لوفيغارو: بايدن قدم كل شيء لإسرائيل ونتنياهو ينتظر مجيء ترامب
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
أوضح تقرير نشرته "لوفيغارو" الفرنسية أن الدعم العسكري والدبلوماسي الهائل الذي قدّمه الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل يضعه في موقف حسّاس بشكل متزايد محليا ودوليا، بما قد يؤثر على مستقبله السياسي.
وتابع الكاتب أدريان جولمس أنه مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الرابع، ومع ارتفاع حصيلة الضحايا إلى رقم مذهل، تستمر التكلفة السياسية لهذا الدعم غير المشروط بالنسبة لبايدن.
فعلى الصعيد الدبلوماسي -يتابع الكاتب- أصبحت الولايات المتحدة معزولةً بشكل متزايد، علما أن أخطار اتساع نطاق الصراع ليشمل جميع أنحاء المنطقة يبقى قائما. وداخليا، يواجه بايدن انتقادات داخل حزبه مع دخوله حملة انتخابية صعبة للفوز بولاية ثانية.
وبحسب تقرير لوفيغارو يواجه جو بايدن وإدارته صعوبة متزايدة في إخفاء إحباطهم من حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية، خاصة أن الولايات المتحدة ترتبط ارتباطا وثيقا بعواقب الحرب، وتدرك أنها تمتلك القليل من وسائل التأثير على سير الحرب أو نهايتها.
لا اعتبار
علما أنه لم يكن للنداءات المتكررة التي أطلقها الرئيس بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن للسلطات الإسرائيلية لأخذ المخاوف الأميركية بعين الاعتبار أي تأثير.
وأضاف الكاتب أن علاقات بايدن مع نتنياهو تمر بفترة من الفتور، كما أن بلينكن وجّه انتقادات مباشرة للحكومة الإسرائيلية، وهو الذي سبق أن أكد للإسرائيليين -عقب هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول- أن الولايات المتحدة "تدعم إسرائيل اليوم وغدا ودائما".
وبحسب التقرير، فإن هذه التحذيرات لم تكن أكثر تأثيرا من الطلبات الأميركية السابقة لإسرائيل. بل إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كشف أمام الجميع أنه "أبلغ الولايات المتحدة بأنه يعارض مبدأ إقامة دولة فلسطينية في أي سيناريو بعد الحرب"، وزاد: "يجب أن يكون رئيس الوزراء قادرا على قول لا، حتى لأصدقائنا".
المعارضة الشعبية
ونقلت لوفيغارو عن جويل بينين، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة ستانفورد، قوله: "هذه ليست المرة الأولى التي تنشأ فيها توترات كبيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل… ورغم ذلك فقد فعلت إسرائيل ما تشاء، وهذا ما يحدث حاليا".
وتابع: لذلك ليس من المستغرب أن تقاوم حكومة نتنياهو جميع التوجيهات والنصائح الأميركية للقيام بالأمور بطريقة مختلفة، وقال إن الجديد هو المعارضة الشديدة من الشعب الأميركي للسياسة الإسرائيلية، التي تكتسب لأول مرة زخما في واشنطن، وهي حركة مهمة بين الشبان وحتى في الأوساط اليهودية الأميركية.
وشدد الكاتب على أن هذه التوترات تتجاوز مظاهرات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين، ووصلت إلى داخل الحزب الديمقراطي، حيث قدّمت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ قرارا هذا الأسبوع يطالب بأن تكون المساعدات الأميركية لإسرائيل الآن مصحوبة بشروط.
السيناتور بيرني ساندرز أكد أن الولايات المتحدة متورطة في الكابوس الذي يعيشه الفلسطينيون (الفرنسية)وقال بيرني ساندرز السيناتور عن ولاية فيرمونت: "سواء أحببنا ذلك أم لا، فإن الولايات المتحدة متواطئة في الكابوس الذي يعيشه ملايين الفلسطينيين اليوم". كما أكد السيناتور إليزابيث وارن عن ولاية ماساشوستس: "بالنظر إلى الطريقة التي خاض بها نتنياهو وحكومته هذه الحرب، لدينا أسئلة جدية يجب أن نطرحها قبل أن نتقدم أكثر في دعمنا".
