أوضح تقرير نشرته "لوفيغارو" الفرنسية أن الدعم العسكري والدبلوماسي الهائل الذي قدّمه الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل يضعه في موقف حسّاس بشكل متزايد محليا ودوليا، بما قد يؤثر على مستقبله السياسي.

وتابع الكاتب أدريان جولمس أنه مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الرابع، ومع ارتفاع حصيلة الضحايا إلى رقم مذهل، تستمر التكلفة السياسية لهذا الدعم غير المشروط بالنسبة لبايدن.

فعلى الصعيد الدبلوماسي -يتابع الكاتب- أصبحت الولايات المتحدة معزولةً بشكل متزايد، علما أن أخطار اتساع نطاق الصراع ليشمل جميع أنحاء المنطقة يبقى قائما. وداخليا، يواجه بايدن انتقادات داخل حزبه مع دخوله حملة انتخابية صعبة للفوز بولاية ثانية.

وبحسب تقرير لوفيغارو يواجه جو بايدن وإدارته صعوبة متزايدة في إخفاء إحباطهم من حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية، خاصة أن الولايات المتحدة ترتبط ارتباطا وثيقا بعواقب الحرب، وتدرك أنها تمتلك القليل من وسائل التأثير على سير الحرب أو نهايتها.

لا اعتبار

علما أنه لم يكن للنداءات المتكررة التي أطلقها الرئيس بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن للسلطات الإسرائيلية لأخذ المخاوف الأميركية بعين الاعتبار أي تأثير.

وأضاف الكاتب أن علاقات بايدن مع نتنياهو تمر بفترة من الفتور، كما أن بلينكن وجّه انتقادات مباشرة للحكومة الإسرائيلية، وهو الذي سبق أن أكد للإسرائيليين -عقب هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول- أن الولايات المتحدة "تدعم إسرائيل اليوم وغدا ودائما".

وبحسب التقرير، فإن هذه التحذيرات لم تكن أكثر تأثيرا من الطلبات الأميركية السابقة لإسرائيل. بل إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كشف أمام الجميع أنه "أبلغ الولايات المتحدة بأنه يعارض مبدأ إقامة دولة فلسطينية في أي سيناريو بعد الحرب"، وزاد: "يجب أن يكون رئيس الوزراء قادرا على قول لا، حتى لأصدقائنا".

المعارضة الشعبية

ونقلت لوفيغارو عن جويل بينين، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة ستانفورد، قوله: "هذه ليست المرة الأولى التي تنشأ فيها توترات كبيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل… ورغم ذلك فقد فعلت إسرائيل ما تشاء، وهذا ما يحدث حاليا".

وتابع: لذلك ليس من المستغرب أن تقاوم حكومة نتنياهو جميع التوجيهات والنصائح الأميركية للقيام بالأمور بطريقة مختلفة، وقال إن الجديد هو المعارضة الشديدة من الشعب الأميركي للسياسة الإسرائيلية، التي تكتسب لأول مرة زخما في واشنطن، وهي حركة مهمة بين الشبان وحتى في الأوساط اليهودية الأميركية.

وشدد الكاتب على أن هذه التوترات تتجاوز مظاهرات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين، ووصلت إلى داخل الحزب الديمقراطي، حيث قدّمت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ قرارا هذا الأسبوع يطالب بأن تكون المساعدات الأميركية لإسرائيل الآن مصحوبة بشروط.

السيناتور بيرني ساندرز أكد أن الولايات المتحدة متورطة في الكابوس الذي يعيشه الفلسطينيون (الفرنسية)

وقال بيرني ساندرز السيناتور عن ولاية فيرمونت: "سواء أحببنا ذلك أم لا، فإن الولايات المتحدة متواطئة في الكابوس الذي يعيشه ملايين الفلسطينيين اليوم". كما أكد السيناتور إليزابيث وارن عن ولاية ماساشوستس: "بالنظر إلى الطريقة التي خاض بها نتنياهو وحكومته هذه الحرب، لدينا أسئلة جدية يجب أن نطرحها قبل أن نتقدم أكثر في دعمنا".

وأورد الكاتب أن الانتقادات التي واجهها بايدن لدعمه الحرب الإسرائيلية في غزة تشكل عائقا مقلقا على نحو متزايد أمام إعادة انتخابه.

ويعتقد بينين أنه من المحتمل جدا أن يخسر الرئيس بايدن ولاية ميشيغان في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بسبب الصراع في غزة.

