كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن الاتحاد الأوروبي حث أعضائه على فرض عواقب أو تبعات على إسرائيل إذا استمر رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في معارضة مقترح لإقامة دولة فلسطينية، ضمن خطة سلام شاملة.

وذكرت الصحيفة أن هذا التطور يأتي بينما يتطلع الاتحاد الأوروبي إلى تكثيف الضغط على نتنياهو لدفع الجهود نحو سلام طويل الأمد بين إسرائيل وفلسطين.

ويسلط التهديد المقترح الذي سيناقشه اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الإثنين الضوء على القلق المتزايد من موقف إسرائيل بين كثير من حلفائها الغربيين مع تزايد عدد القتلى المدنيين في حربها على غزة مما يؤجج عدم الاستقرار في أنحاء الشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة أن هذا التطور في سلوك الاتحاد الأوروبي، جاء وفق وثيقة اطلعت عليها وتم توزيعها على الدول أعضاء التكتل قبل اجتماع الاثنين.

واقترحت الوثيقة أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يجب أن "تحدد العواقب المتصورة حال قبول (حكومة نتنياهو) بالمشاركة أو عدم المشاركة بخطة السلام المقترحة، والتي تتضمن إقامة دولة فلسطينية والاعتراف بالسيادة المتبادلة – ما يسمى بحل الدولتين.

والسبت ضاعف نتنياهو من إصراره لرفض إقامة دولة فلسطينية قائلا إنّه لن يتنازل "عن السيطرة الأمنية الكاملة لإسرائيل على غربي نهر الأردن (الضفة الغربية وقطاع غزة)، وهذا يتناقض مع الدولة الفلسطينية"

كما، نفى نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه، أن يكون قد أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن بإمكانية قيام دولة فلسطينية.

وجاء النفي ردا على تقرير نشرته السبت، شبكة "سي إن إن" الأمريكية قال إن نتنياهو أبلغ بايدن بأن "كلماته في مؤتمر صحفي الخميس، لا تهدف إلى استبعاد أي احتمال لقيام دولة فلسطينية".

وفي أول اتصال هاتفي بينهما منذ نحو شهر، أكد بايدن لنتنياهو، الجمعة، أن "الحل السياسي الدائم بين إسرائيل وفلسطين لن يكون ممكنا إلا من خلال حل الدولتين"، وفق بيان للبيت الأبيض.

اقرأ أيضاً

نتنياهو وأعضاء حكومته يرفضون قيام دولة فلسطينية

وبعد يوم من تصريحات نتنياهو، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الأحد، إن رفض قبول حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، وإنكار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة، "أمر غير مقبول".

وأضاف "يجب أن يعترف الجميع بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته".

حوافز وروادع

وفي حين أن نفوذ الاتحاد الأوروبي على إسرائيل أضعف بكثير من نفوذ الولايات المتحدة، إلا أنه لديه اتفاقية شراكة تمنحه مزايا تجارية واستثمارية تفضيلية، وهو الوضع الذي جعل الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري لإسرائيل.

وقال أحد كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي: "إننا نقترح بعض الأفكار على الدول الأعضاء، وجزء من هذه الأفكار. . . هو كيف سنستخدم اشتراطاتنا في المستقبل لنرى كيف يمكننا تحقيق ذلك حل الدولتين."

وأضاف المسؤول أن "هناك حوافز وروادع" لإسرائيل، مشيرا إلى المزايا التي يقدمها الاتحاد الأوروبي حاليا لإسرائيل بموجب اتفاقية الشراكة.

وقال مسؤول ثان في الاتحاد الأوروبي إن الاقتراح يعكس غضبا كبيرا بين العديد من أعضاء الاتحاد البالغ عددهم 27 دولة بسبب رفض إسرائيل الانخراط في مقترح حل الدولتين، لكنه حذر من أن مناقشات الاثنين كانت “أولية” وأن أي إجراء سيكون في مرحلة لاحقة.

وقال المسؤول الثاني: “من الصعب فرض ذلك على نتنياهو”. "لكنه قد لا يكون موجودًا إلى الأبد."

وتشمل مطالب الاتحاد الأوروبي المنصوص عليها في الوثيقة إقامة "دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في سلام وأمن، مع التطبيع الكامل والتنمية الجوهرية للتعاون الأمني ​​والاقتصادي".

