمثابة وقودها المتجدد بعد أن قارب عامها الأول بعد أقل من شهرين.
ولفتت إلى أن جماعة الإخوان في السودان قفزت على السلطة قبل أكثر من ثلاثين عامًا، ثم حاولت القفز على الرفض الشعبي لها قبل 4 سنوات حتى نجحت في إشعال الصراع الدائر حاليًا من خلال دعمها لميليشيا الدعم السريع، وخدمت الجماعة مصالحها السياسية من خلال هذا الانحياز أثناء المرحلة الانتقالية وتدشين مجلس السيادة بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وهو أحد أسباب الخلاف بين المؤسسة العسكرية في السودان والمجموعات المتمردة والتي لاقت دعمًا من الإخوان.
وتابعت: “وهنا يبدو انحياز الإخوان وبعض التيارات الدينية المتطرفة لميلشيا الدعم السريع من باب النكاية في المؤسسة العسكرية التي انحازت لإرادة السودانيين وبالتالي كانت سببًا في الحكم على تجربة التنظيم في السلطة، والأمر الثاني مرتبط بمحاولة افشالها للمرحلة الانتقالية”، موضحة أن محاولات إفشال الإخوان للمرحلة الانتقالية يعود إلى بحثهم عن إيجاد مبرر للدفاع عن تجربتهم الفاشلة في الحكم، فضلًا على الثورة عليهم، وهو ما دفعهم لإعاقة هذه المرحلة وبالتالي تفكيك بنية المجتمع بصراع كانوا ومازال داعمين له.
وأكدت أن استهداف القوات المسلحة السودانية كان من خلال إعاقة المرحلة الانتقالية وبث الفرقة وتهيئة أجواء الصراع والحرب ثم نشر الشائعات بهدف تشويه المؤسسة العسكرية، ولكن مازال الجيش يقف لهم بالمرصاد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الكاتبة الصحفية والإعلامية داليا عبدالرحيم الاخوان القاعدة داعش الرصاصة الأولى الإخوان فی فی السودان
إقرأ أيضاً:
قبيل تقرير عن المجاعة.. السودان يعلن انسحابه من نظام لمراقبة الجوع
علقت الحكومة السودانية مشاركتها في نظام مراقبة الجوع العالمي، عشيىة صدور تقرير من المتوقع أن يظهر انتشار المجاعة في أنحاء البلاد، وهي خطوة من المرجح أن تقوض الجهود الرامية إلى معالجة واحدة من أكبر أزمات الجوع في العالم.
وفي رسالة بتاريخ 23 ديسمبر، قال وزير الزراعة بالحكومة السودانية إنها علقت مشاركتها في نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. واتهمت الرسالة التصنيف المرحلي "بإصدار تقارير غير موثوقة تقوض سيادة السودان وكرامته".
ومن المتوقع أن ينشر التصنيف، اليوم الثلاثاء، تقريرا يفيد بأن المجاعة انتشرت في خمس مناطق في السودان وقد تمتد إلى 10 مناطق بحلول مايو.
بلينكن يعلن عن مساعدات مالية أمريكية إلى السودانالسعودية تشدد على ضرورة وقف القتال في السودانالسودان.. ارتفاع حصيلة الإصابات بالكوليرا لـ 47 ألف حالةوجاء في الوثيقة أطلعت عليها "رويترز" "يمثل هذا تفاقما وانتشارا لم يحدثا من قبل لأزمة الغذاء والتغذية، نتيجة الصراع المدمر وضعف وصول المساعدات الإنسانية".
ورفض المتحدث باسم التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي ومقره في روما التعليق.
وقال رئيس منظمة غير حكومية تعمل في السودان، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الانسحاب من نظام التصنيف المرحلي قد يقوض الجهود الإنسانية لمساعدة ملايين السودانيين الذين يعانون من الجوع الشديد.
وأضاف: "الانسحاب من نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي لن يغير من واقع الجوع على الأرض، لكنه يحرم المجتمع الدولي من بوصلته في التعامل مع أزمة الجوع في السودان، وبدون تحليل مستقل، فإننا نتحرك بلا رؤية في عاصفة انعدام الأمن الغذائي هذه".
ولم يستجب دبلوماسي في بعثة السودان لدى الأمم المتحدة في نيويورك حتى الآن لطلب التعليق على خطوة تعليق المشاركة في التصنيف.
يعد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هيئة مستقلة تمولها دول غربية وتشرف عليها 19 منظمة إنسانية كبيرة ومؤسسة حكومية دولية. ويشكل محورا رئيسيا في النظام العالمي الواسع لمراقبة وتخفيف الجوع، وهو مصمم لدق ناقوس الخطر بشأن تطور أزمات الغذاء حتى تتمكن المنظمات من الاستجابة ومنع المجاعة والمجاعة الجماعية.