الذكاء الاصطناعي يفاقم المخاطر مع انتخابات بـ60 دولة هذا العام
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
يشكل العام الحالي 2024 اختبارا مهما للسياسة في عصر الذكاء الاصطناعي، إذ تنظم فيه انتخابات في بلدان تمثل نصف سكان العالم، بينما تساهم التكنولوجيا الحديثة في انتشار المعلومات المضللة بشكل هائل.
فقد وصف تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية عام 2024 بأنه "حاسم" بالنسبة للديمقراطية، إذ تجري انتخابات في 60 دولة بينها الهند وجنوب أفريقيا وبريطانيا وإندونيسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
وجرى بالفعل أول اختبار لكيفية الصمود في مواجهة عاصفة من المعلومات المضللة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، فقد انتخب التايوانيون لاي تشينغ تي رئيسا الأسبوع الماضي رغم حملة المعلومات المضللة الواسعة ضده والتي يشير خبراء بإصبع الاتهام فيها إلى الصين.
وتَعتبر بكين الرئيس الجديد لاي انفصاليا خطيرا بسبب تأكيده المتكرر على استقلال تايوان، وغصّت منصة تيك توك بنظريات المؤامرة والعبارات المسيئة له في الفترة التي سبقت الانتخابات.
وعثر فريق تقصي الحقائق في وكالة الأنباء الفرنسية على عدة تسجيلات مصورة من هذا النوع كان مصدرها "دوين"؛ النسخة الصينية من تطبيق تيك توك.
لكن ما زال يتعين معرفة الكيفية التي ستتطور من خلالها الأحداث في بلدان أخرى، حيث يهدد الذكاء الاصطناعي التوليدي بمفاقمة الاستقطاب المتعمق في الأساس وانعدام الثقة في الإعلام التقليدي.
وكشفت صور مزيّفة لدونالد ترامب أثناء توقيفه العام الماضي وأخرى لإعلان جو بايدن عن تعبئة عامة لدعم أوكرانيا؛ مدى التقدم الذي وصلت إليه هذه التكنولوجيا.
فحاليا تختفي بشكل متسارع التفاصيل القليلة التي كان من الممكن كشف عمليات التزييف من خلالها، مثل الأصابع مثلا التي يجد الذكاء الاصطناعي صعوبة في التلاعب بها، وهو ما يجعل آليات الرصد أقل قدرة على أداء مهامها، وبالتالي تزداد المخاطر.
صنّف المنتدى الاقتصادي العالمي التضليل على أنه مصدر التهديد الأكبر على مدى العامين المقبلين، وحذّر من أن تقويض شرعية الانتخابات قد يؤدي إلى نزاعات داخلية وأعمال إرهابية وحتى "انهيار الدولة" في أسوأ الحالات.
وتلجأ مجموعات مرتبطة خصوصا بروسيا والصين وإيران، إلى التضليل المعتمد على الذكاء الاصطناعي، سعيا لـ"تشكيل وعرقلة" الانتخابات في الدول الخصمة، وفق مجموعة التحليل ريكورديد فيتشر، ولن تكون هذه المرة الأولى.
واستنسخت "عملية دوبلغانغر" (الشبيه) التي أُطلقت مطلع 2022؛ حسابات مؤسسات إعلامية وعامة معروفة لنشر مواقف داعمة لروسيا، خصوصا في ما يتعلق بأوكرانيا.
وأشارت السلطات الفرنسية وشركة "ميتا" المالكة لفيسبوك وواتساب وإنستغرام إلى تورط الكرملين في هذه العملية، بحسب تقرير الفرنسية.
في المقابل، يمكن أيضا للأنظمة القمعية استخدام تهديد التضليل لتبرير تعزيز الرقابة وغير ذلك من الانتهاكات الحقوقية، بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي.
وتأمل الدول بالرد عبر قوانين تنظم هذه العملية، لكن عملها يعد بطيئا للغاية مقارنة بالتطور السريع للذكاء الاصطناعي.
وسيتطلب "قانون الهند الرقمي" و"قانون الخدمات الرقمية" للاتحاد الأوروبي من المنصات؛ استهداف المعلومات المضللة وحذف أي محتوى غير قانوني، لكن الخبراء يشككون في إمكانيات تطبيقهما.
وتعمل الصين والاتحاد الأوروبي على قوانين شاملة للذكاء الاصطناعي، لكنها ستستغرق وقتا. ومن المستبعد استكمال قانون الاتحاد الأوروبي قبل العام 2026، بحسب التقرير.
وأصدر الرئيس الأميركي جو بايدن في أكتوبر/ تشرين الأول، أمرا تنفيذيا مرتبطا بمعايير السلامة في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي. لكن البعض يشيرون إلى عدم إمكانية فرض هذه المعايير، بينما يخشى بعض النواب من أن المبالغة في تنظيم القطاع قد يؤثر سلبا عليه ويصب في مصلحة جهات منافسة.