وأضاف: "يجب أن يكون أحد العناصر الأساسية في خطة السلام هو تطوير ضمانات أمنية قوية لإسرائيل ودولة فلسطين المستقلة المستقبلية، بشرط الاعتراف الدبلوماسي المتبادل الكامل ودمج كل من إسرائيل وفلسطين في المنطقة".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى السبت 24 ألفا و927 قتيلا، و62 ألفا و388 مصابا، وكارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 ملايين شخص، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً

"إقامة دولة فلسطينية" بعد حرب غزة يهدد بتعميق الصدع بين أمريكا وإسرائيل

 

المصدر | فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة الاتحاد الأوروبي بنيامين نتنياهو سلام طويل الأمد إقامة دولة فلسطينية حل الدولتين إقامة دولة فلسطینیة الاتحاد الأوروبی حل الدولتین

إقرأ أيضاً:

الأهرام: على المجتمع الدولي التصدي لمماطلات نتنياهو وإصراره على اللعب بالنار

أكدت صحيفة "الأهرام" على ضرورة بذل المجتمع الدولي والقوى الإقليمية، والدول المحبة للسلام المزيد من الجهد، لإنهاء اعتداءات إسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، والتصدي لمماطلات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإصراره على اللعب بالنار، لأنه إذا لم يوضع حد للصراع الدائر فإن الأمر ينذر بحرب إقليمية شاملة لن ينجو منها أحد.

وفي افتتاحية عددها الصادر اليوم الأربعاء، سلطت الصحيفة الضوء على زيارة جوزيب بوريل الممثل الأعلى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، إلى مصر، والتي استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وناقشا سبل دفع جهود التسوية، والضغط من أجل التوصل إلى اتفاق ينهى الحرب في غزة، ويوقف التصعيد في الضفة، أملًا في أن تنجح محاولات منع اتساع نطاق الصراع.

وأوضحت أن الرئيس السيسي شدد خلال لقاء بوريل على مبدأ "مسئولية المجتمع الدولي" إزاء ما يجري في المنطقة، إذ لم يعد مقبولًا أن يقف العالم صامتًا إزاء ما يواجهه سكان غزة من أوضاع إنسانية صعبة، وما يتعرض له سكان الضفة من تنكيل وقمع على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلية، دون أن تبدو في الأفق بارقة أمل لاحتواء الموقف قبل مزيد من الاشتعال.

ونوهت بأهمية أن يكون للاتحاد الأوروبي دور فعال ومؤثر، على صعيد مواصلة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، ومنع توسيع نطاق الصراع، وفتح آفاق السلام بالمنطقة.

وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يملك التأثير القوي الذي يتيح له القيام بدور مهم، ووضع حد لتصرفات نتنياهو، الذي بات يتلاعب بالقوانين الدولية والإنسانية كلها، لتحقيق مكاسب شخصية، له وللعناصر المتطرفة في حكومته، بدليل أن بوريل أكد للصحفيين، خلال زيارته معبر رفح، أنه قدم مقترحا للاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات ضد وزراء إسرائيليين بسبب نشرهم خطاب الكراهية، كما سبق للاتحاد أن اصطدم بالجانب الإسرائيلي بسبب تعنت تل أبيب في إدخال المساعدات والأدوية التي يرسلها الاتحاد إلى سكان غزة، وهو ما يعني أن الاتحاد يعرف تمامًا من أين تأتي التصرفات الاستفزازية، وكيف تولد مبررات الصراع، وأسباب توسيعه.

وفي ختام افتتاحيتها.. لفتت "الأهرام" إلى أن المأمول الآن أن يصعد الاتحاد الأوروبي وغيره من الأطراف الفاعلة الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل لإنجاح جهود الهدنة، ومنع اتساع نطاق الحرب، خاصة أن أوروبا تدرك تماما أنها ستكون من أكثر المتضررين جراء هذا السيناريو.

اقرأ أيضاًبسبب ترامب وهاريس.. انشقاق بين حكومة نتنياهو والمعارضة الإسرائيلية

إعلام عبري: المصريون أرسلوا «رسائل رهيبة» بعد تصريحات نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا

مقالات مشابهة

  • عرض فيلم وثائق بيبي رغم معارضة نتنياهو.. تحقيقات مسرّبة واتهامات بالفساد
  • الأهرام: على المجتمع الدولي التصدي لمماطلات نتنياهو وإصراره على اللعب بالنار
  • مصطفى الفقي: نتنياهو يسعى لتخويف العالم.. والتأكيد على أن إسرائيل لا تقهر
  • دبلوماسي سابق يكشف أهمية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي بالنسبة لمصر (فيديو)
  • مجلس التعاون الخليجي: ندعم حلا شاملا يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية
  • روسيا تؤيد مع دول الخليج إقامة دولة فلسطينية
  • سموتريتش: مهمّة حياتي بناء أرض إسرائيل وإحباط إقامة دولة فلسطينية
  • سموتريتش يعتبر أن مهمة حياته إحباط إقامة دولة فلسطينية
  • سموتريتش: مهمة حياتي إحباط إقامة دولة فلسطينية
  • "لافروف" بالحوار الاستراتيجي: لا سلام في المنطقة دون إقامة دولة فلسطينية