وأورد الكاتب أن الانتقادات التي واجهها بايدن لدعمه الحرب الإسرائيلية في غزة تشكل عائقا مقلقا على نحو متزايد أمام إعادة انتخابه.
ويعتقد بينين أنه من المحتمل جدا أن يخسر الرئيس بايدن ولاية ميشيغان في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بسبب الصراع في غزة.
في المقابل، عبّر المحللون المقربون من الديمقراطيين الآن علنا عن شكوكهم بشأن استعداد نتنياهو لمراعاة الموقف الحساس الذي يجد بايدن نفسه فيه.
وحسب بينين "من الواضح أن إستراتيجيته تكمن في الانتظار حتى نهاية ولاية بايدن والأمل في انتخاب ترامب. فبايدن ليس لديه إستراتيجية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: مذكرة الاعتقال ضد نتنياهو تشير إلى تورط الولايات المتحدة
يرى كاتب عمود الرأي في صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، نيكولاس كريستوف، أن مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشير أيضا إلى تورط الولايات المتحدة.
وقال كريستوف، حسبما نشرت الصحيفة اليوم، إن مذكرة الاعتقال بحق نتنياهو سوف يتردد صداها في أرجاء إسرائيل، ولكنها تثير أيضا تساؤلات بالنسبة للولايات المتحدة.
وتساءل الكاتب إذا كانت المحكمة الدولية ترى أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة وانخرطت في سياسة تجويع المدنيين عمدا، فمن الذي استخدمت أسلحته إذن؟ وأي دولة حمت إسرائيل في الأمم المتحدة ومنعت جهودا أكثر قوة لإيصال الغذاء إلى سكان غزة الجائعين؟ و"الإجابة بالطبع هي الولايات المتحدة".
وأشار كريستوف إلى أنه في مايو الماضي، ندد الرئيس الأمريكي جو بايدن بطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال وقال "لا يوجد تكافؤ ــ لا تكافؤ على الإطلاق ــ بين إسرائيل وحماس".
ولكن كريستوف أكد أن هناك تكافؤ أخلاقي بين طفل أمريكي وطفل إسرائيلي وطفل فلسطيني. وهم جميعا يستحقون الحماية، ولا ينبغي لنا أن نتصرف وكأن هناك تسلسلا هرميا في قيمة حياة الأطفال، حيث يكون بعضهم لا يقدر بثمن والبعض الآخر يمكن التضحية به.
وأضاف كريستوف أن عمال الإغاثة الذين أجرى معهم مقابلات يتفقون بأغلبية ساحقة على أن إسرائيل استخدمت المجاعة كأداة حرب، موضحا أن النقطة هنا هي أن ما يرتكبه جانب لا يبرر جرائم حرب إضافية يرتكبها الجانب الآخر، فهجمات السابع من أكتوبر حتى وإن أدانها البعض فهي لا تبرر استخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية لتدمير أحياء بأكملها في غزة.
ولفت الكاتب الأمريكي إلى أن بايدن تحدث كثيرا عن تحدي روسيا لـ"النظام الدولي القائم على القواعد"، وصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب الحرب في أوكرانيا.
ولكن كريستوف تساءل "إذا كنا ندين انتهاكات القانون الدولي في أوكرانيا، فكيف يمكننا في الوقت نفسه توريد الأسلحة التي تشير محكمة دولية إلى استخدامها لانتهاك القانون الإنساني في غزة؟".
ويرى كريستوف أن إسرائيل أصبحت الآن أكثر عزلة من أي وقت مضى، وسوف يكون من الصعب على نتنياهو السفر. ويجب على الأمريكيين أيضا أن يفكروا في الكيفية التي أصبحوا بها أكثر عزلة، كما انعكس في قرار الأمم المتحدة هذا الأسبوع الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والذي أيده حلفاء الولايات المتحدة لكنها استخدمت حق النقض ضده.
وفي ختام عموده، قال كريستوف: "عندما تصبح أسلحتنا متورطة في جرائم حرب، ربما حان الوقت لإعادة التفكير في السياسات".