وطرحت شركات التكنولوجيا التي واجهت ضغوطا للتحرك؛ مبادرات خاصة بها. وتقول ميتا إنه سيتوجب على الجهات المعلنة كشف إن كان محتواها استَخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي، بينما طرحت مايكروسوفت أداة تُمكن المرشحين السياسيين من تأكيد صحة محتواهم باستخدام علامة مائية رقمية.
لكن المنصات تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي في عمليات التحقق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المعلومات المضللة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
مؤتمر بالبريمي يناقش تأثير الذكاء الاصطناعي على أفكار الشباب
انطلقت في جامعة البريمي أعمال مؤتمر "الأمن الفكري بين الشريعة والقانون" بمشاركة واسعة من مختلف مؤسسات التعليم العالي، بالإضافة إلى الجهات الحكومية والخاصة برعاية معالي الشيخ غصن بن هلال العلوي رئيس جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، بحضور سعادة السيد الدكتور حمد بن أحمد البوسعيدي، محافظ البريمي.
وقال الدكتور سعيد يونس رئيس جامعة البريمي: إن هذا المؤتمر يهدف إلى مناقشة القضايا المعاصرة التي أصبحت جزءا من حياتنا اليومية في ظل التطور التكنولوجي السريع، خصوصا في مجال التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، كما أشار إلى التحديات التي تطرأ على نشر المعلومات وتأثيرها على أفكار الشباب، خاصة في ظل انتشار الأفكار المتطرفة والضارة التي قد تزعزع استقرار المجتمعات، وأكد ضرورة إيجاد آليات شرعية وقانونية لحماية الأجيال القادمة والمجتمعات من تأثير هذه الأفكار وتطوير سياسات لتحصين الشباب والمجتمع من آثارها السلبية.
وأضاف إن الجامعة تسعى من خلال هذا المؤتمر إلى تحقيق رسالتها في توفير بيئة تعليمية مبتكرة تقوم على التعليم الأكاديمي والبحث العلمي والمشاركة المجتمعية، ومن خلال الاستفادة من شراكات محلية وعالمية، جاءت محاور المؤتمر لتوسيع آفاق النقاش بين المشاركين حول القضايا الشرعية والقانونية، وأكد أن المؤتمر يسهم في تعزيز المشاركة المجتمعية وتوسيع معارف الطلاب والباحثين في الجامعة، وإطلاعهم على القضايا التي تهم المجتمع، بالإضافة إلى تقديم آخر المستجدات في مجال البحث العلمي التخصصي، ليكونوا قادة فاعلين في خدمة وطنهم ومجتمعهم.
من جانبه، استعرض الدكتور جميل بن عامر الهنائي رئيس المؤتمر تفاصيل محاور المؤتمر التي تضم 37 ورقة بحثية تم عرضها في أربع قاعات في وقت متزامن، وذكر أن الهدف من المؤتمر هو تعزيز الانتماء الوطني وغرس مفهوم المواطنة، بما يسهم في حماية الوطن والمجتمع من الأفكار الدخيلة والضارة، التي لا تتوافق مع مقاصد الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد، كما تناول موضوعات مهمة عبر خمسة محاور رئيسية، تشمل مفهوم الأمن الفكري من منظور شرعي وقانوني، ودوره في تعزيز الانتماء وحفظ الهوية العمانية، وحماية المجتمع من المخاطر السلبية لشبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى دور الأمن الفكري في مواجهة الفكر الدخيل وتأثيره على النظام العام.
تطرق المؤتمر إلى مجموعة من الموضوعات المهمة المتعلقة بالأمن الفكري، حيث تم استعراض مفهومه، وأنواعه، وصوره، والتحديات المعاصرة التي قد تؤثر على فكر النشء وأخلاقهم وسلوكياتهم وعاداتهم وتقاليدهم، كما تم تسليط الضوء على دور المؤسسات التعليمية مثل المسجد والمدرسة والجامعة، بالإضافة إلى وسائل الإعلام المختلفة في تعزيز المعرفة، وتوجيه أفكار الشباب نحو القيم السليمة، وتعزيز التعايش والتسامح بين الأفراد والجماعات.
وخرج المؤتمر بعدد من النتائج والتوصيات التي ستسهم في معالجة بعض القضايا والإشكاليات المعاصرة، خصوصًا في ظل المستجدات والمتغيرات الفكرية والأحداث الراهنة التي يمكن أن تؤثر على تفكير وسلوكيات الشباب، كما تناول المؤتمر التحديات الناتجة عن التطور السريع في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والشبكة العنكبوتية، والتنقل، والتداخل الزمني بين الأحداث، بعد أن أصبح العالم "قرية صغيرة" يمكن للجميع التفاعل معها عبر الأجهزة الذكية المتنقلة.