في المقابل، عبّر المحللون المقربون من الديمقراطيين الآن علنا عن شكوكهم بشأن استعداد نتنياهو لمراعاة الموقف الحساس الذي يجد بايدن نفسه فيه.

وحسب بينين "من الواضح أن إستراتيجيته تكمن في الانتظار حتى نهاية ولاية بايدن والأمل في انتخاب ترامب. فبايدن ليس لديه إستراتيجية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودان وليس تعميقها.. بلينكن يعلن هذا الإجراء الذي ستتخذه الولايات المتحدة حيال الأمر

وجه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، تحذيرًا واضحًا بشأن استمرار الحرب في السودان، مشددًا على ضرورة وقف المعاناة الإنسانية. في جلسة لمجلس الأمن خصصت لمناقشة الوضع السوداني، طالب بلينكن جميع الأطراف الفاعلة باستخدام نفوذها لإنهاء الصراع وليس تأجيجه. وأضاف:

"استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودانيين وليس لتعميقها. أظهروا التزامكم بمستقبل السودان بأفعال ملموسة لا بالأقوال فقط."

أنتوني بلينكنالولايات المتحدة تتخذ إجراءات عقابية

أعلن بلينكن أن بلاده ستواصل استخدام كل الوسائل المتاحة، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة، لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات في السودان. ودعا الدول الأخرى إلى اتخاذ إجراءات مماثلة لزيادة الضغط على الأطراف التي تؤجج الصراع. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الدولية الرامية للحد من التصعيد وحماية المدنيين.

دعم مالي أمريكي إضافي للسودان

خلال كلمته في مجلس الأمن، كشف بلينكن عن تخصيص 200 مليون دولار إضافية لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان، مما يرفع إجمالي المساعدات الأمريكية إلى 2.3 مليار دولار. وأكد أن الولايات المتحدة تعمل بشكل وثيق مع شركائها لضمان إيصال المساعدات بشكل فعال للمتضررين في السودان.

الموقف الإماراتي ودعوات لوقف إطلاق النار

من جهته، أكد محمد أبو شهاب، سفير الإمارات ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أن تنفيذ وقف إطلاق نار شامل ودائم هو الحل الأفضل لحماية المدنيين السودانيين. ودعا خلال جلسة مجلس الأمن إلى الضغط على الأطراف المتحاربة للجلوس إلى طاولة التفاوض ومعالجة الوضع الإنساني المتدهور. كما شدد على أهمية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم.

الإمارات تؤكد وقوفها مع السودان

أوضح المندوب الإماراتي أن دولة الإمارات لديها روابط تاريخية وثيقة مع السودان، مشيرًا إلى التزام بلاده بدعم الشعب السوداني في ظل الظروف الحالية. وأضاف أن الإمارات ستواصل العمل على تعزيز الاستقرار ودعم الجهود الدولية الرامية لإنهاء النزاع.

معاناة متفاقمة تستدعي تحركًا دوليًا

تتزامن هذه الدعوات الدولية مع تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، حيث يواجه ملايين السودانيين أوضاعًا كارثية بسبب استمرار القتال وتعطيل الخدمات الأساسية. وأكدت المنظمات الإنسانية أن الوصول إلى المحتاجين لا يزال تحديًا كبيرًا، مما يجعل التحرك الدولي ضرورة ملحة.

مقالات مشابهة

  • ترامب: سيتم الاعتراف بجنسين فقط على مستوى الولايات المتحدة
  • ترامب: سيتم بدء أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة
  • أستاذ قانون دولي: المعارضة الإسرائيلية ضعيفة أمام حكومة نتنياهو
  • أستاذ قانون دولي: المعارضة الإسرائيلية تعاني تشرذما أمام حكومة نتنياهو
  • الحرب بين الولايات المتحدة والصين تتجه نحو التوسع
  • بايدن يوقع على مشروع قانون التمويل ويجنب إغلاق الحكومة الأميركية
  • QNB: التضخم في الولايات المتحدة الأميركية يتباطأ في عام 2025
  • السلطات الأميركية تدرس حظر أجهزة الراوتر الصينية في الولايات المتحدة
  • استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودان وليس تعميقها.. بلينكن يعلن هذا الإجراء الذي ستتخذه الولايات المتحدة حيال الأمر
  • ما قصة نسيم خليبات الفلسطيني الحامل للجنسية الإسرائيلية الذي سلمه المغرب لإسرائيل؟